بعد نفاد صبرها … تعاملت موسكو بلغة يفهمها الغرب الاستعماري / كاظم نوري الربيعي




كاظم نوري الربيعي ( العراق )الأربعاء 7/3/2018 م
بصرف النظر عن  محاولاات الولايات المتحدة وحليفاتها  الغربيات استخدام ” مصطلحات ” تقلل من وقع الصدمة  عن ما كشف عنه الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين من اسلحة وصواريخ   من بين تلك  المصطلحات مثلا” التباهي” او الزعم   بعدم نجاح بعض التجارب  الصاروخية الروسية وهي كذبة تعودنا عليها   من هؤلاء ” البلطجية”  نضيفها الى ” اكاذيب الكيمياوي” التي اخذ يلح عليها الغرب بشكل  مثير للتساؤل في ” غوطة دمشق”  وعلى ذات الطريقة  القذرة التي استخدمت  كذريعة  لغزو العراق واحتلاله عام 2003  .
 اما  التباكي  على حقوق الانسان وذرف الدموع ” دموع التماسيح”    هذه الشماعة التي  لم تعد خافية على احد من انها تستخدم للتدخل في شؤون الدول  وتنصيب  انظمة موالية للغرب الاستعماري بل في  احسن  الاحوال المجيئ بعينات تحكم على الطريقة المتبعة الان في العديد من دول المعسكر الاشتراكي السابق  التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991  وهرولت نحو” الغرب” ظنا  من شعوبها  التي خدعتها  ماكنة الاعلام  الغربية انها ” السعادة بعينها”  واذا بها  تتحول الى قارب انقاذ للغرب  الاستعماري  “تحكم من قبل ” مافيات ولصوص وسراق” تحميهم ” برلمانات هزيلة”   في ظل ” دساتير مشبوهه اعدها الغرب   كالذي يحصل ايضا في العراق منذ  الاحتلال ختى  الان .
بوتين كما هو معروف بن مدرسة تربت في كنف دولة عملاقة ” الاتحاد السوفيتي” لم يخف حزنه عندما سؤل  في اطار مقابلة خاصة عن انهيار الا تحاد السوفيتي قال لو كنت قادرا  لما  تركت الامر يمر بهذا الشكل  محملا بعض المسؤولين السوفيت المسؤولية وفي المقدمة ” ميخائيل  غورباتشوف”.
الكشف عن اسلحة  حديثة  ومتطورة خاصة” الصواريخ النووية  ذات المديات  غير المحدودة “ومن النمط الذي اعلن عنه  الرئيس بوتين لم يات اعتباطا بل كان ردا على الهستيريا العسكرية الامريكية” التي وصلت حدا لايطاق حتى ” الفضاء” كما اعلنت واشنطن انه سيكون  قاعدة لضرب اهداف على الارض” لكن موسكو لم  تستخدم ” مصطلحات ” التباهي” او غيرها من الالفاظ التي تعكس مدى خشية الغرب من جدية موسكو  بما في ذلك دول الاتحاد الاوربي التي تهرول وراء ” واشنطن” وهي  مغمضة العيون ” مثل بريطانيا وفرنسا وحتى المانيا التي باتت ملزمة  في الخضوع لارادة” العم سام” حيث تتواجد القواعد الامريكية  في قواعد  ثابته  على الاراضي الالمانية منذ عام 1945  تضم ” مختلف الاسلحة بما فيها النووية” وفق مصادر اعلامية.
موسكو لم تشرع بالتوجه الى تطوير هذا النوع من الصواريخ والاسلحة التي اعلن عنها الرئيس بوتين مؤخرا  لولا شعورها بان ” صبرها” واستخدام الدبلومايبة لم  يعد ينفع مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة التي  لم تكتف بنشر قواتها في  الشرق الاوسط واقامة قواعد ثابتة فيها بل تجاوزت ذلك الى اوربا حين اخذت تحيط روسيا بدرع صاروخية تحت ذرائع كاذبة بينما  فضحت مواقف واشنطن الزاعمة بمحاربة الارهاب في سورية دورها المنافي للاعراف والمواثيق الدولية التي تتباكى عليها زورا باصرارها على البقاء في قواعد على الاراضى السورية وحتى العراقية بحجج واهية ودون طلب من دمشق او بغداد.
بعد نفاد الصبر واستخدام الطرق الدبلوماسية واللجوء الى الشرعية الدولية التي   تمتطيها واشنطن لتنفيذ مخططاتها التخريبية في العالم اضطر الرئيس بوتين بالكشف عما  ازعج ” الغرب” واعتبر ذلك خروجا على المالوف لان ” واشنطن” وفي ظل الادارة الحالية المهووسة  باثارة المشاكل في العالم والتي بداتها من ” القدس” لم تعد تستوعب من يقول لها ” لا” وتكررت ” ال ”   لاات ” الروسية مرات عديدة   سواء في الامم المنخدة او المحافل الاخرى و انتفضت روسيا لتضع حدا للهوس الامريكي” من قبل النازيين الجدد في البيت الابيض و الذي يذكرنا ب” هوس  الهتلريين ” قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
حسنا فعلت روسيا  في تصديها للارهاب في المنطقة العربية لانه ارهاب موجه لها  اصلا في اطار مشروع  تخريبي  امريكي غربي” يجري فيه تقاسم النفوذ في افريقيا واسيا   واوربا بين الولايات المتحدة وحلفائها فهل سال احد مرة  عن الوجود الفرتسي العسكري في القارة الافريقية الذي فضحته عملية استهدفت السفارة الفرنسية ” في بوركينا فاسو” ؟؟
ماذا يعمل هؤلاء الطغاة  الذين اذاقوا القارة السمراء وشعوبها الويلات ونهبوا ثرواتها وجوعوا شعوبها  ؟؟ هل ان هدفهم الدفاع عن الشعوب الافريقية ام نهب ثرواتها في اطار تقاسم النفوذ بين دول الغرب الاستعماري؟؟
دعهم يجتمعون ويتهامسون  ويضربون الاخماس في الاسداس بعد تصريحات بوتين الاخيرة   و دعوهم يستخدموا المصطلحات التي تعبر عن ” استخفاف لكنهم يشعرون في دواخلهم   ان غليانا  اخذ منهم ماخذا بعد ان اطل عليهم ” الدب القطبي”  الذي  ضاق بهم ذرعا  وجاملهم طيلة حقبة  ما بعد الانهيار  السوفيتي  التي فسروها ضعفا  ” انها روسيا  بشعبها العظيم شعب الحضارات  الذي حمى  شعوب العالم في الحرب العالمية الثانية  ولولا تضحياته  التي تجاوزت  ” 20″ مليون انسان لما سمعنا اليوم بشيئ اسمه دول الاتحاد الاوربي او ”  ماما امريكا “.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.