خوفاً من غضب أردوغان.. ترامب رفض من فكرته حول إقامة دولة كردية مستقلة / احمد صلاح
احمد صلاح ( الجمعة ) 16/2/2018 م …
أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة توماس فيل، في منتصف يناير 2018، عزم على إنشاء قوات شبه عسكرية جديدة في شمال سورية، اسمها قوات الأمن الحدودية التي تضم 30 ألف مقاتل قوات سوريا الديمقراطية. وخطط الأمريكيون تدريبهم في القواعد العسكرية ونشرهم في محيط وادي نهر الفرات وكذلك على طول الحدود التركية العراقية.
لكن نفى وزير الخارجية لأمريكي ريكس تيلرسون هذا البيان، قائلا إن واشنطن ليس لديها هذه الخطط وإن الوضع برمته كان تفسيره غير صحيح. في الواقع، حاول تيلرسون أن يبرّر محاولة الولايات المتحدة لإنشاء شبه دولة جديدة في شمال سورية بمشاركة الجيش النظامي الكردي، الذي من شأنه يهدد مباشرا أمن ووحدة سورية ومنطقة الشرق الأوسط كلها.
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وعدت باستقلال للأكراد في سورية والعراق منذ فترة طويلة. في أوائل العام الماضي نقلت وسائل الإعلام العربية أن واشنطن تستعد لتقديم الحكم الذاتي للأكراد في شمال سورية وقد وافق على حدود الدولة المستقبلية، وحدد المواعيد النهائية لإنشائها. ووفقًا للخطط الأمريكية، سيتم إنشاء شبه دولة كردية بعد هزيمة داعش وانهيار الدولة السورية.
وبالإضافة إلى ذلك، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سحب قواتها من سورية بعد هزيمة داعش بحجة منع ظهور التهديدات الجديدة ووعدت بتزويد الأكراد بالسلاح والذخيرة. وعلى النقيض من الهجوم الناجح للجيش السوري جنوب شرق محافظة إدلب، قرر الأمريكيون استخدام الوسائل المجرّبة من أجل زيادة التوتر في المنطقة.
أعلنت الحكومة السورية مرارًا وتكرارًا عن الوجود الأمريكي غير شرعي في أراضي دولة ذات سيادة وانتقدت بشدة البيت الأبيض عن أفعالها التي تسبب إلى تصعيد الوضع فقط. ووفقاً للخبراء السوريين، يمكن الولايات المتحدة أن تستفيد من الوضع في شمال سورية بهدف تقسيم البلاد وضغط على تركيا.
ومع ذلك، في ظروف الوضع الحالي في شمال سورية، فإن فكرة الولايات المتحدة لإنشاء شبه دولة كردية ليس لديها فرصة للنجاح. وقد استفزّت الولايات المتحدة تركيا إلى بدء العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد الأكراد السوريين بتصريحاتها عن الاستعداد لمواصلة تزويد الأكراد بالأسلحة والمعدات العسكرية ولذلك أحبطت خططها. ومن المعروف أن أنقرة لن تسمح بتشديد مواقع الجاليات الكردية بالقرب من حدودها، ولهذا السبب قررت تركيا منع الولايات المتحدة، الحليف في حلف الناتو، من إقامة دولة كردستان المستقلة.
خوفاً من غضب أردوغان، ترك ترامب الأكراد وجهاً لوجه مع تركيا. وعدت الولايات المتحدة لهم بالاستقلال والتسليح بالمعدات العسكرية، ولكن في الختام لم يحصلوا الأكراد على أي شيء ذي قيمة. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء التطورات في عفرين فقط. وقررت واشنطن أن تتخلى عن التدّخل في مواجهة بين الأكراد والأتراك، وأتاحت فرصة لأنقرة لحلّ مسائلها على طول الحدود التركية السورية من تلقاء نفسها. وعلاوةً على ذلك، في الواقع اعترفت واشنطن “بمشروعية” المطالبات التي قدمتها تركيا بشأن مسائل الأمن على طول حدودها.
في هذه الحالة، تواجه القيادة الأمريكية خيارًا استراتيجيًا بين تركيا والأكراد. ومع ذلك، تضطر الولايات المتحدة إلى التعاون مع أنقرة في منظمة حلف شمال الأطلسي، ومجموعة العشرين وغيرها من المنصات الدولية، فهذا هو السبب في أنه من الأسهل على البيت الأبيض أن يتخلى عن دعم الأكراد.
التعليقات مغلقة.