وحدة المستعربين الصهاينة … مهمّاتها إجرامية ، وأفرادها ذوو ملامح شرقية
الإثنين 19/2/2018 م …
الأردن العربي – رائد أبو بكر –
لا يزال الأربعيني أبو وطن من جنين، يتذكر وحدة المستعربين التي نفذت عملية تصفية عبد الله ديباش خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بعد ما نصبت كميناً له، حيث كان الشهيد عبد الله ملثماً يوزع بيانات سياسية، وعند اقترابه منهم، أطلقوا عليه عدة طلقات نارية حتى ارتقى شهيداً.
ما جعل أبو وطن يستذكر صديقه الشهيد عبد الله، عندما شاهد على التلفاز اعتقال المستعربين الشبان خلال المواجهات التي تندلع في محافظات الضفة الغربية، وكيف يخترق الأفراد صفوف المتظاهرين بسلاسة، وتتم عملية الاعتقال وقال لـ”دنيا الوطن” “كان الشهيد عبد الله مع مجموعة من الشبان ملثمين يجوبون الشوارع، يوزعون بياناً خلال الانتفاضة الأولى، وكان المستعربون يلبسون زي المزارعين، ويستقلون مركبة من نوع بيجو، كانت تستخدم لنقل العمال إلى داخل الخط الأخضر، تحمل لوحة ترخيص الضفة، وعندما اقترب الشبان، خرج المستعربون من المركبة، وأطلقوا النار عليهم، وأصيب عبد الله برصاصة في رجله وتمكن من الهرب، فطاردوه حتى تمكنوا منه بعدة رصاصات، ومن ثم اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال لا نعلم أين كانوا متواجدين لتوفير الحماية لوحدة المستعربين، ومن ثم الانسحاب”.
قصة تصفية عبد الله على يد المستعربين واحدة من مئات القصص لشهداء وجرحى وأسرى، وقعوا في فخ المستعربين، فمن هؤلاء، وما هي مهامهم، وكيف تأسست وما أهمية هذه الوحدة لدى دولة الاحتلال؟
من هم المستعربون؟
يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان دراغمه لـ”دنيا الوطن”، المستعربون وحدة عسكرية إسرائيلية، أُنشئت في الثلاثينيات من القرن الماضي، لها ثلاث وحدات وهي (اليمام) التابعة للشرطة العسكرية الإسرائيلية، ووحدة (دوفدوفان) التابعة لجيش الاحتلال، وكانت تعمل في مناطق الضفة، ووحدة (الشمشون) أيضاً تابعة للجيش، وكانت تعمل في قطاع غزة سابقاً، موضحاً أن اختيار أفراد الوحدة يكون بعناية فائقة، وبمواصفات خاصة مثل الشكل واللغة والعادات والتقاليد؛ لكي تكون هيئتهم أقرب ما يكون للعرب.
تأسيسها
وأكد دراغمه، أن وحدة المستعربين ليست حديثة العهد في المؤسسة العسكرية، فقد تأسست قبل قيام دولة الاحتلال، حيث كانت للمنظمات الصهيونية كالهاغاناة وحدات مستعربة تقوم بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيال، وبقيت هذه الوحدة حتى بعد قيام دولة الاحتلال، وكان أفرادها يتواجدون دائماً في التجمعات السكانية الفلسطينية، مشيراً إلى أن عملها توقف لفترة زمنية طويلة، وعادت مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 في عهد ايهود باراك، حيث كان وزير الأمن الإسرائيلي، موضحاً أن مهمة هذه الوحدة مباغتة الهدف داخل التجمعات السكانية، يلبسون الزي المدني أو المحلي، ويستقلون مركبات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية، ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عمليتهم، بل يتحركون في اللحظة التي تتوفر فيها المعلومات الاستخبارية عن الهدف، وتقوم برصد الهدف ومراقبته وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة.
قدرتهم عالية في الانخراط
وحول أهمية وحدة المستعربين لدى دولة الاحتلال، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات لـ”دنيا الوطن”: إنهم يعملون في الداخل الفلسطيني، وبين المجتمع، أفرادها يعيشون الحياة الفلسطينية بمجملها من عادات وتقاليد ولباس ومن كافة المجريات، وبالتالي هم داخل البيت الفلسطيني وينطلقون منه، مؤكداً أن هذا يشكل خطورة، لأنه من الصعب كشفهم.
وأضاف، أن تأهيل أفراد الوحدة يتناسب مع طبيعة المهمة، وهي الانخراط والاندماج في المجتمع والقيام بأعمال قذرة، فقبل الانخراط يتعرفون على العادات والتقاليد، ويمارسون الحياة الطبيعية اليومية، وانتقاء الأفراد تكون بعناية بأن تكون ملامحه عربية يتعلم كل ما يمت بالعرب بصلة، لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم مؤهلون ومدربون جسدياً وسيكولوجياً.
وأكد اللواء عريقات، أن مهمة المستعربين لا تقتصر فقط على الاعتقال والاغتيال، بل يشنون حرباً نفسية ويبثون الإشاعات والفرقة والفتنة بين الناس، فهم يعيشون بيننا لساعات وربما لأيام أو شهور حتى انتهاء المهمة التي كلفوا بها ومن ثم ينسحبون، وإذا كشف أمرهم يتم استبدالهم بآخرين، موضحاً أن المستعربين متخصصون بالتمويه والتخفي والاندماج في المجتمع الفلسطيني، وأحياناً يتم إخفاء ملامحهم بمواد تجميلية والشعر المستعار.
شبابنا بحاجة إلى تأهيل
وأكد على أن المستعربين لديهم القدرة العالية على التأقلم مع الفئات التي ينخرطون بها، والقدرة على التغلغل بين الناس حسب المهمات الموكلة إليهم، وبالتالي نحن بحاجة إلى تأهيل شبابنا وتدريبهم، وتوعيتهم بأن يكونوا على معرفة كاملة بهذه الوحدة وأساليبهم وقدرتهم العالية على التخفي والتمويه.
وأضاف على منظمي المواجهات معرفة المشاركين، والاتفاق على إشارة خاصة بينهم، وأهم شيء كما يقول اللواء عريقات توزيع المتظاهرين إلى قسم يراقب وآخر يشارك، منوهاً إلى أن المستعربين لديهم القدرة على استقطاب المتظاهرين نحو الآليات العسكرية، وتجمع الجيش لتسهيل تنفيذ المهمة.
ودعا اللواء عريقات الشباب للتعرف على أسلوب المستعربين من خلال الفيديوهات المنتشرة، والتي أظهرت لنا آلية انخراط المستعربين بين المتظاهرين، موضحاً أن المستعربين لا يستطيعون تنفيذ المهمة مادام المتظاهرون بعيدين عن الآليات، وبالتالي يتم استدراجهم، كما يلاحظ وخلال المواجهات تحركات غير طبيعية للجيش كعدم إطلاقه الرصاص مثلاً أو استخدام الهجوم والتراجع.
كيف يمكن الهروب من قبضتهم؟
يجيب اللواء عريقات إذا تدرب الشباب على كيفية مواجهة مسلح، فمن المفروض أن تكون بنية الشباب الجسدية قوية؛ ليتمكنوا من عدم الوقوع بين أيديهم.
ومن الناحية القانونية، أكد اللواء عريقات سواء أكان المستعرب يحمل سلاحاً أو لا يحمل فوجوده غير قانوني، لأنه بني على الخداع والتخفي والتمويه والإيقاع بالناس وتضليلهم، وبث الإشاعات والفتن، وبالتالي إذا تم تصنيفهم سيصنفون على أنهم مجرمو حرب أو قتلة أو عصابات مسلحة.
نصائح
ووجه اللواء واصف عريقات عدة نصائح إلى الشبان حتى لا يقعوا بسهولة في فخ المستعربين أبرزها: الوعي والتنظيم واللياقة البدنية أي التأهيل، وهذه الأمور كفيلة بأن تمنع المستعرب من تنفيذ مهمته القذرة.
إحصائيات
لا تتوفر حتى اللحظة أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات المستعربين، لكن بحسب كتاب عنوانه “المستعربون فرق الموت الصهيونية” لمؤلفه غسان دوعر، فقد أشار إلى أن أفراد تلك الوحدات قتلت 422 ما بين عامي 1988 و2004.
لا يزال الأربعيني أبو وطن من جنين، يتذكر وحدة المستعربين التي نفذت عملية تصفية عبد الله ديباش خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بعد ما نصبت كميناً له، حيث كان الشهيد عبد الله ملثماً يوزع بيانات سياسية، وعند اقترابه منهم، أطلقوا عليه عدة طلقات نارية حتى ارتقى شهيداً.
ما جعل أبو وطن يستذكر صديقه الشهيد عبد الله، عندما شاهد على التلفاز اعتقال المستعربين الشبان خلال المواجهات التي تندلع في محافظات الضفة الغربية، وكيف يخترق الأفراد صفوف المتظاهرين بسلاسة، وتتم عملية الاعتقال وقال لـ”دنيا الوطن” “كان الشهيد عبد الله مع مجموعة من الشبان ملثمين يجوبون الشوارع، يوزعون بياناً خلال الانتفاضة الأولى، وكان المستعربون يلبسون زي المزارعين، ويستقلون مركبة من نوع بيجو، كانت تستخدم لنقل العمال إلى داخل الخط الأخضر، تحمل لوحة ترخيص الضفة، وعندما اقترب الشبان، خرج المستعربون من المركبة، وأطلقوا النار عليهم، وأصيب عبد الله برصاصة في رجله وتمكن من الهرب، فطاردوه حتى تمكنوا منه بعدة رصاصات، ومن ثم اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال لا نعلم أين كانوا متواجدين لتوفير الحماية لوحدة المستعربين، ومن ثم الانسحاب”.
قصة تصفية عبد الله على يد المستعربين واحدة من مئات القصص لشهداء وجرحى وأسرى، وقعوا في فخ المستعربين، فمن هؤلاء، وما هي مهامهم، وكيف تأسست وما أهمية هذه الوحدة لدى دولة الاحتلال؟
من هم المستعربون؟
يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد أبو علان دراغمه لـ”دنيا الوطن”، المستعربون وحدة عسكرية إسرائيلية، أُنشئت في الثلاثينيات من القرن الماضي، لها ثلاث وحدات وهي (اليمام) التابعة للشرطة العسكرية الإسرائيلية، ووحدة (دوفدوفان) التابعة لجيش الاحتلال، وكانت تعمل في مناطق الضفة، ووحدة (الشمشون) أيضاً تابعة للجيش، وكانت تعمل في قطاع غزة سابقاً، موضحاً أن اختيار أفراد الوحدة يكون بعناية فائقة، وبمواصفات خاصة مثل الشكل واللغة والعادات والتقاليد؛ لكي تكون هيئتهم أقرب ما يكون للعرب.
تأسيسها
وأكد دراغمه، أن وحدة المستعربين ليست حديثة العهد في المؤسسة العسكرية، فقد تأسست قبل قيام دولة الاحتلال، حيث كانت للمنظمات الصهيونية كالهاغاناة وحدات مستعربة تقوم بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيال، وبقيت هذه الوحدة حتى بعد قيام دولة الاحتلال، وكان أفرادها يتواجدون دائماً في التجمعات السكانية الفلسطينية، مشيراً إلى أن عملها توقف لفترة زمنية طويلة، وعادت مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 في عهد ايهود باراك، حيث كان وزير الأمن الإسرائيلي، موضحاً أن مهمة هذه الوحدة مباغتة الهدف داخل التجمعات السكانية، يلبسون الزي المدني أو المحلي، ويستقلون مركبات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية، ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عمليتهم، بل يتحركون في اللحظة التي تتوفر فيها المعلومات الاستخبارية عن الهدف، وتقوم برصد الهدف ومراقبته وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة.
قدرتهم عالية في الانخراط
وحول أهمية وحدة المستعربين لدى دولة الاحتلال، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات لـ”دنيا الوطن”: إنهم يعملون في الداخل الفلسطيني، وبين المجتمع، أفرادها يعيشون الحياة الفلسطينية بمجملها من عادات وتقاليد ولباس ومن كافة المجريات، وبالتالي هم داخل البيت الفلسطيني وينطلقون منه، مؤكداً أن هذا يشكل خطورة، لأنه من الصعب كشفهم.
وأضاف، أن تأهيل أفراد الوحدة يتناسب مع طبيعة المهمة، وهي الانخراط والاندماج في المجتمع والقيام بأعمال قذرة، فقبل الانخراط يتعرفون على العادات والتقاليد، ويمارسون الحياة الطبيعية اليومية، وانتقاء الأفراد تكون بعناية بأن تكون ملامحه عربية يتعلم كل ما يمت بالعرب بصلة، لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم مؤهلون ومدربون جسدياً وسيكولوجياً.
وأكد اللواء عريقات، أن مهمة المستعربين لا تقتصر فقط على الاعتقال والاغتيال، بل يشنون حرباً نفسية ويبثون الإشاعات والفرقة والفتنة بين الناس، فهم يعيشون بيننا لساعات وربما لأيام أو شهور حتى انتهاء المهمة التي كلفوا بها ومن ثم ينسحبون، وإذا كشف أمرهم يتم استبدالهم بآخرين، موضحاً أن المستعربين متخصصون بالتمويه والتخفي والاندماج في المجتمع الفلسطيني، وأحياناً يتم إخفاء ملامحهم بمواد تجميلية والشعر المستعار.
شبابنا بحاجة إلى تأهيل
وأكد على أن المستعربين لديهم القدرة العالية على التأقلم مع الفئات التي ينخرطون بها، والقدرة على التغلغل بين الناس حسب المهمات الموكلة إليهم، وبالتالي نحن بحاجة إلى تأهيل شبابنا وتدريبهم، وتوعيتهم بأن يكونوا على معرفة كاملة بهذه الوحدة وأساليبهم وقدرتهم العالية على التخفي والتمويه.
وأضاف على منظمي المواجهات معرفة المشاركين، والاتفاق على إشارة خاصة بينهم، وأهم شيء كما يقول اللواء عريقات توزيع المتظاهرين إلى قسم يراقب وآخر يشارك، منوهاً إلى أن المستعربين لديهم القدرة على استقطاب المتظاهرين نحو الآليات العسكرية، وتجمع الجيش لتسهيل تنفيذ المهمة.
ودعا اللواء عريقات الشباب للتعرف على أسلوب المستعربين من خلال الفيديوهات المنتشرة، والتي أظهرت لنا آلية انخراط المستعربين بين المتظاهرين، موضحاً أن المستعربين لا يستطيعون تنفيذ المهمة مادام المتظاهرون بعيدين عن الآليات، وبالتالي يتم استدراجهم، كما يلاحظ وخلال المواجهات تحركات غير طبيعية للجيش كعدم إطلاقه الرصاص مثلاً أو استخدام الهجوم والتراجع.
كيف يمكن الهروب من قبضتهم؟
يجيب اللواء عريقات إذا تدرب الشباب على كيفية مواجهة مسلح، فمن المفروض أن تكون بنية الشباب الجسدية قوية؛ ليتمكنوا من عدم الوقوع بين أيديهم.
ومن الناحية القانونية، أكد اللواء عريقات سواء أكان المستعرب يحمل سلاحاً أو لا يحمل فوجوده غير قانوني، لأنه بني على الخداع والتخفي والتمويه والإيقاع بالناس وتضليلهم، وبث الإشاعات والفتن، وبالتالي إذا تم تصنيفهم سيصنفون على أنهم مجرمو حرب أو قتلة أو عصابات مسلحة.
نصائح
ووجه اللواء واصف عريقات عدة نصائح إلى الشبان حتى لا يقعوا بسهولة في فخ المستعربين أبرزها: الوعي والتنظيم واللياقة البدنية أي التأهيل، وهذه الأمور كفيلة بأن تمنع المستعرب من تنفيذ مهمته القذرة.
إحصائيات
لا تتوفر حتى اللحظة أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات المستعربين، لكن بحسب كتاب عنوانه “المستعربون فرق الموت الصهيونية” لمؤلفه غسان دوعر، فقد أشار إلى أن أفراد تلك الوحدات قتلت 422 ما بين عامي 1988 و2004.
التعليقات مغلقة.