الغوطة التي قصمت ظهر الإرهاب في سورية / د. منيف حميدوش

دام برس : دام برس | الغوطة التي قصمت ظهر الإرهاب في سورية .. بقلم : الدكتور منيف حميدوش
د. منيف حميدوش ( سورية ) الإثنين 26/3/2018 م …



الغوطة العصيَّة على العثمانيين القدامى …..والعصية على الفرنسيين في بدايات القرن الماضي … هي اليوم مفتاح السلام ، والأمان ، ومفتاح الحل والربط في الحرب العالمية على سورية .وهي  اليوم عصية على حلف العدوان المتمثل ( بالدول التي دعمت الإرهاب والحرب على سورية وأدواتها ) هذا الحلف الذي غرس أنيابه في جسدها ، محاولاً تقطيع أوصالها وجعلها شوكة في خاصرة دمشق الصابرة الصامدة .

الغوطة اليوم نفضت عنها غبار التعب ،ونفضت عنها عباءة الذل الذي تجسد في أدوات الفكر الوهابي التكفيري ،

الغوطة اليوم عشقت نور الشمس، وضوء الصبح ، وصوت بردى ،فخرجت من أنفاق صُممت لها ، وأقبية مظلمة كقلوبهم السوداء ، ومجارير  لها رائحة عفنهم وذقونهم .

الغوطة اليوم  عشقت شموخ قاسيون ، وانتفضت على تلك الأنفاق ، ورائحة البارود ،

سبع سنوات والغوطة تلبس قسراً عباءة الدم والنار والحقد وقذائف الموت وفتاوى النكاح

سبع سنوات عجاف وصمت العالم على اتخاذ أهالي الغوطة دروعاً بشرية ــ وإن كان لدي ملاحظة على ذلك ــ فهناك عوائل للمسلحين خرجوا مع المسلحين وكانوا البيئة الحاضنة لهم وهم قلة في الغوطة .

في بداية الحرب المجنونة على سورية وشعبها وجيشها ، خرج أهالي الغوطة ( طوعاً أو قسراً) وشعارهم ( بدنا بدنا حرية ، ويسقط النظام ……) وبقي الأمر إلى أن تمكن الجيش العربي السوري من التخطيط والتنفيذ المحكم من أجل عودة الغوطة إلى حضن الوطن ، ليخرج شعارهم ( ما بقى بدنا حرية ، بدنا وحدة وطنية ).

تساؤلات كبيرة وكثيرة تراودني كبقية المواطنين في سورية ، من خرج من الغوطة خرج حليق الذقن علما أنه في الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي  هناك العديد من الأماكن أثناء دخول الجيش العربي السوري لبلدات الغوطة وجد فيها أكوام من شعر الذقون التي حلقت ورميت على الأرض ما تفسير ذلك …

ولكن الدولة السورية هي الأم والحاضنة لأبنائها ، وهي القوية والقادرة على الصفح والعفو عند المقدرة ، رأينا بأم العين وعلى مرأى شاشات التلفزة وبالنقل المباشر  أمام العالم ، كيف استقبلت الدولة والجيش العربي السوري أبناء الوطن الخارجين من الغوطة .
الغوطة اليوم بهمة الجيش العربي السوري المقدس ، وبإرادة إلهية مؤيدة بجنود لم يروها ، وبحكمة قائد سيكتب التاريخ عنه مجلدات ولم يفهِ حقه ، وهو صاحب المعنويات التي تعانق نور الشمس ، وكتب بأحرف من نور عندما دخل الغوطة الشرقية وصافح جنودها المرابطين على الخطوط الأولى  قائلاً  ( كل طلقة تغير خريطة العالم )كان قولاً حقاً وصدقاً .
اليوم الغوطة تغير  وجه التاريخ ،وتُخرج الأفاعي من جحورها لترميهم إلى مزابل التاريخ، ولتنتهي ثورة الوهابيين  الكاذبة  والمطالبة بالحرية في الغوطة .
انتصرت الغوطة على غرف العمليات الإرهابية ، وعلى فرنسا وبريطانيا ،وأمريكا ، والكيان الصهيوني ، وعلى المملكة الوهابية ، ودويلة قطر ، وعلى عمالة الأردن ….
انتصرت الغوطة بهمة الجيش العربي السوري، وإرادة الشرفاء من أبناء الغوطة ، وحكمة القائد الحكيم الدكتور بشار حافظ الأسد
انتصرت الغوطة ، ودمشق ،وسورية لنردد للعالم معا  قصيدة البحتري ، الشاعر العباسي الكبير : للهِ ما صنعت و ما جادت به
في   الغوطتين  يدُ  الربيع  الباكر
حيَّا جنان الغوطتين وجادها
سمحُ القِيادِ من السَّحابِ الماطرِ
وهوى فؤادي بل ومتعة ناظري

والزهرُ يلقاني  بثغر   باسم

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.