صورة العرب والمسلمين في المناهج الامريكية / د. فايز الربيع

 

د.فايز الربيع ( الأردن ) الأربعاء 21/2/2018 م …



طرح موضوع المناهج في الآونة الاخيرة بشكل واسع على امتداد الساحة العربية ، وكانت هناك طلبات مباشرة من الإدارات الامريكية ، بضرورة اعادة النظر في المناهج بحجة محاربة التطرّف والارهاب ، ولا احد صاحب فكر ورأي ثاقب يقبل ان تكون المناهج مدخلا لتنمية الغلو والتطرف ومدخلا للإرهاب ، ويعتبر الاردن من بين الدول العربية الذي حاول ان يكون متوازناً في عملية اعادة النظر في المناهج بالرغم من الضغوط التي تُمارس في الخفاء ، ونسارع الى القول بأن محاربة الفكر المتطرف لا يكون الا من خلال تعميق الفكر الوسطي، والمتسامح ، وتأكيد النهج السليم للإسلام في تربية الفرد والاسرة والمجتمع القائم على هذه المنظومة والمستمدة من الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ويحق لنا ان نطلب من الذين يطالبوننا بإعادة النظر في مناهجنا ، وقد طلبت أمريكا صراحة من السعودية ذلك، أن نقول لهم في المقابل وماذا عن المناهج لديكم، ما هي صورتنا عندكم، ما هي صورتنا في مناهج دولة الاحتلال بدءاً من النشيد الوطني لديهم الذي يعزفونه لكل ضيف وترجمته كلها قتل وعنف وكراهية للآخر – وهنا الآخر هو العربي والمسلم. ما هي مناهجهم التي تدرس في المدارس الدينية وأغلبها نصوص من التوراة والتلمود ، نقول لهم لابد ان تزيلوا العنف والتطرف والكراهية من مناهجكم التي تدرسونها للأطفال والكبار .

ماذا تقول المناهج التي تدرس في أمريكا في معظم الولايات عن العرب والمسلمين ، تقول ان العرب يشكلون خطرا علينا وهم أعداء العالم ومثيري الحروب، وصورة العربي والمسلم رقص وهز بطن، هم يمثلون آبار النفط وسيارات الليموزين واللحية السوداء والنظارات السوداء، والإسلام دين لا يقبل التسامح والقرآن من جمع النبي محمد ، والنصوص تمجد التقدم الاسرائيلي والدولة اليهودية، التخلف هو العنوان، والتركيز على الخصائص القتالية للإسلام ، والإشارة الى البدو بخصائص سلبية مع التركيز على تعدد الزوجات والمرأة في مركز متدن، المسلمون سفاحون ، ارهابيون ، محاربون ، متطرفون، متعصبون، مضطهدون للمرأة ، يميلون الى الحرب المقدسة ، والفلسطينيون يحاولون تدمير اسرائيل ، العربي شيخ البترول، ثري ، مسرف طماع ، قذر، غير امين ، ديكتاتور، فاسد عنيف، خائن، بربري، يكره اليهود والأمريكيين ، قاس، مخادع ، عصبي المزاج ، غير عقلاني يخطف النساء الشقراوات والغربيات ، الطلاب العرب في المدارس يعانون مشكلات نتيجة الصورة السلبية التي تركزت في اذهان زملائهم عنهم ، ويتعلمون صور إيجابية عن الحضارات الاخرى بينما لا يتيسر لهم ذلك عن حضارتهم، والإعلام الامريكي يوجه انتقادات للتعليم في السعودية وباكستان وبعض الدول الاسلامية الاخرى ليس جديدا ما يطلبه الكونجرس الامريكي بتعديل المناهج في البلدان العربية منذ عام ٢٠٠٢ من غالبية أعضاء الكونجرس ، هذا غيض من فيض مما تزخر به المناهج في أمريكا عن العالمين العربي والإسلامي ، وللحديث بقية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.