معارك سيخلدها التاريخ … بقلم / محمد سيد احمد

دام برس : دام برس | معارك سيخلدها التاريخ ... بقلم : الدكتور محمد سيد احمد

  وحرب الشوارع والعصابات تكون بين مجموعات قتالية يجمعها هدف واحد فى مواجهة جيش تقليدى, حيث تتكون هذه المجموعات من وحدات قتالية صغيرة نسبيا مدعمة بتسليح أقل عددا ونوعية من تسليح الجيوش, وتتبع اسلوب المباغتة فى القتال ضد التنظيمات العسكرية التقليدية فى ظروف يتم اختيارها بصورة غير ملائمة للجيش النظامى, وتعد حرب فيتنام نموذجا لهذه الحرب التى هزم فيها الجيش الأمريكى بعد قتال استمر لثمانى سنوات.
ووفقا لذلك وأثناء التخطيط لما يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد ( المشروع الأمريكى – الصهيونى ) قرر الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الأمريكيين الاعتماد على هذا الشكل الجديد من الحروب لتقسيم وتفتيت الوطن العربي, ولم تكن لتبدأ المعركة قبل عقد الاتفاق ( الصفقة ) مع الجماعات التكفيرية الإرهابية التى ستخوض الحرب بالوكالة فى مواجهة الجيوش الوطنية داخل المجتمعات العربية, وتم بالفعل الاتفاق بنجاح بعد الوعد بالتسليح والتمويل وتسهيل عمليات المرور عبر الحدود والالتحام بنظرائهم داخل مجتمعاتنا العربية والذين يطلقون على أنفسهم لقب ( معارضة ) , فى نفس التوقيت الذى بدأت فيه منظمات المجتمع المدنى المخترقة من اجهزة الاستخبارات فى العمل, وانطلقت وسائل الإعلام الجديد والتقليدى فى عمليات تزييف الوعى عبر نشر الاكاذيب والفبركات.
وبالطبع كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنها ستكسب الحرب حتما, وسينجح مشروعها فى تقسيم وتفتيت مجتمعاتنا العربية, فالجيش الأمريكى الذى خاض هذا النوع من الحروب فى النصف قرن الأخير ثلاثة مرات وهزم فى فيتنام وأفغانستان والعراق جعلها على ثقة تامة من أن هذا النوع من الحروب لن تصمد أمامه كثيرا جيوشنا الوطنية محدودة القدرات والإمكانات مقارنة بالجيش الأمريكى, لذلك عندما بدأت الحرب الكونية على سورية, كانت التوقعات تنتظر انهيار جيشنا الأول خلال أيام فى مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية التى أحضرها العدو الأمريكى – الصهيونى من كل أصقاع الأرض الى سورية, لكن صمود جيشنا البطل أيام وشهور وسنوات أربك حسابات العدو وأذهل العالم.
فخلال سنوات الحرب وفى الوقت الذى كانت تتمدد فيه الجماعات التكفيرية الإرهابية على مساحات واسعة من الجغرافيا العربية السورية كان جيشنا العربي السورى يطور من استراتيجيات المواجهة ويبتدع أساليب جديدة لم تعرفها الجيوش النظامية التقليدية فى مواجهة هذه العصابات المسلحة مستعينا بخبرات مقاتلى حزب الله, فخوض المعارك على الجبهات القتالية للجيوش التقليدية يختلف كثيرا عن خوضها في قلب الشوارع وداخل المناطق السكنية وهذا ما كانت تراهن عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن خاب ظنها بانتصارات جيشنا العربي السورى فى معارك مفصلية خلال هذه الحرب منها معركة القصير والزبدانى وباب عمرو والشيخ مسكين وتدمر والقلمون والمليحة وصيدا ومعلولا والقريتين والسلمية وريف حماه وريف حمص وحلب ودير الزور وأخيرا معركة الغوطة الشرقية, وهى معارك سيخلدها التاريخ, وسوف تدرس فى كبريات الاكاديميات العسكرية فى العالم بعد انتهاء الحرب, حيث تمكن جيشنا العربي السورى من تجفيف منابع الإرهاب على الأرض السورية, وأصبح يسيطر على 98 % من الجغرافيا السورية وهو ما يعنى انتصار سورية على المشروع الأمريكى – الصهيونى, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.