التأريض النفسي … تفريغ احتقان / هاشم نايل المجالي
هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الخميس 8/3/2018 م …
التأريض مصطلح فيزيائي يعني احداث اتصال مباشر بين منظومة او شبكة كهربائية من جانب وبين الارض من جانب آخر ، وذلك من اجل تحقيق الامان للمنظومة او للشبكة الكهربائية ، بطرق عدة من اهمهما تفريغ وتسريب الشحنات الكهربائية الزائدة الى الارض وفق وسائل متعددة .
وجسم الانسان عبارة عن جهاز كهروحيوي ، اذ انه يتألف ايضاً من مجموعة من الدوائر الكهربائية الحيوية التي تنقل الطاقة من خلال وصلات الجهاز العصبي لامداد الوظائف الفسيولوجية والعقلية والنفسية ، حيث ان كثيراً من الاشخاص نجد ان لديهم توتر كبير بسبب زيادة في نشاط افراز هرمونات الكورتيزول كذلك ارتفاع مستوى السكر في الدم عند شدة التوتر ، وكذلك عدم اتزان الجهاز العصبي اللاإرادي ، وزيادة في ضربات القلب وزيادة في لزوجة الدم التي تسبب الجلطات وغيرها ، لذلك فان التأريض مفيد لصحة الانسان .
وينصح المختصين الاشخاص بان يمشوا حافي القدمين على الارض لمدة لا تقل عن 30 دقيقة كل يوم على العشب او الرمال او الاسطح الخرسانية وغيرها ، وكثير من الاشخاص يصابون بالقلق النفسي والتوتر والاكتئاب لشعورهم بالحزن او فقدان الامل او القهر المعنوي ، لوجود اسباب سلبية لها تأثير على حياتهم اليومية ومعيشتهم وانعدام الامل في معالجتها ، ومنهم من يصيبه الشعور او الرغبة بالبكاء ،والشعور بفقدان الرغبة بأي شيء وعدم الاهتمام بأي شيء وعدم الخوف من ان يفعل اي شيء ، وهذه اعراض حسية لهذا القلق النفسي والاكتئاب ولا يعود الشخص قادراً على السيطرة على مخاوفه ، وكثير من الاشخاص تصيبهم نوبات ذعر ، وهناك من الاشخاص من يعمل على الانفصال عن الالم الشعوري اذا كان حاداً او اكبر من قدرته على التحمل ، حتى لا يعبر عن شعوره بطريقة سلبية ، وفقدان السيطرة على السلوك او في موقف ما مما يثير الغضب حيث يصيبه اعتلال نفسي لا يشعر حينها الشخص بالندم على اي تصرف ممكن ان يرتكبه ، حيث يعتبر انه على حق بتصرفاته وانه محق بغضبه وانه لا يستطيع ان يتجاهل ما يحدث له ، فيعمل على تحويل الانتباه اليه واحياناً يشعر ان البكاء يجعل الاخرين يستهزئون به .
وما الحراك المتزن الا نشاط جسدي حيث يسير فيه الشخص لمسافات تحفز افراز الاندروفينات ، والذي يعدل المزاج ويغير ردود الافعال حيال المشاعر السلبية ، اي انه بذلك فانه يؤرض نفسه حينما يفرغ الشحنات السلبية والمزاج السلبي والتوتر والقلق النفسي بالمشي والقيام بحركات بالايدي وتفريغ ما يحتقنه بداخله من توتر ، والمشي والرياضة علاج للاكتئاب خاصة اذا كان جماعياً ، خاصة اذا كان هناك من يتابعهم اعلامياً من منظور خارجي اي وجود عين خارجية تتابع هذا النشاط وتعلن عنه ، وهو اقرار ذاتي لتصرفاتك ترى فيها وتشاهدها من خلال هذه العين الثالثة ليصبح هناك حديث ذاتي ايجابي اذا كانت تصرفاتك والفاظك ايجابية ومنطقية وضمن حدود مسموح بها ، دون ان تتعرض الى مضايقات من اطراف خارجية تحول دون قيامك بذلك فالعلاج الجدلي السلوكي هو احد طرق العلاج النفسي التي تعود الناس كيفية تحمل الضغوط ، فهناك عقل عاطفي وهناك عقل منطقي ، وهناك عقل حكيم وهو خليط بين الافكار العاطفية والمنطقية وهو الذي يجعل هناك توازن مثالي وتكون مشاعرك طبيعية وغير حادة ، فتهدئة النفس تمنع ردود الافعال القوية السلبية حين يكون هناك مسافة شعورية مفيدة للتعاطف مع الآخرين المتضررين جراء اي قانون أضر بهم او أضر بمعيشتهم ، وهو تعاطف شخصي وفيض من المشاعر اليقظة باسلوب حضاري ، اي ان التأريض مثالي لأي شخص يريد ان يحقق التجرد الشعوري ويبتعد عن الالم الشعوري ويتخلص من الشحنات السالبة والقلق والتوتر ، وفي جميع انحاء العالم يسمح بالمسيرات الاحتجاجية التي تتبع الطرق السلمية والكلام المنطقي والطرح التحليلي السليم ، وليس التشهير بطريقة غير لائقة والشتم بطرق غير لائقة ايضاً لانه حينها يفقد الحراك معناه الايجابي .
وكما انه من المعروف علمياً ان ترك الارض دون تقليب لتربتها وتهويتها من فترة لاخرى ودون انتزاع المواد الضارة منها يقلل من انتاجها لمحصولها ، وقد تتوقف احياناً الارض عن الانتاج السليم اذا اهملت ، كذلك فان تقليم اغصان وفروع الشجر من حين لآخر ضرورة لزيادة ثمارها ، وهذا معروف تجريبياً وعلمياً .
وما يسري على الارض والشجر يسري تماماً على المسؤولين المتربعين على كراسي المسؤولية اينما كانوا لفترات طويلة ، فلا بد من فترة لاخرى من اعادة خلط افكارهم ليتم التلقيح بأفكار جديدة لتطوير وتفعيل الانتاجية والتجديد مع ما يواكب المستجدات والحياة المتجددة باستمرار ، فهناك مَنْ تاريخ صلاحيتهم قد انتهى ، والتجديد اصلاح والركود يسبب انحطاط عقلي وفكري يسبب التكلس وبالتالي الجمود والسكون ولا يصبح لمكانته اي قيمة فعلية حقيقية فهو في حالة سبات وتحنط ، فالتجديد والتبديل والتغيير او اي عملية اجرائية تعتبر ضرورية خاصة كلما اشتدت المعطيات والاثار السلبية .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.