المرأة الفلسطينية … ” في يومها العالمي تزين الورود وليست الورود من تزينها وتكرمها” / منى الفارس
يقدمون لنا الورود ويقولون لنا كل عام وانتن بخير، كل عام وإرادتكن قويه، كل عام وأنتن أقوى صبرٱ وتحملٱ، كل عام وعيونكن قادرة على ذرف الدموع، كل عام وشفاهكن قادرات على توزيع البسمات، كل عام وانتن قادرات على نشر التفاؤل.
يقدمون الوردة لمن تودع ذويها من الشهداء، يقدمون الورود لمن تجتاز كل حواجز تفتيش الاحتلال، لتفوز بنظرة حب واطمئنان من وجه ابن أو زوج يصمد وراء القضبان لتزرع في قلبه حبا وإرادة وعزيمة.
يقدمون وردة لام تستيقظ باكرا لتعد الإفطار لأبنائها وزوجها ومن ثم تودع أطفالها في الحضانات والمدارس وتذهب الى عملها لتثبت كفاءتها المهنية التي لا تقل عن كفاءة زملائها من الذكور
يقدمون وردة للسيدة القروية التي تستيقظ باكرا وتعد الفطور الشعبي وتعد الخبز في الفرن ومن ثم تحمل بيدها عدتها الزراعية لترافق زوجها أو أبيها للأراضي لتكون كتفا يساندهم في العمل الزراعي.
يقدمون وردة للسيدة تذهب للسوق وتحمل بيدها حملٱ من الخبيزة والعكوب وغيره ذلك من النباتات لتبيعها وتشتري بثمنها قوتا وملابس لأطفالها وتؤمن مصاريف أطفالها ليبقى البيت عامرا في غياب رب البيت.
يقدمون الورود لهؤلاء النسوة ظنا أن هذه الوردة هي من تفرحهن وتقوي من عزيمتهم شكرا لكم إخوتنا الذكور لهذه أللفتة الكريمة ولكن دعونا نكون صريحين معكم، الورود تجعلنا نبتسم ابتسامة وفرحة عابرة، ولكن من يفرحنا ويقوي عزيمتنا ، هو الاحترام لنا ومعاملة المرأة ليس فقط بالتساوي مع الرجل فقط بل اعتراف بكفاءتها العلمية والمهنية وتفوقها في أحيان كثيرة ومنحها الثقة وفتح المناصب العليا إمامها وإعطائها الفرصة الكافية لإنجاح مهماتها في العمل. فالمرأة التي تقوم بدور الأم والزوجة وتتحمل كافة مسؤولياتها بنجاح، وفي نفس الوقت تنجح في مهماتها الوظيفة في العمل تستحق أن ترفع لأجلها الرؤوس والهامات احتراما وفخرا بها.
المرأة تستحق المصادقة رئاسية على قانونِ لحمايتها، و إيقاع عقابٱ قاسيٱ، لكل فاسق يحاول أن يمس سمعتها ويحاول أن يستخدم سمعتها وشرفها كوسيلة سهلة لتحقيق مأربه الشخصية.
فلا زال ليومنا الحاضر نسمع ونرى بأم أعيوننا عن كثير من الجرائم التي يطلق عليها جرائم شرف للتهرب السهل من العقاب وهي بذات الوقت تكون بعيدة كل البعد عن الشرف ألذكوري والعائلي، والهدف الأساسي ورائها هو الخلاص منها للتحقيق. مأربا شخصي.
كما نسلط الضوء على حق المرأة في الإرث والذي سنته الشرائع السماوية والديانات، ولكننا لغاية الآن نجد من يساومها عليه باستخدام وسيلة الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى ومنهم من يعزف على أوتارها العاطفية بمسمى أن الأخوة هي السند وماذا ينفع المال إذا أخاك زعل منك، فتتراجع بقولها له:- يا أخي دخلتك علي تساوي كل الأموال” فينتعش من داخله ويشعر بالانتصار” ويقول لها :-تسلم يا أختي الله يطول بعمرك. وأحيانا وسائل الترهيب لا تقف عند حد القطيعة من التواصل بل تصل لحد القتل وتسمى بعد ذلك “جريمة الشرف” يا هنأهم عند ربنا من العقاب الإلهي الذي لا يغفل ولا ينام.
ومنبرا أخر من حقوق حقها في التعليم، نعم نجد في وقتنا الحاضر أن نسبة الإناث في التعلم تكاد تفوق نسبة الذكور في المدارس والجامعات ولكن في تخصصات محدودة اعتقادا ان هذه هي المجالات فقط التي تناسب النساء علما أ ن النساء اثبتن نجاحات في مجالات عديدة وان جميع الوظائف ليست حكرٱ على الذكور .
ومنبرا أخر في اختيار شريك حياتها الذي تختاره بقلبها وعقلها لتكمل معه مشوار حياتها لا مانع من تقديم النصيحة لها وجمع المعلومات لها لتدعم قرارها أو تضحدة، بطريقة تجعلها مؤمنة إنها هي سيدة القرار لتدافع بكل قوتها عنه وإنجاحه وتحمل مسؤوليته.
هناك أمور حياتية كثيرة ندعم من خلالها قوة المرأة ونجاحها في الحياة وليس بتقديم وردة جميلة لا تحمل أي نكهة ولا رائحة من الدعم والمساندة.
فيا معشر الرجال كما قال” القائد نابليون :-المرأة التي تهز السرير بيمنها تهز العالم بشمالها ” فدعوا المرأة تهز عالمنا بحبها وحنانها وعقلها الماسي لتقود بذلك العالم الى سماء الحضارة والتطور.
التعليقات مغلقة.