العام المنصرم 2014.. عام الحزن وأفول العديد من نجوم العالم العربي

 

 

الأردن العربي ( الأحد ) 4/1/2015 م …

 

حصد الموت في عام 2014 أرواح العديد من مشاهير الفنانين العرب، حتى أنه بات يوصف بأنه الأشد قسوة على الفنانين العرب وجمهورهم.

من أوائل الفنانين العرب الذين ودعهم الجمهور في يناير/كانون الثاني 2014 هو الممثل المصري فاروق نجيب، الذي فارق الحياة عن عمر 73 عاما جراء إصابته بفشل كلوي وأمراض في القلب.

وعلى الرغم من أدواره الثانوية إلا أنه كانت لفاروق نجيب بصمة متميزة في نفس المشاهد العربي، علما أن أول من قدمه في عالم الفن كان الكاتب نجيب سرور عبر مسرحية “وابر طحين”، لتتوالى الأدوار على خشبة المسرح حيث قدم مسرحيات عززت مكانته بين زملائه منها “أنت اللي قتلت الوحش” و”حب في التخشيبة” و”جحا باع حماره”.

ومن النجوم الذين أمتعوا المشاهد العربي سنوات طوال ورحلوا في عام 2014 الفنان المصري الكبير، أحد أبرز رموز الكوميديا الحديثة في مصر والعالم العربي سعيد صالح، وحسناء السينما المصرية مريم فخر الدين، والفنان متعدد المواهب حسين الإمام، وكذلك الممثل القدير الذي حقق نجومية كبيرة في فترة زمنية قياسية خالد صالح.

كما ودع الجمهور العربي في العام الماضي الفنانة فدوى جميل البيطار التي عرفها باسم زيزي البدراوي، إذ فارقت الحياة في فبراير/شباط عن عمر 70 عاما بعد صراع مع المرض.

ولدت فدوى البيطار في عام 1944 بالقاهرة ودخلت عالم السينما وهي طفلة في الـ 13 من عمرها، وذلك بأداء دور صغير في فيلم “بورسعيد” للمخرج عز الدين ذو الفقار.

وقد تماهت حياة زيزي البدراوي الفنية مع حياتها الحقيقية، لا سيما بعد دورها أمام عبد الحليم حافظ في إحدى ثلاثيات “البنات والصيف” السينمائية، إذ لم يغفر لها الجمهور المحب للعندليب الأسمر رفض البطلة التي جسدتها البدراوي لحب الفنان.

بالإضافة إلى مشاركتها في السينما أدت زيزي البدراوي أدوارا في مسلسلات تلفزيونية، منها “المال والبنون” و”شرخ في جدار الحب” و”بوابة الحلواني”.

وفي شهر مايو/أيار فارقت الممثلة المصرية فايزة كمال الحياة بعد معاناة مع سرطان الكبد، وذلك بعد نقلها إلى المستشفى حيث وُضعت في العناية المركزة على إثر عملية جراحية لم تُكلل بالنجاح.

اشتهرت الفنانة الراحلة بتقديم مجموعة من الأعمال الفنية التلفزيونية، أبرزها “رأفت الهجان” و”المال والبنون” و”الإمام الشافعي” و”عصر الأئمة” و”الإمام الغزالي” وهو آخر أعمالها.
كما كان لفايزة كمال حضور مميز في أعمال سينمائية، يُذكر منها “الطائرة المفقودة” و”قسمة ونصيب” و”الطقم المذهب” و”ضحية حب”، بالإضافة إلى وقوفها على خشبة المسرح، حيث شاركت في “الملك هو الملك” و”سي علي وتابعه قفة”.

توالت أسماء الفنانين العرب الراحلين في مصر وخارجها في عام 2014، فحمل هذا العام وبجدارة لقب “عام الحزن” الذي أطلقه نشطاء هالهم عدد المشاهير الذين فارقوا الحياة واحدا تلو الآخر، حتى أنه ما كاد الجمهور يودع نجما حتى يكون مع موعد لوداع آخر، في فوارق زمنية لم تتجاوز الساعات في بعض الأحيان.

فما أن ودع الجمهور العربي الفنانة المصرية معالي زايد التي فارقت الحياة بعد معاناة مع مرض السرطان الذي لم يمهلها كثيرا، حتى صُدم بوفاة صاحبة أحد أكثر الأسماء لمعانا في سماء الفن العربي الفنانة الكبيرة صباح، لتضع الشحرورة بذلك حدا للشائعات المتكررة حول وفاتها، وليكون هذا الخبر صحيحا وصادما، مع ما اعتاده الجمهور عليه من شائعات بين الحين والآخر حول وفاة الشحرورة.

ومن الفنانين الكبار الذين فارقوا الحياة في عام 2014 الممثل الكوميدي يوسف عيد، الذي كان حاضرا في أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية مهمة، إذ وقف إلى جانب مشاهير الممثلين، الذين وجه لهم نشطاء انتقادات شديدة لعدم حضورهم جنازته تكريما له، بعد أن حققوا لمعانا براقا على حساب أدواره الثانوية التي تألق بها، كما قال نشطاء كثر.

وفقدت الدراما العربية في سوريا عددا كبيرا من مشاهير فنانيها، منهم الممثل القدير عبد الرحمن آل رشي، والفنان وفيق الزعيم، وكذلك عصام عبه جي، وجميعهم من مشاهير الفنانين العرب الذين حققوا شعبية واسعة من المحيط إلى الخليج، لا سيما بعد مشاركتهم في المسلسل السوري الأشهر “باب الحارة”.

وفي مشهد درامي غير معتاد، توفي الممثل الأردني محمود ممدوح السوالقة خلال تجسيد أحد مشاهد المسلسل الجديد “إخوة الدم”، الذي شاركه العمل فيه الممثل منذر رياحنة.

وغاب عن سماء الفن العربي وإلى الأبد أيضا الممثل عبد المحسن سليم والفنان خليل مرسي، إلا أن الوفاة التي تركت أثرا غائرا في نفوس الكثيرين كانت وفاة الممثل يوسف العسال، الذي فارق الحياة جراء تعرضه لجريمة قتل نفذتها مجموعة من البلطجية خططوا للسطو على منزله، لكن مقاومته لهم دفعتهم إلى الرد بعنف، الأمر الذي أسفر عن وفاة الفنان الكبير.

ظل عام 2014 في حالة تربص بالفنانين العرب وكأنه في صراع أبى أن يستسلم فيه قبل أن يحصد أحدهم، فكان له ذلك في 31 ديسمبر/كانون الأول بوفاة الممثل الفلسطيني محمود سعيد، الملقب بـ “صقر الشاشة العربية”.

اشتهر الفنان الراحل بالعديد من الأدوار على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، أبرزها دور الصحابي خالد بن الوليد في فيلم “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، كما اشتهر بأداء مسلسلات إذاعية في لبنان حيث عاش وتوفي.

يوصف محمود سعيد، المولود في يافا بفلسطين في عام 1941، بأنه أحد رواد الحركة الفنية اللبنانية إذ واكبها منذ البدايات، وعُرف بصوته الرخيم وملامحه البدوية، ما جعله المرشح الأبرز لدور “فارس” في مسلسل “فارس ونجود” الذي يوصف بأنه أول مسلسل بدوي عربي، وشاركته البطولة المغنية اللبنانية سميرة توفيق. شد هذا العمل الفني انتباه الجمهور العربي في سبعينات القرن الماضي.

هذا ويأمل الجمهور العربي أن يكون العام الجديد 2015 رؤوفا به وألا يقسو عليه كسابقه، إذ تضرع الكثير من النشطاء إلى الله كي يمد بأعمار الفنانين العرب، ويسدد خطاهم لما فيه خير وسعادة شعوبهم عبر الرسالة الإنسانية التي يحملون رايتها، وينيرون بها طريق أمتهم العربية من المحيط إلى الخليج.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.