نعم دونالد ترمب: لا لحل الدولتين / د. عدلي المنصور
د. عدلي المنصور* ( الأردن ) الخميس 15/2/2018 م …
*باحث وكاتب أردني مستقل …
الى اللذين يتحسرون على حل الدولتين اليهم جميعا مقاربتي للوضع كما وردت في كتابي الممنوع من النشر ” الحضاره التائهه: قراءه استشرافيه في المستقبل العربي”
إن التاريخ السياسي للصراع العربي – الاسرائيلي يؤشر وبصراحة أن كافة الاتفاقيات المعقودة إما “اتفاقيات اذعان” بين أنظمة مهزومة واسرائيل، أو انها اتفاقيات عقدت مع أنظمة “فاقدة الشرعية” وبدون موافقة الشعوب العربية المتمترسة حول موقفها من الكيان الصهيوني، وأن كافة هذه الاتفاقيات سوف تسقط بسقوط هذه الأنظمة.
هناك ثلاث مقاربات لحل الصراع العربي- الاسرائيلي لا رابع لها، كل منها له مؤيدوه وأنصاره، وكل منها له محدداته وإمكانياته بالنجاح، ولكن العقل الراشد ذا الرؤيا هو من يلتقط الأكثر جدوى منها.
-
أولا معركة صفرية: ينتصر فيها أحد الطرفين نصرا ناجزا ونهائيا، بحيث يجبر الطرف الآخر على الاستسلام الكلي، حيث ينتصر الخير على الشر ولا تقوم له بعد ذلك قائمة، بمعنى اخر فاننا نشير الى “هرمجيدون” ونهاية العالم.
إذا قدر للنبوءة التواراتية أن تقودنا إلى نهاية العالم، فإننا نود أن نذكر اليهود أيضا بأن للعرب والمسلمين نسختهم الخاصة بهم من ” هرمجيدون ” ونهاية العالم، وفي صحيح مسلم (2922) من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ”
وقد أوردت مصادر الشيعة أحاديث معركة المهدي، الكبرى هذه “وأن طرفها المباشر السفياني وخلفه اليهود ودول اوروبا، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا أي على طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني ثم إلى طبرية ودمشق والقدس وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة” .
في هذا المعنى فاننا نضم صوتنا إلى صوت الرئيس الأمريكي السابق ريغان في مقابلتة التلفزيونية الشهيرة عام 1980م مع المذيع الانجيلي جيم بيكر “أننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجيدون ” (77)
-
ثانيا حل الدولتين: على أساس التقسيم الاقليمي لمساحة فلسطين التاريخية إلى دولتين: إسرائيل 78% حدود هزيمة 1948م، وفلسطين 22% حدود الرابع من حزيران والتعايش السلمي بينهما. وهو الحل المطروح دوليا حاليا والذي لاقى قبولا أوليا من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية كل لأسبابه الخاصة: إسرائيل تتخوف من الهاجس الديمغرافي للعنصر العربي فيها، أما منظمة التحرير الفلسطينية فترتكز دوافعها على قصر النظر العرفاتي وبهلوانيتة بالحصول على موطئ قدم في فلسطين ” كتكتيك” لتحقيق الثوابت الفلسطينية على مراحل.
عجز هذا الطرح لمدة تزيد عن عشرين عاما عن تقديم إجابات شافية لكلا الطرفين بخصوص ما اصطلح على تسميته “قضايا الوضع النهائي”: اللاجئون، القدس، الحدود، السيادة، المياه، غور الأردن، المستوطنات، تبادل الأراضي إلى آخره، بحيث أصبح هذا الخيار صعبا جدا ولا يمكن تصوره، بل أصبح مثالا واضحا لحالة الفشل السياسي للقيادة الفلسطينية وخلفها النظام الرسمي العربي الذي طرح مبادرته “الأرض مقابل السلام”، تعويضا لعدم قدرته الفاضحه عن استرجاع أرضه.
-
ثالثا حل الدولة الواحدة: دوله ديمقراطية علمانية تستعيد بها فلسطين اسمها في التاريخ والجغرافيا على كامل أرض فلسطين التاريخية الموسومة أثناء الانتداب البريطاني، مضافا إليه مجالها الحيوي في شرق الأردن وسيناء، دولة لكافة مواطنيها الحاليين، المقيمين إقامة طبيعية، ودولة مفتوحة لمن له حق العودة من اللاجئيين الفلسطينيين، ويعطي يهود العالم الأولوية في الهجرة إلى فلسطين إذا رغبوا بذلك طوعا وبدون قصر أو اكراه.
التعليقات مغلقة.