اللواء فؤاد البلبيسي ( موريس ) يكتب عن معركة الكرامة الخالدة

نتيجة بحث الصور عن فدائيو الكرامة

الجمعة 23/3/2018 م …




الأردن العربي –

* اللواء فؤاد البلبيسي من الرعيل الأول لقوات العاصفة  والقطاع الغربي …

معركة الكرامة أًصبحت رمز وشعار استأسد فيها المقاتلون اصحاب الشرف العسكري  فضربوا الباطل وأَظْهَرواَ الشَجاعَةً وتداولوها ميدانيا وحَقِّقُوا فيها للمُنْتَصِرُ لَقَبَ بُطولَةٍ.فالبطل إنسان متميز يرى ما لا يراه الآخرين يملك نفسه ولا ينقاد هيأه تفوقه ليكون سيداً في المعركة كانوا معا متاريس موحدة كسروا انياب الجيش الاسرائيلي بعد ان حشد (فرقتين ولواء مظليين)وحين طلبت اسرائيل وقف اطلاق الناركان الجواب لا يتوقف الا اذا خرجت القوات الغازية مشيا على الاقدام وتبقى الآليات مكانها  وبلع الاسرائيلين السنتهم وانسحبوا خائبين اذلاء ؟؟ وكانت حصيلة خسائر العدو من الآليات المدمرة ثلاثين آلية من دبابات ونصف مجنزرات, ومدرعات من نوع AMX ومن ضمن هذه الآليات ناقلة عمليات قيادة اللواء الاسرائيلي, وقد وجد بداخلها (الناقلة) خرائط اسرائيلية مؤشر? Z عليها مرتفعات السلط الهدف النهائي.

بعد المعركة في الجانب الاسرائيلي قامت امهات الجنود القتلى بالمظاهرات وحملن الاعلام السوداء في شوارع تل ابيب احتجاجاً على نتيجة المعركة وقال الحاخامات عن فتح العاصفة  انها ’لعنة ألوهيم على إسرائيل ففي أصل المسألة القديمة وبالبدايات الفدائيين قرروا كتابة التاريخ على طريقتهم فالرجال وحدهم من يصنعون لأنفسهم أدواراً واحداثا ولا بد من العودة للمعركة التي توحد فيها الوعي الوطني بين الفدائيين والجيش الاردني  فكانوا جميعهم  عناوين مشرفة ومن انتصر لفلسطين انتصر لكرامتة ولدينة وعرضة .

قبل نشوب المعركة اصدر “ابو عمار” ومعة “ابو صبري ” تعليماتهم لقادة مجموعات الفدائيين بفتح العاصفة بان يتم توزيع ثلاثمئة فدائي داخل الكرامة وحولها في كمائن متعددة وكان التنسيق بين النواة الصلبة قادة العاصفة ، مع الفريق الاردني “مشهور حديثة الجازي” ( البطل ابو رمزي ) الذي قال في حينة كان لي تنسيق معهم قبل شهور من المعركة، ، و أصدر ابو عمار تعليماته بأن يتم التنسيق بين الجيش الاردني وبين قادة مجموعات العمل الفدائي ، كانت خلايا فتح السرية رصد “فتح” بالاغوار بالضفة الغربية ترسل الاخبار اول باول الى “ابو جهاد وابو علي اياد” حول تحركات الجيش الاسرائيلي نحو جسر دامية ومحور الكرامة ومحور الشونة وكان القادة أبو إياد وأبو اللطف وعبد الفتاح حمود وفايز حمدان الملقب باسم الرائد خالد  ومحمد ابو ميزر… واخرين يقومون بالتعبئة والتوجيهة ولهم مساهمة عظيمة بتك المعركة  وكان مقرهم في  الخلفية ( بقاعدة الاسطنبولي )

 

قام قادة الفدائيين من النواة الصلبة بنصب كمائن على اطراف الكرامة باسلحة روكت لانشير وهي صواريخ صغيرة تحمل على الاكتاف و قذائف “ار ب ج” وعلى طول خط المواجهة المتوقعة. فقد جُهِّزَ الفدائيون من ابناء العاصفة بالالغام والاحزمة الناسفة والقنابل اليدوية ومع دخول الجيش الغازي الى الكرامة وفي ساعة الصفر انقض الاشاوس الفتحاويين ليشكلوا كماشة حول دبابات العدو في ازقة الكرامة حيث تم الاطباق على العدو وقام الشهيد البطل ربحي حامد الاسطى ( الملقب ابو الشعر)

بالقفز على ظهر دبابة والقى بعبوة ناسفة داخلها بعد ان قنص (الشهيد تيسير هواش ابو الشريف ) قائدها الذي كان يعتلي البرج وتكرر ذلك الى ان اصيب الشهيد برصاص مجنزرة وهو يقفز على ظهر الدبابة فالقى نفسه مع عبوته الناسفة داخل الدبابة حيث تفجر مع طاقمها قتل وجرح عدد كبير من المظليين الاسرائيليين.

وقام الشهيد  عبد المطلب الدنبك ( الفسفوري) بوضع لغم اسفل جنزير دبابة وادى انفجاره الى استشهاده. اما الشهيد ابو سمرة والذي أصر على ان يضع لغمه اسفل جنزير الدبابة فانه احتضن اللغم والقى بنفسه تحت جنزير الدبابة. وقفز محمود العوضات ( أبو رائد ) على ناقلة جنود وفجر عدة قابل يدوية داخل الناقلة وبالفعل انحشرت الدبابات من المقدمة الى المؤخرة في ازقة الكرامة ووقعت عدة معارك مباشرة بالاسلحة البيضاء حيث استفرد فدائيين فتح بجنود العدو الهاربين في ازقة بلدة الكرامة ما ان رأى الصهاينة ذلك حتى بدأوا يفرون من دباباتهم ومجنزراتهم راكضين في اتجاه نهر الاردن حيث كانت الكمائن الاردنية في انتظارهم في محور الكرامة ومحور الشونة بشكل خاص

ومع بدا الملحمة الفدائية داخل الكرامة قال (الفريق مشهور) عن فدائيين فتح : انهم يقاتلون كالابطال؟؟؟ الملائكة تقاتل؟؟ . انني اعلم ما الاسلحة التي يقاتلون بها انهم يفجرون انفسهم داخل دبابات وتحت جنازيرها الان سنثأر لجيشنا العربي من الهزيمة التي لحقت به في حزيران. لقد قررت المواجهة وسأسعى للشهادة.

اصدر امره الى جميع الوحدات العسكرية الاردنية بفتح النار والاشتباك لآخر طلقة. وبشكل حاسم اندفع الجيش مع الفدائيين في تلك المعركة  تجلت فيها قوة وعزيمة الفدائي وظهرت فيها حنكة القادة الميدانين البواسل في الجيش العربي

 

فوجىء الجيش الاسرائيلي بقذائف الدبابات والمدفعية الاردنية وهي تضرب خواصرة من منطقة بعيرا ويرقا فاستنجد بطائراته التي حضرت وأخذت تقصف المواقع الاردنية فصدرت الاوامر للدبابات الاردنية بالنزول الى الشارع وتطاحنت بهياكلها الحديدية مع الدبابات الاسرائيلي وبدلا من حصارهم للكرامة اصبحوا هم المحاصرين بالقوات الاردنية والفدائيين من كل جانب. معركة الكرامة اذلت الجيش الاسرائلي وكانت مخرز بعيونة فحين طلبت اسرائيل وقف اطلاق النار كان الجواب ألا يتوقف اطلاق النار الا اذا خرجت القوات الغازية مشيا على الاقدام وتبقى الآليات مكانها وبلع الاسرائيلين السنتهم ؟؟

يقول الاسرائيلي اوري افنيري . نعم فقد حاولت اسرائيل احتلال مرتفعات الاردن الغربية لفرض شروط الاستسلام على الامة العربية بالقوة العسكرية ، وقد تبين ذلك من المناشير التي القاها العدو بالطائرات على الاغوار والسلط . اما بالنسبة لاهمية المعركة   فقد قال غريشكو وزير الدفاع السوفييتي : ‘ لقد اثبت الجيش الاردني  والفدائيين ان النصر العسكري العربي على اسرائيل ليس مستحيلا وانما هو مؤكد اكدته هذه المعركة ‘ . وقد اكد ذلك القائد الميداني الاسرائيلي في معركة الكرامة ( اهارون بليد ) الذي قال : ‘ لقد شاهدت قصفا شديدا عدة مرات في حياتي لكنني لم ار شيئا كهذا من قبل لقد اصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين’ . اما حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلي فقد قال : ‘ ان اسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الاردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة اضعاف ما فقدته في حرب حزيران عام 1967

وتقول الرواية الاسرائيلية ان رجال الاستطلاع الاسرائيليين فوجئوا بان الفدائيين قد دخلوا مع المظليون بالسلاح الابيض  في قتال قرب منطقة الهبوط

وكتب  الفريق عامر خماش انه قبل المعركة بيوم ارسلت العميد غازي عربيات مدير الاستخبارات الى ابو عمار والقيادة معة  في الكرامة ليطلب منهم شيئين : الاول ؛ ان المعركة معركة جيوش نظامية. وطلب من الفدائيين القيام بالحرب المعتادين عليها وهي حرب العصابات ، من خلال تهئية مجموعات عديدة وطلب منهم انه بعد عبور القوات الاسرائيلية النهر يكون دور الفدائيين مهاجمة قوافل تموين العدو وامداداته من ذخيرة وعتاد وارزاق ووقود بمهاجمتها بضراوة ، ولكن حدث ان الفدائيين تصدوا للعدو في الكرامة في الساعة الاولى واقعوا خسائر فادحة بقوات العدو خاصة المحمولة جوا.

اما كاسب صفوق الجازي قائد لواء الاميرة عالية اثناء الكرامة والذي كانت مسؤوليته من سيل الزرقاء شمالا حتى سد الكفرين جنوبا ، فقد قال ان احد قادة الفدائيين ابو صبري ممدوح صيدم  حضر اليه واشاد بقتال الجيش الاردني وضراوته حتى شبهها بحرب فيتنام ،

يقول العميد الركن بهجت مصطفى المحيسن  في ذالك الوقت كان التنسيق كاملا وفعالا بين الجيش الأردني وعناصر المقاومة الفلسطينية في قرية الكرامة

بلغت غنيمة الجيش العربي الاردني. 94 آلية عسكرية ما بين دبابة ومجنزرة وعربة عسكرية وتكبد العدو 250 قتيلا و 50 جريحا و تمكن العدو من إخلاء 27 دبابة و18 ناقلة فيما بقيت 20 دبابة وآلية مختلفة في ارض المعركة ، و ظهرت البعض منها باستعراض في ارض المعركة

وايضا غنمت مجموعات قوات العاصفة بحركة فتح  العديد من الاسلحة المتوسطة والخفيفة وكانت نشوة النصر في شوارع المدن عمان وفي المخيمات وكان الفدائيين يطوفون ببعض الاليات العسكرية الاسرائيلية تعبيرا عن النصر وبهذة الملحمة البطولية

و سال دم أبناء الضفتين في الخندق الواحد على ثرى ارض الرباط فدمهم واحد وترابهم واحد .في هذه المعركة الخالدة استشهد من الجيش العربي الاردني 86 جندي (6) ضباط. وبلغ عدد الجرحى 108

بلغ عدد الشهداء من المقاتلين الفدائيين 94 شهيدا كما تظهر اسماؤهم في مقبرة ام الحيران بعمان

وعدد الجرحى حوالي 200 جريح . والبعض من الذين استشهدوا لم يعرفهم إخوتهم إلا بأسمائهم الحركية . هؤلاء هم الرواد المناضلين فيهم  من استشهد ومنهم مازال حيا فهم بالوقائع الميدانية ابطال ساهموا في رفعة حركة وعاصفتها  بعد ملحمة اسطورية تعد انتصار كاسح ، وهي حدث تاريخي يجري تدريسه في الكليات العسكرية بناكين في الصين وروسيا ولقد وصف رئيس أركان القوات المسلحة السوفيتية في تلك المرحلة بان معركة الكرامة كانت نقطة تحول في التاريخ العسكري. من النواحي الإستراتيجية العملياتية في الاشتباك النتائج كانت وخيمه جدا على اسرائيل واهمها حسب اعترافات قادة العدو ان خسائرهم تعادل ثلاثة اضعاف ما خسروه في حرب حزيران.

اخيرا تبقى  البطولة في القيادة والبطولة في الأخلاق والبطولة في الحرب  … الرجال الشجعان كانوا معا بدورين متكاملين… دور الفدائيين و دور الجيش  وذالك إيمانا منهم بأن ماء الوجه وامانة الشرف العسكري تكون بالمعركة  ،ويبقى  شهداء معركة الكرامة من الحقائق الذهبية لاتموت ولا تنسى بل هم الاوسمة التي يفتخر بها  كل عسكري عربي ان ملحمة الكرامة مثلت اجمل صورة لنتائج وحدة الارادة والهدف بين اخوة الدم والمصير. تحية لكل من قاتل ولمن استشهد ولمن اسر التحية ولمن كتبت لهم الحياة مرة أخرى .

ولكل الجنود المجهولين في معركة الكرامه الخالده؟؟؟؟ ، رحم الله القادة  ابو عمار والفريق مشهورحديثة الجازي و ابو جهاد الوزير وممدوح صيدم  وابو علي اياد و والضابط بهجت المحيسن… ومن كانوا معهم اصحاب الشرف العسكري الذين لقنوا الجيش الاسرائيلي درسا في فنون الحرب.. و المواقع لا تصنع الرجال وإنما الرجال الشجعان وحدهم من يصنعون لأنفسهم أدواراً واحداثا ؟

التحية موصولة للقادة النوعيين في زمن الاسم الحركي الذين جمعتهم بوصلة وطنية وروحية واخوية ( سعد صايل وابو المعتصم احمد عفانة , وابو نزيه البزاري ) رجال الكوفية والشماخ الذين كانوا يلتقون مع ابو عمار وابو جهاد وابو صبري (في القاعدة 13 الفدائية ) في بداية العمل الفدائي

كما قال شاعر الثورة ابو الصادق في (تسابيح الروح) لن ننسى إللي عاش وكمل ولا ننسى ثائرنا اللي مات؟ ننسى “ربحي” إللي شنشل جسمه ألغام ودانات..وخندق “الفسفوري” صامد والدروع تزحف عليه.. كل دِرِع قدامه مارد من رُماة الآربي جى.. من كمين “أبو أمية” إنطلق آخر طلق   مات ف حضنه بندقية مكوفلة بدم وعرق..

تسلم الإيد الشريفة يا ابو هواش إللي تنزف نار ونور سددت آخر قذيفة حطمت درع الغرور..

ابتسامه للنشامة إللي ردوا الإعتبار   من “حزيران” الهزيمة من ليالي الإنكسار.

يبقى القول ان ( الفدائيين  والجيش العربي الاردني) هم صانعوا نصر الكرامة… قاتلوا بشرف   ووحدوا الدم ؟؟ وكانت تلك المعركة احدى المنصات الاساسية الرافعة لحركة فتح  المقاتلة  وبها  كرسوا البعد القومي للقضية الفلسطينية بعد ان قاتلوا بشجاعة منقطقة النظير بشهادة العالم ولن يرفعوا العلم الابيض بل اصروا على رفع راية المقاومة… فرد الاعتداء عدل، وصد العدوان شرف، وطعن الباطل شجاعةٌ  وشهامة…. وأخبثُ مُجرم في التاريخ هو الظالِم الاسرائيلي…

المجد لكل من قاتل ولكل من اسر ولكل من بقي حيا …احدى علامات نضج المواطنة ان نترحم على ارواح كل  الشهداء.

اللهم ارزقنا النصر في معركة تحرير فلسطين وفي تحرير الجولان العربي السوري وارزقنا الصلاة في المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي وعلى ربوع الكرمل والجولان  العربي السوري …

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.