مناجم ذهب فلسطين / توفيق أبو شومر
ما شاهدْتُه أمس، 12-3-2018م كان مهرجانا، مِن إنتاج مناجِمنا الفلسطينية، إنهم شبابُنا الفلسطينيون، الطامحون، العاملون، باذرو الأمل في نفوس شبابنا، ومطلقو الحمِيَّة في نفوسنا، إنهم رُعاة (المهرجان الوطني لتكريم المتطوعين)، هم ثروتنا المستقبلية.
لم يُدهشني الحشدُ الضخم في القاعة الكبرى لجمعية، الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة فقط، بل أدهشتني كفاءةُ المنظمين، وحجمُ الأمل، والطموح المخزون في نفوسهم.
هم نموذجٌ للنضال الوطني الشبابي التطوعي الواعي، في مجالات الحياة كلها.
شاهدتُ البراعم المتفتحة لورود معهد، إدورد سعيد، للموسيقى، التي نثرتْ شذا عطرِ ألحانها الحالمة، الآملة، فأنبتتْ للجالسين أجنحة، طاروا بها، خلف جدران الاحتلال، وهم يهزأون من الحصار، والقهر، والجوع، وينشدون أناشيد الحرية.
خرج المحتفلون بهذا المهرجان، وهم يُرددون شعار:
لغزة أن تفخرَ بمناجم شبابها الغنية بالأمل، والعزيمة، والطموح، ستظلُّ فلسطين تُصدر أغلى منتجاتها للعالمين، النضال بالتحدي، والإصرار.
هذا المهرجان فجَّر يُنبوع ذاكرتي، تذكرتُ أبياتا للشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش، حين قال:
و طني يعلمُني حديدُ سلاسلــــــي
عنفَ النسورِ، ورقَّة المتــــــفائل
ما كنتُ أعرف أن تحت جلودِنا
ميلادَ عاصفةٍ، و عرس جداول
سدّوا عليّ النورَ في زنـــــزانة
فتوهّجت في القلب شمسُ مشاعل
كتبوا على الجدرانِ رقمَ بطـــافتي
فنما على الجدران مـــــرجُ سنابل
رسموا على الجدران صورةَ قاتلي
فمحتْ ملامحَها ظلالُ جدائلــــــــي.
التعليقات مغلقة.