التعليم سفينة النجاة لليمنيين !! / احمد عبد الله الشاوش




 - لن ينهض أي فرد أو مجتمع او دولة إلا في ظل وجود المعلم " القدوة"  والمناهج التربوية والتعليمية الحديثة والأفكار الخلاقة والثقافات المتنوعة والمعرفة المتدفقة التي تُحرر العقل من الجهل والخضوع والاستبداد والتبعية والاساطير

 

 

 

 

 

احمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الثلاثاء 6/3/2018 م …
لن ينهض أي فرد أو مجتمع او دولة إلا في ظل وجود المعلم ” القدوة” والمناهج التربوية والتعليمية الحديثة والأفكار الخلاقة والثقافات المتنوعة والمعرفة المتدفقة التي تُحرر العقل من الجهل والخضوع والاستبداد والتبعية والاساطير ، ، ولن يثمر ذلك إلا بإطلاق العنان للفكر الذي يمثل القاعدة الأساس لبناء شخصية الفرد في اليمن والامتين العربية والإسلامية للخروج من عباءة التخلف والانحطاط وعبادة الأوهام.

ولن تنتصر اليمن على الجهل ، والخروج من قمقم التخلف وحقبة العصور المظلمة ، إلا بمراجعة النفس ووخز الضمير والإصرار على خلق استراتيجية تعليمية عصرية تُحاكي العالم وتستفيد من خبرات الشعوب التي صعدت الى أقطار السموات والأرض بالعلم وتتفاعل مع روادها وغرس تلك المنظومة من القواعد والمثل والقيم والعلوم السامية في عقول وقلوب المعلمين أولاً ومن ثم تعميم هذه التجارب العظيمة الى الجيل الجديد المتعطش للعلم ومن ثم ترجمتها في سوق العمل الذي يتطلب كل المخرجات التي ستساهم في احداث نقلة نوعية للبلد.
ولا يمكن لليمن ان تحدث تنمية كبيرة في مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والطبية والهندسية والتكنولوجية والعسكرية والأدبية ،،،أوتسقط أي “هيمنة ” ، إلا بتحرير ” العقل” ، ولن تقوم لليمنيين قائمة فرداً واسرة ومجتمع وقيادة وسلطة إلا ببناء المعلم وتدريبة وتطويره وصقل مهاراته وتكريمه واعتماد الراتب والمعيشة التي تليق به و اسرته مقابل رسالته الإنسانية وتفرغه لأعداد أجيال الغد بعيداً عن أدران التبعية والحزبية والمناطقية والاسرية والغرور والدروس الخصوصية التي تحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام.

وطالما كان المعلم هو القدوة وقّدر الأمانة والمسؤولية والعهد الذي قطعه على نفسه أمام الله والوطن والمجتمع والقيام بواجباته العلمية والأخلاقية والإنسانية والدينية في بناء الشخصية على أكمل وجه صار جديراً بالاحترام ورمزاً يضرب به المثل ، كما ان تجارب الشعوب في مجال التعليم ونقل المعرفة متعددة وأكثر نجاحاً والمتابع والمشاهد والدارس والباحث في بريطانيا واليابان والصين والولايات المتحدة وكوريا وسنغافورة وألمانيا وتونس ينظر الى تلك التجارب والمناهج التربوية والعلمية والأكاديمية ونظام الإدارة بعين الاعجاب ، ويكتشف الفارق الكبير بين مخرجات تلك الدول الراقية وانصهارها مباشرة في سوق العمل وبناء تلك الأوطان بينما آلاف اليمنيين يعانون من البطالة والفقر والحرمان والفشل نتيجة لضعف التعليم ومخرجاته الركيكة وسوء التخطيط وغياب الاستراتيجية المثالية.

مشكلتنا في اليمن والوطن العربي ، ان رؤسائنا وملوكنا وامراءنا وقياداتنا التي قفزت الى السلطة عبر الثورات والانقلابات ، الديمقراطية المزيفة واكليشة 99،9% والأنظمة المتوارثة ولعبة الثروة والسلطة والمصاهرة بين مراكز النفوذ ، انها أضعف من خيوط العنكبوت ، لافتقادها المعرفة والأساليب التربوية والتعليمية المتقدمة التي هي القوة الحقيقية لبناء الانسان والانطلاق به نحو الغد المشرق ، لذلك فإن ضعف مخرجات التعليم هو نتيجة طبيعية للتفكير” العقيم ” لتلك النًخب التي تخوض معركة هوى “النفس” فتسقط إرادة التغيير وتنتصر لغة ” الاناء” والمصالح الضيقة ، ولذلك صار المعلم في آخر اهتمامات تلك النُخب نتيجة للسياسات الطائشة ووزراء التربية الأشد ضعفاً والموازنات الشحيحة ، بدليل المرتبات والأجور الزهيدة التي فاقمت المشاكل وهزت كيان المعلم وعصفت به وغيرت سلوكه ومستواه وقتلت فيه روح المثابرة والجد والطموح والامل ، ما عرض مهنة التعليم للخطر وساهم في تخريج أجيال تفتقد الى الشخصية الناضجة المتشربة من جداول التربية وروافد السلوك وبحار العلم .

ولذلك مازلنا في اليمن وسنظل نامل ان تستقر الأمور ويتوصل فرقاء السياسة الى السلام الذي يؤسس للدولة المدنية بعد ان مسنا الضر ، الى الشروع في تأسيس استراتيجية جديدة للتعليم تواكب روح العصر وزخم المرحلة ، والاستفادة من خبرات الشعوب والدول المتقدمة في مضمار التعليم للخروج من أزماتنا ومشاكلنا ومعوقاتنا والولوج الى عصر العلم والبناء ، وقديماً برزت العديد من الحضارات والامبراطوريات والدول التي أسهمت في بناء الانسان والحضارة ، وما الروم وفارس والهند والاغريق والصين والعباسيين ،،، إلا شاهداً على ذلك ، وفي العصر الحديث برعت بريطانيا وامريكا واليابان وسنغافورة وهولندا والصين وماليزيا وإندونيسيا وكوريا وفنلندا واستونيا وكندا وغيرها من الدول التي أهتمت بالعملية التربوية والاهتمام بالتعليم والانطلاق في مجالات البرمجة والترجمة والطب والفلك والاجتماع والعلوم ،،، وما ارسال الصين واليابان معلمين الى مصر عام 1894 م للاستفادة من نظام التعليم وخبرات الشعوب إلا شاهداً على تلك العقول النيرة وإرادة التغيير الى الى الهدف المنشود.

ولذلك لم تستقر نفوسنا أو تهدأ قلوبنا أو تستقيم شعوبنا وتُحل خلافاتنا وتُكبح نزواتنا وننتصر على الحاضر المتخلف الذي يقوده عدد من المعاقين فكرياً ، إلا بثورة عصرية يدعو اليها الحكماء والعقلاء لاجتثاث كل معاول الهدم والعقليات المريضة التي مازالت تعيش في عصور الظلام ، مازلنا بحاجة الى ” ثورة” ضد معركة التخلف بتفعيل العقول والرهان على العلم.

واذا ما وجدت الارادة الحرة والنوايا الصادقة و العقل الناضج والتخلص من شرور النفس واحترام الرأي وسعة الصدر وتقدير الحكماء والمفكرين والمثقفين والمعلمين سينتصر الفرد والمجتمع والدولة في أكبر معارك الحياة ، وستبدأ عجلة البناء وتنتعش مخرجات التعليم وتستقر الحياة وتسود لغة المحبة والتسامح والامن والاستقرار والسلام ، وعندها لن تتكرر دعوات معلمي وثوار الربيع العربي للعام 2011م للأضراب وتعطيل الدراسة واغلاق المدارس وتحريض الطلبة واسقاط النظام بعد ان تحول الكثير منهم من ” رسل” للعلم والتربية الى معاول هدم وأدوات سياسية وحزبية ومذهبية ومناطقية ساهمت في خلق جيل ضعيف ومنتقم يفتقد الى الشخصية المتزنة ، فهل يتق الله كل مسؤول ويستشعر الامانة ويستعيد الثقة !!؟.

واخيراً .. قال شوقي.. قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم ان يكون رسولا !!!!!؟؟؟؟.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.