وزير داخلية البوليساريو: مستعدون للتفاوض مع المغرب لكن إذا استمر الوضع فلا مناص من حرب أخرى
الثلاثاء 200/2/2018 م …
الأردن العربي – عن سبوتنك –
أكد وزير الداخلية في جبهة البوليساريو مصطفى سيد البشير استعداد الجبهة للتفاوض مع المغرب حول سبل حل القضية الصحراوية، محذرا من أن تمادي الرباط في عرقلة الشرعية الدولية سيؤدي لا محالة إلى حرب جديدة.
وأشاد البشير بالمواقف الأفريقية، قائلا: “الموقف الأفريقي كان صلبا ومتماسك أمام التدخل الفرنسي، هذا التدخل الذي أبان عن موقف فرنسا الداعم للمغرب وكأنها هي قوة الاحتلال الفعلية”، وطالب وزير داخلية البوليساريو “بإجراء استفتاء تقرير المصير لأنه حق للشعب الصحراوي”.
ولا يزال الصراع حول الصحراء الغربية (266 ألف كلم مربع) يلقي بظلاله على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، ويؤثر هذا الصراع على العلاقات الثنائية بين المغرب وكل من الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو وموريتانيا التي انسحبت من الجزء الجنوبي من الصحراء بعد حرب ضارية مع البوليساريو.
واليوم يبدو الصراع أشد من مرحلة ما بعد انسحاب الاستعمار الإسباني من الصحراء عام 1975، فالمغرب الذي يسيطر على 80 % من أراضي الصحراء الغربية على الجزء الواقع على المحيط الأطلسي، يرفض الاستفتاء ويقترح حكما ذاتيا في الصحراء، أما جبهة البوليساريو التي تتخذ من الجنوب الجزائري ونحو 20% من الصحراء مناطق لها ترفض مقترح المغرب.
وجاء نص الحوار كالآتي:
تحتفلون بعد أيام بالذكرى 42 لإعلان تأسيس الجمهورية الصحراوية “دولة ذات اعتراف محدود”، ماذا تحقق منذ 27 فبراير 1976 حتى الآن في القضية الصحراوية؟
تحقق الكثير لا يمكن حصره، وعلى صعيد ميادين متعددة، فقيام الدولة الصحراوية منح الشعب الصحراوي ثقة أكبر في قضيته العادلة، لدينا إدارة قائمة ومؤسسات تعنى بشؤون شعبنا، كما قضينا على الأمية بعد أن كان عدد الجامعيين عشية إعلان الدولة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، هذا مثال بسيط والإنجازات كثيرة.
كم يبلغ عدد المواطنين داخل المخيمات حاليا؟ وهل أعدادهم متقاربة مع أعداد الصحراويين في المناطق التي يسيطر عليها المغرب؟ وهل لهذه المقارنة علاقة برفض المغرب تنظيم استفتاء تقرير المصير؟
العدد المسجل لدى هيئة الأمم المتحدة يصل 195 ألف لاجئ، الإحصاء داخل المناطق المحتلة غير واضح بسبب سيطرة المغرب وعدد المستوطنين المغاربة الذين غيروا شكل الخارطة الديموغرافية للمنطقة، نحن نطالب بإجراء استفتاء تقرير المصير لأنه حق للشعب الصحراوي، والذي يخاف نتيجة الاستفتاء هو الذي يسأل عن سبب ذلك ولا أظنه سيكون بسبب الإحصاء وحده.
لماذا ترفضون مقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب؟ ألا يمكن تطويره عن طريق المفاوضات للتوصل لحل وسط لإنهاء هذا الصراع؟
نحن لا يمكننا قبول الحكم الذاتي كحل مفروض على الصحراويين ونقبل أن يكون ضمن الخيارات التي يستفتى حولها الشعب الصحراوي، والحكم الذاتي حسب تصور المغرب مرفوض جملة وتفصيلا، لأن تاريخنا مع المستعمر لا يطمئن مطلقا، فشعبنا تعرض وما يزال يتعرض لأبشع أنواع الظلم والجور والإبادة، فما تزال السجون المغربية تكتظ بالمعتقلين، ولوائح المفقودين في تزايد مستمر، نحن والمغرب لا يمكن أن يجمعنا حكم واحد، والغريب أن كل الشعوب من حولنا تمارس حرية اختيار سلطتها وأنظمتها ما عدا الشعب الصحراوي لم يقرر مصيره بعد.
هناك حديث عن قرب إطلاق مفاوضات حول الصحراء، هل توصلتم بعرض من المبعوث الأممي هورست كوهلر؟
المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو قرار من مجلس الأمن، وكوهلر بصفته مبعوث خاص جديد يحاول إطلاق مفاوضات في محاولة منه لتقريب وجهات النظر والتفاوض حول سبل حل القضية الصحراوية.
نحن مستعدون للتفاوض ولم نقدم اعتراض على دعوة كولر، لكن ماذا عن المغرب؟
المغرب محمي من فرنسا وهي دولة تمتلك حق النقض في مجلس الأمن، ومواجهتنا الآن مع فرنسا وقد انكشفت للرأي العام الدولي حقيقة دعمها للمغرب في احتلاله الصحراء الغربية.
ففرنسا أعلنت على لسان وزير خارجيتها من الرباط عدم مشاركة الدولة الصحراوية في قمة الاتحاد الأوروبي —الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي كان المغرب ينشده ويسعى إلى تحقيقه داخل أروقة الاتحاد الأفريقي وكأنه عزل للدولة الصحراوية وتقويض لوجودها، ولكن الموقف الأفريقي كان صلبا ومتماسك أمام التدخل الفرنسي، هذا التدخل الذي أظهر موقف فرنسا الداعم للمغرب وكأنها هي قوة الاحتلال الفعلية.
كيف تواجهون ظروف إقامة اللاجئين الصحراويين في منازل طينية وخيم طيلة هذه السنوات؟
اللجوء فرض على الشعب الصحراوي وليس خيارا، نحن شهود على ما قام به الاحتلال المغربي من قصف وتنكيل وتهجير للصحراويين، اللجوء نتيجة حتمية لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، والصحراويين الذين خبروا وعرفوا البطش المغربي يفضلون اللجوء وقسوته على الحياة تحت السيطرة المغربية.
فالاحتلال المغربي يساهم بانتهاكاته حق الشعب الصحراوي المستمرة على إيقاظ الصور المؤلمة بالذاكرة الصحراوية، وما مخيم “اكديم ازيك” عنا ببعيد، حيث نكّل النظام المغربي بالمواطنين الصحراويين العزل وحرق خيامهم وشردهم، وزج بالعشرات في سجونه وحاكمهم محاكمة عسكرية وحكم على البعض بالمؤبد.
وسر صمود الشعب الصحراوي هو كره الظلم المغربي، وصمود الشعب الصحراوي يدعم سلطة النظام هنا للعمل على خلق إمكانيات التخفيف من المعاناة.
ماذا يحدث حاليا في منطقة الكركرات؟ وهل تتوقعون نشوب حرب مباشرة بين المغرب والجيش الصحراوي؟
نص قرار مجلس الأمن الأخير بضرورة إيفاد بعثة تقنية للوقوف على الوضع في “الكركرات” ومراجعة الاتفاقية العسكرية رقم واحد والتي خرق بنودها المغرب لكن للأسف لم يسمح إلى الآن النظام المغربي للبعثة الأممية بالزيارة وممارسة عملها المطلوب منها.
وخرق الاتفاقية العسكرية تسبب فيه المغرب عندما استعمل ثغرة بالجدار الرملي ولم تكن موجودة من قبل واستعملها لتصدير تجارته ومخدراته نحو أفريقيا، والأمم المتحدة تتحمل والمغرب تبعات هذا الخرق وتبعات عدم الوقوف على الوضع كما هو وإعادته إلى ما كان عليه، والوضع مرشح للمزيد من التصعيد في وجود مخاطر كبرى قد تشكل استفزازا لهذا الطرف أو ذاك وتكون موجبا لاستئناف العمل العسكري مجددا.
عملية إعادة الانتشار التي قام بها الجيش الصحراوي مؤخرا، أين أوصلت القوات الصحراوية على الأرض؟ أين موقع قواتكم حاليا داخل المنطقة العازلة؟
قواتنا موجودة على كل التراب المحرر، وفي هذه المناطق المحررة توجد بلديات وسكان وإدارة مدنية وعسكرية، “الكركرات” جزء من الأراضي المحررة وليس غريب وجودنا فيها، الغريب هو وجود الطريق الذي تعبره تجارة المغرب المشبوهة فالكركرات بالنسبة لنا مثلها مثل “البئر لحلو” و”التفاريتي” مناطق محررة.
ظهور عناصر من الجيش الصحراوي على المحيط الأطلسي هل هي مناورة عسكرية تمت بموافقة موريتانيا؟ أم اقتحمتم المنطقة بشكل مباشر؟
إذا أردت يمكن أن نصطحبك بجولة لزيارة مناطقنا المحررة وسنأخذكم إلى شواطئ المحيط الاطلسي وسترون أننا نعبر أراضينا المحررة دون الحاجة لولوج موريتانيا، مع أنه ما من مشكلة على الصحراويين دخول الأراضي الموريتانية ولا دخول الموريتانيين الأراضي الصحراوية.. نحن والدولة الموريتانية على مستوى عال من التنسيق والانسجام، ومع هذا لسنا بحاجة لدخول الأراضي الموريتانية للوصول إلى الكركرات أو إلى أي منطقة محررة أخرى من الصحراء الغربية.
ألا ترى أن التغييرات في المنطقة والاستفزازات المتنامية يمكن أن تجهض أي احتمالات لخلق بيئة تدفع باستئناف المفاوضات لأول مرة في عهد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي؟
لقد كان ملك المغرب الراحل الحسن الثاني أكثر رغبة في احتلال الصحراء الغربية من ابنه محمد السادس ومستشاروه أكثر دهاء وتوسعية من مستشاري خليفته ومع هذا رضخ لخيار وقف الحرب كونها انهكته ولم تحقق 16 سنة من الحرب ضمه الصحراء الغربية.. ويبدو أن جهل محمد السادس بالحروب وإبعاده يجعله متمادي أكثر في عرقلة الشرعية الدولية وفي هذه الحالة لا مناص لنا من حرب أخرى نخوضها ضد المغرب بهذا، وفي واقع تنشط فيه الجماعات المتطرفة ويهدد فيه الإرهاب دولا عديدة، لا شك أن الأوضاع متوترة جدا ما يقوض فعلا المسار التفاوضي أو يحول دونه.
التعليقات مغلقة.