سوريا والغاز والخوذ البيضاء ( الجزء الثانى) / عمرو سمبل
عمرو سمبل ( مصر ) الأربعاء 28/2/2018 م …
فى الرابع من أغسطس عام 1964 وقف الرئيس الأمريكى الكاذب ليندون جونسون معلنا الحرب على فيتنام بعد الحادث الشهير المعروف باسم حادث خليج تونكين ( ضرب مدمرتين أمريكيتين بواسطة طوربيدات فيتنامية) وفى 6 اغسطس قام سلاح الجو الأمريكى بأكثر من 300 طلعة جوية لتدمير ابار البترول ومناجم الفحم وجزء كبيرا من شرق فيتنام وبعد يومين كان هناك أكثر من 500 ألف جندى أمريكى على ارض فيتنام . وفى عام 2014 تم الكشف قبل سنوات عن الوثائق الحقيقية التى تؤكد ان كل ما سبق كان مجرد اكاذيب وانه لم يكن هناك هجوما على اى مدمرة أمريكية بل حرب ضد فيتنام مع سبق الإصرار والترصد.
وفى عام 2003 وقف السفاح الأمريكى جورج بوش الإبن معلنا الحرب على العراق لان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل, ومرة اخرى يصل ما لا يقل عن نصف مليون جندى أمريكى الى أرض العراق..والان فى عام 2018 لم يعد هناك عاقل يصدق قصة اسلحة الدمار الشامل حتى لو لم تظهر وثائقها بعد…( ربما ننتظر عشرين عاما أخرى).
واليوم يقف البهلوان الأمريكى دونالد ترامب مؤديا نفس الدور القذر الذى تلعبه أمريكا من حين لأخر..افتعال ازمة وهمية وإستخدامها كمبرر لعملياتها العسكرية القذرة..والمبرر هذه المرة هو ان سوريا تقتل شعبها بإستخدام الغاز السام .ويكون الدليل الوحيد على تلك الإتهامات هى مجرد صور مفبركة او تصريحات لمن يسمون انفسهم ( اصحاب الخوذات البيضاء – الذين هم جزء من الإرهابيين الذين يقوضون الأمن فى سوريا ).متلازمة مع تصريحات لشخصيات بهلوانية على قمتها الأمين العام للأمم المتحدة جويتريش وتتشكل القاعدة من السياسيين الأمريكيين وبعض الأراجوزات العرب..
ورغم ان وزير الدفاع الأمريكى نفسه الملقب بالكلب المجنون جيمس ماتيس صرح بانه لا يوجد اى دليل على إستخدام الجيش الوطنى السورى للغاز السام ضد مواطنى الغوطة الشرقية…إلا ان الأراجوز الجالس على عرش بيت الدعارة العالمى المسمى هيئة الأمم المتحدة يخرج بتصريح مضاد وهو ان احداث الغوطة حولت المدينة الى ما يشبه الجحيم ثم يجرى تصوير بشار الأسد إعلاميا على انه نازى, ثم تنتشر صور الأطفال وسط بحيرات الخراب فى الغوطة لكسب التعاطف الشعبى العالمى الكاذب,( يجرى دائما استخدام صور الأطفال بالذات فى كل المناسبات القذرة ).بالرغم من انه تم استخدام نفس اكاذيب الغوطة عام 2013 وكانت سببا فى نزع كل اسلحة الكيماوية التى كانت سوريا تمتلكها, وبالرغم من عشرات التقارير التى أكدت ان الإرهابيين مثل جماعات داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح هم من يمتلكون رصيدا كبيرا من تلك الأسلحة..وبالرغم من عشرات التقارير التى اكدت ان احداث الغاز تقع فى الجزء الذى يسيطر عليه الإرهابيين من المدينة , بل إن منظمة منع استخدام السلاح الكيمائى ( OPCW ) قد اكدت فى تقارير كثيرة ان اول استخدام للأسلحة الكيماوية كان على يد تنظيم داعش عندما استخدمت غاز الخردل ضد الأكراد فى العراق وأكدت المنظمة انها لا تعرف الطريقة التى وصل بها غاز الخردل الى هؤلاء الإرهابيين ( الذين هم جنود أمريكا فى تلك الحرب القذرة ) إلا ان وسائل الإعلام (العالمية) تصر على ان بشار الأسد هو من يستخدم تلك الأسلحة.
وليس بعيد عن الذكر انه تم استغلال نفس الكذبة ضد عملية رائعة قام بها الجيش الوطنى السورى لتحرير حلب من ايدى الإرهابيين ( سلاح أمريكا) فتم نشر الآف الصور عن حلب التى تحترق بينما الحقيقة كانت تؤكد ان حلب تتحرر من ايدى عملاء أمريكا الإرهابيين . اليوم تتحرر الغوطة التى وقعت فى ايدى الإرهابيين عام 2014 ..كذلك ثناء تحرير حمص ثالث اكبر المدن السورية بعد دمشق وحلب ..تم استخدام نفس الأكاذيب مما ادى الى ضرب سوريا ب 59 صاروخ من طراز توماهوك بواسطة حاملات الطائرات الأمريكية المتمركزة فى شرق البحر المتوسط.
ورغم إن شهادات كبار الخبراء المتخصصين فى مجال السلحة الكيماوية مثل هانز بليكس وسكوت ريتر وجاريث بورتر, كلهم قاموا بنفى الرواية الأمريكية الرسمية إلا ان شهادتهم تظل حبيسة بعض المواقع غير المعروفة , ورغم ان المحققة الشهيرة كارلا ديل بونتى قد استقالت فى أبريل عام 2017 من رئاسة لجنة الفحص والتحقيق التابعة للأم المتحدة احتجاجا على سياسة أمريكا فى رفض توسيع دائرة التفتيش لتشمل جنودها الذين يحملون أسماء داعش وجبهة النصر وجيش الفتح قبل ان تقوم أمريكا بتوجيه صواريخ توماهوك الى الأراضى السورية, بينما وسائل الإعلام التى يطلق عليها عالمية مثل رويترز والصحف الأمريكية وكل المحطات الأمريكية تصر على الترويج لقصة كاذبة لتنفيذ اغراض سياسية وإقتصادية وتتحاشى ذكر شهادات الخبراء العالمين لتفسح المجال لنشر أكاذيب من يسمون انفسهم اصحاب الخوذات البيضاء
التعليقات مغلقة.