ابحث عن المستفيد / سامي شريم
سامي شريم ( الأردن ) الإثنين 4/5/2015 م …
عندما تكون هناك جريمة تكثُر فيها الخيوط يبدأ المُحققون بالبحث عن خيط يقود إلى المستفيد والذي حتماً سيقود إلى المُجرم الحقيقي لأن لا أحد يرتكب جريمة دون أن يكون له مصلحة فيها وعند البحث فيما يجري في المنطقة من دمار ودماء وهدم للجيوش وانهيار للدول واستبدال للهوية الوطنية بالهوية الأثنية والعرقية والطائفية ما يؤدي بالنتيجة إلى تفتيت الدول وتحويلها إلى مجموعات طائفية مُتناحرة ليتدخل الكيان الصهيوني في المنطقة لدعم هذه الفئة أو تلك أو لدعم كلا الفئتان معاً لسفك المزيد من الدماء والإمعان في السير قدماً لتنفيذ الهدف الأكبر وهو قيام اسرائيل الكبرى التي لا يمكن لها أن تكون الكبرى إلا بتقزيم الدول المُحيطة بها وهذا هو الهدف النهائي والأسمى للمشروع الصهيوني!!
اعتمد الكيان الصهيوني في قيامه على التخطيط المُسبق والتهيئة لكل الظروف والمُعطيات التي توصل إلى الهدف يدعمهُ في ذلك المُعسكر الغربي بهدف الإبقاء على جهل وتخلف وتبعية العالم العربي ضماناً لاستمرار استنزاف امكانيات وخيرات المنطقة والحفاظ عليها أسواقاً دائمة لمُخرجات مصانعه ومؤسساته الإقتصادية وكم حيكت المؤمرات والدسائس بمساعدة الخيانات العربية المعروفة على مدى التاريخ والتي كانت سبباً في ضياع الأمة منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا.
وفي هذا السياق جاء المؤتمر اليهودي عام 1897م والذي أقر قيام وطن قومي لليهود تبعه مؤتمر عام 1910م لرؤساء وزارات الدول الأوروبية (عدا المانيا) والذي أقر ضرورة إيجاد جسم غريب مهمته فصل الشرق العربي عن الغرب لنفس الهدف تلاها وعد بلفور عام 1917 م ومعاهدة سايكس بيكو توطئة لقيام دولة اسرائيل عام 1948م والذي تعهدت للغرب بفصل الشرق العربي عن الغرب واشغال الدول العربية باستنزاف خيراتها لتعزيز المجهود الحربي مع ضمان غربي بتفوق هذا الكيان المسخ على دول المنطقة مجتمعة وبذلك لم ترد حدود لهذا الكيان في الدستور معتمداً على الدعم الغربي للتوسع حسب المستجدات والظروف ونعلم كم زورت الإرادة الدولية وكم استخدم حق الفيتو لحماية الإجرام الصهيوني وحتى اللحظة.
وفي هذا الإطار طرحت عدة مشاريع بعد أن اصبح بإمكان الكيان الصهيوني الحديث عن يهودية الدولة جاءت على التوالي مشروع الشرق الأوسط الكبير عام 2003م وطرحت فيه تجزئة الدول العربية وتفتيتها حسب المُعتقد والعرق والطائفة وكان أن أُفشل المشروع بفعل صمود المقاومة العراقية تلاه مشروع الشرق الأوسط الجديد عام 2006م والذي أفشلته المقاومة اللبنانية ثم مشروع الفوضى الخلاقة عام 2010م.
والذي كنا نجهل كنههُ إلى أن رأينا أنظمة تتهاوى ودب الخوف والفزع والرعب الذي إعتادته الحركة الصهيونية لتنفيذ مُخطاطاتُها وجاء الصمود السوري ليوقف المشروع وجاء الحاوي بالجديد والأخطر على مستوى مشاريعه السابقة ألا وهو تكريس الإصطفاف السني الشيعي معتمداً على جهل وتشدد وتراكم تاريخي لثارات مضى عليها 1400 عام وقد رأينا ثقافة القتل وسفك الدماء لأُناس نعرفهم وعاشوا بيننا ونستغرب كيف غرسوا فيهم كل هذا الحقد والإجرام بحيث اصبحوا يشكلون خطراً على الإنسانية والسلم العالمي.
يجب أن ينظر إلى هذه المرحلة على أنها فصل من فصول المؤامرة التي تستهدف المسلمين ليهلكوا بأيدي بعضهم البعض وللمشروع الصهيوني على أنه هو العدو الحقيقي لكل دول المنطقة و حرف البوصلة بواسطة الأعداء والجهلة ما هو الإهلاك للأمة جمعاء بسنتها وشيعتها وأكرادها وعلويها ومسيحيها ودروزها ومؤمنيها وتكفيريها ولن تقوم للأمة قائمة إذا حصلت المواجهة وليعي عقلاء الأمة أنهم معنيين بدرء الخطر وَلَمْ الشمل وترويج الحديث الجامع الذي يوحدّ الأمة والبُعد عن العنتريات والقصص الهدّامة للأسف التي اصبح يُرَددُها بعض قادة الرأي جهلاً وعمالة.
التعليقات مغلقة.