مسؤولون اجانب يتحدثون باسم ” العراق” وبغداد صامته / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 11/3/2018 م …
شيئ مثير للاستغراب والسخرية وحتى الاستخفاف بالعراق وشعبه ان يتحدث اخرون باسم الحكومة في بغداد كالذي حصل مثلا عندما اعلن ناطق باسم حلف ” شمال الاطلسي ناتو” ” العدواني ان العراق وافق على بقاء قوات عسكرية للحلف في العراق تحت حجة الحاجة لتدريب القوات العراقية رغم الرفض الشعبي لذلك وحتى” البرلماني ” اذا سلمنا بان هناك ” برلمانا بحق” جرى اختيار اعضائه من قبل الشعب بحرية ودون تدخل خارجي او وضع دستور” يرتب ” العملية السياسية” المشوهه في مرحلة اعقبت الغزو والاحتلال مباشرة وبطريقة جرى خلالها ” سلق الدستور سلقا” دون ان تتاح للعراقيين ابداء ارائهم وجاءت معظم بنوده ” لتخدم اجندات المحتل ” وتثبيت امتيازات مالية وسياسية تخدم الذين وافقوا على هذا الدستور اللغم” ليتناوبوا على السلطة” على الطريقة الديمقراطية الامريكية التي ارادتها للعراق بعد احتلاله والتي كانت سيلا من الدماء والدمار وافلاسا ماليا جراء نهب ثروات البلاد ” طيلة عقود من الزمن.
تصريحات خجولة تنطلق من هنا وهناك معظمها فردية ربما جاءت رافضة لاي وجود اجنبي عسكري في العراق سواء لل” ناتو” او واشنطن ” لافرق ” لان الولايات المتحدة هي التي تقود هذا الحلف العدواني وتسخره لاهدافها العدوانية في العالم .
التصريحات الفردية تطالب بجدولة ” الانسحاب الامريكي” من العراق لكن ردود البنتاغون تاتي عادة باساليب وحيل كاذبة مدغمة ب” تهديد مبطن ” غير مباشر للعراق كما حصل مثلا مع الانباء الاعلامية التي تحدثت عن امكانية حصول العراق على منظومة ” اس 400 ” الروسية المضادة للجو مثلما اغاظ ” واشنطن” حصول العراق على ” دبابات ت90″ الروسية التي وصل بعضها العراق في اطار اتفاق سابق بين بغداد وموسكو جاء بعد رفض واشنطن تزويد القوات العراقية بمعدات عسكرية تمهيدا لمحاربة الارهاب وتحديدا” داعش مدللة العم سام” رغم الاتفاق الموقع بين الجانبين .
اخر تلك التصريحات لمسؤولين اجانب باسم حكومة بغداد ان يتحدث مولود جاويش اوغلو وزير خارجية تركية التي ترابط قوات تابعة لبلاده على الارض العراقية في الشمال دون موافقة العراق وان هناك مطامع معروفة لهذه الدولة المسؤولة عن نشر الارهاب في المنطقة في اراضي الدول المجاورة لها بما في ذلك العراق اعلان اوغلو عن ان تركية والحكومة المركزية في بغداد بصدد تنفيذ عملية عسكرية مشتركة في شمال العراق ضد المسلحين الاكراد اطلق عليها ” اسم عملية عابرة للحدود”؟؟.
لم نسمع ردا من بغداد كالعادة على تصريح اوغلو الخطير هذا لان ما عرف عن انقرة انها تعتبر كل جماعة مناهضة لنظام اردوغان ” جماعة ارهابية” وقد عممت ذلك على الكرد الذين يطالب بعضهم بحقوقهم في تركية وخاصة حزب العمال الكردستاني الذي يكافح منذ عقود من السنين ولن تتمكن الحكومات التركية المتعاقبة ان تجهض الحركة الكردية ووضعتها في صفوف الارهاب مثلما تعتبر السياسة الوطنية للدولة السورية سياسة ارهابية كما تعد بعض المواقف لمسؤولين عراقيين على انها تخدم الارهاب علما ان ” انقرة” تتقدم
الصفوف في دعم الارهاب بكل اشكاله الى جانب انظمة فاسدة في المنطقة وهو ما اكدته الحرب التي تشن على سورية للعام الثامن على التوالي خدمة للاهداف الامريكية والصهيونية.
اين ولت تلك الالسن الطويلة في بغداد للرد على الذين يتحدثون باسمها واين اختفى ” صاحب النظريات والخزعبلات” عميد ” دبلوماسيي المنطقة الخضراء” من تصريحات اوغلو التي يسعى من ورائها الى جر العراقيين لمزيد من الموت المجاني” بعد الموت والدمار الذي حل بالعراق واهله في حروب لم تتوقف منذ عام 2003 عام الغزو والاحتلال وحتى دخول داعش وماعش ليتواصل نهر الدم العراقي جراء الاعيب المحتلين واسيادهم في المنطقة امثال اوغلو ؟؟
لماذا صمتت الالسن دون ان ترد على ” واشنطن” او ” ناتو” او “اوغلو” الذي وعد باستمرار ” غصن زيتونهم” المغمس بدماء السوريين في شمال البلاد حتى شهر مايو .
وتوسم اوغلو خيرا هو الاخر بانتخابات العراق القادمة ومجيئ حكومة جديدة تلك الالسن التي لاتكف عن الهذيان وهي تطل يوميا وبشكل مثير للقرف من خلال الفضائيات عن ” الانتخابات ” والخير الذي سيعم البلاد باستمرار وجود هذه النماذج في السلطة بعد هذا الفشل ولعقود من السنين على كافة الاصعدة؟؟
ما هي مصلحة العراق وشعبه في مقاتلة قوى مناهضة لحكومة اردوغان الذي يسعى الى زج العراقيين في حروب طاحنة ضد اكراد تركية الذين فشلت كل قوات اردوغان في تركيعهم سواء من الذين يرابطون في جبال قنديل او عفرين السورية التي تتعرض للابادة والتدمير او حتى اولئك الكرد الاتراك الذين وضعوا يدهم بيد الامريكي” من اجل تحقيق مكاسب وقتية على ارض سورية استخدمتهم الولايات المتحدة لغايات وسوف تتنصل عنهم في الوقت المناسب لها .
دعونا نسمع اصواتكم يامن ترابطون في دهاليز المنطقة الخضراء في الرد على تلك التصريحات عمليا اذا كنتم من الحريصين على حقن دماء العراقيين وعدم زجهم في حروب ” مستقبلية لا للعراق ناقة ولاجمل فيها ” سوى انها تاتي خدمة لاهداف ” امريكية تركية”.
اما ما نسمع من اكاذيب عن تهديد ووعيد تركي للقوات الامريكية فانها مجرد ” مسرحية” في اطار طبخة يشارك فيها جميع اعداء العراق وسورية من داعمي الارهاب بعد ان شعروا ان مخططهم في المنطقة اوشك على السقوط غير ماسوف عليه و بل انه بات في مرحلة الاحتضار والموت السريري.
.
التعليقات مغلقة.