محاولات غربية لتشويه صورة روسيا وتقزيم دورها في دحر النازية

 

الأردن العربي ( الجمعة ) 8/5/2015 م …

أعلنت روسيا أن الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء بمناسبة الذكرى الـ 70 للنصر في الحرب الوطنية العظمى ودحر النازية، سيكون الأكبر والأضخم في تاريخ روسيا.

ويشارك في هذا الاستعراض جميع أنواع الأسلحة الحديثة في الترسانة العسكرية الروسية، وإضافة إلى العرض الرئيسي في الساحة الحمراء، ستقيم جميع المدن الكبيرة وأقاليم البلاد عروضا خاصة بها أيضا.

ولبى ما يقرب من 30 زعيما وقائدا أجنبيا دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك يشارك في الاحتفالات العديد من السفراء ورؤساء الممثليات العسكرية في السفارات الأجنبية، غير أن عددا من القادة الأوروبيين رفضوا حضور هذا العرض لأسباب معلنة تدور حول عدم رضاهم عن سياسة روسيا عموما، وسياستها إزاء أوكرانيا على وجه الخصوص.

من جانبه أوضح الكرملين أن رفض بعض الزعماء الغربيين حضور العرض العسكري يعكس مدى رغبتهم في بقاء روسيا ضعيفة لا تمتلك قرارها.

فيما قال رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف رفض عدد من الزعماء الغربيين حضور الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ70 للنصر على النازية استهتار بشعوب الاتحاد السوفيتي. وأعرب غورباتشوف عن قناعته بأنه “كان من المستحيل تحقيق هذا النصر بدون روسيا، وإذا لم يدرك بعض السياسيين هذا فتلك مشكلتهم، لكني على قناعة بأن شعوب العالم تفهم ذلك”. وأكد أن السلطات الأمريكية تقوم بتحقيق أهدافها السياسية والإيديولوجية من خلال رفضها المشاركة في الاحتفالات في موسكو، مشيرا إلى ضرورة وجود قطرة واحدة من العقلانية في خطوات السلطات الأمريكية وغيرها.

وأعرب غورباتشوف عن رأيه بأن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رفضت حضور الاحتفالات في الـ9 من مايو/أيار بسبب تعرضها لضغط قوي من قبل واشنطن، وقال إنه لا يستطيع قبول موقف ميركل وكذلك إدانتها، لأن ميركل ليست قادرة على رفض زيارة روسيا كليا لأنها “معادية للفاشية” وتحترم “جميع من حاربها بالسلاح أو في الغابات أو حتى السجون”. وأضاف غورباتشوف: “إن جاءت ميركل إلى موسكو ستمثل ألمانيا الجديدة، التي قام الجيش السوفييتي بتحريرها من الفاشية، مشيرا إلى أن ذلك تحقق بمساهمة حلفاء الاتحاد السوفييتي وكذلك الألمان الذين حاربوا الفاشية.

وأعرب الرئيس السوفييتي السابق عن أمله في أن الروس وكذلك الألمان يتفهمون مسؤوليتهم الكبيرة عن الحفاظ على السلام وتطوير علاقات طيبة بين روسيا وألمانيا.

وإذا كان حلفاء الاتحاد السوفييتي الرئيسين خلال الحرب العالمية الثانية رفضوا تلبية الدعوة لأسباب تتعلق بموقف القيادة الروسية من أزمات تجتاح بلدان العالم حاليا، وعلى الأخص أوكرانيا، فقد رفض العديد من دول حلف وارسو سابقا حضور عرض عيد النصر أيضا، وهذه الدول تحديدا، إلى جانب بعض الجمهوريات السوفييتية السابقة، تقوم الآن بإعادة كتابة التاريخ، معتبرة أن الاتحاد السوفييتي كان يحتلها، وبالتالي لا يمكن اعتبار دوره تحريرا لأراضيها من النازية والفاشية.

ووصلت الأمور ببعض هذه الدول حد إقدامها على سن قوانين تهدف إلى رد الاعتبار للحركات القومية المتطرفة التي حاربت الجيش الأحمر إلى جانب المحتلين الألمان أو تعاونت معهم في قمع المقاومة الشعبية وعمليات قتل جماعية.

وترى معلقة صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية ماري ديجيفسكي أنه كان من الضروري أن يأتي زعماء الغرب إلى موسكو، ليكرموا ذكرى أبناء وبنات روسيا الذين قدموا أرواحهم فداء من أجل تحرير أوروبا من الفاشية والنازية، معيدة إلى الأذهان أن روسيا فقدت 20 ميلونا من مواطنيها في هذه الحرب.

لكن هذه الحقيقة تغض الدعاية العدائية الغربية أعينها عليها، وبمجرد أن يبدأ الحديث عن نضال الشعب السوفييتي ضد النازية والفاشية، تتكرر الأحاديث عن عن الاستبداد الستاليني أو عما يصفه الغرب بجرائم الجنود السوفييت في برلين أثناء دخول القوات السوفيتية عاصمة ألمانيا النازية عام 1945.

من الواضح أن الغرب وحملاته الدعائية، والعديد من وسائل الإعلام التي تنقل عنهما، يعيدون عملية خلط الأوراق ذاتها، ليس فقط بهدف التقليل من دور الاتحاد السوفيتي في دحر النازية وتحرير أوروبا، وألمانيا نفسها من الطغمة النازية، بل وأيضا لتشويه صورة الانتصار وإلقاء ظلال الشك على القيمة الإنسانية والأخلاقية لهذا الانتصار العظيم.

كما تهدف هذه الحملات إلى المساواة بين الضحية والجلاد، المساواة بين ملايين الأطفال والنساء والشباب الذين أبيدوا على يد النازيين، وبين القوات النازية والفاشية التي اعتدت على الأوطان والأرواح.

إن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وخاصة تلك الدول التي ظهرت فيها القوى القومية المتطرفة والنازية الجديدة، مثل أوكرانيا ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، تحاول المساواة بين النازية والشيوعية، بل وبالفعل نفذت أوكرانيا هذه الخطوة الخطيرة تاريخيا، حتى في حق مواطنيها الذين عانوا ويلات الحرب العالمية الثانية، وهو أمر يعيد البشرية خطوات كبيرة إلى الوراء.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي، عقب محادثاتهما في موسكو في الـ5 مايو/أيار الجاري، إن العيد الذي تحتفل به روسيا في 9 مايو/أيار “عيد شعبنا… ومَن يريد المشاركة فيه، فنحن نرحب به”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.