الردع السوري ورعب إسرائيل !! / احمد عبد الله الشاوش

 

 - أثار أسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة للعدو الصهيوني طراز إف  16 صدمة في اعلى هرم السلطة في إسرائيل ، وحالة من الرعب في سلاح الجو ، كما فزع المواطن الإسرائيلي من هول ذلك السقوط المريع  والاسطورة




أحمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الثلاثاء 13/2/2018 م …
أثار أسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة للعدو الصهيوني طراز إف 16 صدمة في اعلى هرم السلطة في إسرائيل ، وحالة من الرعب في سلاح الجو ، كما فزع المواطن الإسرائيلي من هول ذلك السقوط المريع والاسطورة المترنحة، لاسيما بعد ان أصيب اثنين من طياريها أحدهم إصابته خطيرة .
هذه العملية النوعية للجيش السوري والغطرسة الصهيونية والتطورات المثيرة يبدوا أنها ستفتح أبواب جهنم وتحرق إسرائيل وتجر المنطقة الى مزيد من الدمار والدماء والتشظي ، طالما تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء وواصلت مقامرتها وتهديدها للسلم والامن الدوليين ومواصلة مسلسل استهداف طائراتها الحربية لسيادة سوريا ولبنان منذ العام 2003وحتى اللحظة.
ولذلك فإن اسقاط الطائرة الإسرائيلية من قبل الدفاعات الأرضية السورية حمل العديد من الرسائل الواضحة المعالم :
الأولى : ان هذه العملية النوعية زلزلت حكومة نتنياهو التي سارعت الى عقد اجتماع طارئ وتوقيف الحركة في مطاراتها، والاستنجاد بـ روسيا لطلب ” التهدئة” والتباكي أمام حائط البيت الأبيض ، كما شكلت احراجاً كبيراً للولايات المتحدة الامريكية التي سارعت الى الإفصاح عن عدم مشاركتها في قصف الأهداف السورية ، ليكتشف الإسرائيليون أن أمنهم واستقرارهم مجرد وهم وان لكل فعل رد فعل ، لاسيما بعد ان تغيرت المعادلة في منطقة الشرق الأوسط ويكاد هلال المقاومة أن يكتمل بانتصار العراق وسوريا ولبنان ضد الإرهاب.
الثانية : ان الجيش العربي السوري أصبح قوة جبارة في المنطقة ، رغم الدمار والدماء والجروح والالام ، ويملك استراتيجية أرقت اعدائه ومكنته من أحداث توازن الرعب الذي وضع حداً للغطرسة الإسرائيلية التي استباحت سيادة سوريا في الجو والبر والبحر ، بكفاءة عالية ، واستعداد أكبر لأي منازلة ، وقدرة فائقة في اصطياد التقنية الامريكية الحديثة ، التي هوت كالطير الميت في مواجهة السلاح الروسي الضارب بعد ان بثت وسائل الاعلام الدولية مشاهد حية تُجسد لحظة سقوط واحتراق فخر الصناعات الامريكية وتقزيم صقور تل ابيب المستقوي بجلاد واشنطن ونفاق القارة العجوز ووحشية اللوبي اليهودي .
الثالثة : ان محور المقاومة المتمثل في الجيش العربي السوري وحلفاؤه من الإيرانيين وحزب الله ولبنان أصبح قوة ضاربة بعد ان أكتسب خبرة كبيرة في ساحات المعارك والتطور الملحوظ في الصناعات العسكرية الى جانب استخدام التكنولوجيا الروسية التي غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط وأفشلت كل المخططات وقلبت المعادلة رأساً على عقب بعد الانتصار الكبير على القوى الإرهابية التي تبنتها ودربتها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وتركيا ومولتها قطر والسعودية بمليارات الدولارات ، ومع ذلك سقطت أحلام القاعدة وطموحات داعش وآمال النصرة ،، ورهانات القوى المحلية والإقليمية والدولية
الرابع : انه مهما تزود العدو الصهيوني أو حصل على الأسلحة الباليستية والنووية والجرثومية والتقنية المتطورة أو راهن على بعض المخلفات المحلية والقوى الدولية لايمكن أن يستقر لحظة في تل ابيب أو يغفو له جفن في غزة او تغمض له عين في رام الله او يلتقط أنفاسه في القدس ، طالما افراط في القوة ضد الفلسطينيين والطغيان في سوريا والجبروت في لبنان ومارس سياسة القمع والاعتقال والقتل والاغتيال وتدمير المنازل وبناء المستوطنات في فلسطين وتهرب من عملية السلام ومبدأ حل الدولتين وآمن بإن القدس عاصمة لدولة فلسطين ، وستفشل حينها كافة الخطط والمؤامرات والرهانات التي تسوق لصفقة القرن عبر التيوس المستعارة من الاعراب ، لان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية ماتزال حية لأسقاط أي مشاريع تدميرية.
النقطة الخامسة : أن حديث إسرائيل عن الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام والقوانين الدولية وحقوق الانسان وذرف دموع التماسيح والمحرقة التي تتشدق به إسرائيل في المحافل الدولية والمؤتمرات والمنتديات المشبوهة مجرد أضغاث أحلام وتاريخ أجدادها القديم ودولة إسرائيل الحديث شاهد على تآمر وقتل الأنبياء والشعب الفلسطيني ، كما ان عدم التزام إسرائيل بقرارات وقوانين ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الامن التي لاتُعد ولاتحصى ومحاربتها لليونسكو هو قمة ” التمرد” والغطرسة على الشرعية الدولية، مايجعل بقاء إسرائيل في المنطقة محكوم بتاريخ صلاحية طالما سعت في الأرض فساداً وناصبت الامة العداء على مدار الساعة ، وأياً كانت الضغوط الامريكية والاممية وأحلام التطبيع والتطبيل والهيمنة التي يسوقها الاعراب سيكتب لها الفشل وينتظرها الموت.
ومايدعو للسخرية والاستهجان ان يتحدث نتنياهو عن سيادة إسرائيل وتسديد الضربات القاسية والدفاع عن نفسها ضد أي هجو ، في حين ان الواقع يؤكد ان إسرائيل بذرة ” سرطانية” زرعها بلفور في فلسطين، وتنتهك سيادة وأجواء الدول المستقلة ، دون ان يدرك ان بيته من زجاج .
ولذلك اذا واصلت إسرائيل تصعيدها وغطرستها بعيداً عن المنطق وتحكيم لغة العقل وفهم المتغيرات المتسارعة أو تهاونت بقوة حزب الله وسوريا وايران ، ، فإن الحرب المقبلة ستكون خاطفة كالصاعقة وشرارتها الأولى مرعبة ستفتح أبواب جهنم ووتدفع إسرائيل ثمن تهورها وحماقتها وغرورها ، فالضربة الأولى ستحول إسرائيل الى جحيم بالتزامن مع السيل الجرار من الصواريخ الحديثة والطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة والحرب الالكترونية ، كما ان هذه المغامرة من شأنها أحراق كافة أطرافها ليس في إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق وانما ستشعل منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها دول الخليج ، ومع ذلك يظل الامل منشود في تجنب الكارثة ولعب الدب الروسي الذي تحول الى ” أسد” الشرق الأوسط دور التهدئة.
ولذلك فإن الحكمة توجب التعقل والتهدئة واحترام أجواء وسيادة الاخرين ، وطرق أبواب السلام مع الفلسطينيين بعيداً عن المراوغة والابتزاز والضغوط ، بدلاً من فتح أبواب جهنم التي ستأكل الأخضر واليابس ، لاسيما وشبح حرب 2006م مازال يطارد كافة الإسرائيليين من اعلى هرم السلطة وحتى أخمص قدميها وقبلها حرب 1973م السادس من أكتوبر… فهل يعي حكام تل ابيب الدرس ، مالم فإن النار لا تحرق إلا رجل واطيها.
[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.