اعلان بيروت الشبابي العربي لمناهضة التطبيع ومقاطعة العدو وداعميه
الإثنين 26/2/2018 م …
الأردن العربي –
في رحاب بيروت، عاصمة الكلمة الحرة والانتصار لكل قضية عادلة، وفي ربوع لبنان المقاوم ذي الرسالة الانسانية المضيئة، وبمبادرة كريمة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والمنتدى القومي العربي، انعقدت في 23 و 24 شباط 2018 الدورة الثامنة “لندوة التواصل الفكري الشبابي العربي”، تحت عنوان “دور الشباب في مناهضة التطبيع ومقاطعة العدو وداعميه” بمشاركة 250 شابة وشابا من 17 دولة عربية حيث جرى الافتتاح في الجامعة اللبنانية الدولية بكلمات لعدد من ممثلي المؤسسات القومية والمعنية بالقضية الفلسطينية.
ولقد انعقدت الندوة في اطار الاحتفاء بالذكرى المئوية للزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر، والذكرى الستينية لميلاد الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وتحت شعار “القدس الموحدة عاصمة أبدية لفلسطين” وفي ظل الرفض الشعبي العربي العارم لاعلان ترامب المشؤوم ولصفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت الوطن العربي وفرض التطبيع الشامل على الدول العربية على طريق التحالف مع كيان العدو الغاصب.
المشاركون والمشاركات ناقشوا أوراقا أعدها زملاؤهم حول التطبيع السياسي والقانوني والثقافي والإعلامي والاقتصادي، كما خصصوا جلسة لمناقشة سبل مناهضة التطبيع تحت عنوان “ما العمل؟”.
ورأى المشاركون والمشاركات الذين ناقشوا أوراق الندوة باهتمام واضح، أن الندوة تكتسب أهميتها في هذه الظروف بالذات حيث تهرول دول ونخب ثقافية واعلامية واقتصادية إلى التطبيع مع العدو وتغيير بوصلة الصراع الرئيسي في الأمة مع المشروع الصهيو – استعماري إلى صراع بين أبناء الأمة والاقليم وداخل كل قطر عبر إثارة كل أنواع الفتن وأشكال الاحتراب والأقتتال والتدمير الممنهج للأقطار الرئيسية في الأمة ولمجتمعاتها وجيوشها بما يخدم العدو الصهيوني وحلفاءه ويمهد للتطبيع والتحالف معهم.
ولقد أقر المشاركون والمشاركات تحويل الندوة إلى “منتدى شبابي عربي دائم لمناهضة العدو وداعميه” يسعى إلى التنسيق مع كل هيئات مناهضة التطبيع في الأمة وعلى رأسها “المرصد المغاربي لمناهضة التطبيع” (ذي الدور البارز في حملات تجريم التطبيع في المغرب وتونس) من أجل عقد مؤتمر شعبي عربي تنسيقي بين هذه الهيئات لأطلاق حملة شعبية واسعة لمواجهة كل خطوات التطبيع واطلاق حملات مقاطعة العدو وداعيمه لا سيما في الولايات المتحدة والدول الحليفة.
المشاركون والمشاركات أكدوا أن مناهضة التطبيع ترتبط بالضرورة بمقاطعة داعمي الكيان الصهيوني وعلى رأسهم الإدارة الامريكية بما يستوجب توحيد حملات مناهضة التطبيع وحملات المقاطعة التي تقودها هيئات دولية واقليمية وعربية ( ( BDSوالتي أعطت نتائج ملموسة جعلت من أعضائها ملاحقين من بعض الحكومات الراضخة للنفوذ الصهيوني.
كما وجه المشاركون والمشاركات التحية لكل المبادرات الشعبية المناهضة للتطبيع في عدد من الدول العربية كمصر، والكويت، والبحرين، والمغرب وتونس.
كما حيوا ايضا كل مبادرات المقاطعة الاكاديمية والاقتصادية في دول الغرب ,
أولاً: في التطبيع السياسي:
1- تنظيم حملات سياسية وإعلامية وثقافية توعوية لمناهضة التطبيع، تشمل وسائل تنشئة الأجيال الصاعدة، ومجموعات الضغط على الأنظمة والأنشطة المطبّعة، وفعاليات التعبئة الوطنية والقومية.
2- البناء على تراكم إنجازات حركات المقاومة والممانعة الشعبية التي تشكّل ظواهر تاريخية منيرة قلبت معادلاتٍ وأعادت الاعتبار لمفاهيم التحرر الوطني والقومي بوجه المسوّقين للتفريط والمهرولين نحو التطبيع.
3- العمل على إعادة الاعتبار لحركة المقاطعة بشكلٍ ممنهج وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.
4- التواصل والتكامل مع شبكات مناهضة الاحتلال والاستيطان والعنصرية على الصعيد العالمي، والتي تشهد تنامياً مطّرداً غير مسبوق. هنا ينبغي التركيز على الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني وممارساته، والإضاءة على حقيقة أن هذا الكيان هو البؤرة الوحيدة للفصل العنصري الباقية على وجه الأرض، والدولة الشاذة المارقة في خرقها للقوانين والقرارات والشرائع الدولية. وهذا من شأنه إيجاد بيئة مناهضة للتطبيع عل الصعيدين العربي والدولي، وبالتالي الضغط على أنصاره من أنظمةٍ وجماعات، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للقرار الدولي 3376 الذي يصنف الصهيونية حركةٍ عنصرية.
5- السعي لتنظيم حملات لمطالبة الدول الداعمة لكيان الاحتلال، قبل وبعد نشأته، بالاعتذار والاعتراف بالحق العربي في فلسطين، وبالتالي الضغط باتجاه وقف هذا الدعم بصفته منافياً للشرعية الدولية.
ثانيا: في التطبيع الاقتصادي
. مقاطعة البضائع (الصهيونية الإسرائيلية والامريكية الداعمة للكيان الصهيوني) والذي يتطلب متابعةً لحركة تلك المنتجات من الكيان عبر المستوطنات وسلطة الحكم الذاتي إلى الأسواق العربية، وهذه المتابعة يمكن القيام بها بالتنسيق ما بين المناهضين للتطبيع في داخل الأراضي المحتلة وبين اللجان والهيئات الناشطة في هذا المجال في الدول العربية وفي الخارج.
2. العمل على تشكيل لجان مناهضة للتطبيع في الدول العربية لا تنحصر في دوائر ضيقة من النخب ولا تقتصر على مجرد التنظير، وإنما يتم وضع خطط عملية لتفعيل لجان مناهضة التطبيع وإيجاد آليات التواصل والتعاون في ما بينها كي تتمكن من حشد أكبر عدد ممكن من القواعد الشعبية، وتشكيل مجموعات ضاغطة على الحكومات العربية والمؤسسات في اتجاه القطع مع ثقافة التطبيع.
3. تفكيك ثقافة الاستهلاك وتشجيع الاعتماد على الذات من خلال إنشاء مشاريع إنتاجية تمول من خلال مساهمات المنخرطين في مشروع المقاومة ينخرط فيها الشباب وكل الفئات المعنية بمقاومة المشروع الصهيوني الرأسمالي.
ثالثا: التطبيع الثقافي
أ- معركتنا كعرب (مسلمين ومسيحيين) مع الكيان الصهيوني بطبيعته الاستعمارية، ونزعته العنصرية ليست معركة عسكرية، واقتصادية، وإعلامية فقط، ولكنها معركة ثقافية تتطلب حشد الإمكانيات، وتقوية الإرادات حماية لوجودنا التاريخي، وسيرورتنا الحضارية.
ب- لأن حصوننا مهددة من داخلها، يغدو التطبيع الثقافي “حصان طروادة” لتطبيع علاقتنا مع الكيان الصهيوني، وتكييفها مع مشروعه القائم على التجزئة الكيانية، وتأجيج الصراع العرقي، والتناحر المذهبي والديني.
ت- إذا كانت المقاطعة الدولية للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية قد نجحت في تحقيق أهدافها في عزل “إسرائيل” أكاديميا ودوليا بسبب تورطها في نظام الاحتلال، والاستعمار الاستيطاني، والفصل العنصري، ودورها المحوري في تطوير أسلحة، وأنظمة عسكرية نستخدم في العدوان على الفلسطينيين، واللبنانيين، فإنه لا يمكن إدراج تعامل المثقفين العرب مع الجامعات الإسرائيلية إلا في خانة الخيانة، والانتهازية، والبراغماتية، ولو على حساب الدم الفلسطيني، وتضحيات الشهداء، و آلام الأسرى في السجون الإسرائيلية.
ث- التطبيع الثقافي مع العدو- وتحت أي مبرر- هو دعم للجلاد على حساب الضحية.
ج- يعد التطبيع الثقافي من أخطر أنواع، وأشكال التطبيع، لأنه يستهدف ترويض العقل العربي، وكسر الحاجز النفسي، وتدمير الوعي الجمعي، وتشويه للهوية الثقافية للمنطقة، وإعادة لكتابة تاريخها وفق الرؤية الإسرائيلية للصراع العربي-الصهيوني.
ح- كل من يدعو إلى التطبيع الثقافي هو في نهاية المطاف جندي يحارب من أجل “إسرائيل” في المنطقة العربية.
خ- التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني سواء مع الأفراد، أو المؤسسات الأكاديمية هو كسر لعزلة الكيان الصهيوني التي أخذت تتعاظم دوليًا.
د- التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني هو انخراط مباشر في المشروع الصهيوني والأمريكي لتصفية قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
ذ- يعتقد المطبعون ثقافيًا أن اكتساب مكانة ثقافية، وتحقيق مصالح مادية، ونيل جوائز دولية يمر حتما من خلال التطبيع الثقافي، ومباركة وتزكيه من القوى الدولية التي تتقاطع مصالحها واستراتيجياتها مع “إسرائيل”.
ر- التمسك بالحق التاريخي والديني، وإرادة الحياة، وتبنى مشروع المقاومة، كفيل بقبر مشروع التطبيع وإفشاله.
رابعا: في التطبيع القانوني
1- اعادة احياء مكتب مقاطعة اسرائيل التابع لجامعة الدول العربية.
2 – الاعلان عن الشركات المحظورة، وفضح جرائم العدو.
3 – انشاء دائرة قانونية لرصد كل الخروقات.
4 – توسيع داتا المعلومات لكشف الجنسيات المتعددة التي يحوزها الاجنبي عند دخوله إلى الاراضي العربية للتأكد من عدم اكتسابه الجنسية الاسرائيلية.
5 – التعامل مع المقاطعة الشاملة كأداة استراتيجية طويلة الأمد وبنفس الوتيرة وبديمومة مستمرة.
6- تطبيق قانون المقاطعة والتشريعات ذات الصلة، ورصد ومتابعة جميع المعلومات التي تشكل انتهاكاً لقانون مقاطعة اسرائيل وتحريك الملاحقات القضائية.
7- عدم استهلاك منتوجات داعمة للعدو والعمل على نهوض وتشجيع الصناعات الوطنية ودعمها والارتقاء بمواصفاتها وتحسين جودتها لكي ترقى وتحظى بثقة المستهلك وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في الاشياء الاساسية التي لا يستغنى عنها ومقاطعة ما نستطيع إلى ذلك سبيلا وكل ما يمت إلى الكيان الصهيوني بصلة.
8- انشاء جبهة عربية تضم كافة الناشطين في مجال المقاطعة تضم ايضاً المهن الحرة ونقابات العمال وممثلي للقوى الشبابية في الجامعات ومؤسسات وجمعيات اهلية وهيئات المجتمع المدني.
9- الضغط على الشركات للتراجع عن دعمها لاسرائيل.
اننا نخلص إلى حقيقة تختزل بمقولة انه كلما تقدم التطبيع ضعفت المقاطعة وكلما تقدمت المقاطعة ضعف التطبيع.
ختاماً، إن خوض المعركة مع الكيان الصهيوني يتطلّب رؤيةً استراتيجية ونفساً طويلاً ومنهجيةً تكاملية توائم بين كافة مستويات الصراع وتفصّل مراحله. وتشكّل مقاومة التطبيع السياسي أحد أهمّ هذه المراحل، كون هذا التطبيع هو المرتجى الدائم لهذا لكيان منذ نشأته. ومرتجانا هو أن يعي أصحاب مشاريع التطبيع أن قدر هذا الكيان أن يبقى كياناً هجيناً في أمة قدرها المقاومة إلى حين زواله.
خامساً: التطبيع الاعلامي
1- سبل التصدي لمقاومة التطبيع الإعلامي مع الكيان الصهيوني
2- -الخروج بموقف وطني وعربي جامع يتضمن وقف كافة أشكال الظهور على وسائل إعلام الاحتلال، وحث المؤسسات والقنوات العربية بعدم استضافة أي من الشخصيات الصهيونية.
3- -مقاطعة حسابات الاحتلال على مواقع التواصل بإلغاء الإعجاب والمتابعة مهما كانت الذريعة، فالإعجاب قيمة لا تليق بغاصب، قاتل، محتل، وهذا يتضمن وقف كافة أشكال التداول (النشر والمشاركة) لمواده الإعلامية .
4- عدم حضور أي فعالية أو نشاط إعلامي أو ثقافي أو أكاديمي أو شبابي في أي بلد كان، إن كان الاحتلال مدعوًا للمشاركة فيه، وطلب موقف رسمي من هذه الدول، إذ لا بد من إحكام الحصار الإعلامي على المحتل، وإنهاء حقبة احتضانه بإعادته للإعراب المناسب له، “عدو”، والعدو لا يصير صديقًا، ولم ينته الاحتلال بعد.
5- إطلاق حملة تشهير بكل المطبعين، الصغار والكبار، سياسيين، ومثقفين، وإعلاميين، ونشطاء، وكل مَن يساهم في جعل العلاقة مع أي شيء مرتبط بالاحتلال طبيعية.
6- زيادة المحتوى العربي الذي يخدم فكرة الوعي بالاحتلال، والوعي بحقوقنا.
7- على الشباب العربي مسؤولية العمل على توعية بعضه البعض، و الوعي بدورهم في صناعة موقف واتخاذه والتأثير في محيطهم.
8- -التوقف الفوري عن استضافة الشخصيات الصهيونية والتعاطي معها في الإعلام العربي، ودعم وجهة النظر السياسية العربية المفندة لادعاءات الصهاينة، وتعميقها في الوعي العربي، والتوقف عن ذكر الأخبار الصادرة من الصحف والقنوات التابعة للكيان الصهيوني دون تفنيدها وتقديم وجهة النظر العربية لها.
9- زيادة حجم الصورة في المحتوى العربي للسينما العربية والمهرجانات العربية المتخصصة في الأفلام الوثائقية عن خطورة الاحتلال الصهيوني في المنطقة العربية، وإظهار جرائمه بحق الفلسطينيين، والمقدسات الإسلامية، والتركيز من خلال الفيلم الوثائقي كمحطة جديدة لعبور العالم الجديد على سياسات الاحتلال الصهيوني من الاستيطان ومحاولة تهويد المقدسات الفلسطينية من خلال تحويل الإعمار فيها.و إنشاء مجموعات متخصصة في الإعلام الجديد قادرة على إدارة حملات المقاطعة الإعلامية مع الكيان الصهيوني، ونشر جرائم هذا الكيان وخطورة التطبيع بأشكاله المختلفة معه على المنطقة العربية، من خلال الصورة والمعلومة السريعة الموثقة وباستخدام لغات مختلفة.
10- -تعرية المطبعين مع الكيان الصهيوني في كافة المجالات من خلال ذكر أسمائهم وفضح آرائهم وتفنيدها للمواطن العربي في كافة وسائل الإعلام وبتصنيفاتها المختلفة،
11- الضرورة السعي مع المراكز المتخصصة إلى اعداد دراسة مسحية أو حتى وصفية، تتطرق أو تعالج هذا النوع من التطبيع الخبيث.
12- -إطلاق حملة شبابية مستقلة هدفها رفض التطبيع الممنهج إضافة إلى إعداد برنامج بالمناسبات العربية من أجل تنظيم نشاطات مشتركة، مطالبين باستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب العربي عبر تنظيم ندوات ونشاطات وورش عمل في المدارس والجامعات بهدف تعميق الوعي والانتماء لدى شريحة الشباب ومواجهة الفكر الظلامي والتكفيري وإعادة توجيه الشباب نحو بوصلة النضال من أجل القضايا العربية وحقوقها المغتصبة، وإنشاء مواقع إعلامية إلكترونية عربية مشتركة لمواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني – الرجعي والعمل على تطوير الخطاب الإعلامي وتغييره بما يتناسب مع عقلية الشباب والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام البديل بما يحقق المصلحة العليا لأبناء المنطقة .
13- توحيد الخطاب الإعلامي الوطني الذي يخص القضايا العربية المشتركة بين الشباب.
سادسا: في التطبيع التربوي
1- ضرورة رصد كل محاولات التسرّب والاختراق التطبيعي إلى المناهج التربوية والكتب المدرسية ومواجهتها بكل حزم.
2- ضرورة ايلاء القضية الفلسطينية والطبيعة العنصرية التوسعية الاحلالية للمشروع الصهيوني موقعا خاصا في المناهج التربوية والبرامج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.
3- الاهتمام بتحصين ثقافة الاطفال وطنياً وقومياً ودينياً بما يضمن تنشئة وطنية سليمة محصنة بوجه الاختراقات الصهيونية.
وفي الختام أكد المشاركون والمشاركات في الندوة أن مناهضة التطبيع ومقاطعة العدو تشكل مستوى هاماَ من مستويات المقاومة، ورديفاً للمقاومة المسلحة التي لا يفهم العدو إلا لغتها، وكما قال جمال عبد الناصر ” ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.
التعليقات مغلقة.