النشرة الاقتصادية / الطاهر المعز

 

الطاهر المعز ( السبت ) 10/5/2015 م …

العولمة والهيمنة الرأسمالية وإعادة إنتاج الفقر: ينتج العالم غذاء وموارد تكفي لاحتياجات كافة سكان العالم، ومع ذلك فإن أكثر من مليار إنسان، أي 1 من كل 5 أفراد (20%) يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، ومن أسباب انتشار الفقر في “النصف الجنوبي” من الكرة الأرضية الإستعمار الذي أفضى إلى الإستعمار الجديد وهيمنة الإيديولوجيا والممارسات الليبرالية الجديدة، التي تفشت في المنظمات الدولية والوكالات والمؤسسات المالية (مثل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي) ومنها إلى المنظمات “غير الحكومية”، ومن دعائم هذه الإيديولوجيا “إن الفقراء غير قادرين على استغلال الموارد والمعادن والأراضي”، لذا وجب تدخل مؤسسات وشركات “الدول المتحضرة لمساعدتهم على استغلالها”، وتأبيد سيطرتها واستغلالها، لضمان استمرار الفقر وارتفاع عدد الفقراء في العالم، رغم تركيز دعايتها على “التخفيف من حدة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة”، وتؤدي السيطرة على الموارد إلى تحكم “دول الشمال” والشركات متعددة الجنسية والمؤسسات المالية الدولية في تشكيل السلطة السياسية والسيطرة على دواليب الحكم، وازدادت حدة “الإدماج القسري واللامتكافئ للدول الفقيرة في الإقتصاد العالمي”، ما يؤدي إلى صراع الفقراء من أجل البقاء بكافة الوسائل، في مواجهة عنف الدولة والشركات والدول الغربية ومؤسساتها الدولية، التي سلبتهم مواردهم واستعبدتهم ورفعت مستويات الفقر والتهميش وإقصاء جزء كبير من السكان من مؤسسات التعليم والصحة والمرافق التي وقعت خصخصتها، بعد أن بذل العمال والفقراء جهدا كبيرا لخلق ثروات هائلة ليستفيد منها المجتمع ككل، بدلا من فئة الإثرياء ومتوسطي الدخل، وتسببت هذه الدول والشركات والمؤسسات في تأجيج الحروب والصراعات بين الجيران وداخل البلد الواحد، وتخريب وتفتيت عدد من البلدان باسم “مكافحة الإرهاب”… لن تفلح شعارات مثل “تحقيق الأهداف التنموية العالمية للألفية” أو “تحسين التجارة العالمية” أو “تخفيف عبء الديون” او ما سمي “مساعدات المانحين” في حل مشكلة انخرام التوازن بين الطبقات داخل كل بلد وبين الدول الرأسمالية الإمبريالية، والدول الفقيرة في الجنوب… من كتاب “الفقر والليبرالية الجديدة… الاستمرارية وإعادة الإنتاج في جنوب العالم” ترجمة ونشر “المركز القومي للترجمة” (مصر) تأليف الكاتب الأمريكي “راي بوش” – صحيفة  “البديل” (مصر) 01/05/15

 

وشهد شاهد من أهلها: انتهت كذبة “الحلم الأمريكي” وإمكانية الإرتقاء في السلم الإجتماعي، إذ طال الفقر 20% من الأطفال الأميركيين، وتراجع متوسط الراتب لحملة الشهادة الثانوية 12% خلال الـ25 سنة الماضية، فيما ارتفع متوسط راتب المديرين التنفيذيين للشركات خلال الفترة نفسها من 30 ضعفاً مقارنة براتب العامل العادي إلى 300 ضعف، وضعفت فرص التشغيل لأفضل الطلاب من الأسر الفقيرة في حين ارتفعت الفرص لأسوا الطلاب من الأسر الغنية، ما ينفي ادعاء تكافؤ الفرص في التعليم والتشغيل بين أبناء مختلف طبقات المجتمع، بل يزيد من تعميق الهوة بين 1% من الأثرياء و 99% من السكان… من كتاب “الصدع الكبير: المجتمعات المتفاوتة وما يمكننا فعله حيالها” –   “جوزف ستيغليتز”، مسؤول سابق في البنك العالمي وصاحب جائزة نوبل في الأقتصاد 2001 وعضو الحزب الديمقراطي ومستشار اقتصادي سابق في البيت الأبيض خلال رئاسة “بيل كلينتون”

عرب، حال الطبقة العاملة في الأول من أيار 2015: كان للتحركات والإضربات العمالية دور أساسي في إطلاق شرارة الإنتفاضات في تونس ومصر، والتي دفع الفقراء والعمال ثمنها غاليا، وخلقت آمالا في تحسن وضع العمال والكادحين والأجراء والفقراء، وبعد أربع سنوات، لم تتحسن أوضاع هذه الفئات في الوطن العربي، بل تدهورت، بحسب بيانات “منظمة العمل الدولية”، بسبب تطبيق جميع الحكومات العربية لإملاءات العولمة الرأسمالية (وأدواتها من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية) التي أدت إلى تهميش فئات اجتماعية عديدة، بسبب اضمحلال دور الدولة الإجتماعي (المعدل) وخصخصة المؤسسات العمومية والمرافق، وخفض الإنفاق على التعليم والصحة والسكن والمرافق، فانخفضت الأجور وتدهورت ظروف العمل، فضلاً عن فقدان الكثير من العمال وظائفهم، وأصبح هناك 20 مليون عاطل عن العمل في الوطن العربي سنة 2014 أي بنسبة 17% من قوة العمل وهو من أعلى المعدلات العالمية (مقارنة بافريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية)، وأدى غلق المصانع وتشريد العمال إلى التجاء هؤلاء إلى محاولة كسب وسائل العيش في القطاع الموازي، غير الرسمي، الذي ضم 70% من الوافدين الجدد على “سوق العمل” خلال السنوات الأربعة الأخيرة، وبذلك فهم لا يتمتعون بعقود عمل وأجر قانوني وتأمينات اجتماعية ورعاية صحية وحق في التنظيم النقابي، وانتشرت ظاهرة “العمال الفقراء” في كافة أرجاء العالم، بدءا بأمريكا الشمالية وأوروبا، ولم يعد العمل والراتب، من عوامل الوقاية أو الخروج من حالة الفقر، خصوصا بعد انتشار العقود الهشة والعمل المؤقت والدوام الجزئي… لا توجد نقابات مستقلة في الوطن العربي رغم تضحيات الطبقة العاملة، ورغم الإستقلالية النسبية في تونس والمغرب والبحرين، ومحاولات تأسيس بعض النقابات المستقلة في الجزائر ومصر والأردن والعراق وموريتانيا، لكنها شبه منعدمة في عديد من البلدان مثل الخليج، كما تدهور وضع العمال في العراق وارتفعت نسبة الفقر رغم النفط (منذ الإحتلال) وكذلك في سوريا وليبيا واليمن، حيث يصارع العمال والموظفون والمزارعون والفقراء من أجل البقاء، بسبب تدهور الوضع الأمني وتهديم أحياء ومدن بكاملها وبقاء المواطنين في العراء أو يضطرون إلى النزوح والهجرة، وارتفعت المخاطر على العمال في أماكن عملهم، المهددة بالقصف، وعادت الأمية إلى الظهور في العراق وسوريا بعد أن قضت عليها الدولتان، ورجعت بعض الأمراض المنقرضة، بسبب تدهور النظام الصحي والبنية التحتية ومرافق الماء والكهرباء والصرف الصحي ، أما عن فلسطين فحدث ولا حرج عن “السفير” 01/05/15

في جبهة الأعداء:  إن الكيان الصهيوني هو كيان استعماري، والصهيونية إيديولوجيا عنصرية، وليدة الفكر اللإستعماري العنصري للقرن التاسع عشر، ويتميز هذا الكيان باجتثاث السكان الأصلانيين للبلاد التي استعمرها لينكر وجودهم، وليجلب مستوطنين يحتلون أراضيهم ومساكنهم، وشكلت موجات هجرة سكان الإتحاد السوفياتي السابق (روسيا وأوكرانيا بالخصوص) وهجرة الأحباش (الفلاشا) أكبر موجات الهجرة خلال العقود القليلة الماضية، واتفقت حكومة الإحتلال مع حكومة الحبشة لنقل 120 ألف من مجموعات “الفلاشا” (الذين لم تعترف سلطات الإحتلال بيهوديتهم سوى مؤخرا) لنقلهم من خلال جسر جوي سنة 1984 و 1991 ولكنهم بقوا في أسفل السلم الإجتماعي ويعانون من العنصرية، بسبب لون بشرتهم وثقافتهم الأصلية وخصوصية طقوسهم، ونظم نحو ألفين منهم مظاهرة في القدس ضد “عنصرية الشرطة”، واعتصموا أمام المقر العام للشرطة، وقطعوا الطريق بين القدس وتل أبيب، بسبب تعدد الحوادث الموثقة لاعتداء الشرطة بالعنف على أفراد من مجموعتهم، منهم جندي بالزي العسكري الصهيوني قرب تل أبيب، ووقعت بعض الصدامات بين الطرفين قبل تفرق المتظاهرين واعتقلت الشرطة عشرة منهم، وهتف هؤلاء “لا لعنف الشرطة ضد اليهود السود”، الذين يتهمهم “الأشكناز” (يهود أوروبا الذين أسسوا دولة الإحتلال) “بعدم الإندماج في المجتمع الإسرائيلي” عن أ.ف.ب 30/04/15 (تجمع المئات من يهود الحبشة “الفلاشا” من جديد يوم الأحد 3 أيار في “تل أبيب”، لنفس الغرض، وجرحت الشرطة ما لا يقل عن خمسين متظاهر)… مقاطعة: أطلق مناضلون مساندون للقضية الفلسطينية حملة في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 في مدينة “بلباو” (بلاد الباسك – أسبانيا) ضد شركة “فيوليا” الفرنسية المعولمة، التي تساهم في مشاريع عديدة في المستوطنات الصهيونية “غير الشرعية” (وكأن بقية المستوطنات شرعية !) من نقل وتوزيع المياه إلى جمع القمامة ومعالجتها (وحرقها قريبا من التجمعات الفلسطينية) ونقل وتوزيع الكهرباء، كما تشارك في إنشاء وصيانة وتشغيل القطار الذي يصل القدس بالمستوطنات، والمخصص للمستوطنين الصهاينة، واعترفت الشركة بخسارتها عددا من العقود الهامة تقدر بمليارات اليورو مع السلطات المحلية في أوروبا والولايات المتحدة والكويت، وأقصتها 25 من بلديات المدن الكبرى التي كانت لها فيها مصالح (بريطانيا وإيرلندة والسويد والولايات المتحدة) من العروض والمناقصات التي تجريها في مجالات نظافة المددن وتوزيع المياه، كما سحبت مصارف عديدة استثماراتها في أسهمها وأصدرت مصارف هولندية وسويدية وصناديق تحوط أمريكية بلاغات تندد بتورطها في الأراضي المحتلة سنة 1967 (فقط)، وذلك بسبب تورطها مع الكيان الصهيوني، ما اضطر الشركة إلى التخلص من معظم العقود التي تربطها بالمستوطنات، وأعلنت أنها ستبيع ما تبقى من مساهمتها في القطار الرابط بين القدس والمستوطنات، وسبق أن أعلنت الشركة سنة 2013 و 2014 إنهاء بعض عقودها وبعض أعمالها في فلسطين المحتلة، ولكن تبين ان تلك الإعلانات كانت كاذبة واستخدمتها الشركة للمغالطة   عن حملة المقاطعة وسحب الإستثمارات  (بي دي اس) 28/04/15

 

 

 

المغرب، في ظل حكومة الإسلام السياسي: امتنعت النقابات عن “الإحتفال” بيوم العمال العالمي، وأعلنت اتخاذ قرارات لتصعيد النضالات خلال شهر أيار، بسبب تجاهل الحكومة (الإخوان المسلمون) لمطالب العمال، وتتهم النقابات الحكومة بالإستهتار واتخاذ القرارات الانفرادية، عندما تعلق الأمر بضرب صندوق المقاصة (دعم المواد الأساسية) والزيادة المهولة في أسعار المحروقات (رغم انخفاضها في السوق العالمية)، وإغراق البلاد في المديونية والإجهاز على المكتسبات الاجتماعية، وفي مقدمها التقاعد وتجميد الأجور والتعويضات، والترقيات، وعدم الالتزام بما تبقى من المكاسب الإجتماعية مثل الحوافز وبدل السكن في المناطق النائية، وضرب الحريات النقابية، وإحالة العمال والنقابيين على القضاء في جلسات صورية وأحكام معدة سلفا، ومتابعات المسؤولين النقابيين، وتجميد التشريعات والقوانين الخ، وتطالب النقابات بزيادة الرواتب بنسبة 20% وبالعدالة الجبائية وخفض نسبة مساهمة الأجراء في تحصيل الضرائب، والزيادة في المعاشات، وفتح حوار حول إصلاح منظومة التقاعد، لكن رئيس الحكومة أعلن “استراتيجية” مناقضة لهذه المطالب النقابة، بهدف “التحكم في الدَين العمومي وتقليص عجز الميزانية، من خلال مواصلة الإصلاحات المالية والاقتصادية وإصلاح نظام المقاصة (الدعم) والإصلاح الضريبي”، أي تحميل الأجراء والفقراء نتائج تطبيق أوامر صندوق النقد الدولي عن أ.ف.ب 01/05/15

فلسطين، من أين لك هذا؟ نشرت صحف ومواقع أردنية وفلسطينية خبرا عن ممتلكات ابناء رئيس سلطة الحكم الإداري الذاتي طارق وياسر محمود عباس، وكان طارق (المولود سنة 1962) صاحب شركة مقاولات في دول الخليج لمدة 25 عاما، وهو احد الشركاء الهامين في “مجموعة العقاد” الضخمة (إلى جانب صديق أبيه، منيب المصري) التي تملك فروعا كثيرة وتعمل في مجالات متعددة، منها العقارات، واشترى “طارق محمود عباس” باسم “مجموعة العقاد” فندق “الفصول الأربعة” (فور سيزون) وهو من أرقى الفنادق السياحية في وسط عمان، مقابل 28 مليون دينارا أردنيا (39,5 مليون دولارا) وحضر حفل التوقيع عدد من أصحاب الأعمال الأردنيين والفلسطينيين، منهم “منيب المصري” الذي أشرف على عدد من فعاليات التطبيع الإقتصادي… قد تكون هذه الأموال مقتطعة من “منح” الإتحاد الأوروبي أو جزء من مكافأة لصالح عباس الأب، بعد تصريحه العلني بالتنازل عن حق العودة إلى مدينة “صفد”، ومكافأة له على تكثيف حملات القمع ضد أي شكل من أشكال المقاومة، ويسيطر “آل عباس” على شبكة الإتصالات، المتعاقدة مع الشركات الصهيونية والمتفرعة عنها، ما يجعل هيمنتهم السياسية والإقتصادية مرتبطة مباشرة بالإحتلال، ما يجعل صفة “كمبرادور” ننطبق عليهم  عن “الكون نيوز” 03/05/15

مصر: تناولنا في العدد السابق موضوع “ميثاق الشرف العمال” الذي أعلنه المشير- الرئيس “عبد الفتاح السيسي” والذي سارع “الإتحاد العمالي” الرسمي، إلى الموافقة عليه وتبنيه، دون استشارة العمال، وسبق أن أصدر القضاء، بشكل متزامن، عقوبات تتمثل في إحالة أي موظف يضرب داخل مقار العمل، على المعاش، (أي طرده من العمل) ويفرض “ميثاق الشرف” وصاية حكومية، تمنع العمال من الإحتجاج والمطالبة بحقوقهم، بعد إلغاء نسبة تمثيلهم في البرلمان، بتعلة عدم التمييز بين الفئات الإجتماعية، وقامت الدولة، بعد يوم واحد من تبني الميثاق، باتخاذ إجراءات حثيثة (كانت جاهزة منذ فترة) لتسريح العاملين في الدولة، وعدم توظيف عاملين جدد (وهو ما يأمر به صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) وإصدار قانون الخدمة المدنية الذي يحفز العمال على الخروج إلى المعاش المبكر، ما يؤكد صحة الشكوك في استقلالية القضاء واتجاهه نحو تطبيق مخططات الحكومة لاحتواء الاحتجاجات العمالية، ومنع حدوثها أصلا، واعتبار “إضراب الموظفين العموميين جريمة جنائية، وخروجا عن مقتضيات الوظيفة العامة وواجباتها” (راجع العدد السابق من هذه النشرة)، رغم نص الدستور الذي ينص صراحة إن الإضراب حق يكفله القانون، وتجاهل جهاز القضاء (وهو جزء من النظام) نص الدستور والإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر (منذ 1981) وطبق قانونا “مؤقتا” أصدره زملاء “عبد الفتاح السيسي” في المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 12/4/2011 بتجريم الاعتداء على حرية العمل وتخريب المنشآت  الأخبار 01/05/15  تقرير إيديولوجي: تستمر حملات لجم الأفواه وإسكات كل صوت معارض (أو حتى مختلف مع الحكومة) والهجوم على الطبقة العاملة وتحميلها كل مشاكل مصر، “بسبب الإضرابات والإحتجاجات” من أجل مطالب مشروعة، اعترفت الحكومات المتعاقبة بضرورة تلبية بعضها، ونشرت الأجهزة الرسمية دراسات تنقصها الجدية والموضوعية منها “إن الإضرابات العملية وتوقف معظم أفران مصانع حديد التسليح عن الإنتاج، وتوقف بعض المصانع بسبب أزمة الغاز التي يعاني منها القطاع الصناعي طوال السنوات الماضية” أدت إلى ارتفاع “الطاقة العاطلة” أي الخسائر الإفتراضية (وليست الحقيقية) في منشآت القطاع الخاص” بنسبة 249,6% أو ما قيمته 97,7 مليار جنيه (12,97 مليار دولار) سنة 2013 مقابل  28 مليار جنيه (3,71 مليار دولار) سنة 2012، ولم توضح هذه الأجهزة الحكومية أن ضعف كمية الغاز التي تستوردها الحكومة بهدف توليد الطاقة، هو السبب الرئيسي في “توقف معظم مصانع حديد التسليح عن الإنتاج”، لفترة بلغت 45 يوما، ما تسبب في خسائر هامة، وليست الإضرابات العمالية هي السبب كما توحي البيانات الحكومية المعادية للعمال، والتي تحتوي على مغالطات تفندها الوقائع، إذ ارتفع إجمالي قيمة الإنتاج الفعلي بمنشآت القطاع الخاص، بنسبة 2,8% لتبلغ نحو 550 مليار جنيه (73,04 مليار دولار) سنة 2013 مقابل 535 مليار جنيه (71,04 مليار دولار) سنة  2012، أي ان إنتاجية العمال ارتفعت (لفائدة أرباب العمل) بشكل مطلق، خصوصا في قطاعات الطاقة والمنتجات الغذائية، رغم توقف الإنتاج في عدد من المصانع، لفترات طويلة، مع التذكير ان الإنتاجية تخضع لمجموعة من المعطيات التي لا يتحمل فيها العامل أية مسؤولية (مثل توفر المادة الخام ونوعيتها وحالة الآلات وأدوات الإنتاج…)  عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء 06/05/15

شهادة زور؟ أعلن صندوق النقد الدولي إجراء “نقاشات مفيدة” مع الحكومة المصرية في واشنطن الشهر الماضي وسيرسل فريقا إلى القاهرة أوائل حزيران/يونيو لمراقبة درجة تطبيق حكومة العسكر للإصلاحات الاقتصادية التي أمر الصندوق بتطبيقها، والتي “بدأت تؤتي ثمارها، رغم الوضع الصعب الذي لا زال قائما” بحسب الصندوق، بسبب اأزمة المالية وأزمة ميزان المدفوعات المتواصلة “منذ انتفاضات الربيع العربي في 2011” (وهل كان الوضع سليما معافى في عهد حسني مبارك؟)، وشكر الصندوق “جهود الحكومة لتقليص عجز الميزانية وتنشيط النمو الاقتصادي، رغم محدودية نتائجها” وتوقع أن ينمو الأقتصاد المصري بنسبة 4% هذا العام… “إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا…”  رويترز 05/05/15

سوريا، من المستفيد؟ راجت أخبار عن مشاركة الآليات التركية (وربما الطيران الإماراتي والسعودي) في استيلاء القوى الظلامية والإرهابية على مدينة “إدلب” ثم على “جسر الشغور”، ويروي السكان أخبارا كثيرة عن استيلاء ونهب المسلحين (جبهة النصرة) ممتلكات الناس (بالأخص أصحاب الأعمال والتجار)  ومستودعاتهم وبضائعهم، بتهمة “تأييد الدولة” بحجة استمرارهم بالعمل والإنتاج خلال السنوات السابقة، وتشكل الزراعة نحو 30% من دخل المحافظة، ويقدر إنتاج القمح لهذا العام فيها بنحو 150 ألف طن والشعير ب100 ألف طن، واقتحم الإرهابيون المسلحون شركتي النسيج الحكوميتين “الخيوط العامة” في إدلب و”غزل إدلب” حيث يعمل أكثر من 1740 عامل، وفكّكت خطوط الإنتاج فيهما، وبدأت بتهريبها إلى تركيا، وبلغت قيمة الموجودات الثابتة للشركتين 7 مليارات ليرة، وقيمة المخزون من مواد أولية وجاهزة نحو 617 مليون ليرة (بنهاية آذار/مارس 2015)، إلا أن قيمتها الحقيقية تبلغ أكثر من ستة أضعاف القيمة الدفترية، ولحقت بالقطاع الصناعي الخاص أضرار كبيرة،  بفعل التخريب والنهب والاشتباكات، وتشير بيانات المكتب المركزي للإحصاء أن عدد المنشآت الصناعية في محافظة إدلب بلغ قبل الأزمة نحو 5191 منشأة، أو نسبة 5% من إجمالي عدد المنشآت الصناعية في سوريا، وبإجمالي إنتاج وصل إلى 18,171 مليار ليرة… ونهب الإرهابيون منذ دخولهم مدينة “إدلب” محلات المجوهرات (14 محل لبيع الذهب)، كما حرم آلاف المزارعين من الذهاب إلى الحقول، وخسر آلاف العمال والموظفين وظائفهم، وفقدت آلاف العائلات مصدر رزقها وتحولت إلى نازحة تبحث عن مأوى ومصدر رزق عن الأخبار 01/05/15

لبنان، تأثيرات جانبية للحرب: ارتفعت الأرباح المجمعة للمصارف اللبنانية المدرجة أسهمها في سوق المال في بيروت من 254,75 مليون دولارا خلال الربع الأول من سنة 2014 إلى 279,19 مليون دولارا خلال الربع الأول من 2015 بزيادة سنوية قدرها 9,59%، كما ارتفعت إيراداتها الصافية بنسبة 12,24% في حين تراجعت أصولها بشكل طفيف، ومعلوم ان القطاع المالي وتحويلات اللبنانيين بالخارج يشكلان دعائم هامة لاقتصاد لبنان… من جهة أخرى أدى إغلاق الحدود السورية الاردنية، منذ سيطرة الفصائل المسلحة على معبر نصيب الحدودي في محافظة درعا (جنوب سوريا)  إلى توقف حركة التصدير برا من لبنان إلى دول الخليج (وهو ما استغلته تركيا والكيان الصهيوني لتصدير إنتاجهما عبر فلسطين والأردن) وتوقف سائقي شاحنات النقل الخارجي اللبنانيين عن العمل، بشكل قسري، ويصدر لبنان برا عبر معبر “نصيب” الى الاسواق العربية الخضار والفواكه ومواد غذائية ومعلبات وحبوبا ومربيات وآلات ومعدات كهربائية ومواد اولية للصناعات الكيماوية، بقيمة 920 مليون دولار سنة 2014 الى الخليج وقرابة 256 مليون دولار الى العراق، ما يمثل نحو 35% من إجمالي الصادرات اللبنانية البالغة قيمتها 3,3 مليار دولارا، وأصبح قطاع التصدير البري هو القطاع الثاني المتضرر بعد السياحة في لبنان بسبب الحرب السورية المستمرة منذ اربع سنوات، في حين ازدهرت حركة تهريب المقاتلين والبضائع والمنتجات عبر المعابر غير القانونية بين لبنان وسوريا (بدعم من تيار “المستقبل”، صنيعة السعودية)، وشكلت الصادرات 8% من حجم الإقتصاد سنة 2014، بتراجع نسبته 16% عن 2013 ويعد القطاع الزراعي اكثر القطاعات تضررا في حال استمرار ازمة التصدير، وهو يؤمن نحو 6% من الدخل الوطني ويشغل ما بين 20% و 30% من إجمالي العاملين ويمثل نحو 17% من قيمة الصادرات، بحسب وزارة الزراعة عن أ.ف.ب 03/05/15

اليمن، إنجازات سعودية: بلغت حصيلة القتلى خلال شهر من القصف السعودي الذي بدأ يوم 27 آذار/مارس، حوالى 1250 قتيلا وإصابة أكثر من خمسة آلاف، فيما تضرر من الحرب ما لايقل عن 7,5 مليون شخص، ووصفت المنظمات الأممية الوضع “بالمتدهور”، خصوصا في تعز وسط البلاد، حيث تجري معارك عنيفة، وتتلقى المنظمات الإنسانية هذه البياتنات من المنشآت الصحية التي لا يستطيع وصولها عدد هام من المتضررين، ومن المتوقع ان تكون الحصيلة الحقيقية أعلى بكثير، وانقطعت كافة الطرقات التي تربط صنعاء بمحافظات عدن وتعز والضالع ولحج”، ما يعسر عملية نقل الادوية الضرورية، مع خطر النقص الحاد في المياه النقية في كافة أنحاء البلاد، ونقص الأدوية والطواقم الطبية، كما يعاني السكان من انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود، ما يؤثر على عمل المستشفيات وسيارات الاسعاف لنقل المرضى والمصابين إلى المنشئات الصحية، في كافة أنحاء اليمن، ما يهدد بانتشار الأوبئة وحالات الالتهاب الرئوي والاسهال الحاد والملاريا والتهاب السحايا والحصبة وحمى الضنك عن منظمة الصحة العالمية 01/05/15

 

 

السعودية: أعلن مجلس الضمان الصحي (هيئة رسمية) عن وجود 2,5 مليون سعودي يعملون في القطاع الخاص، يشملهم نظام التأمين الصحي ولا يحصلون عليه بسبب التلاعب من شركاتهم (فما بالك بالمهاجرين من بنغلادش والهند والفلبين)، وسيطبق المجلس “خطة للقضاء على التأمين الوهمي، وفرض إلزامية التأمين على كافة السعوديين العاملين في القطاع الخاص وذويهم”، أما غير السعوديين فيمكن تجاهلهم، وبحسب نفس المجلس ارتفع عدد المؤمنين خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، من 4,9 مليون شخص إلى 5,5 مليون شخص عن صحيفة “الرياض” 01/05/15 أعلن ديوان الملك فصل شركة “أرامكو” (أكبر شركة عالمية للنفط) عن وزارة النفط، وتعيين مجلس إدارة من 10 أعضاء، يرأسه ابنه (ولي ولي العهد ووزير الدفاع)، وعلل ذلك ب”إعطاء الفرصة للشباب في مختلف القطاعات لقيادة البلاد”، وسيحل المجلس الاقتصادي الأعلى الذي أنشأه الملك سلمان محل المجلس الأعلى لشؤون النفط،، بهدف مواجهة تقلبات الأسعار التي يتوقع أن تستمر حتى العام المقبل، وما تخلقه من اضطراب للإقتصاد السعودي (والخليجي)، غير المتنوع، وإعادة هيكلة الإقتصاد، التي قد تتجاوز “أرامكو”، ومن ضمن الخطط المدروسة، توسيع نشاطات “أرامكو” واستخراج النفط والغاز الصخريين ورفع معدلات إنتاج النفط لتلبية زيادة الطلب المحلي على الطاقة، في ظل انخفاض الأسعار عند التصدير، ويتجاوز دور “أرامكو” النفط إلى “دعم التنمية المحلية”، وستتولى وزارة النفط مستقبلا “إعداد السياسات النفطية العامة”، فيما تتولى أرامكو الجوانب التنفيذية كالإنتاج وتقديرات الاحتياطي وعمليات الكشف الجديدة والتنقيب، وتهدف السعودية إنتاج 4 مليارات قدم مكعبة من الغاز الصخري يوميا بحلول عام 2025 وتخصيص جزء منه لتوليد الكهرباء عن “العرب” 02/05/15

قطر، فلوس الغاز تبقى في أوروبا: أصبح الرئيس “الإشتراكي” الفرنسي موظفا لدى عائلة “داسو” التي تملك أمبراطورية إعلامية (يمينية طبعا) وصناعية، منها صناعة الطائرة المقاتلة “رافال” التي لم تستطع بيعها إلى غير الجيش الفرنسي، إلى أن أغرت السعودية حكومة الجيش في مصر بالإنفاق على شراء 24 طائرة “رافال” بقيمة 5,2 مليار يورو (شباط/فبراير 2015)، ثم جاء دور “قطر” التي ستشتري منها 24 طائرة ستتسلمها بداية من منتصف 2018، بمعدل 11 طائرة كل سنة، بقيمة 6,3 مليارات يورو (سبعة مليارات دولار)، مع خيار  طلب 12 طائرة إضافية، كما أعلنت الهند في العاشر من نيسان/أبريل توقيع اتفاق لشراء 36 طائرة “رافال” خلال زيارة لرئيس الوزراء نارندرا مودي إلى فرنسا، وتكتسي صفقات قطر ومصر أهمية بالغة، حيث شاركت الدولتان في الإعتداء على ليبيا وسوريا والعراق واليمن (وتورطت مصر بدرجة أقل بخصوص سوريا) وهي الجبهات التي تورطت فيها فرنسا بشكل كبير، ومن المعروف أن إشعال الحروب يشكل أحد الحلول لإنعاش اقتصاد وصناعات البلدان الرأسمالية المتطورة، بإنعاش الصناعات الحربية، وفي حالة دويلات الخليج (ومصر) فإنها تشن هذه الحروب بالوكالة، دفاعا عن مصالح قوى امبريالية ولم يشنوا حربا (أو حتى هددوا بها) على الكيان الصهيوني، بل ساندت حكومات السعودية ومصر وقطر والأردن، علنا، العدوان الصهيوني على لبنان (2006) وفلسطينيي غزة (2008 و 2014)، وأصبح حكام المشيخات الخليجية يعتبرون إيران عدوا رئيسيا والكيان الصهيوني صديقا وحليفا… تشمل صفقة قطر (التي زارها وزير الحرب الفرنسي عشر مرات خلال سنتين) شراء صواريخ من طراز “إم بي دي إيه” وتدريب 36 طيار “قطريا” و100 فني (جلهم مرتزقة من بلدان أخرى)، وسيوقع الرئيس الفرنسي القد شخصيا في الدوحة يوم الرابع من أيار، خلال قمة مشايخ الخليج في السعودية، وبفضل مشائخ النفط، ارتفعت مبيعات طائرة “رافال” هذا العام إلى 15 مليار يورو، وأنقذت شركة عائلة “داسو” من أزمة مالية، بسبب فشل الدولة الفرنسية في بيع هذه الطائرة في الخارج خلال ثلاثة عقود، وفشلت ست محاولات لتوقيع عقود كانت على وشك الإنجاز، منها البرازيل وماليزيا وتايوان والهند (التي يبدو أنها وافقت أخيرا على شرائها)، وقد توقع الإمارات عقدا لشراء طائرات “رافال” التي تشرف شركة “داسو” على 60% من عمليات تصنيعها، بالإشتراك مع شركة “تاليس” بخصوص الشبكة الكهربائية للطائرة (22%) وأحد فروع شركة “سافران” للصناعت العسكرية (18%)، واستخدم الجيش الفرنسي هذه الطائرة في أفغانستان منذ 2007 وليبيا (2011) ومالي (2013) والعراق (2014 و 2015)، وتحاول الدعاية الرسمية الفرنسية إبراز قدراتها على إحداث الخراب خلال “عمليات الإستطلاع والقصف الجوي والدعم البري وقصف السفن، وهي قاتدرة على حمل السلاح النووي” عن أ.ف.ب + رويترز 30/04 و 01/05/15

العراق، تحت الوصاية: ورد في مشروع قانون وزارة الحرب الذي صادق عليه الكونغرس الأمريكي تخصيص مبلغ يتراوح بين 178 مليون دولار (كحد أدنى) و429 مليون دولار (كحد أقصى) مباشرة إلى مليشيات عشيرة “البرازاني” وبعض والعشائر السنية، متخطية القنوات الرسمية لحكومة بغداد (الموالية لأمريكا)، ما يعتبر تشجيعا مباشرا للطائفية، وقدم كل من وزيري الحرب والخارجية تقريرا إلى الكونغرس عن “أداء الحكومة العراقية”، قبل الفصل في حجب أو تسديد 715 مليون دولارا مقررة لدعم “التوازن العرقي والأثني داخل القوات الأمنية العراقية”، ولن تتسلم الحكومة الأموال ولكنها ستنفق على شراء الذخيرة والمعدات، بحسب السفير الأمريكي في بغداد، إضافة إلى تسليم أسلحة مباشرة إلى مليشيات الأكراد (التي تطالب حكومة بغداد برواتب متأخرة، على غرار ضباط الجيش، لفترة 8 سنوات أي منذ 2007) والعشائر السنية (المتحالفة مع “دلعش”)، ما يعتبر تقسيما فعليا للعراق، مطابق لمشاريع التقسيم والفدرالية و”مشروع بايدن” والمعاهدة الأمريكية العراقية وغيرها من المؤامرات، واستغلت امريكا تغلغل الفساد الذي خلقته منذ احتلال العراق والضائقة المالية للحكومة المركزية بسبب انخفاض أسعار النفط، لدفع النواب الأكراد (ممثلي عشائر البرازاني وطلباني) إلى إظهار الولاء المطلق لأمريكا والكيان الصهيوني، والدفاع المستميت عن كل المؤامرات الأمريكية على العراق   عن صحيفة “ذي غارديان” 27/04/15 هل يعقل أن تقترض الحكومة أموالا من صندوق النقد الدولي بعد إعلاناتها المتكررة عن ارتفاع إنتاج النفط إلى مستويات قياسية؟ بعد النهب الذي تعرضت له البلاد منذ الإحتلال الأمريكي (وقبلها كان الحظر والعقوبات)، ساءت الأوضاع الإقتصادية والمالية والصحة والتعليم والمرافق (انقطاع الكهرباء والمياه وخراب البنية التحتية)، إضافة إلى انهيار أسعار النفط واحتلال “داعش” جزءا هاما من البلاد واستغلال مليشيات الأكراد لاحتلال عدد من المناطق شمال وغرب البلاد، واستغلال تركيا للوضع لسرقة نفط ومصانع البلاد وإرسال مقاتلي “داعش” وأخواتها، وطلبت الحكومة قرضا من صندوق النقد الدولي الذي وافق على قرض بقيمة 800 مليون دولار (من خلال آلية التمويل السريع، مرتفع الفائدة)، وتوقعت الحكومة عجزا بنحو 25 مليار دولار هذا العام في ميزانية يصل حجمها لنحو 100 مليار دولار، وتجد الحكومة صعوبة في جذب المستثمرين وتعتزم اصدار سندات بخمسة مليارات دولار وهو الإصدار الدولي الأول منذ تسعة أعوام… يتمكن صندوق النقد، من خلال آلية “التمويل السريع” من الإستجابة للطلبات الملحة، ومن تشديد الرقابة المحكمة على اقتصادت الدول التي تلجأ إلى هذه الآلية، تحت ذريعة “تقديم النصائح المتعلقة بالسياسات الاقتصادية، وطرق ضبط ميزان المدفوعات” ويسدد هذا النوع من القروض خلال فترة تتراوح بين 40 إلى 60 شهرا ويتوقع أن تطلب حكومة بغداد قروضا أخرى تتطلب تعهدات أكبر بشأن السياسات الاقتصادية التي تتبناها (خصخصة ما تبقى من القطاع العام وخفض الوظائف ورفع سن التقاعد وإلغاء أو خفض دعم المواد الأساسية الخ)، وكانت الحكومة قد أقرت (كمقدمة لتطبيق شروط صندوق النقد الدولي) فرض ضرائب على بعض السلع الاستهلاكية وخفض أجور القطاع العام، كما سحبت وزارة المالية احتياطات مالية، ومن المرجح أن يسجل الاقتصاد نموا ضعيفا بعد أن سجل انكماشا بنسبة 2,4% سنة 2014   رويترز 05/05/15  

افريقيا – فرنسا، علاقات استعمارية: استقلت البلدان الافريقية التي كانت تستعمرها فرنسا مباشرة، بين سنوات 1958 (غينيا) و1962 ولكن علاقات الهيمنة لم تنقطع، بل زادت اقتصاديا وسياسيا ونظمت فرنسا (في عهد اليمين واليسار) انقلابات عديدة ضد الحكومات الافريقية التي تحاول فك الارتباط معها، ولا يزال الجيش الفرنسي يحتل مباشرة عددا من البلدان منها مالي وافريقيا الوسطى، إضافة إلى القواعد العسكرية العديدة، خصوصا في افريقيا الغربية والوسطى، وبعد فضائح جنود الأمم المتحدة في الكونغو، طفحت على السطح فضيحة الجيش الفرنسي في جمهورية افريقيا الوسطى، حيث تدخل أكثر من ألفي جندي فرنسي لمساندة شق ضد آخر في حرب أهلية أشعلتها فرنسا، وأمد أحد موظفي الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، القضاء الفرنسي بمعلومات موثقة عن اغتصاب الجنود الفرنسيين أطفالا قاصرين فقراء نازحين أو مهجرين، مقابل بعض الغذاء، وأعلمت الأمم المتحدة الحكومة الفرنسية بالقائع منذ تموز/يوليو 2014، فتكتمت السلطات الفرنسية وبرأ الرئيس “الإشتراكي” ساحة جنوده (قبل إجراء أي تحقيق) وطلبت إقالة الموظف السويدي الذي كشف الوقائع التي يعود بعضها إلى سنة 2013، منها شهادات ما لا يقل عن 14 فتى وفتاة يبلغ أصغرهم الثامنة وأكبرهم في الخامسة عشر من العمر، عن “انتهاكات جنسية واعتداءات الجنود الفرنسيين عليهم جنسيا، مقابل مواد غذائية، وتحت التهديد بالسلاح”، كما ورد في تقرير الأمم المتحدة الذي تسلمته السلطات الفرنسية عن أ.ف.ب 01/05/15

تشاد، مكافأة: يشارك جيش تشاد في مساعدة الجيش الفرنسي والأمريكي في منطقة غرب افريقيا، وتورط في محاربة “متمردين” في شمال مالي، وفي افريقيا الوسطى والكامرون والنيجر، لمحاربة “داعش” أو “القاعدة” وأخواتها، متقمصا دور الجيش “المرتزق” لتحقيق أهداف غيره، ولمكافأة الحكومة ورئيسها على هذا الدور القذر، اعلن البنك العالمي وصندوق النقد الدولي خفض ديون تشاد بقيمة 1,1  مليار دولار، (من إجمالي 1,88 مليار دولارا لهاتين المؤسستين) “في سياق مبادرة لمصلحة الدول الفقيرة المثقلة بالديون” أطلقت سنة 1996 واستفادت منها 36 دولة من ضمن الحكومات الأكثر خضوعا للإمبريالية وأدواتها مثل صندوق النقد الدولي، وتبقى الحكومة (والأجيال المقبلة) مدانة للبنك العالمي بقيمة 800 مليون دولار، وللبنك الافريقي للتنمية بقيمة 400 مليون دولار، ولدائنين آخرين بقيمة 500 مليون دولار، إضافة إلى ديون أخرى لفائدة مصارف تجارية أ.ف.ب 01/05/15

اندونيسيا: وعد الرئيس “جوكو ويدودو” عند انتخابه (أصبح رئيسا في تشرين الأول/اكتوبر 2014)  بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 7% خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن النتائج التي نشرها مركز الإحصاء تشير إلى تراجع معدل نمو النمو إلى 4,71% خلال الربع الأول من السنة الجارية بالمقارنة مع الربع الأخير من السنة الماضية حيث حقق 5,01% وهي أسوأ نسبة نمو عرفتها أندونيسيا (أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا) منذ 2009، بسبب تباطؤ الطلب على الصادرات الإندونيسية (خصوصا من جانب الصين) وانخفاض عائدات البلاد من صادرات النفط بسبب انخفاض أسعاره، وتعتزم الحكومة تحقيق نمو بنسبة 5,7% بنهاية السنة الحالية، وكان الرئيس الأندونيسي قد ألغى دعم الطاقة، حال انتخابه، وهو ما لم يجرؤ على تنفيذه أسلافه، رغم إلحاح صندوق النقد الدولي، وأعلن أن الأموال التي كانت مخصصة لدعم الطاقة ستخصص لأشغال البنية التحتية، ومعلوم أن الطرقات والسكك الحديدية والبنية التحتية بشكل عام، في حالة سيئة جدا، إضافة إلى نقص إنتاج الكهرباء الذي لا يكفي لاستهلاك 250 مليون نسمة، وأعلنت الحكومة بدء تنفيذ خطة تهدف إلى إنتاج 35 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية خلال خمس سنوات، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ولا تنتج البلاد حاليا أكثر من 30 ألف ميغاوات أ.ف.ب 06/05/15

تركيا، من الدكتاتورية العسكرية إلى دكتاتورية الإخوان المسلمين: تمنع الدولة التظاهر والتحركات العمالية يوم الأول من أيار، ولكن النقابات أكدت اعتزامها التظاهر في الشوارع في تحد للقيود المفروضة، ونشرت الحكومة حوالي عشرة آلاف شرطي في مدينة “إسطنبول” منذ يوم 30 نيسان، و20 ألف يوم الأول من أيار، خصوصا بجوار ميدان “تقسيم”، ونشرت الحواجز الحديدية مع إيقاف خط قطارات الأنفاق المؤدي إليها، وكانت قوات القمع قد أطلقت النار وقتلت متظاهرين يوم 1 أيار 1977، وفي 1 أيار 2014 أُصيب نحو 90 شخصاً بجروح واعتقلت الشرطة 142 آخرين في اسطنبول وحدها، وكان البرلمان قد أجاز للشرطة، قبل شهرين فقط (بداية آذار 2015) قمع التظاهرات والإحتجاجات، دون تتبعات تذكر، “للحفاظ على النظام والتصدي للفوضى”، وطلبت محافظة اسطنبول النقابات والأحزاب “الاكتفاء بفعاليات رمزية ووضع أكاليل ورود في ساحة تقسيم، والإدلاء ببيانات صحافية”، ويأتي 1 أيار هذه السنة وسط الإحتفال بالذكرى المائوية للمجزرة التي اقترفتها الدولة العثمانية ضد المواطنين الأرمن سنة 1915 في حين شدد الحزب الحاكم (إسلام سياسي) على “ضرورة التصدي لأعداء الداخل بكافة الطرق، بهدف إنهاء الإرهاب وتسوية القضية الكردية ووضع حد للتهديدات الناجمة عن الأزمتين السورية والعراقية، على استقرار كل من تركيا والمنطقة وأمنهما”، وجدير بالذكر أن تركيا “الإسلامية” طورت علاقاتها التجارية والإقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني (رغم الثرثرة) وتلعب دورا نشطا في إشعال الحروب في البلدان العربية المجاورة (سوريا والعراق) وغير المجاورة (مصر وليبيا وتونس)  أ.ف.ب 01/05/15 استخدمت الشرطة في اسطنبول الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين الذي رفضوا الإذعان لقرار منع التظاهر يوم 1 أيار، خصوصا بعد إقرار قانون يمنح الشرطة صلاحيات واسعة لقمع التظاهرات، واعتقلت الشرطة 203 متظاهرا وخمسة صحافيين وأصابت 24 بجروح بينهم صحافي، وأغلقت الشرطة كافة المنافذ المؤدية إلى ساحة “تقسيم” وإيقاف جولان السيارات وكافة وسائل النقل العام (البري والبحري والحديدي) في اسطنبول، حيث جندت الحكومة 20 ألف شرطيا، و62 شاحنة مياه مضغوطة عن أ.ف.ب 01/05/15

الإتحاد الأوروبي:  بقي معدل البطالة في منطقة اليورو في آذار/مارس الماضي عند مستوى الشهر الذي سبقه (شباط/فبراير)، وبلغ 18,105 مليون شخص بنسبة 11,3% من قوة العمل (11,7% قبل عام)، فيما بلغ عدد العاطلين في الإتحاد الأوروبي  23,748 مليون شخص، بنسبة 9,8%  (10,4% قبل عام)، وسجل أدنى معدل بطالة بين دول الاتحاد الأوروبي في ألمانيا إذ بلغت نسبته 4,7% و سجل أعلى معدل بطالة في اليونان وبلغ 25,7% تلتها إسبانيا بنسبة 23% وبلغ معدل البطالة بين الشباب (دون 25 سنة) في آذار/مارس في الاتحاد الأوروبي 20,9% وفي منطقة اليورو 22,7%، وتجدر الإشارة إلى أن البلدان التي تنخفض فيها معدلات البطالة مثل ألمانيا وهولندا وبريطانيا هي بلدان تكثر فيها العقود الهشة والقصيرة بدوام جزئي وبرواتب منخفضة، وتجبر العمال المسجلين في مكاتب البطالة على قبول أي شغل، وبأي راتب، وتجبر بعض العاطلين على العمل المجاني لصالح أرباب العمل، كما يضطر مئات الآلاف من المتقاعدين للعمل، بسبب ضعف الجراية (ألمانيا بالخصوص)  عن مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” – أ.ف.ب 30/04/15

بريطانيا: بلغت نسبة البطالة الرسمية 6% من إجمالي القوة العاملة، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالمعدل الأوروبي (9,8% خلال الربع الأول من العام الحالي)، ويعود انخفاض عدد العاطلين عن العمل إلى عدة أسباب، منها أن المسجلين في مكاتب البحث عن عمل لا يتقاضون أكثر من 73 جنيه استرليني أسبوعيا (نحو 460 يورو شهريا) وهو مبلغ ضئيل جدا، ولمدة لا تتجاوز ستة أشهر، ما اضطر 4,6 مليون بريطاني أو 15% من القادرين على العمل، إلى اللجوء للعمل لحسابهم الخاص (بدخل ضعيف) لأنهم لم يجدوا عملا مأجورا (ضعف المعدل الفرنسي على سبيل المثال)، ويعمل 6% من الأجراء بدوام جزئي مفروض، وهي نسبة تفوق المعدل الأوروبي، وتراجعت قيمة الرواتب خلال ثماني سنوات (2006 – 2014) بشكل لم يسبق له مثيل منذ 1920، مقارنة بمستوى التضخم، وتلك بعض أسباب “معجزة الإقتصاد البريطاني” عن مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات” –  صحيفة “ذي إندبندنت” 02/05/15 تجارة “العائلة المقدسة”: قدرت مداخيل السياحة والتجارة البريطانية من وراء احتفالات زواج “كيث ووليام” ب607 ملايين جنيه استرليني و650 مليون جنيه استرليني من الإحتفالات بالذكرى 60 لحكم الملكة اليزابث، التي تعتبر من أثرى أثرياء بريطانيا (إن لم تكن أثراهم)، واشتهرت بالبخل، وتحولت العائلة المالكة إلى علامة تجارية منذ عقود، وجنا التجار البريطانيون 350 مليون يورو من وراء ميلاد الرضيع “جورج” سنة 2013، ويتوقع التجار جني مزيد من الأموال بعد أن أنجبت الأميرة كيث بنتا هذه الأيام، من بيع ملابس الرضع، واستغل أفراد العائلة المالكة، مثل الأمير تشارلز (الجد)، لبيع أحذية الأطفال، ناهيك عن الأبوين الشابين اللذين باعا شريط مراسم الإحتفال بولادة الطفل الأول مقابل 60 مليون جنيه استرليني ونفس المقدار من بيع مشروبات خاصة بالمناسبة و25 مليون جنيه من بيع أطباق تخلد هذه الذكرى، وأكثر من 160 مليون جنيه استرليني من بيع ذكريات وأشياء أخرى… عن رويترز 03/05/15

فرنسا، “اليد الخفية للسوق”: اعلنت سلطة مراقبة المنافسة في آذار 2015 ضبط مخالفات تتمثل في اتفاق مسبق بين 11 منتجا للألبان ومشتقاتها، ولا تراعي الأسعار التي تبيع بها إنتاجها ثمن الكلفة، وإنما الربح الأقصى للشركات الكبرى التي تهيمن على السوق الداخلية، وبلغت قيمة الغرامة 192,7 مليون يورو (وهو مبلغ زهيد جدا مقارنة بأرباح هذه الشركات)، كما سلطت غرامة على شركات تصنيع مواد التنظيف والتجميل، لنفس الأسباب، بقيمة 950 مليون يورو، “لمخالفتها قانون المنافسة الحرة”، واتفق مربو الدجاج على بيع إنتاجهم بسعر موحد ومرتفع أيضا، مقارنة بثمن التكلفة، ولكن سلطة الرقابة الحكومية خفضت من قيمة الغرامات “بسبب الصعوبات الإقتصادية التي عرفتها هذه الشركات” التي بلغت إيرادات إحداها أكثر من ثلاثة مليارات يورو سنة 2014، فهل تراعي الدولة الصعوبات التي يتعرض لها المواطن والمستهلك؟ أثبت رأس المال باستمرار انه لا يحترم القوانين التي شرعها بنفسه ولفائدته وملخصها عدم تدخل الدولة في تحديد الأسعار وترك “اليد الخفية للسوق” تعدل الأسعار حسب قانون العرض والطلب   أ.ف.ب 06/05/15

إيطاليا: افتتح معرض “إكسبو 2015” العالمي للثقافة والتكنولوجيا في مدينة ميلانو الإيطالية بمشاركة 140 دولة، وقد شابته فضائح الفساد وتعثر الانشاءات على الاستعدادات الخاصة به، وتأمل الحكومة “أن يعزز المعرض صورة إيطاليا واقتصادها”، وتستمر فعالياته ستة أشهر حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2015 ويتوقع أن يجتذب 20 مليون زائر من بينهم رؤساء دول وحكومات وشركات عالمية، وباع المنظمون عشرة ملايين تذكرة بأكثر من 30 يورو (33,5 دولار) للواحدة، ويأملون جني أكثر من عشرة مليارات يورو، نصفها من الزائرين الأجانب، ويأتي المعرض بعد معرض إكسبو “شنغهاي” في 2010، واحتشد ضد معرض ميلانو مجموعات متفرقة من المحتجين اليساريين والمناهضين للعولمة ودعاة الحفاظ على البيئة والطلاب ومجموعات من المناهضين لإجراءات التقشف حيث يعتبر هؤلاء جميعا المعرض رمزا للفساد وإهدار الموارد، وتجاوز التكاليف المقررة وتأخر الإنجاز، وكانت أجزاء من المعرض غير جاهزة يوم الإفتتاح، وسبق أن انطلق تحقيق فساد اعتقل خلاله عدد من كبار المسؤولين،  وتحول وسط ميلانو الراقي إلى ساحة مصادمات بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت القنابل الصوتية والضوئية والقنابل المسيلة للدموع والهراوات، وذلك بعد ساعات قليلة من مراسم الافتتاح، وانتشر الآلاف من أفراد الشرطة للتصدي للمحتجين  رويترز 01/05/15

فرنسا، ازدهار تجارة القتل: رفعت عدد من الدول الأوروبية ميزانية وزارة الحرب (مثل فرنسا وألمانيا وبولندا)، نتيجة الضغوط الأمريكية لتحمل نفقات الطائرة الأمريكية الضخمة “أف 35” ونتيجة لتورطها في عديد الحروب (ليبيا وافغانستان وسوريا والعراق وافريقيا والصومال…)، بتعلة “محاربة الإرهاب”، وبفضل “فلوس النفط والغاز” ارتفعت مبيعات فرنسا من المعدات العسكرية إلى 15 مليار يورو خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2015، في إطار صفقات لتوريد مقاتلات “رافال” ومروحيات ومعدات بحرية عسكرية بالإضافة إلى أقمار اصطناعية، وهو ما يمثل 30 ألف وظيفة جديدة خلال السنوات المقبلة في قطاع الصناعات الحربية، وقرر رئيس الجمهورية زيادة موازنة وزارة الحرب بمقدر 3,8 مليار يورو حتى سنة 2019، “من أجل المحافظة على 18,500 وظيفة وتثبيت قوة عسكرية دائمة قوامها 7000 جندي، “لحماية الأراضي الفرنسية من التهديدات الإرهابية الخارجية التي تمتد إلى فرنسا، قادمة من الشرق الأوسط والقرن الافريقي” بحسب وزير الحرب الفرنسي، بينما خفضت الحكومة من ميزانيات الوزارات ذات الصبغة الإجتماعية، ورفعت من سن الإحالة على التقاعد، وزادت من الحوافز والدعم لصالح أرباب العمل والأثرياء   عن أ.ف.ب 04/05/15

أمريكا، الدولة في خدمة رأس المال: تعددت الإنتفاضات الشعبية ضد القمع وعنف وعنصرية الشرطة، خلال الفترة الأخيرة، في مدن مثل “شارلوت” في ولاية كارولينا الشمالية و”ميامي” في فلوريدا و”فرغيسون” في ولاية ميسوري، ثم مدينة “بالتيمور” مؤخرا، وعكست أحكام القضاء هيمنة العنصر الأوروبي (الأبيض) المسيحي البروتستانتي أو ما يسمى اختصارا بالأنغليزية عنصر ال”واسب”، في ظل تردّي الوضع الاقتصادي للعمال والفقراء، مع تهميشهم وتحقيرهم، فيما ازداد تمركز السلطة والثروة بين أيدي فئة من “النخبة”، ما وسع من الهوة بين الأثرياء والفقراء ومن رقعة التصادم بين الطبقات، في أغنى بلد في العالم، فنتج عن ذلك زيادة تدخّل الحرس الوطني وفرض حظر التجوّل في عدد من المدن لعدة أيام، مع لجوء قوات الأمن إلى إرهاب المواطنين الفقراء والسود، فتفشّي الرعب والخوف في بلد يعتبر مواطنوه أن حمل السلاح حق مقدس يحميه الدستور… ارتفع عدد الأسر التي يفوق دخلها السنوي 10 ملايين دولارا إلى 115 ألف أسرة، فيما ارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في الشوارع أو في المآوي المؤقتة إلى أكثر من 118 ألف طفل أميركي، بحسب إحصاءات وزارة الإسكان الأميركية، وارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون على قسائم للتغذية (الإغاثة الغذائية) بنسبة 70% (من 9 ملايين إلى 16 مليون طفل) في فترة ما بين عام 2007 وعام 2014، وفي نفس الفترة ارتفعت الثروات بقيمة 30 ألف مليار دولار، وهي ثروات خلقها العمال الذين يضطرون إلى طلب قسائم الغذاء، لأن أجورهم ضعيفة لا تمكنهم من توفير الغذاء، أو لأنهم يعملون بدوام جزئي وبعقود هشة ومؤقتة، وطالب عمال الشركات الكبرى مثل “ماكدونالدز” و”وول مار” برفع الحد الأدنى من 7,25 دولار في الساعة إلى 15 دولار، حتى يتمكنوا من توفير الحد الأدنى لهم ولأسرهم، وتدعم الحكومة أرباب العمل بالحوافز والضرائب المنخفضة على الشركات وبتوزيع قصاصات الغذاء على عمال هذه الشركات التي لا توفر الحد الأدنى لعمالها، كما تدعم الحكومة الإتحادية المزارعين الكبار بقيمة 14 مليار دولار سنويا، بينما خفضت قيمة الدعم الغذائي للأطفال بقيمة 8,6 مليار دولار، للسنوات العشرة السنوات القادمة، ويستغل المزارعون الأمريكيون العمال المهاجرين “غير النظاميين” القادمين بالخصوص من أمريكا الوسطى (وكذلك قطاع البناء والإنشاء)، وهم عمال لا تتكفل  الخزينة الأميركية بتقديم الخدمات الاجتماعية لهم من تعليم وعلاج عن “معهد السياسة الإقتصادية” الأمريكي – نيسان 2015 … ارتفعت النسبة المئوية للأشخاص التي يضطرون إلى العمل بعد سنّ الـ65 وصعدت إلى أعلى المستويات سنة 2014 بنسبة لا تقل عن 36%  من العمال، ما ساهم في ازدهار الإقتصاد الأمريكي، نظرا لضعف أجور المتقاعدين، ويخطط 10% فقط من العاملين بأجر للتوقف عن العمل بعد بلوغ 65 سنة، وكان 11% فقط من العمال مضطرون للعمل بعد سن التقاعد سنة 1991 وارتفعت النسبة إلى 67% من العمال الذين سيضطرون إلى الإستمرار  في العمل بعد التقاعد، خلال السنوات القادمة، مقابل أجرة ضعيفة حددها القانون بخصوص عمل المتقاعدين، وبدوام جزئي بالنسبة ل25% منهم  عن معهد أبحاث استحقاقات الموظفين (EBRI)30/04/15 نظم متظاهرون مسيرات للاحتجاج على عنف الشرطة في مدن أمريكية عديدة منها “نيويورك” وبوسطن وهيوستون وفيرغسون وواشنطن وسياتل ودنفر تزامنا مع مسيرة سلمية ضمت الآلاف في بالتيمور، يوم الأربعاء 29 نيسان 2015 وانتهت مظاهرة ضخمة في بالتيمور سلميا بعد يومين من أحداث شغب أثارتها وفاة “فريدي غراي” وهو شاب أسود يبلغ من العمر 25 عاما، بعد إصابته في العمود الفقري، أثناء احتجازه لدى الشرطة،  وتعتبر هذه المسيرات هي الأحدث في سلسلة احتجاجات على ممارسات للشرطة العنصرية وأساليبها العنيفة التي أدت إلى قتل شبان سود غير مسلحين، في كليفلاند وفيرجسون بولاية ميزوري ونيويورك ومدن أمريكية أخرى، وألقت شرطة مدينة نيويورك القبض على أكثر من 60 شخصا بتهمة “تعطيل المرور”، وفي “بالتيمور” (التي تسكنها غالبية من المواطنين السود) بولاية “ماريلاند” انتشر ثلاثة آلاف من الشرطة والحرس الوطني لفرض حظر تجول ليلي من العاشرة مساء إلى الخامسة صباحا، بينما وصلت مسيرة سلمية تضم ألوف المحتجين إلى قاعة البلدية، وسط تهديد حاكم ولاية “ماريلاند” للمحتجين الذين “يجب عليهم احترام حظر التجول الليلي، لأن جنود الحرس الوطني لن يتسامحوا مع أي كان”، وأعيد فتح المدارس والمتاجر بعد إغلاقها لثمانية وأربعين ساعة، وألقت الشرطة القبض على حوالي 270 شخصا في بالتيمور منذ يوم الاثنين 27 نيسان بحسب برقية لوكالة رويترز 30/04/2015  تراجع معدل نمو الاقتصاد الأمريكي بشكل حاد خلال الربع الأول من العام الحالي، بفعل هبوط استثمارات الأعمال، وتراجع الصادرات، وارتفاع قيمة الدولار، وانخفض النشاط والتوظيف في قطاعات عدة مثل البناء والإنشاء والمطاعم وشركات البيع بالتجزئة، وانخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي من نسبة 2,2% في الربع الأخير من 2014 إلى  0,2% على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي  الحالي، وتراجعت استثمارات الشركات بنسبة 2,5% مسجلة أسوأ أداء لها منذ نهاية 2009 (سنة الأزمة)، وارتفع العجز في الميزان التجاري من 471,4 مليار دولارا خلال الربع الأخير من العام 2014 إلى 522,1 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، بسبب هبوط الصادرات وارتفاع الواردات، كما انخفض الإنفاق الحكومي والوكالات الحكومية بنحو 1,5% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى للتراجع في 3 سنوات عن وكالة “أسوشيتيد برس” 30/04/15

أمريكا: رغم الضجة التي تثيرها الصحف والنقابات والأحزاب في الدول الغنية بخصوص نقل بعض المصانع إلى الدول الفقيرة، فإن الأنشطة الإقتصادية ذات المردود المرتفع (القيمة المضافة) والتي تستخدم التقنيات المتطورة، تبقى دائما في الدول الغنية، خصوصا إذا كانت قليلة التلويث، من ذلك أن أعلنت شركة “جنرال موتورز”، أكبر شركة لصناعة السيارات في أمريكا، التي ستبدأ قريبا في مفاوضات مع النقابات حول الأجور، انها ستستثمر 5,4 مليارات دولار في مواقع اميركية خلال السنوات الثلاث المقبلة، خصوصا لشراء معدات وتكنولوجيات جديدة لنماذج سياراتها الجديدة والحفاظ على الوظائف التقنية ذات الأجر المرتفع وستستثمر 783,5 مليون دولار في ثلاثة مصانع في ولاية ميشيغن في شمال البلاد، تشغل 1900 عامل، و4,6 مليارات دولارا في مواقع أخرى، وتحتل الشركة المرتبة الثالثة عالميا في قطاع صناعة السيارات، بعد “تويوتا” (اليابان) و”فولكس فاغن” (ألمانيا)، وتبقي الشركة (مثل غيرها من الشركات الكبرى) نشاطات تصميم وصناعة الأدوات والمعدات اللازمة لإنتاج السيارات، وسيارات الدفع الرباعي والشاحنات، وكل ما يتطلب تقنيات عالية، في أمريكا، وتجري نقابة اتحاد عمال السيارات مفاوضات، كل أربع سنوات مع “الثلاثة الكبار” في ديترويت (جنرال موتورز وفورد وأف سي آي أميركا أو كرايسلر سابقا) أ.ف.ب 01/05/15  سباق ضد الصين: يهدف “اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ” إلى إرساء سوق تجارة حرة يضم 12 دولة أهمها الولايات المتحدة التي يبلغ حجم ناتجاها المحلي 17,5 تريليون دولارا واليابان، التي يبلغ حجم إجمالي الناتج الملحي فيها 4,6 تريليون دولارا، وتمثل الدول الـ12 نحو 40% من الاقتصاد العالمي، وتضغط الولايات المتحدة على حلفائها من أجل قبول مقترحاتها (التي تضر بمصالح الشركاء) بسرعة، بعد أن توسع نطاق التعاون بين الصين وروسيا وبعد تأسيس المصرف الأسيوي للإستثمار في البنية التحتية، بمبادرة من الصين، وتعارض قطاعات الزراعة وصناعة السيارات في اليابان هذا الإتفاق بصيغته الحالية، لأنها من القطاعات التي تستفيد من الحماية، حيث تصل الرسوم الجمركية على بعض أنواع السيارات الأميركية في اليابان إلى 700% ما أدى إلى عجز تجاري أميركي مزمن مع اليابان، بلغ 73 مليار دولار سنة 2013 و69 مليار دولارا سنة 2014، وتهدف الولايات المتحدة إلى فتح الأسواق الأسيوية أمام صادرات المنتوجات الزراعية والصناعية الأمريكية والمحافظة على الوظائف في امريكا، وحرمان الصين من هذه السوق الضخمة، إذ تتوقع الدراسات الأمريكية ارتفاع ما يسمى “الطبقة الوسطى” في آسيا إلى 3,2 مليار “مستهلك” بحلول سنة 2030 أو ما يعادل 10 أضعاف حجمها في أميركا الشمالية عن “واشنطن بوست” + “وول ستريت جورنال” 04/05/15  أقر الكونغرس موازنة 2016 بقيمة 3,871 تريليون دولار للسنة المالية 2016 التي تبدأ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2015 وتتضمن اقتطاعات كبيرة في الاعتمادات المخصصة للبرامج الاجتماعية والتعليم والصحة، بهدف “القضاء على العجز العام نهائيا بحلول عام 2024” بحسب نواب الحزب الجمهوري المحافظ، وبلغت نسبة العجز  علما بأن نسبة هذا العجز 2,8% من إجمالي الناتج المحلي في موازنة 2014، ويتعين إقرار ميزانية الإنفاق الحكومي والميزانيات المتعلقة بكل وكالة فيدرالية قبل بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، وأقر نواب الحزب الجمهوري إلغاء إصلاح النظام الصحي (ObamaCare) لكن من حق الرئيس الإعتراض على هذا الإلغاء الذي شمل أيضا كافة الإجراءات (القليلة) لصالح الفقراء أو خفضها، مثل اعتمادات البرامج الحكومية للتأمين الصحي المخصصة للمواطنين الأكثر فقرا (Medicaid) ولمن هم فوق 65 عاما، (Medicare)  وبلغت ميزانية الحرب 523 مليار دولار (تضاف لها ميزانية المخابرات وجرايات وعلاج العسكريين السابقين)، وبقية الوكالات الفيدرالية 493 مليار دولار، من دون احتساب النفقات الاستثنائية للعمليات العسكرية في الخارج (96 مليارا) والكوارث الطبيعية (7 مليارات دولار)  أ.ف.ب 06/05/15

بزنس الصحة: قدر الإنفاق العالمي على أدوية علاج السرطان ب100 مليار دولار سنة 2014 بزيادة  نسبتها 10,3% عن العام 2013، ولم يكن المبلغ يتجاوز 75 مليار دولار قبل خمس سنوات، ويمثل هذا المبلغ (100 مليار دولارا) 10,8% من إجمالي الإنفاق العالمي على الأدوية التي تشمل العقاقير المساعدة لعلاج الغثيان و “الأنيميا” على سبيل المثال، وأن هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق وراءها علاجات جديدة مكلفة في الأسواق المتقدمة، ويتوقع أن ترتفع قيمة هذا السوق سنة 2018 إلى ما بين 117 و147 مليار دولار، ما جعل التنافس يحتد بين شركات الأدوية التي تنتج عقاقير متشابهة تحفز النظام المناعي للجسم لمقاومة السرطان، وتحاول بضعة شركات تقاسم هذه السوق المربحة، منها “بريستول مايرز” و “روش” و “أسترا زينيكا” ويأمل بعض السذج والمغفلين أن يساهم التنافس في انخفاض أسعار الأدوية، لكن الشركات الإحتكارية عودتنا باتفاقها المعلن أو الضمني للإبقاء على الإسعار في مستوى مرتفع يمكنها من زيادة الأرباح، وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الإنفاق على أدوية علاج السرطان، بنسبة 42,2% من إجمالي الإنفاق، تليها الأسواق الخمس الرئيسية في أوروبا وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا عن “معهد معلومات الرعاية الصحية” – رويترز 06/05/15

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.