في محاضرة له بجامعة اليرموك .. المهندس عبد الهادي المجالي يدعو الأردن والدول العربية للإصطفاف إلى جانب السعودية لمحاربة إيران عبر ذراعها ” الحوثي “

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 5/5/2015 م …

*لو لم تتحرك السعودية لكان أخطر أكبر على الخليج والأردن!؟

*الأردن في حاجة لحكومة وحدة وطنية تبرد الأزمات وتجمع الصف الوطني وتتحمل المسؤوليات ، داعيا إلى مراجعة داخلية شاملة و دعم الجيش ..

*داعش والنصرة متطرفتان ولا تريدان إقامة دولة مدنية .. والأزمة في سورية والعراق ممتدة .. وكل الأطراف على اختلافها تستهدف الأردن !؟

*” إسرائيل ” لا تريد حلاً سلمياً ولا دولة فلسطينية وتعمل على تصدير أزماتها إلى المنطقة وما يجري في المنطقة يخدمها

*تطمح إيران إلى التفاهمِ مع أمريكا على مساحاتِ النفوذِ والمجالاتِ الحيويةِ في المنطقة .. ولَعِبِ دورِ الشرطيِّ الآخرِ إلى جانبِ إسرائيل

دعا رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق ، النائب م. عبد الهادي المجالي ، رئيس حزب التيار الوطني ( في الاردن ) كلِّ الدولِ العربية، بما فيها الأردن، للإصطفاف إلى جانبِ السعودية، اصطفافا قويا وصلبا وتبنيَ معها تحالفا استراتيجيا، والعمل معا على بناءِ ما أسماه مقاربةٍ واحدةٍ وطويلةِ الأمدِ لمجابهةِ كلِّ أنواعِ التحديات.معتبراً أن تهديداتٍ ومخاطر ستكونُ أكبرَ بكثيرٍ لو أنَّ السعوديةَ لم تتحرك، في اليمن ومحاربة إيران عبر ذراعها الحوثي!.

وقال م. المجالي الذي يتحدث في جامعة اليرموك في شمالي الأردن ،  أن الأردن أحوجُ ما يكونُ الآنَ إلى حكومةِ وحدةٍ وطنية، تُبرِّدُ الأزماتِ الداخليةِ وتجمعُ الصفَّ الوطني، وتكونُ قادرةً على تحملِ مسؤولياتِها كاملة.

مطالباً بدعم الجيش الأردني، واعتبارِ ذلكَ أولويةً وطنية، ليكونَ بأعلى مستوياتِ الجاهزيةِ والاستعدادِ لكلِّ الأخطار.

وقال م. المجالي ، أن أغلبَ القوى الممسكةِ بالأرض ( في سورية ) متطرفةٌ ومتشددةٌ من وزنِ “داعش” وجبهةِ النصرة” وهؤلاء حتى لو تمَّ حسمُ أزمةِ سورية، عسكرياً أو سياسيا، فلديهِما أجندةُ حكمٍ مختلفةٍ تماما عن القوى التي تريدُ سورية دولةً مدنية.

معتبراً أن الأردن ، أمام مخاطرَ متنوعةٍ ومتعددة، وبأجنداتٍ مختلفة، ورغم اختلافِها فهي كلها لا تضمرُ الخيرَ للأردن .!؟

وأضاف أن العراقُ أيضا، منطقةُ صراع، مفتوحٌ وشديدُ الخطورةِ على الأردن، لأنُّه صراعٌ مركبٌ ومعقد، ( كما سورية ) وخطرُ “داعش” كبير، تماما كما خطرُ مليشياتِ الحشدِ الشعبيِّ.

.. ومؤشراتُ سلوكِ هذا الحشدُ المدعومُ من إيرانَ واضحةٌ في مناطقِ تكريت وديالى، وغيرها من المناطقِ العراقيةِ من حيث النهبِ والسلبِ والقتلِ والتهجيرِ لأبناءِ العديدِ من المناطقِ القريبةِ من المحافظاتِ العراقيةِ الجنوبيةِ المسيطرِ عليها من المكوِّنِ الشيعي

متوقعاً استطالة هذه الأزمة، وصعوبة حسمها سريعا، ما لم تتوافر تسويات حقيقية في العراق تمنح كل المكونات، وخصوصا المكون السني حقوقه، إذا لم تجر تسويات في سياق مصالحة وطنية حقيقة.

وأشار إلى ان الكيانُ الاحتلالي( الإسرائيلي ) يستفيدُ من فوضى المنطقة، كما يستفيدُ من أيِّ تقسيمٍ لها والتلاعبِ بحدودِها، ومُقدَّراتِها، ويَهُمُّهُ استنزافُ دولِها وإضعافُها كي تَسهُلَ الهيمنةُ عليها.

مشدداً على ان هذا الكيان، لا يحملُ أجندةَ سلام، ولا يتوافرُ على نوايا سِلمية. ولا يريدُ إقامةَ دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ وذاتَ سيادة، ولا ينوي التنازلَ عن القدسِ والمقدسات، وهو يفكرُ بكلِّ طريقةٍ لتصدير أزمتَهُ إلى الجوار، وهو يضعُ الأردنِّ في صلبِ قاعدةِ الحلولِ التي يراها تُناسِبُ أجندتَهُ للتخلصِ من عبءِ القضيةِ الفلسطينية، سواء أكان ذلك بالوطنِ البديلِ أو بالخيارِ الأردني.

أنه إذا لم يفهم الأردن بالضبطِ الديناميكاتِ التي تُحركُ دولَ المنطقةِ والإقليمِ والعالم، سيخسرُ الكثيرَ ونيفوِّتُ العديدَ من الفرصِ لاستثمارِ الواقع الراهنِ ومفاعيلِهِ لتقليلِ المخاطرِ وجنيِ الفوائد.

وقال المجالي ، أن أولى الاستحقاقاتِ التي يقفُ الأردنُّ في مواجهتِها، أن يضعَ تقييماتٍ واقعية، وضمنَ منهجيةٍ صحيحة، لما تشهدُهُ المنطقة، وبصورةٍ أدقّ، مما يشهدُهُ محيطُه، فعليهِ أن يفهمَ تماما هذا الواقع، ويفهمَ السياقاتِ التي يتفاعلُ خلالَها هذا الواقع، وأن يفهمَ َ خلفياتِ تعاملِ كلِّ دولِ الإقليمِ والعالمِ مع هذا الواقع، والأهدافَ التي تريدُ وتسعى لتحقيقِها، لأنَّ فهمَ هذا كلِّه يساعدُ في بناءِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ القادرةِ على تقليلِ المخاطرِ وتجاوزِها بأقلِّ الأكلاف.

واعتبر المجالي أن السعوديةُ تحركت نحو اليمن لمواجهة الخطر الإيراني على أمنها واستقرارها وعلى أمن الخليج والأردن عبر ذراعها الحوثي !؟ وان المنطقةُ كلُّها مهددةٌ بالنفوذِ الإيرانيِّ الطامحِ للمرورِ من الاتفاقيةِ النوويةِ المتوقَّعة إلى التفاهمِ مع أميركا على مساحاتِ النفوذِ والمجالاتِ الحيويةِ لهذا النفوذ.

واتهم م. المجالي إيران باستغلال ظروفَ الإقليمِ لتُوسِّعَ نفوذَها إلى خاصرةِ الخليج، للضغط على السعوديةِ واستنزا فَها، بحسبه ( كي لا تكونَ هناك دولةٌ عربيةٌ قادرةٌ على منافسَتِها في زعامةِ الإقليمِ ولَعِبِ دورِ الشرطيِّ الآخرِ فيها إلى جانبِ إسرائيل )!؟.

واعتبر المجالي أن السعودية كرسَّتْ نمطاً عربيا محترما من الاستجابةِ للتحديات، ولم تنتظِرْ تحركا أميركيا، وأن هذا التحرك لم يعجبِ الإدارةَ الأميركيةَ المهيمنةَ على المنطقة، وأن ذلك أولُ تحركُ عربي بحساباتٍ عربيةٍ بحتة خارجَ الحساباتِ الأميركية ، وأنها حجَّمتْ الخطرَ الحوثي، والخطرَ الإيرانيَّ القادم منَ اليمن، وأنها أسست لمنهجيةٍ عربيةٍ جديدة، متميزة بمواجهةِ التحديات، فالتحالفُ العربيُّ الإسلاميُّ الذي استطاعت تشكيلَهُ سيؤسِّسُ لقوةٍ بمقدورِها احتواء الخطرَ الإيرانيَّ سياسيا وعسكريا، ودفعَ أميركا إلى إعادةِ حساباتِها تجاهَ قضايا المنطقةِ ومتطلباتِ الدولِ العربيةِ وإعادة التفكيرَ في نمطِ تعاملِها مع ظروفِ المنطقةِ وتوازناتِها.

واعتبر الحرب السعودية على اليمن ، فرصةٌ تاريخيةٌ لإبراز وجه عربي جديد قادرا على التحركِ بمفردِه، دونَ انتظارِ من يأتي ليحميَهُ من الخارج، ويفرضَ عليهِ أجندتَهُ السياسيةَ والاقتصاديةَ والعسكرية، ويكرسَهُ كتابعٍ لا يقوى على الاعتراضِ أو الاحتجاجِ على أيِّ أجندةٍ يمكنُها أن تمسَّ مصالِحَهُ ووجودَه، وتفرضَ عليهِ هيمنةً أبديةً لا أفقَ لنهايتِها.

كما دعا م. المجالي إلى مراجعةً وطنيةً سريعة، وسريعةً جدا، للواقعِ الداخلي، وإلى الاعتراف بوجودِ اختلالاتٍ وثغراتٍ تستوجبُ التحوطَ لتلافيها برصِّ الصفِّ الوطنيِّ الداخليِّ وتأجيلِ الخلافات والاختلافات إلى حينِ تجاوزِ الظروفِ الراهنة ، وقال أن المراجعةُ تستدعي أن يسبقَها تقييمٌ للواقعِ الوطني.. وإلى إدارة العلاقاتِ السياسيةِ الخارجيةِ بما يخدمُ أمنَنا واستقرارَنا واقتصادَنا..

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.