الأردن العربي – دام برس ( الخميس ) 7/5/2015 م …
قامة فنية مميزة … تاريخ حافل بالإبداعات والإنجازات… محبوب من قبل الجميع فأينما وجدته تلمس شعبيته ومحبة الناس له… بدأت الحرب على سوريا فكان أول الفنانين الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانب الوطن ورفضهم للمؤامرة… في الوقت الذي ارتمى فيه فنانون آخرون بأحضان الدولارات وباعوا وطنهم… إنه الفنان زهير عبد الكريم.. الذي كان لدام برس شرف استضافته وإجراء حوار معه..
بعد دخول الحرب على سوريا عامها الخامس كيف ترى المشهد السوري اليوم ؟
الوضع اليوم أفضل والفضل لصمود المواطن وانتصارات الجيش
يرى الأستاذ زهير أن المشهد في سوريا اليوم في تحسن ملحوظ وأفضل مما كان عليه من عامين، فالمواطن السوري بعد دخول الحرب على سوريا عامها الخامس أدرك أنه كان محط استغلال جهات معينة، استمالته بالشعارات البراقة، بالإضافة إلى استغلال المشاعر الدينية والتجييش الطائفي ، الذي وجد بذوراً عن البعض، فكان له بيئة حاضنة في بعض المناطق، لكن السوريين استفاقوا اليوم وكشفت كل الأوراق، وأدركوا أن من استمالهم بتلك الشعارات كان يذهب بهم إلى الهاوية.
الوضع أفضل اليوم بسبب تظافر عدة عوامل منها صمود الشعب وحكمة القيادة السورية، والصبر والأخلاق العالية والفلسفة الذكية التي يتمتع بها الرئيس الأسد، والفضل الأكبر لانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان وصموده الذي أذهل العالم، فما زال يحقق الانتصارات على الإرهابيين القادمين من كل أصقاع الأرض، رغم الدعم الكبير الذين ينالونه، وتآمر كل دول العالم على سوريا.
المعارضة بناء وأخلاق لا استجداء لتدخل خارجي في البلاد
المعارضة الحقيقية هي المعارضة البناءة التي ترمي إلى الإصلاح ومحاربة الفساد، مع التمسك بالثوابت الوطنية والأخلاقية، ولكن البعض ممن ادعى المعارضة خرجوا عن هذه الثوابت، فمنهم من وقف إلى جانب الإرهاب ومنهم من طلب التدخل الأجنبي في بلاده، وهؤلاء يتحملون مسؤولية الدماء التي سالت على أرض الوطن، ويضيف : ” كنت ممن دافع عن سجناء الرأي في مسرحياتي لكن ما رأيناه من البعض اليوم أثبت لنا أنهم يستحقون أكثر من السجن”.
الحرب ولدت تجاراً لها… والثقة تبقى بالجيش السوري فقط
الحرب في سوريا كغيرها من الحروب تخلق تجاراً لها منهم تجار الازمات والاقتصاد والفن والسياسة، والكل يستغل الوضع على هواه ولمصالحه الشخصية، لذلك لم يعد المواطن السوري اليوم يثق بأي أحد، وثقته الوحيدة بالجيش العربي السوري والانتصارات التي يحققها، ولذلك يستحق هذا المواطن بعد وقوفه إلى جانب جيشه وقيادته، أن تلتفت الجهات المعنية أكثر إلى وضعه الاقتصادي والمعيشي، تعزيزاً لصموده.
كيف ترى الفنانين الذين ركبوا موجة المعارضة؟
بعض الفنانين عاشوا من خير الدولة السورية ثم وقفوا ضدها
للأسف هناك الكثير من الفنانين الذي عاشوا على أرض هذا الوطن، واستفادوا من خيره ودعم الدولة له ، وصنعوا أسماءً كبيرة، وبين ليلة وضحاها نسبوا أنفسهم للمعارضة، ومنهم من تجاوز كل الخطوط الحمراء وأساء لسوريا وطناً وجيشاً وقيادة، وهؤلاء خانوا الأمانة، وحتى الرماديين الذين لم يعلنوا موقفاً صريحاً لم يحملوا بحيادتهم مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية كفنانين، كما أنهم لولا تضحيات الجيش العربي السوري لما كانوا اليوم أحياء على أرض الوطن.
ويشير الأستاذ زهير إلى أن البعض التبست عليهم الأمور في البداية، ولكن بنفس الوقت البعض الآخر، خرج من سوريا وهو يرى بعينيه الإرهاب وحقيقة ما يجري على الأرض واستمر بموقفه ويضيف : ” هؤلاء خونة وأنا كفنان أقل ما يمكن ان أفعله تجاههم هو رفضي لتصوير أي عمل يشارك أحدهم فيه كحد أدنى”.
نقابة الفنانين يجب أن تكون منبراً للوطن والفن
في فترة معينة كان لنقابة الفنانين دور كبير ومؤثر وذلك حسب الشخص المسؤول عنها وإدارتها فإما أن تكون مركزاً ومنبراً للثقافة والفن والسياسة وصوتاً للوطن، أو تتحول لمجرد مؤسسة جابية للأموال.
هناك الكثير من الفنانين المعارضين الذين أساؤوا للوطن ومع ذلك تأتي بهم المؤسسات الدرامية التي تشرف عليها الدولة وتعطيهم أدوراً هامة، في الوقت الذي تتراجع فيه نسبة أعمال الفنانين الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب جيشهم وقيادتهم.
هل أنت مع سحب الجنسية من الفنانين الذي خرجوا من سوريا وأساؤوا للوطن أم مع السماح لهم بالعودة ومحاسبتهم ؟
يشير الأستاذ زهير إلى أنه ليس مع سحب الجنسية، ويرى ان هناك الكثير من الفنانين الذين شعروا بغلطهم، ويحاولون اليوم التواصل مع عدة جهات كي يعودوا إلى سوريا، ومن الممكن التعامل معهم كحملة السلاح الذين سلموا سلاحهم وأعلنوا توبتهم وتصالحوا مع دولتهم، ولكن بنفس الوقت هناك فنانين استمروا بالخيانة والإساءة للوطن حتى النهاية، هؤلاء إي إجراء بحقهم قليل.
بالانتقال إلى الدرما السورية… ما تقييمك لها ؟ وهل ترى أنها نجحت في عكس الواقع وتأدية واجبها الإنساني والأخلاقي في ظل الأزمة؟
في الحقيقة لم تكن الدراما السورية خلال الأزمة بالمستوى المطلوب، ولم تنهض بشكل حقيقي بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها في ظل الحرب التي تتعرض لها البلاد، وحتى تؤدي رسالتها الحقيقية يجب أن تنطلق من نبض الشارع، وتبحث عن الأفكار التي تجمع الناس لا الأفكار التي تفرقها ، والمستهدف الأول يجب أن يكون المواطن السوري في الداخل، وأن تؤثر عليه وتعرفه بتاريخه وحاضره، وتصور له حقيقة الحرب ومن هم الأعداء الحقيقيون ويضيف : ” الدرما يجب أن تنطلق من ضمير الامة وهوية الوطن” .
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الأعمال الدرامية المشتركة ما رأيك بها؟
الكثير من هذه الأعمال لا يهدف إلى مجرد خلق عمل فني يحمل الاسم المشترك، بل يهدف لتمرير أغراض أخرى، وأنا اليوم مع العمل الوطني السوري بامتياز، فالحرب التي نمر بها تتطلب منا أن نكون سوريين في كل شيء، بما في ذلك الفن.
ما هي آخر أعمالك الفنية ؟
مسلسل “امرأة من رماد” مع الأستاذ نجدة أنزور، ومشاركة صغيرة مع إياد النحاس في مسلسل “وعدتني يا رفيقي” ، بالإضافة إلى خماسية بعنوان ” ردة فعل” ، وجميعا ستعرض في موسم رمضان 2015.
ما هي رسالتك للمواطن السوري عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟
في الحقيقة المواطن السوري اليوم هو من يعطي الرسائل للعالم، فأبثت أنه رمز الصمود والوطنية والشرف، ووقف إلى جانب جيشه وقيادته، فكان مثلاً للصبر والتحدي الذي أذهل كل العالم، بفضل انتصارات الجيش العربي السوري ستبقى سوريا، وخيارنا الوحيد هو النصر.
التعليقات مغلقة.