الشهيدة دلال المغربي … أول رئيسة جمهورية فلسطينية / حمدي فراج

نتيجة بحث الصور عن دلال المغربي



                   حمدي فراج ( فلسطين ) الثلاثاء 13/3/2018 م …
أربعون عاما مرت على أحد أسماء فلسطين الحركية ، الشهيدة دلال المغربي ، وواهم كل من يظن ان الذكرى مرت مرور الكرام ، فإذا كانت صاحبتها “دلال” قد مرت في ذلك اليوم من لبنان الى حيفا مرور الكرام ، فإن ذكراها تمر مرور الكرام رغم مرور اربعين سنة ، أكثر من نصفها كانت مرحلة السلام الهلامي والرخويات التي تأبطته ككتاب مقدس ، فعمدت الى اسقاط دلال وبندقيتها كأيقونة لامرأة بدت انها ليست من لحم ودم ، او على الاقل ليست من لحم كلحمنا ولا من دم كدمنا ، جاءت من زمن بعيد او من مجرة فضائية .    قرر ابو جهاد انذاك ان يرد على ايهود براك الذي نفذ عملية اغتيال القادة الثلاث من حركة فتح منتحلا شخصية امرأة ، قرر الرد عليه من خلال امرأة فلسطينية حقيقية لها اسم وهوية وعنوان ، ولهذا بعد ان تم قتلها ، قام باراك نفسه بالتحقق من ان كانت فعلا أمرأة ، حين رفع رأسها بيده ، حدّق فيه برهة بدت دهرا ، ثم رده بقوة الى مكانه .
قادت دلال المجموعة الفدائية التي تكونت من احد عشر شخصا من ثلاث جنسيات فلسطينية ولبنانية ويمنية ،
ألا يكفي ان رفاتها ما زال محتجزا في مقابر الارقام للتأكيد انها ليست امرأة عابرة ، وكيف تم خداع حزب الله في صفقة تبادل الشهداء انهم سلموه رفاتا آخر ، وان اسرائيل منعت السلطة تسمية ميدان يحمل اسمها في رام الله .
كيف يمكن ان تكون ” مريم بنت عمران الثانية” و”أول رئيسة جمهورية فلسطينية ” وفق الشاعر الكبير نزار قباني ، عابرة ؟
يضيف نزار : لأول مرة في تاريخ الثورات يصبح باص النقل المشترك جمهورية مستقلة كاملة السيادة لمدة أربع ساعات ، وكانت أول رئيسة جمهورية لها اسمها دلال المغربي . البطولة لا جنس لها ، فليفهم الرجال العرب أنهم لا يحتكرون مجد الحياة ولا مجد الموت و أن المرأة يمكن أن تعشق أنبل بكثير مما يعشقون و تموت أروع بكثير مما يموتون . و حين قررت دلال المغربي أن تمارس أمومتها الحقيقية ذهبت إلى فلسطين مثلما فعلت مريم بنت عمران وهناك على الأرض الطيبة التي انبتت القمح  والزيتون و الأنبياء أسندت ظهرها إلى جذع نخلة فتساقطت عليها رطبا فأكلت  وشربت وقرت عينا وحلمت بأن عصافير الجليل الأعلى تحط عليها وهي في لحظة المخاض. … و لو بعد خمسمائة عام سيزور الفلسطينيون قبر أمهم الذي تناثرت عليه أزهار البرتقال   ويقرأون الحكاية التالية : انه في اليوم الحادي عشر من شهر آذار 1978 تمكن اثنا عشر رجلا بقيادة امرأة من تأسيس جمهورية لفلسطين في داخل باص ودامت جمهوريتهم أربع ساعات، لا يهم أبدا كم دامت هذه الجمهورية ، المهم أنها تأسست” .
كل عام وانت بخير يا دلال .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.