معركة القلمون والصمود السوري / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الأحد 10/5/2015 م …

حين دخل الربيع ،وشرعت شمس الصيف تلهب جبال وجرود القلمون من الحدود السورية واللبنانية ،عادت ساحات القتال تشتعل من جديد لتطوي مرحلة اخرى من مراحل هذه المحطة المفصلية ،بعد أن إنتهت صفحات العام الماضي من معارك يبرود .

دلالات هذه المعركة ، مهمة من كل الاتجاهات لأنها هي الصفحة التي تمتد نحو تعزيز كل المناخات المتوفرة لحماية دمشق من تدفقات الارهابين والتكفيرين والعصابات المسلحة ،وتحول دون استمرار تدفق السلاح على مناطق في غوطة دمشق .

أحلام هذه العصابات والدول التي تمولها تسقط تباعا رغم ،كل التقدم الذي حصل في معركة إدلب وجسر الشغور وجاءت موجات هذه المعركة بهذا التوقيت ،بعد خروج الرئيس السوري بشار الاسد في يوم الشهداء ليقول لكل الذين يتفهون بحملات مضللة عن اغتياله إنه لا يزال صامدا ومحصنا بعزم السوريين جميعا .

نعم معركة تحرير سورية من نير الارهاب ما زالت مستمرة ويخوضها الجيش العربي السوري تباعا في كل المواقع والمدن السورية وهي معركة صعبة على كل الدول أن يقاتل جيشها في أكثر من قرابة ثلاثة الالاف نقطة إشتباك يوميا ،في ظل حدود مفتوحة على المخططات والتفاعلات الدولية .

نقول هنا، حمى الله الشعب السوري البطل الذي يمر بظروف صعبة في معركة دخلت عامها الخامس أكلت الاخضر واليابس ومازال عزمه موحدا وصلبا لا يلين دفاعا عن سورية وعروبتها ولم يكفر بعد بعروبته ،بل ظل مؤمنا بها رغم كل ما جرى من ويلات ودمار وخراب .

ومن بين كل الدول التي وقفت الى جانب سورية ابتداء من روسيا وإيران يحضرني اليوم لحظة فارقة للنظر لموقف فنزويلا التي وقفت الى جانب سورية بكل قوة وجدارة وحين حولت في ظل أزمة طاحنة على الجانب الاقتصادي تستهدف فيما تستهدف الاقتصاد السوري عبر ضرب عملته الوطنية للضغط على الحاضنة الشعبية للدولة السورية ،فكان قرار فنزويلا «هوغو تشافيز» و»مادورو» وضع وديعة مالية قدرها قرابة ستة مليارات دولار في البنك المركزي السوري لوقف تدهور العملة السورية وعودة مسار التراجع لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ،بين القلمون ويبرود وإدلب والليرة السورية والحملة الاعلامية تبقى سواعد السوريين حاضرة لمسك زمام الامور لتبقى سورية عصية على الظلامين والتكفيرين والعصابات المسلحة ولتبقى دمشق عاصمة العروبة وقلبها النابض ..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.