لك الله يا قدس / عبدالحميد الهمشري

نتيجة بحث الصور عن عبدالحميد الهمشري

عبدالحميد الهمشري* ( فلسطين ) الخميس 8/3/2018 م …




* كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

في الماضي القريب كنت على يقين أن القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه لأنها من الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية التي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال مهما بلغت درجة الضعف والهوان والمحن .. لكن علمتنا الخطوب والتجارب أن ما يجري على أرض الواقع يُفرضُ فرضاً بالضغط والإكراه وتكميم الأفواه على مدى 50 عاماً من النكسة ، واتخذ أساليب ترويضية مختلفة جرى خلالها بناء الفكر الترويضي بعملية غسيل دماغ منظم لترويجه والقبول به كأمر واقع ، حيث تدرج ذلك من هزيمة رتب لها في الطاولات المستديرة والشعوب غافلة في شهر حزيران 1967 للقبول بالدولة العبرية كدولة من دول المنطقة، وتمت حرب 1973التحريكية التي آلتلمفاوضاتوانتهت بتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر السادات وتل أبيب شامير، وتم منح السادات الفرصة لإنجاز ما أقدم عليه ليلحق بركبه الباقي في حال نجاحه في مسعاه ، وتم الخلاص منه انتقالاً للمرحلة اللاحقة ، حيث شهدت المنطقة أحداثاً وصراعات أنست الشعوب ما يُرتّب لها حيث بدئ بشيطنة المقاومة وتضييق الخناق عليها وحروب بين الجيران وتدخلات أجنبية لنصرة هذا على ذاك وتكبيل الشعوب بمعوقات تشريعية تحول بينها وبين حرية التعبير والإدلاء برأي على مجريات الأحداث، وتسيير الإعلام وفق أجندات تخدم ما هو مرسوم وبالتدريج وبنسق يبدو أنه مبرمج من  دوائر يهمها  إثقال كاهل شعوب المنطقة بهموم لا قبل لهم بها، حتى يتم تنفيذ المراد حيث التنازل عنها يجري خطوة خطوة إرضاء للسيد الغربي الأمريكي الذي يعمل على بعثرة الجهود وتشتيت الصفوف لإنهاء صيغة سايكس  بيكوالتي تشكلت الدولة القطرية العربية بموجبهاوما تبعها من تفاهمات يالطا وفرساي وسالت 1 و2 وما بعدهما ، حين يلتقي أسياد العالم ليقرروا ترتيباتهم لعالم المستضعفين في الأرض الذين يجب ان يبقوا أسارى لترتيبات تبقيهم لا حول لهم ولا قوة.

ما مررنا به من تجارب يجعلنا ندرك أن لا ثوابت ولا شيء مقدس لدينا، وحتى أقدس مقدساتنا اصبحت مجالاً للمساومة عليها، فما صنعه ترامب لم يكن وليد الصدفة بل كان عن سبق إصرار وترصد ولم يصدر عنه إلا بعد أن جس النبض على ما هو مقدم عليه وأدرك ان ألأمور تسير وفق ترتيباتإدارته  المتصهينة وبأن عدو الأمس قد أوشك أن يصبح الحليف والشريك بل والمستشار باتخاذ القرارات المصيرية التي تهم أصحاب الشأن في المنطقة ..

ولا أعلم كيف يكون هذا العدو شريكاً وحليفاًو ما زال نشيده الوطني يتغنى بالاستعداد لتوجيه سهامه لصدور كل أهل المنطقة؟؟ لينطبق علينا المثل القائل ” كمجير أم عامر  أو كمن يضع الأفعى في جحره طمعاً في النجاة فيكون فناؤه وهلاكه لا محالة”.

لك الله يا قدس ، بعد أن جنح البعض غض الطرف عن استباحتك ومقدساتك ، لكن لك البشرى بأنه ما لأرض تموت أو تضيع ووراءها طلاب حق ومناصرين ومؤازرين وعلى ثوابتهم باقين؟؟

. [email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.