غوطة دمشق الشرقية .. ماذا عن تطورات معركة الحسم النهائي / هشام الهبيشان

نتيجة بحث الصور عن هشام الهبيشان




هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 25/2/2018 م …

تزامناً مع الوقت الذي بدأت تراقب به معظم دوائر صنع القرار في العالم والمعنية بتطورات الحرب على سوريا مسار تطورات ما يجري بغوطة دمشق الشرقية ،فالمرحلة المقبلة سيكون عنوانها كما تؤكد دمشق “تحرير الغوطة الشرقية لدمشق” ، فهذه المعركة التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية، فـ اليوم ومع قرب انطلاق المعركة التحريرية الكبرى والمتوقعة ان تكون على مراحل ولن تتوقف عند محيط حرستا وغيرها بل ستمتد إلى دوما وما بعد دوما، وهنا فقد بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على أرض الواقع خارج حدود سوريا ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سورية، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات “شركاء الحرب على سوريا “وذلك باهتمام ملحوظ منهم بمجريات معركة محيط دمشق ، والتحشيد الإعلامي والسياسي منهم ، في محاولة لعرقلة عملية التحرير الكبرى المنتظرة .

اليوم في سوريا لا يمكن انكار حقيقة أن ما جرى بمحيط دمشق سابقاً من محاولة غزو ادارة المركبات تحديداً وما تبعه من اطلاق قذائف عشوائية من الغوطه اتجاه سكان دمشق الأمنيين،هو تهديد حقيقي لأمن العاصمة دمشق ، وأثبت بالمحصلة أن الحل الوحيد للتعامل مع ملف الغوطة الشرقية هو الحسم العسكري بعد فشل جملة محاولات لإنجاز مصالحات وطنية في أكثر من منطقة وبؤرة مسلحة في عمق الغوطة الشرقية ، فالحسم العسكري اليوم في الغوطة الشرقية تحديداً يساوي للدولة السورية مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سوريا، ومن خلال ورقة محيط دمشق ستفرض الدولة السورية شروطها على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة الدولة ونظامها السياسي، ووفق ما يراه من مصلحة لسوريا الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى، والسؤال هنا هل ستعطي هذه الدول الراعية لهذه المجاميع المسلحة على ارض سوريا ورقة محيط دمشق للدولة السورية هكذا من دون أي حراك؟.

لا أظن ذلك ،فمحور العدوان على سوريا يحاول اليوم وخصوصاً السعوديين والاسرائيليين خلط الاوراق في محيط دمشق من خلال التحشيد الإعلامي واطلاق روايات مفبركة حول حقيقة ما جرى ويجري بعمق الغوطة الشرقية ” وحججهم وفبركاتهم دائماً جاهزة وعنوانها الرئيسي ” استخدام الاسلحة الكيماوية والملف الأنساني والمدنيين ” ، ولكن هنا يمكن التأكيد على ان العمليات العسكرية الدقيقة محكمة التخطيط التي يخوضها الجيش العربي السوري و المستمرة وخصوصاً في محيط بلدة حرستا في العمق الاستراتيجي للغوطة الشرقية ،يمكنها لجم أي فبركات إعلامية ستصاحب معركة تحرير عمق الغوطة الشرقية ،فـ المجاميع المسلحة اصبحت امام خيارين لاثالث لهما ، اما القبول بالمصالحات الوطنية ” تحت ضغط النار “وهذا هو الحل الافضل والانجع لها ،أو الاستمرار بمواجهة تقدم الجيش العربي السوري ،وهذه المواجهة لن تصمد طويلاً نظراً لعدة عوامل ليس أولها ولا اخرها ان هامش وخيارات المناورة اصبحت محدودة امامها .

السعوديين اليوم بدورهم كما الاسرائيليين يخشون من عمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة تؤدي لتقدم الجيش العربي السوري إلى عمق الغوطة الشرقية “دوما وما حولها ” ،وهذا بحال حدوثه سيشكل ضربة قاسمة للدور السعودي في محيط دمشق وجنوب سورية ،وهذا ما لا يريده النظام السعودي فهو لايريد ان يتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمه في الآونة الأخيرة في مناطق عدة في محيط دمشق، فسقوط “دوما تحديداً”يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سوريا سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى.

اما بالنسبة إلى الكيان الصهيوني ، فهو الآن كما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات يقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج معركة “الغوطة الشرقية” التي تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي ، فتحرير الغوطتين يمهد لتحرير درعا كل درعا وصولاً للقنيطرة واطراف الجولان المحتل على أيدي الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله وهذا من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع في عموم المنطقة الجنوبية وعلى الحدود السورية –مع الاراضي المحتله ومع الجولان المحتل، هكذا تقول التقارير والتحليلات الواردة من دوائر صنع القرار الصهيوني ، وهذا ما لا يريده الكيان الصهيوني على أقل تقدير في الوقت الراهن.

ختاماً، على الجميع أن يدرك أن معركة تحرير “غوطة دمشق الشرقية ” بشكل خاص ستكون لها تداعيات كبرى وفق نتائجها المنتظرة ، وستكون الضربة القاسمة التي ستوجه حينها للمشروع السعودي – الاسرائيلي في سوريا تحديداً ، والذي كان يبحث له عن مؤطى قدم مستدام في محيط دمشق .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.