تأملات فى عينة من برامج الفضائيات المصرية / ا.د. سعيد صلاح الدين النشائى

 

ا.د. سعيد صلاح الدين النشائى* ( مصر ) الخميس 30/4/2015 م …

*أستاذ على المعاش بجامعة القاهرة

     بعد عودتى إلى مصر منذ بضعة أسابيع بعد حوالى 30 عاما فى الخارج كأستاذ فى العديد من الجامعات الأجنية فى تخصصى وهو الهندسة الكيميائية , وليس العلوم السياسية, لفت نظرى العديد من الأشياء خصوصا فى برامج الفضائيات التى تحاول أن تكون أكثر إستقلالا عن السلطة من المحطات التليفزيزنية الحكومية. وخلال فترة حيانى وعملى فى الخارج لم أتخلف يوما واحد عن متابعة أخبار مصرنا الحبيبة وأيضا زيارتها كل بضعة شهور وخصوصا أثناء الثورات والإنتفاضات التى قام بها ملايين المصريين والمصريات فى السنوات الأخيرة بدءا من ثورة 25  يناير 2011 الشعبية المليونية العظيمة التى أطاحت بالصهيونى المخلوع مبارك وعصابته وإنتهاءا بثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بالصهيونى المخلوع مرسى وعصابته وما بينهما من إنتفاضات جزئية. ورغم عظمة هذه الثورات والإنتفاضات وما صاحبهم من إضرابات عماليه من أجل مصالح العمال المنهوبة إلا انهم وحتى اليوم 27 إبريل 2015 لم يحققوا أيا من أهداف التحرر الوطنى المطلوبة ولا الديموقراطية ولا التقدم الإقتصادى والعدالة الإجتماعية. لقد تأخرت ثورة التحرر الوطنى أكثر من 60 عاما ليس فى مصر فقط ولكن فى باقى العالم العربى والعديد من الدول الأخرى وذلك نظرا لفشل الطبقة البرجوازية بكل فئاتها فى تحقيق مهامها التاريخية وخضوعها للإستعمار والصهيونية وعملائهم كبار أعداء التحرر الوطنى. كما لم تستطع هذه الطبقة المشوهه بكل فئاتها إدخال أى إصلاحات ديموقراطية ولا إقتصادية وإجتماعية فى ظل الرأسمالية كما فعلت طبقات برجوازية أخرى فى بلدان أخرى عن طريق إصلاحات فى إطار النظام الرأسمالى وذلك نتيجة خيانتها وتبعيتها للإستعمار والصهيونية.  بذلك تكون الثورتين العظيمتين وما بينهما وحولهما لم يحققا أى شىء فى أطار النظام القائم وإن كانوا قد حققوا نموا ملحوظا فى وعى الشعب وغضبة من النظام القائم وما سبقه من أنظمة يبدو أنهم جميعا يدورون فى فلك واحد وينتمون إلى قاعد طبقية وسياسية واحدة ويتعاونون ويتوالسون معا ويحاولون أحتواء الوعى الشعبى المتصاعد بكل الأساليب وأهمها الإعلام وشغل الشعب ,خصوصا فئاتة الثورية طبقيا وفكريا وسياسيا, بقضايا جانبية وأخرى مريبه ومشبوهه يزدحم بها الإعلام والأحداث, وإن كان الشعب, خصوصا شبابه,  لم يعد ينخدع بهذه الأساليب لكن المتابعة والتوضيح وكشف هذه الخدع لا زالت من مهام من يستطيعون                                                                                                          

وبدون الإستمرار فى مزيد من التحليل السياسى, حيث أن ذلك ليس موضوع المقال وأعلاه مجرد مقدمة مختصرة ومبسطة جدا, فالموضوع شديد التعقيد ويحتاج دراسات عميقة تساعد على الخروج من هذا المستنقع الحالى. ولكن هذه المقاله فقط لتناولعينة من برامج الفضائيات المصرية والتعليق عليهما بما يساعد على إحترامها وتقديرها وحماية الشباب, بناة المستقبل, من آثارها السلبية والتى تتطلب فهما عميقا للإستفادة من أى حقائق وإيجابيات فيها وأيضا كشف عيوبها ودورها فى أحتواء الثوار وتشويه فكرهم وتعميم القضايا بشكل خاطىء وإستخدام تسميات خاطئة وتجنب الحقائق وتملق السلطة القائمة دائما كالمعتاد.                                                                                                                                              

1- برنامج على دريم 2 المذيعة هى رشا نبيل والضيفة هى أستاذة علم الإجتماع   بجامعة الزقازيق ا.د. هدى زكريا. 25 أبريل 2015

     ولقد كان البرنامج ممتع ومسلى وملىء بالمناقشات العميقة والمفيدة مقارنة ببرامج محطات التليفزيون الحكومية الرديئة للغاية. وتعليقاتى وإنتقادتى لا تقلل من قدر المذيعه ولا الضيفة ولا البرنامج والفضائية. وما يهمنا هنا هوإشادة ا.د.هدى المبالغ فيه بكلا من الرئيس الراحل عبد الناصر والحالى السيسى وإختلاق تشابهات غير صحيحة بينهما. فالرئيس عبد الناصر رغم كل إنجازاته بدءا من الإصلاح الزراعى مرورا بالقوانين التى أطلق عليها ” الإشتراكية” والمحاولة غير الناجحة لتقليل الفوارق بين الطبقات, إلخ فإنه أخفق فى الكثير من القضايا وعلى رأسها إنتشار الفساد فى القطاع العام وخيبة الإدارة الشديدة ( وإن كان ذلك لا يبرر جرائم السادات الغير وطنى وسياسته الإنفتاحية السداح المداح وفساد الخصخصة والإستسلام الكامل للإستعمار والصهيونية بحجة السلام الكاذب, إلخ,( إلا أن ذلك موضوع  آخر). ولقد غاب عن النظام الناصرى بالكامل المنهج الديموقراطى فى الحكم. وإذا كانت ” حجة” هذه الديكتاتورية هى حشد القوى لمواجهة الكيان الصهيونى مغتصب فلسطين و المدعوم من الإستعمار وعلى رأسه الإستعمار الإستيطانى النازى الأمريكى والرجعية العربية وعلى رأسها عصابة آل سعود( حيث أن وقتها لم تكن قد ظهرت العصابه الصهيونية قطر ونركيا- أردوغان بالشكل المفتعل كما هو الحال الآن), فإن هذة “الحجة” وهذه الأخطاء وغيرها أدت أولا إلى تدهور كل شىء فى البلد وعلى رأسهم التعليم والبحث العلمى وتوج القشل بكارثة يونيو 1967 التى لا زلنا نعيش فى مصائبها حتى الآن. لذلك, ودون الخوض أكثر فى خطايا النظام الناصرى, فإن التغزل فيه عن طريق عالمه إجتماع هو خطأ فاحش توغلت فيه د. هدى ولم تستطع أستاذه رشا مواجهة هذه الكارثة. أما التغزل فى الرئيس السيسى ونظامة فهو خطأ فاحش من د.هدى فأبسط تفكير علمى يقول أنه هو ونظامة لم يختبروا بما يكفى بعد , ثانيا أنة يتبع سياسة الصهيونى المخلوع مبارك ليس هذا فقط ولكن أيضا بأشخاصة والباقين فى المحليات منقسمين بين منحطى الحزب الوطنى العائد للحياة والصهاينة المتأسلمين الذين يطلق عليهم زورا الأخوان. ليس هذا فقط وذاك ولكن النظام أيضا شديد الديكتاتورية ضد شباب الثورة الذين أتوا به للحكم ومتهاون بشدة مع نظام وأفراد الخائن مبارك ومتساهل نسبيا مع الصهاينة المتأسلمين, رغم أنهم هم الذين ليسوا من أفراد هذا الوطن بل عملاء للإستعمار والصهيونية منذ أن أنشأهم الإستعمار البريطانى أوائل القرن الماضى (1928) وحتى الآن وفى المستقبل. ويتفاقم وضع النظام الحالى بتورطه الخاطىء جدا بالإنضواء تحت لواء عصابة آل سعود عملاء الأستعمار والصهيونية للإعتداء على اليمن بأوامر من الإستعمار والصهيونية وهو عدوان سوف يفشل وجريمة لن تغتفر للمشاركين فيها ومنهم نظام السيسى الذى تتغزل فيه د.هدى وتوافقها بإبتسامه بريئة الأستاذة رشا. أما محاولة المقارنة بين نظام عبد الناصر بكل مزاياه وعيوبه ونظام السيسى بكل عيوبه فهذا خطأ علمى كبير من عالمه فى علم الإجتماع السياسى مثل د.هدى. فالنظامين مختلفين تماما خصوصا إذا أزحنا جانبا مرض المثقفين المصريين المتمثل فى تملق السلطة القائمة تحت أى عذر ولأى مصلحة شخصية رديئة. فهل تتصور د.هدى أن عبد الناصر بكل عيوبة كان يمكن أن يقبل أن يكون رئيس الجمهورية فى ظل إتفاقيات كامب ديفيد الخيانة( أدعو القارىء و د.هدى لقراءة كتابات د. محمد سيف الدولة نجل المناضل الراحل عصمت سيف الدولة حول حقيقة هذه الإتفاقات المنحطة), ولكن السيسى ونظامة يعيشون فى ظلها ويرحبون بها وتوجد سفارة للكيان الصهيونى فى مصر. هل سياسات عبد الناصر المنحازة للعمال والفلاحين ( وإن لم تنجح) يمكن مقارنتها بسياسات السيسى المباركية الديكتاتورية المنحازة للرأسمالية وضد العمال والفلاحين؟ حتى التورط الأحمق للنظامين فى اليمن هما عكس بعضهما تماما. فعبد الناصر ونظامه كانوا مع قوى الثورة الجمهورية ضد نظام الإمام الرجعى المدعوم من عصابة آل سعود عملاء الإستعمار والصهيونية أما نظام السيسى فيقاتل فى اليمن فى صف الإستعمار والصهيونية وعصابة آل سعود وباقى حلفاؤهم من العملاء والخونة ومع القاعدة والصهاينة المتأسلمين فى اليمن!!! نظام السيسى الذى يدعى العداء للصهاينة المتأسلمين فى مصر هو حليف لهم فى اليمن!!!

أما قمة تعدى د.هدى علىتخصصها فهو تغنيها بالطبقة الوسطى و والإدعاء كذبا بدورها التقدمى فى عهد عبد الناصر وفى الآن وفى المستقبل!!! أولا يجب تقديم تعريف واضح ( ولو فى حده الأدنى) لما يطلق عليها فى بعض التحليلات  الغير علمية الطبقه الوسطى. وفى جميع التعريفات فإنها سوف تتراوح بين 5-7% وحيث أن الرأسمالية سواء الكبيرة الوطنية أو الكبرادورية العميلة لن تتجاوز أكثر من 1% فإن باقى الشعب يمثل أكثر من 90% هم العمال والفلاحين وهم عماد وأساس الشعب المصرى, أفلا تعرف عالمة الإجتماع د. هدى هذة الحقيقة؟ وتتغنى بالطبقة الوسطى التى فشلت تماما فى تحقيق مليميتر واحد على طريق التحرر الوطنى بعد مرور 60 عاما على بدء ثورة التحرر الوطنى!!!  يؤسفنى أنه من الناحية الإكاديمية كل التخصصات العلمية فى مصر قد تم تدميرها منذ عبد الناصر وحتى الآن وسوف يستمر ذلك سواء كانت هندسة أو علوم أو طب أو إقتصاد أو آداب أو علم إجتماع سياسى, إلخ. فهذه الأستاذة تشير إلى بعض مقولات كارل ماركس ولكن فى غير إطارها الصحيح ثم تتحمس للثورات فتشير فى نفس السياق للثورة الفرنسية والروسية والصينية, إلخ رغم أنهم ثورات مختلفة تماما حتى فى أساسهم الطبقى. فالثورة الفرنسية ثورة برجوازية ضد الإقطاع والثورة الروسية ثورتين تفصلهم 6 شهور الأولى منشفية إصلاحية ضد النظام القيصرى الإقطاعى والثانية ثورة بلشفية ثورية عمالية بقيادة ماركسية على رأسها القائد العمالى العظيم فلاديمير لينين, أما الثورة الصينية فرغم أنها ثورة شيوعية بقيادة ماوتسى تونج والحزب الشيوعى الصينى فهى ثورة فلاحية. لذلك مع كل إحترامى للإستاذه د. هدى زكريا ومقدمة البرنامج رشا نبيل فإنه بكل المعايير العلمية والموضوعية قإن الرنامج غير جيد ويسىء إلى معرفة الشباب التى يكرر الرئيس السيسى أن المطلوب من القوى السياسية تربية الشباب لقيادة المستقبل وأرجو أن يكون يعنى ذلك فهنالك الكثير من الأدلة على عكس ذلك تماما ولكن على البرامج التى تتملق هذهالسلطة كالمعتاد أن “يسمعوا كلامها”لحين أن نصل إلى سلطة أفضل عن طريق مزيد من الثورات الأكثر تنظيما.

2- برنامج على دريم 2 المذيع هو وائل الإيراشى والضيف هو  الكاتب بالإهرام فاروق جويدة . 26 أبريل 2015

     كان هذا البرنامج ذو طبيعة خاصة وعيوبة وأضرارة تفوق بمراحل تلك الناتجة عن برنامج ا.د.هدى زكريا المذكور أعلاه رغم أنة به الكثير من المعلومات الصحيحة والمواقف الوطنية الشريفة ولكن مع الأسف يزاحمها الكثير مما هو عكس ذلك تماما. طبعا الجوانب الإيجابية يمكن أن يراجعها القارىء على يوتوب البرنامج على الإنترنت. وسوف نركز هنا على الأخطاء والجوانب السلبية التى نخشى من  تأثيرها على الشباب الذين هم أمل المستقبل حسب تأكيد كل الجهات والمستويات سواء صدقا أو كذبا.

والبرنامج كعادة برامج المذيع الشاب واللامع وائل الإيراشى يبدأ بمواضيع حرجة تهم الجماهير الشعبية وفى هذه الحلقه كان هذا الموضوع هو إزالة الباعة الجائلين من ميدان رمسيس والأخطاء التى تمت فى أطار ذلك والتى يشتكى منها الكثير من الأفراد. ولقد تم تطويل هذه الفقرة والإعلانات شديدة الطول بين أجزائها, حتى أتى الشىء السياسى الذى نهتم به بعد الواحدة بعد منتصف الليل!! ورغم أن فى كل الحلقات الأخرى والمواضيع الأقل أهمية كان يفتح على الهواء باب الأسئلة عن طريق التليفون والموبيل فإن هذا لم يحدث فى هذا البرنامج للإستاذ فاروق جويدة. وكان الأستاذ وائل بالسماعة فى أذنه يشير إلى أسئلة وتعليقات من المشاهدين إلا أننا لا نجد أى شىء على الشاشة يشير إلى كيف نستطيع أن نفعل ذلك!!! وهذا خطأ يجب مراجعته وإعطاء المشاهدين فرصة التعليق على الهواء بشكل حر وليس أختيارى فذلك يسىء إلى المفهوم الديموقراطى للبرنامج. أرجو الإلتزام بذلك فى المستقبل لهذا البرنامج الناجح والذى لا تقلل إنتقاداتى من ذلك.قبل مراجعة أخطاء وأكاذيب ولوى الحقائق المزدحم به البرنامج يجب التعريف بطرفى البرنامج بشكل موضوعى حيث أنهم من الشخصيات المرموقة. فاروق جويدة هو من مواليد 1945 أى أن عمره حاليا قريب جدا من السبعين ويبعد عنها فقط بضعة شهور. أى أنه من جيلى ( 1947) وعشنا مراحل الحكم المتعددة منذ 23 يوليو 1952 وحتى الآن. أما أثناء الفترة الملكية والإحتلال البريطانى وكفاح الفدائيين من مختلف الإتجاهات السياسية ضدة بالكفاح المسلح, إلخ فقد كنا أطفالا ولم نعيشها ونتعلم عنها فقط من القراءات الوطنية. هكذا مر سيادة الأستاذ فاروق جود بفترة النظام الناصرى وإخفاقته الكبرى فى يونيو 1967 كشاب وأيضا النظام الساداتى وخيانتة الكبرى فى كامب ديفيد وإتفاقية الخيانة البشعة, وتدمير كل الإنجازات الإيجابية لنظام عبد الناصر والإيقاء على كل سلبياته وعلى رأسها الديكتاتورية. وما تلى كل ذلك من إنحطاط وصولالحادثة المنصة وإغتيال السادات على أيدى تجار الدين الذين أنشائهم هو من أجل محاربة اليسار الوطنى الشريف. كما عاش سيادتة مرحلة حكم الصهيونى المخلوع مبارك الذى وصل إلى أقصى درجات الفساد والنهب والتعاون مع الإستعمار والصهيونية. ولقد واكب فاروق جويدة ثورة 25 يناير 2011 الشعبية العظيمة التى أطاحت بالصهيونى الفاسد مبارك فى 11 فيراير 2011 وأرتكبت جريمتها البشعة بقبول المجلس العسكرى المباركى ليحل محل مبارك!!! وعايش الأستاذ فاروق جويدة هذة المرحلة حيث واصل المجلس العسكرى المباركى السير على نفس خطى وسياسات الخائن مبارك , حتى إضطهاد الشعب بنفس الإجرام والقسوة وسحل الشباب والفتيات فى الميادين!!! وقام هذا المجلس العسكرى المباركى وبأوامر من الإستعمار والصهيونية بتسليم السلطة للصهاينة المتأسلمين الذين يطلق عليهم زورا الأخوان وهم عملاء للإستعمار والصهيونية منذ أن أنشأهم الإستعمار البريطانى أوائل القرن الماضى ( 1928) وتوسعوا فى خدماتهم لكل الإستعمارات ومخابراتهم وصولا إلى الموساد الصهيونى وهم كذلك حتى اليوم وسوف يكونوا هكذا فى المستقبل. كما واكب عزيزنا الأستاذ فاروق جويدة فترة حكم الصهيونى العميل مرسى وعصابته الذين كادوا أن يدمروا مصر لولا أن قام الشعب بعشرات الملايين ضدهم فى ثورة 30 يونيو 2013 وأطاح الشعب بهم إلى مزبلة التاريخ وفى 3 يوليو 2013 أنضم الجيش إلى الثورة ولعدم وجود قوة وطنية ثورية منظمة أستولى الجيش على السلطة. وتطورت الأوضاع حتى قيام نظام السيسى الغير ديموقراطى الذى يضطهد شباب الثورة أكثر مما يحارب الصهاينة المتأسلمين ويتبع سياسات مبارك وبإستخدام رجالات مبارك. وأخير وصلهذا النظام الردىء إلى درجة التحالف مع عصابة آل سعود عميلة الإستعمار والصهيونية فى العدوان على شعب اليمن بأوامر إستعمارية صهيونية, بحيث أصبح يدعى أنه عدو للصهاينة المتأسلمين فى مصر بينما هو حليف لهم فى اليمن!!! أين عزيزنا فاروق جويدة وقد عاش هذه الأحداث كلها ككاتب فى الأهرام وأيضا شاعر ومحلل سياسى وأشياء أخرى كثيرة!! فما هى السمات الأساسية بإختصار دون الدخول فى تفاصيل تناسب كتاب يكتبه هو عن قصة حياتة وأعتقد أن ذلك هام لكل الشخصيات المتميزة:

1-     ربما من المشروع السؤال عن مشروعية تعدد المواهب وهل يضمن إى مستوى متفوق لأيا منها؟

2-     بالنسبة للشعر فشعرة فصحى جيد ولكن ليس ممتاز, فهو ليس فى مستوى شوقى وحافظ وأمثالهم وهذا ليس رأى, فأنا غير متخصص, ولكنة رأى نقاد الشعر المتخصصين

3-     شعرة بالفصحة ليس فى مستوى وطنية وعبقرية شعراء العامية العمالقة مثل بيرم التونسى وأحمد فؤاد نجم والأبنودى وبالطبع فإن أكثرهم ثورية ووطنية وشجاعه فى مواجهة السلطة الظالمة العميلة وإنحيازا للشعب وأساسة العمال والفلاحين وذوالموقف الجذرى ضد الإستعمار والصهيونية هو نجم

4-     كتاباتة الشعرية أو غير الشعرية على مر العصور تخاف وتتملق السلطة وغير مرتبطة بقوة بالشعب

5-     هو بطبيعته شديد الجبن والإنتهازية وإدعاء الثورية كذبا

6-     المرة الوحيدة التى كتب قصيدة ضد الحاكم وهو لا زال بالسلطة كانت قصيدة ” أرحل” ضد مبارك قبل سقوطه ببضعة أيام بعد أن تملقه لبضعة عقود ليثبت أنه قليل الذكاء وشديد الإنتهازية

هذا بإختصار شديد الضيف الذى تكلم فى البرنامج مقدما كثير من الحقائق الصادقة مختلطة مع كمية كبيرة من الكذب والإنتهازية وتملق السلطة الحالية                                                                            

ماذا  عن مقدم البرنامج الأستاذ وائل الإيراشى؟ وهو أصغر سنا من الأستاذ فاروق جويدة فهو من مواليد 1964 أى أن عمره 51 عاما وهو بذلك لم يعاصر الفترة الناصرية حيث أنة عند وفاة عبد الناصر عام 1970 كان عمره 6 سنوات ولكن لا بد أنه قرأ عنها كثيرا. وائل إعلامى ممتاز وموهوب وكل متايعة لمسيرته تؤكد أنه أيد كل الأنظمه وهى قائمة وأنتقدها بعد سقوطها وهو مستمر فى ذلك حتى الآن2015

وأريد أن أؤكد وبكل الصدق أن كل الحقائق أعلاه غير معنى بها أي إهانة أوإنتقاص من الإعلاميين البارزين المذكورين. فعندما تكون مهنتهما الأعلام فى ظل نظم ديكتالتورية فاسدة فقول الحق فى ظلها إذا لم يكلفك رقبتك فعلى الأقل سوف يكلفك وظيفتك التى هى مصدر رزقك. كثيرا من الذين لم يقدموا أى تنازلات لأنظمتنا الديكتاتورية الفاسدة هم يعملون فى مهن أخرى وعند إعتداء السلطة عليهم نتيجة آرائهم فإنهم يجدون مصدر رزق آخر داخل مصر أو خارجها. فليس كل الناس أبطال مثل شاعر العامية العبقرى المرحوم أحمد فؤاد نجم الذى تحدى كل الأنظمة هو والمغنى الثورى البطل الشيخ إمام ولم يقدموا مليميتر واحد من التنازل لأى نظام من الأنظمة المذكورة التى عاصروها فهم من جيلنا( أنا وجويدة) وقضوا نصف عمرهم فى سجون الأنظمة والسنوات التى قضوها خارج السجون إختلقوا مصادر رزق شريفة بعيدا عن السلطة                                                                                                               

البرنامج ورغم الكثير من مزاياه أرتكب العديد من الأخطاء وفقد البوصلة الأساسية لهذه المرحلة الصعبة من تاريخ أمتنا وقدم الكثبر من الأكاذيب والتطاول على قوى وطنية وأشخاص وطنيين, وبدون الدخول فى تفاصيل زائدة يمكن تلخيص ذلك فى التالى كعينة من الملحوظات النقدية وليس كلها:

1- عنوان البرنامج فى الدعاية له فى المحطة أدعى أن البرنامج سوف يناقش المد الشيعى فى المنطقة والحوثيون!!! صحيح أن البرنامج قد تجنب عن طريق الأستاذ فاروق جويدة الكثير من الجانب السىء والغير وطنى فى هذا العنوان إلا أنه ظل ذلك العنوان السىء مسؤلية البرنامج ومقدمه وروحه وبقى أساسه رغم تجنب الأستاذ فاروق لبعضه. فما هى خطورة ذلك؟ إن الإستعمار والصهيونية وعملائهم هم الأعداء الحقيقين للشعوب العربية مهما إدعوا كذبا غير ذلك. هؤلاء الأعداء وذيولهم من الخونة يسعون دائما إلى تقسيم المنطقة على أساس سنى وشيعى ومسلم ومسيحى وفرس وعرب, إلخ وذلك لتجنب التقسيم الحقيقى على أساس محور الشر المكون من الإستعمار والصهيونية وعملائهم وهم أعداء الشعوب ومحور الخير الوطنى المكون من القوى المعادية  لمحور الشر وهم الشعوب وقواها السياسية وهو المحور المعادى لمحور الشر وسوف ينتصر عليه وتتحرر الشعوب وتتقدم للأمام. لذلك فإن أى محاولة للكذب والكلام عن مدشيعى , لم نرى له أى أدلة إلا إدعاءات الإستعمار والصهيونية وعملائهم , هو كذب من فعل الشيطان أى كذبا من فعل محور الشر لايليق ببرنامج مثل ذلك ولا أثنين من الوطنين مثل هذا الضيف وذلك المذيع. أما موضوع الحوثيين فهو موضوع إستعمارى صهيونى أيضا حيث يقومون هم وأجهزة إعلامهم المنحطة مثلهم فى إستخدامة للتغطية وتبرير العدوان البشع على شعب اليمن عن طريق عصابة آل سعود عملاء الإستعمار والصهيونية وحلفائهم العملاء مثلهم. حتى باكستان ونواز شريفها العميل أيضا لم تستطع الإنضام إلى هذه الجريمة لأن برلمانها رفض بالإجماع وملايين شعبها خرجت فى مظاهرات ترفض المشاركة فى هذه الجريمة المنحطة. ورغم كل الخسائر البشرية والدمار المشابه للدمار الصهيونى فى غزة والأمريكى فى العراق فسوف ينتصر الشعب اليمنى وتنهزم هذه الجريمه البشعه

2-حاولوا التغزل فى نظام عبد الناصر وتملق نظام السيسى وأنتقدوا بشدة نظام المخلوع  الصهيونى مبارك وعصابته والصهيونى المخلوع مرسى وعصابته, ورغم أن إنتقادتهم صحيحة فإن موقفهم من نظام عبد الناصر والسيسى هو خاطىء تماما وتجاهلهم لنظام الخائن العميل السادات لا يقل سؤا. فلا يمكن لمصرنا أن تتقدم بمثل هذا الأسلوب الردىء جدا والإختيارالذى يتملق النظام الحالى ويتهرب من نقد أنظمه سابقه لأسباب مريبه

3- لم يتناولوا قضية الديموقراطية وغيابها فى ظل نظام السيسى بحجة محاربة الإرهاب الذى يدعون أنهم أعدائه متمثلا بالصهاينة المتأسلمين فى مصر بينما نفس هذا النظام هو حليفهم فى اليمن المعتدى على شعبه بمشاركة نظام السيسى

4- فى ظل إعجابهم الغير موضوعى بنظام السيسى , كما فعلوا مع كل الأنظمة السابقة, فقد تناسوا حقيقة أن نظام السيسى يسير على نفس سياسات الصهيونى المخلوع مبارك وحتى بنفس أشخاصة الرديئه وتمسكه المبدئى بجرائم نظامى الخونة السادات ومبارك وعلى رأسها إتفاقيات كامب ديفيد الخيانية

5- أدعى عم فاروق كذبا وبهتانا أن لبنان كانت تعيش فى تجانس ووئام طائفى!! وأن حزب الله هو الذى أدخل الصراع الطائفى بها!!! وبذلك قد كشفوا عن غياب حاد للصدق وللوطنية فى لحظه ( كما كشف ذلك الصهاينة المتأسلمين فى بضعة شهور لمن كانوا لا يعرفون أو غطى أعينهم بخار الزيت والأرز والسكر القادم من مصادر صهيونية وتابعه لها مثل الجرثومة الصهيونية قطر وعصابة آل سعود وأمثاله). فلماذا ذلك كذلك وهل نفترى على هذان الإعلاميان المرموقان؟ لا وألف لا , فالحقيقة التى يعرفها كل إنسان لديه أو لديها عقل حتى لو كان نازى وفاشتى مثل أعضاء وخبراء الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين أن العكس هو الصحيح. لقد كان لبنان بكل قواه السياسية ينقسم إلى جزء كان ولا زال عميل للإستعمار والصهيونية مثل سمير جعجع وسعد الحريرى ووليد جنبلاط ( الذى هو عكس أبوه الوطنى كمال جنبلاط) وأمثالهم والجزء الآخر وطنى وشريف ومعادى للإستعمار والصهيونية ولكنه ضعيف ومفكك وغير قادر على مواجهة الغزوات الصهيونية. وأعتدى الكيان الصهيونى النازى على لبنان فى عام 1981 لطرد المقاومة الفلسطينية من لبنان ونجح فى ذلك وفى ذبح اللآف من الفلسطينين واللبنانين معدين الأرض لدخول الغزو النازى الأمريكى على أرض محروثه. وأنزلت البحرية الأمريكية الإستعمارية النازية 442 من المارينز فى بيروت فقامت حركة المحرومين بنسفهم جميعا فى عملية واحدة ومن يومها(34 عام حتى الآن) لم يتجرأ الإستعمار الإستيطانى النازى الأمريكى أنزال جندى واحد فى لبنان. حركة المحرومين تطورت وأصبحت حزب الله الذى لم يكتفى ببناء قوتة الذاتية المعادية للإستعمار والصهيونية ولكن أيضا وحد باقى القوى الوطنية التى تشمل كل الفئات وكل الإتجاهات السياسية بما فيها الحزب الشيوعى اللينانى والتنظيمات الناصرية والقومية وحزب مشيل عون وكرامى وفرنجية, إلخ وأصبح حزب الله العظيم يقود الجبهة الوطنية اللبانية العظيمة التى أنزلت بالعدو الصهيونى العديد من الهزائم أهمها تحرير الجنوب اللبنانى من الإحتلال الصهيونى دون توقيع أى تنازل مثل الذى وقعة الخائن السادات فى إتفاقية الخيانة والعار التى قدم بها كل التنازلات المذله ولم يحصل على شىء كامل ومحترم. هذا هو حزب الله وجبهته الوطنية الصغيرين فى لبنان الصغيرة بالمقارنة بالخائن أنور السادات الذى يدعى أنة يمثل مصر الكبيرة العظيمة. أنتصرت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله أيضا على العوان الصهيونى عام 2006 ضد لبنان ,اخرجهم كما يقول المثل الشعبى المصرى ” قفاهم يقمر عيش”. هل يتضح من هذه الحقائق البسيطة والتى ليست وجهات نظر ولا تقبل الجدل مدى إنحطاط رأى عم جويدة والذى وافقه عليه عم وائل؟؟

6- هنالك العديد من الأخطاء ونقاط الضعف فى هذا البرنامج, ولكن نكتفى فى هذا التعليق على النقطه التاليه وهى الخاصة بالأستاذ شريف الشوباشى ودعوته لخلع الحجاب أختياريا. فعم فاروق قبل أن يهاجم الشوباشى ظلما وبهتانا لابد أن يقول أن الشوباشى هو صديق عمره!!! وهى طريقه فجه وقبيحه أكتسبها الإعلاميين المصريين مع منهج 1952 ومستمرة حتى الآن. وأذكر قريبا أثناء الحملة الإنتخابية الأخيرة بين السيسى وحمدين كان عبد الحليم قنديل مدعى الناصرية يتملق السيسى ولذلك فعليه أن يهاجم حمدين ولابد فبل مهاجمته الغير موضوعية أن يقول: حمدين صديق عمرى. يا سيد فاروق كان عليك أن تعى قبل كلامك الفارغ أن صديق عمرك الشوباشى قد دعى إلى خلع الحجاب إختياريا, بينما لم نسمع لسيادتكم أى صوت أيام أن كان إرتداء الحجاب إجباريا وفاشستيا!!! فمن أنت وأين أنت أم أن الحكاية أكل عيش ومسخرة منك ومن عم وائل. وقد بلغت المسخرة من كلاكما قمتها عندما قمتم بمهاجمة إبراهيم عيسى والسخرية منه ليس لأخطائه المماثلة لأخطائكم فى تملق النظام القائم ولكن لهجومة على منظمة الأزهر المخترقة تماما من الصهاينة المتأسلمين وأتباعهم السلفين وأمثالهم. هذه المؤسسة التى يهاجمها إبراهيم عيسى هى بكل صدق مشبوهه هى وكثير من شيوخها وهى لم تتخذ موقفا وطنىا واحدا فى حياتها منذ الإحتلال البريطانى وحتى اليوم. وهى لم تنتقد أبدا نظام عميل للإحتلال ولا نظام يدعى الوطنية وهو ليس كذلك ولا فساد ولا ديكتاتورية ولاجرائم أى نظام بما فيها نظام السيسى الردىء وما قبلة من أنظمة فاسدة على مر السنين. إذا كنتم أجبن من أن تقولوا الحقيقة فأخرسوا

 هذا قليل منكثير ولكنه أهم هذا الكثير. أرجو أن يتسع صدركم الديموقراطى لهذه الإنتقادات.ويسعدنى تلقى ردودكم وتعليقاتكم على هذه العينة من إنتقادتى ومع خالص إحترامى وتقديرى

وشكرا

ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.