الامة العربية في لعبة الامم / عبد الحليم المجالي

نتيجة بحث الصور عن الأمة العربية

عبد الحليم المجالي ( الأردن ) الجمعة 6/4/2018 م …




الحركة الوطنية العربية للوفاق والوحدة … مراجعة تاريخية :

في بداية القرن العشرين المنصرم ، حصلت احداث تاريخية غيرت مجرى التاريخ ووضعت العالم على اعتاب حقبة تاريخية جديدة ، من الممكن اعتبارها بداية لحقبة امتنا العربية الحديثه .

الحدث المهم والمتعلق بامتنا العربية ظهور بوادر سقوط الأمبراطورية العثمانية والغاء الخلافة الاسلامية لاحقا 1923 وبروز اوروبا الاستعمارية كقوة عظمى منتصره سياسيا وعسكريا وناهضة اقتصاديا . الاوروبيون بدأوا بدراسة المستقبل لاوروبا في ظروف جديدة  , خاصة انسلاخ الوطن العربي وامته العربية عن العثمانين وامكانية وحدتهم وتشكيلهم قوة مؤثرة على شريان الاتصال بين اوروبا وآسيا المتمثل في البحر الابيض المتوسط وتأثير ذلك على واردات اوروبا من المواد الخام والبترول المكتشف حديثا .

في تلك الفترة ظهرت فكرة المشروع الصهيوني وتحمس الاوربيين لها لاسباب داخلية اوروبية واسباب تتعلق بالاطماع الاوروبية في الوطن العربي ، قام تحالف استراتيجي بين المشروع الغربي والمشروع الصهيوني واندمجا  بما عرف بالمشروع الصهيو – غربي.

وفي عام 1905 عقد في لندن مؤتمر كامبل ، رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ، من الدول الاوربية باستثناء المانيا لدراسة مستقبل العالم ومن ضمنه الوطن العربي الذي حضي باهتمام بالغ ، خلص  المجتمعون في عام 1907 الى توصيات تصب كلها في الحفاظ على الوطن العربي ضعيفا ممزقا .

توصية اخرى مهمة عزل عرب افريقيا عن عرب آسيا بزرع اسرائيل في قلب الوطن العربي ،اعطت بريطانيا ، زعيمة التحالف الغربي آنذاك وعد بلفور 1917 لليهود ، سبقته اتفاقيات سايكس بيكو السرية , 1916، التي تم الكشف عنها لاحقا .

تعتبرالحركة الوطنية العربية للوفاق والوحدة ذلك التاريخ، 1917 ،  بداية حقبة تاريخية من مئة عام تنتهي بموافقة ترامب الرئيس الامريكي عام 2017 الموافقة على اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها فى الذكرى السبعين للنكبة  ايار 2018 ، التاريخان مكملان لبعضهما البعض ، وعد من بريطانيا لانشاء الوطن القومي لليهود ، واعتراف من وريثة بريطانيا ، امريكا ، باعتبار امن اسرائيل وتماديها في غطرستها واغتصاب الحقوق العربية بقضم الارض العربية واشعال الحروب والقلاقل في المنطقة هدفا استراتيجيا لها . تلك الحقبة الجديرة بالدراسة المعمقة عربيا وعنوانها التدخل السافر بالمنطقة العربية وفرض ظروف تخدم المشروع الصهيو امريكي على حساب حقوق العرب وتطلعاتهم بالنهضة والوحدة  .

تطلعات العرب بالنهضة والوحدة بدأت مع بداية تلك الحقبة تقريبا وتزامنت مع التخطيط الغربي لبسط نفوذهم وسيطرتهم على المنطقة ، تحرك المثقفون العرب في العواصم الاوروبية ، سرا وعلانية ، وانشأوا الجمعيات كجمعية العربية الفتاه والعهد والقحطانية وفكروا  في الثورة العربية الكبرى التي انطلقت 1916 . من هنا بذأ صراع الارادات بين المشروعين العربي والغربي . اختلال موازين القوى لصالح المشروع الغربي وخيانتهم للعرب وعدم البر بوعودهم مكن الغرب من تنفيذ مشروعهم وعجز العرب عن نيل ما تمنوه وخططوا له .

تلك الحقبة شهدت حروب عربية اسرائيلية ، وحروب الخليج ،وسقوط عواصم عربية وانهيار انظمة عربية ، وتجاذبات واصطفافات واحلاف وامتلأت الارض العربية وبحارها بالقواعد والاساطيل الاجنبية  ….كل ذلك في حرب استنزاف لطاقات ومقدرات الامة العربية لتبقى كما خطط لها الغرب ضعيفة ممزقه .

نفذ الغرب وعوده كاملة وفوق ما يطمع به الضهاينة . انتدبوا انفسهم لا دارة المنطقة العربية ، قسموها دويلات والحقوها بهم ، ووضعوا المشاريع المستقبلية لتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ، كل ذلك مع سبق الاصرار ولا حياء ولا خجل ….قاوم المواطنون العرب ولكن موازين القوى كانت للغرب  ولصالحهم ….

التدخل الغربي واضح ومعاداة العرب والعروبة اوضح لمن القى السمع وهو شهيد …لم تخل الساحة العربية من استنهاض للهمم وفي كل المراحل ولم تخل الساحة من مواجهة العدوان مما جعل كل المشاريع الغربية ملفات مفتوحة لم تصل الى مداها المخطط له ..والامل بان تنتهي بما تمليه ارادة عربية بالنهضة والوحدة والحرية .

عبر الشاعر العربي عمر ابو ريشه عن سؤال الامة واستنهاضها بقوله :

امتي هل لك بين الامم – منبر للسيف او للقلم

المواطنون العرب يرددون هذا السؤل عند كل حادثة جلل تحل بالامة .

حتى تجيب الامة العربية على السؤال وتصنع منبرها بين الامم لابد لها من الاعتراف بان الامم الاخرى حققت مفهوم الامة – الدولة …وان الامة العربية تبقى اسما زائفا لامة مشتتة ضعيفة وليس امامها لاثبات وجودها الا تطبيق هذا المفهوم : الامة – الدولة .

بكل بساطة معنى المفهوم ان تكون الامة العربية …امة ودولة في آن واحد .

فكرة الولايات العربية المتحده تجسد هذا المفهوم ….وطن عربي كبير موحد وامة عربية بقيمها الانسانية ووجدانها العربي الذي تحقق جزء كبير منه خلال السبغة قرون الماضية ولو في العالم الافتراضي . فنرى قيام جامعة الدول العربية وقيام اتحادات عربية في كل التخصصات والمهن وقيام منظمات للمرأة والاقتصاد وحتى القبائل العربية لها اتحاد يجمعها ، كل ذلك ينتظر التفعيل بقيام كيان سياسي يجمع بين الارض العربية والمواطنين العرب ، ومشروع نهضوي وحدوي مدروس بعناية .

تسعى الحركة وحسب هدفها المرحلي – الوفاق – الى بلورة مرجعيات سياسية استراتيجية تضع الاسس لشكل الحكم والتوجه السياسي العام لخلق فكر عربي حر مستقل يدير الحركة

هذه مقدمة والتفاصيل من المفضل ان تكون  بتفاعل مجتمع مدني عربي حر الارادة ومستقل القرار ….

** نرجو من الأستاذ المجالي الإتصال بالمدير العام لموقع ” الأردن العربي ” على هاتف رقم 0791328422

أو عبر الإيميل

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.