ستيفن هوكينج … الى جهنم ! / محمد حمودة
الأحد 18/3/2018 م …
الأردن العربي – محمد حمودة ( فلسطين ) …
أحاول منذ الصباح أن أكبح نفسي عن قول ما سأقول، لكن “البحصة” تأبى أن تراوح مكانها.
توفي اليوم العالم العظيم ستيفن هوكنج ١٤/٣/٢٠١٨، ولست مؤهلاً أن أعرّف أنا عنه أو يعدد جاهل مثلي انجازاته. لكنني بحق معجب جداً بما قدم لحقل الفيزياء وللبشرية، و شديد الانبهار بمحيط العلم هذا رغم مرضه وفقدانه للحركة والنطق. رجل قالو أنه سيموت خلال سنتين استطاع أن يملأ الدنيا ويشغل الناس ويتربع على عرش العلم كخليفة لاينشتاين بلا منازع.
ثم إنني لممتن لشخص زار جامعة بيرزيت -فلسطين وأعلن دعمه وتأيده لقضية اعتبرها الأقدس، في حين رفض زيارة الكيان الصهيوني واتهم بأنه معادٍ لاسرائيل، ومن مؤيدي حركة مقاطعتها.
في صحراء الشرق القاحلة، ومن بين كثبان الرمل التي تغطي جهلنا وتخلفنا وعجزنا نخرج دوماً عن اللحن لنزيد منسوب التخلف ونراكم خيباتنا يوماً بعد يوم. نأبى الا أن نبرهن لأنفسنا والجميع أننا في الذيل ولا ينازعنا أحد على الموخرة! تسأل كثرٌ اليوم عن مدى نفع علم الراحل، وعن أهمية علمه وهو “كافر” وقالوا الكثير شماتة وتهكماً و كرهاً.
المعضلة ليست حديثة بالمناسبة، فأجداد من يشتمون ستيفن هوكنج ويتشمتون في موته فعلوا العجاب. فقد أقنعوا احفادهم بأن بول البعير شفاء، وارضاع الكبير سنة. وأن الفيزياء والحساب علوم جاهلية ليس علينا تعلمها. لم يذروا عالماً أو ذي عقل الا وكفروه ثم قتلوه. ابن سينا اتهم بالالحاد، ابن رشد حرقت كتبه، عبد الله بن المقفع قطعت اصابعه والقائمة تطول، ثم حرمت الفلسفة و تقدم النقل وجوباً على العقل. ويتباهى العرب بأنهم أهل العلم ومن نوروا الغرب!
ماذا قدم العرب للبشرية؟ لا شيء. سوى طول اللسان والشتم وتوزيع شهادات الايمان و تحديد من سيذهب للجنة ومن سيلقى في جهنم. يتنعمون في سيارات الكفرة و حواسيبهم و أجهزتهم الذكية ويستخدمون اختراعاتهم ثم يشتمونهم ويدعون علومهم بغير النافعة. يقنع عمرو خالد مريديه بالطب النبوي و الديني ويذهب للعلاج في المانيا، يأمر العريفي مريديه بالصبر ويركب لامبورجيني فخمة!
كيف استطعنا أن نقنع أنفسنا أن ابو اسحق الحويني “عالم”و نقول في موت هوكينج “اللهم ارزقنا علماً نافعاً” وأنه لم يقدم لنا شيئاً؟
نحن باختصار اعداء العلم والتقدم، عشاق للجهلة والسحرة ورجال الدين المنافقين. نؤمن بالسحر و العين و ليس لدينا ما نحسد عليه، ولا غرابة أننا كنا وسنبقى على هامش التاريخ وعالة على البشرية! قالها قبلي كثر، واقولها اليوم. لو كان ستيفن هوكنج عربياً لكان طموحه كرسي مدولب ومكان جيد يتسول فيه.
ان المقولة تركز على ما يقوله شرذمة قليلة من العرب ولا تمثل الكل، هذا أولا وتتناسى ما كان يحصل في اوروبا عبر العصور الوسطى من قتل وتنكيل بالعلماء واتهامهم بالسحر والشعوذه واستحواذ الشياطين عليهم ليتم القضاء عليهم وتدمير اختراعاتهم بينما كانت حضارة الاندلس شاهد على التقدم العلمي والحضاري جنبا الى جنب.
والرسول صل الله عليه وسلم اوصانا بعدم تحديد أي شخص مهما كان أنه في الجنة أو في الجحيم. فنحن لسنا اوصاياء على ذلك وانما علينا البلاغ … والحساب عند رب العالمين.