القادة الشهداء.. والانجازات المتراكمة
تحمل ذكرى القادة الشهداء في 16 شباط/فبراير من العام 2018 الكثير من المعاني والدلالات التي تدعو للفخر والاعتزاز بالمقاومة الاسلامية، وهؤلاء القادة كانوا من طليعة القيادات التي أسست هذه المقاومة وأطلقتها وطورتها على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والامنية والثقافية وغيرها الكثير من الجوانب.
ففي شباط/فبراير 2018 الكثير من المحطات التي تتزامن مع الذكرى والتي تدلل على تطور عمل المقاومة كماً ونوعاً في اكثر من اتجاه، والتي تعطي المناسبة هذا العام صورة أبهى وأجمل وتؤكد على صوابية خيار هؤلاء القادة لما أسسوا له على صعيد بناء أجيال مقاومة وشخصيات سليمة مؤمنة واعية في مختلف فروع هذا الجسم المقاوم، تملك الرؤية الثاقبة والاخلاص في العمل حماية للانجازات والمراكمة عليها وحفظ الوصية كما أوصى سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي.
تحرير الجرود.. وحماية سوريا
-هذا العام تحل الذكرى وأبناء هؤلاء القادة الشهداء قد حرروا الارض من جديد في عيد التحرير الثاني بعد طردهم الارهاب التكفيري من الجرود المحتلة على الحدود مع سوريا، فقد أنجزت المقاومة وبالتعاون مع الجيش هذا الامر بنجاح باهر ما امن القرى الحدودية في منطقة البقاع وساهم بمزيد من الاستقرار وتمتين الامن في الداخل، ما يدلل ان المقاومة هي ركن اساس في معادلة حماية الوطن الى جانب الجيش والشعب، المعادلة الذهبية التي دحرت العدو الاسرائيلي من أرض لبنان وتحميه من اي عدوان صهيوني محتمل.
-تحل هذا العام الذكرى وأبناء هؤلاء القادة حموا المقدسات والمقامات في سوريا وفي مقدمتها مقام السيدة زينب بنت الامام علي(ع) ومنعوا التكفيريين من المساس بهذه المقامات، وكذلك ساهموا وأنجزوا الكثير في مهمة القضاء على الارهاب في سوريا عبر الانتصارات التي تحققت بوجه مختلف الفصائل التكفيرية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الارهابي الذي انتهى كتنظيم قائم وبات قاب قوسين من الافول والاندثار إلا من بعض الخلايا التي تنازع هنا وهناك في بعض المناطق المترامية على امتداد جغرافيا الارض السورية.
فتضحيات المقاومة حمت سوريا بالتعاون مع كل الحلفاء في محور المقاومة وفي طليعتهم الجيش العربي السوري وبقية الحلفاء في ايران والعراق وافغانستان وباكستان، وصولا الى العمل الكبير للحليف الروسي في مختلف المناطق.
-تحل هذا العام الذكرى وأبناء هؤلاء القادة ساهموا بقدر المستطاع والمتاح لهم في حماية العراق وتحريره من الاحتلال الارهابي التكفيري المتمثل في تنظيم “داعش” وصولا لاعلان الدولة العراقية النصر النهائي على هذا التنظيم.
ردع العدو.. والعمل السياسي
-تحل الذكرى هذا العام وأبناء هؤلاء القادة الشهداء لديهم من الامكانات الكثير لجعل العدو الاسرائيلي يحسب ألف حساب قبل الاعتداء على لبنان وثروته النفطية، ويجعلون تهديدات قادة الكيان الصهيوني مجرد أوهام لا قيمة لها، فالعدو بفضل قدرات المقاومة والمعادلات التي رسمتها على امتداد الجبهات سيدقق كثيرا في أي خطوة قد يقدم عليها خوفا من ردة فعل المقاومة، ما يسجل انجازا جديدا لها في ذكرى احتفالها بقادتها الشهداء.
وبالسياق، لا بد من التذكير بجولات مسؤولين اميركيين على لبنان على رأسهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون لطرح مسألة النفط والهواجس الاسرائيلية في هذا المجال، ومجرد وصول الرجل للبحث في مثل هذه الامور هو تأكيد على خوف العدو من لبنان ومقاومته، فهذا العدو لو كان واثقا من قدراته لكان اعتدى على لبنان وأنجز تهديداته في هذا الإطار ولم يكن بحاجة ليقوم تيلرسون او السفير الاميركي السابق في لبنان ديفيد ساترفيلد بتقديم عروض وطرح خطط وغيرها من الامور التي تخدم الاسرائيلي.
-تحل هذا العام الذكرى وأبناء هؤلاء القادة يتحضرون لخوض غمار منافسة انتخابية شريفة نزيهة في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في 6 ايار/مايو المقبل، وهم يعتمدون على الحضور الشعبي الكبير لدى جمهور المقاومة في مختلف المناطق والمؤيدين لهذا الخط.
-تحل الذكرى هذا العام وأبناء هؤلاء القادة ساهموا بوضع وإنجاز قانون جديد للانتخاب يعتمد لأول مرة النظام النسبي لا الاكثري، بما يتيح لمختلف المكونات السياسية اللبنانية من التمثل في الندوة البرلمانية من دون إقصاء او إلغاء لأحد، وقانون الانتخاب هو احد ابرز الانجازات السياسية التي ساهم حزب الله بها بصفته حزبا سياسيا لبنانيا في وضعه وعمل جاهدا لاقناع الاطراف السياسية اللبنانية به وهذا يسجل في سجله السياسي الوطني.
-تحل الذكرى وأبناء هؤلاء القادة يعملون بكل طاقاتهم في مختلف مراكزهم سواء الوزارية او النيابية او البلدية او حتى الحزبية والاجتماعية والثقافية، لخدمة الناس والمجتمع لمكافحة الفساد والإهمال وتنفيذ المشاريع على اختلافها بما يخفف المعاناة عن الناس ويرفع الحرمان في العديد من المناطق.
هذه الانجازات وغيرها جاءت بفضل الله والعمل الدؤوب المتواصل لابناء القادة الشهداء وتلامذتهم الذي نهلوا من مدرستهم وتعلموا على ايديهم، ولذلك يجب على الاجيال ان تعرفهم وتتعلم منهم وتقتدي بانجازاتهم وكما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته خلال ذكرى القادة الشهداء في 16-2-2017 حيث قال “.. نصرّ على إحياء هذه المناسبة من أجل أن تعرف الأجيال الحالية والأجيال الآتية من هم القادة الحقيقيون وأولو الفضل وأصحاب التضحيات الجسام الذين نَصَرنا الله تعالى ببركة صدقهم وإخلاصهم وجهادهم وصبرهم وتضحياتهم ودمائهم الزكية…”.
التعليقات مغلقة.