ما بين الحسم الميداني والحسم السياسي مرحلة جديدة بدأت / د. مي حميدوش

دام برس : دام برس | ما بين الحسم الميداني والحسم السياسي مرحلة جديدة بدأت .. بقلم مي حميدوش



د. ميّ حميدوش ( سورية ) الخميس 22/2/2018 م …

ونحن على أبواب السنة الثامنة من عمر الحرب الإرهابية المنظمة على سورية أولاً ومحور المقاومة ثانياً لابد لنا من إعادة ترتيب الأوراق الميدانية والسياسية على مستوى سورية والمنطقة والعالم.

لم تكن الحرب على سورية مجرد خطوة على طريق ما سمي زوراً بثورات الربيع العربي فالمشهد السوري كان مختلفاً ومنذ اللحظة الأولى فالهدف أبعد من الخريف العربي وقد أثبتت السنوات الماضية صدق ما نقول فتدمير البنية التحتية السورية واستهداف الجيش العربي السوري وارتكاب المجازر تحت عناوين مختلفة والسيطرة على مناطق استراتيجية لم يكن ثورة بل كان حرب إرهابية هدفها تفتيت سورية ومن خلفها محور المقاومة وما جرى من تعاون وتحالف بين دول ناطقة بالعربية وكيان الاحتلال الصهيوني ناهيك عن التدخل التركي المباشر ومن وراء ذلك الولايات المتحدة والدول الغربية كل ذلك يؤكد بأننا أمام حرب عالمية برداء مختلف.

لن ندخل طويلاً في عملية السرد التاريخي لأنها موثقة لدى كافة الأطراف إلا أننا سنتحدث عن مخرجات هذه الحرب اليوم ونحن أمام مرحلة مفصلية جديدة من تاريخ المنطقة والعالم.

من يشاهد الخارطة الميدانية يرى وبشكل واضح التقدم الميداني الذي يحققه الجيش العربي السوري وحلفاءه وبالتالي فالمرحلة السابقة من تمدد المجموعات الإرهابية المسلحة قد تبددت وتلك التنظيمات الإرهابية وعلى مختلف مسمياتها قد باتت معزولة في مساحة جغرافية ضيقة وفي جيوب جاري تطهيرها بشكل منظم ومدروس.

وعلى الساحة السياسية ومنذ جنيف الأول إلى استانا وسوتشي فقد برز الدور السياسي السوري في المحافل الدولية حيث تطبيق سياسة الحوار السياسي الإصلاحي مبنياً على مبدأ المصالحة الوطنية وبالتالي فالحل السياسي بات قاب قوسين او أدنى من انطلاقه وبخطوات متسارعة ومن لم يقبل الدخول في هذا الحل التوافقي فعليه تحمل النتائج الميدانية.

ما يجري اليوم على الساحة الميدانية السورية ليس بهدف دفع عجلة الحوار عبر الضغط العسكري بل هو عملية اجتثاث للمجموعات الإرهابية وتمهيد لإيجاد أرضية ثابتة لإطلاق إعادة إعمار الإنسان قبل إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية.

قد تحمل معركة الغوطة الشرقية عناوين كثيرة بالغة الأهمية أهمها بأنه لم يعد هناك مكان للنفوذ الإرهابي الخارجي بداية من النظام السعودي انتقالا إلى النظام القطري فالتركي ولن ننسى بالتأكيد الكيان الصهيوني وحلفاؤه من أعراب.

سورية اليوم أمام مرحلة جديدة كذلك المنطقة بأسرها والأيام القادمة ستثبت ذلك ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.