العدوان الإسرائيلي على سوريا يمثل حماقة كبرى / عباس الجمعة

نتيجة بحث الصور عن عباس الجمعة

عباس الجمعة ( الخميس ) 15/2/2018 م …




لا شك أن عدوان الكيان الإسرائيلي الأخير على أحد المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى وريف دمشق يأتي بعد سلسلة من الخيبات الأميركية والصهيونية على الساحة السورية ومحاولة هذين الطرفين العدوانيين الالتفاف على تقدم الجيش العربي السوري على الأرض ودحره للتنظيمات الإرهابية المتطرفة.

من هنا نقول ان الكيان الصهيوني فشل في تحقيق ما يصبو إليه من قواعد اشتباك ومعها أسقطت رسائله المتوخاه ، ومعها اهتزت نظرية التفوق ، وخاصة لسلاح الجو ، هذه النظرية التي اشبع لها المستوطن العنصري الصهيوني .

فبعد فشل إدارة ترامب الذريع على الأرض وخصوصاً بعد هزيمة القوى الإرهابية التي غزتها يأتي العدوان الصهيوني ليتدخل بشكل مباشر بعد اندحار وكلائه على الأرض، مما يؤكد بأن هذا العدوان الغادر يمثل محاولة أميركية وصهيونية لترجيح الكفة لأدوات الإرهاب التي خسرت الكثير من أوراقها الإرهابية التدميرية على الأرض، وخطوة يائسة وبائسة لرفع معنويات تلك الأدوات التي تحركها القوى الرجعية والنظام التركي.‏

لذلك فأن الكيان الصهيوني لم يدرك بعد أن الصمود السوري في وجه الإرهاب طيلة سبع سنوات من الحرب الإرهابية ضد سورية ـ إلاّ أن صمود الجيش والشعب السوري والمقاومة في التصدي لقوى الإرهاب ودحرهم عن أغلبية الاراضي السورية وإعادة الأمن والاستقرار الى المناطق المحررة ـ أفقد العدو الصهيوني صوابه من خلال العدوان المستمر، ولكن تفجأ هذه المرة باسقاط الدفاعات الجوية السورية احدى طائراته الحربية، عقب إغارتها على أراضي سوريا.

وفي ظل هذه الأوضاع نرى أن استمرار الاعتداءات من قبل الاحتلال على سيادة الدول والشعوب العربية، تستدعي اتخاذ القرار الضروري بالتصدي لها مها كلف الثمن، فالعدو الصهيوني لن يتوقف عن عدوانه إلا إذا دفع تكلفة مغامراته المجنونة ثمناً يردعه ويوقفه عند حده.

أنّ اسقاط طائرة “الـ F 16 رسالة واضحة وضرورية لوقف الاستهتار الصهيوني بالمقدرات العسكرية العربية، مما يتطلب استنهاض الطاقات لمواجهة مشروع ترامب الهادف لتصفية القضية الفلسطينية وتفتيت المنطقة وفرض الكيان كجزء طبيعي عليها، وقطع الطريق امام ترسيم ملف التطبيع مع العالم العربي، ونحن على ثقة بقدرة الشعوب العربية واحزابها ومقاومتها في التصدي للعدو الصهيوني ومخططاته، لأن اسقاط الطائرة هو نقطة تحول في سجل الصراع مع الاحتلال.

لقد أسقطت الحرب على سوريا كل الأقنعة ، كما كشفت أيضاً سيناريو هذا العدوان الصهيوني المعدّ أميركياً، لكن رهانات الادارة الاميركية باءت بالفشل، فما حصدوا إلا الخزي والعار.. وستبقى دماء الابرياء والشهداء ، شاهداً على تاريخهم المطلخ بالدماء.

ان التضامن مع سوريا في مواجهة اعتداءات الاحتلال المتكررة على أراضيها وخرق السيادة السورية والاعتداء عليها،  يتطلب مقاومة عربية شاملة لمواجهة الغطرسة الصهيونية و لمنطق الهيمنة والعدوان التي تسعى دولة الاحتلال بدعم امريكي لفرضه على الشعوب العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص في مسعى لتصفية قضيته والانقضاض على حقوقه العادلة.

وامام كل ذلك نرى ان التصدي للمشرع الصهيو امريكي، ومواجهة مشاريع ترامب وصفقة القرن وكل المحاولات الامبريالية بحق الامة العربية والشعب الفلسطيني، تتطلب أولاً من الكل الفلسطيني، نبذ كل خلافاته، لكي نستطيع ان ننجوا من المؤامرات والمشاريع التي تستهدف شطب وتصفية قضيتنا ومشروعنا الوطني فعلينا بالصمود والمقاومة والوحدة.

الكيان الصهيوني الذي يقيم الجدران على الحدود اللبنانية الفلسطينية يعرف ان معادلات القوة ستفرض عليه كلفة عالية في حال وسع من نطاق العدوان ، وخاصة ما تمتلكه المقاومة في لبنان من قدرات متطورة ، وعلى كيان الاحتلال ان يعلم بأن اي مغامرة ستكون نتائجها  مدمرة لكيانه وخاصة بعدما أسقط الدفاع الجوي السوري الطائرة الصهيونية في إثبات قدرات دفاعية وتقنية عالية لدى الجيش العربي السوري.

ختاماً، المشهد في فلسطين المحتلة كان مختلفاً كلياً حالة نهوض واستعداد واستمرار المقاومة الشعبية وفي سورية ولبنان احتفال ومعنويات عالية بإثبات الإرادة، كما تضامن فلسطيني وعربي ودولي شامل واستعداد معلن للتصدي بحزم لأي عدوان صهيوني، فصمود الشعب الفلسطيني العظيم شعب العزة والكرامة والإباء، وصمود المقاومة العربية المدعومة من روسيا وإيران سيشكل صورة ناصعة البياض في تاريخ الأمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.