لنعِد ل8مارس اليوم الأممي للنساء وهجه الثوري / 8 مارس الثورية ( المغرب )
8 مارس الثورية ( المغرب ) الجمعة 9/3/2018 م …
كلما حل يوم 8 مارس يرجع بنا الشريط إلى ذات تاريخ، حيث النساء الكادحات عموما، والنساء البروليتاريات بصفة خاصة، خرجن لتخليد هذا اليوم الأممي على إيقاع طبول الاستغلال والاستعباد والاضطهاد التي يدقها النظام الرأسمالي الامبريالي، وقد بادرت المعلمة الثورية البروليتارية كلارا زتكين لجعل هذا اليوم للتذكير بهذا الاستغلال، وكل أشكال الاضطهاد للنساء عموما، والنساء الكادحات على وجه الخصوص، والتذكير، بالأخص، بالنضال ضد سلطة الرأسمال.إننا، ونحن في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، التي شقت طريق عصر اندحار النظام الرأسمالي الامبريالي، والذكرى الثامنة والستون على انتصار الثورة الصينية العظيمة، نستحضر نضال النساء البروليتاريات والكادحات في هذين البلدين، هذه الثورات التي لم يكن ليكتب لها النجاح لولا مشاركة النساء فيها، كما جاء على لسان قادتها، وكما كان يؤكده باستمرار وفي كل مناسبة، زعيمي هاتين الثورتين، لينين وماو تسي تونغ، هاتين الثورتين التي أبانتا بالملموس على أن الاشتراكية وحدها القادرة على تخليص النساء من الاستغلال والاضطهاد والاستعباد الجنسي والاجتماعي، وأنه في ظل الاشتراكية فقط حصلت النساء على مكتسبات ظلت النساء في المجتمعات البورجوازية، عشرات السنين غير قادرة على انتزاعها.
إن تاريخ 8 مارس يمزج بشكل عضوي بين النضال من أجل تحرر النساء وتحرر البروليتاريا، فالنساء مضطهدات بصفتهن نساء ومستغلات بصفتهن عاملات، كما تقول سيدة 8 مارس الأولى، كلارا زتكين .
كلما حل يوم 8 مارس الأممي، تنتصب أمام أعيننا كلارا زتكين صاحبة الفضل في تخليد هذا اليوم الأممي، يطرح هذا التساؤل الأساسي : أين وصلت قضية تحرير النساء؟ فنجد أن اضطهاد جماهير النساء يواصل سيرورته، وأنه ما زالت مطرقة الباطرياركا تنزل على رؤوس النساء، والرأسمال الامبريالي وفئاته المهيمنة، يمارس سلطته المستبدة عليهن، هكذا، وبين مطرقة الباترياركا وسندان سلطة رأس المال، تستمر الآلتين في سحق النساء وقهرهن.
يحل يوم 8 مارس لهذه السنة، فيقف الماركسيون – اللينينيون والماركسيات اللينينيات المغاربة على أوضاع النساء في العالم عامة، وفي المغرب خاصة، وقد تفاقمت، بزيادة إفلاس الرأسمالية وتعفنها، مع احتداد أزمتها البنيوية، مع تجريب كل الوصفات من أجل الخروج منها، وهي وصفات ما فتئت تزيد من تصعيد استغلال الطبقة العاملة، والنساء العاملات على الخصوص والنساء الفلاحات، ونهب شعوب الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها، سعيا للمزيد في إغناء الأغنياء وتفقير الفقراء.
يحل اليوم الأممي للنساء لهذه السنة، فتلمس النساء أن كل الأرقام التي تهم وضعهن في جميع المجالات ما فتئت تتصاعد وتتزايد، فالعنف الجسدي والنفسي في تزايد مستمر، وتأنيث الفقر ما زال يواصل زحفه بمتوالية هندسية متصاعدة، وقد زادها استفحالا الحروب التي تشعلها الامبريالية هنا وهناك، وتستمر الامبريالية في استنزاف دماء الشعوب الفقيرة، تدعمها في ذلك الفاشية الدينية، التي ما فتئت مصالحها تتقاطع مع الامبريالية والصهيونية العالمية.
ما زال شبح الأمية وتجهيل الشعوب يخيم على أعداد هائلة من النساء، بعد أن رأت الامبريالية في نشر الجهل وضرب الثقافة وسيلتها في المزيد من الإخضاع والاستغلال، كما أن الأوضاع الصحية خاصة تلك التي تهم الصحة الإنجابية للنساء تتفاقم باستمرار، هذه الهشاشة التي تعبر عنها أوضاع النساء في العالم، خلقت ظروفا لمزيد من ازدهار تجارة البشر، حيث أن الأرقام تعرف تزايدا مطردا يزيدها ازدهار انتعاش الحروب التي تخلقها الامبريالية في أقاصي العالم ودانيها.
وإذا كان هذا واقع حال العالم في ظل هيمنة الرأسمالية المعولمة، فكيف هو واقع المرأة في المغرب في ظل اقتصاد رأسمالي تابع ونظام كومبرادوري، ما فتئ ينهب البلاد ويفرغها من ثرواتها ؟
إن تصاعد الحركات الاحتجاجية في جميع مناطق المغرب (الريف، جرادة، زاكورة، تنغير …)، والتي لا تكاد تهدأ الواحدة منها حتى تنطلق أخرى، وبالنظر إلى الأساليب الوحشية التي يستعملها النظام الكومبرادوري من أجل سحقها، لتعبير عن المدى الذي بلغه تفاقم الأوضاع في البلاد، وخاصة أوضاع النساء (وفيات النساء في معبر العار بسبتة، وفيات عشرات النساء في الطوابير من أجل تلقي “المساعدات” …) .
ولأن 8 مارس ولد في خضم الحماس الثوري للنساء سنة 1910 المجتمعات في إطار الأممية الاشتراكية، فعلى مر السنين، خاصة مع الرأسمالية المعولمة، ما فتئت البورجوازية تعمل على تشويه الخاصية الثورية لهذا اليوم، بمسح هذا النفس الثوري بعيد تجاري يخرج فيه الاستهلاك المرضي من عقاله ليحول هذا اليوم إلى يوم لكل شيء، إلا أن يكون يوما للتذكير بنضال النساء، من أجل تحررهن على درب بناء المجتمع الاشتراكي.
فعلى الماركسيين اللينينيين والماركسيات اللينينيات المغاربة، العمل من أجل إعادة لهذا اليوم وهجه الثوري، وذلك بالانخراط في سيرورة النضال الديموقراطي الثوري، من أجل الدفاع عن المطالب الحقيقية للنساء، ضمن سيرورة النضال الطبقي، من أجل تحرر الطبقة العاملة وعموم الكادحين، الشيء الذي لن يتأتى إلا ببناء الحزب الماركسي – اللينيني المغربي، و بناء حركة نسائية جماهيرية حقيقية، وذلك على طريق تحقيق الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، في أفق بناء المجتمع الاشتراكي، حيث تتحقق المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين الرجال والنساء، فلا تحرر للمجتمع بدون تحرر النساء.
فتحية لكل نساء العالم بعيدهن الأممي
تحية لنضال نساء المغرب المكافحات من أجل حقوقهن العادلة
تحية لكل المناضلين الثوريين والمناضلات الثوريات المدافعين والمدافعات عن قضية المرأة
عاش نضال العاملات المغربيات الكادحات
موقع 8 مارس الثورية
http://8mars-revo.hautetfort.com
التعليقات مغلقة.