القصيدة المقدسية ( شعر ) / علي حتر

علي حتر ( الأردن ) الخميس 5/4/2018 م …

*********




ليس من طبْعِيَ أن أهجُو وأكرهْ

لا ولم أولدْ وفي قلبي..

وفي كفيَ ثورهْ

لست للإنسان ضِدّا

لست للأحقاد عبدا..

غير أني..

إبن حُرهْ

لست أستجدي حقوقي البشريهْ..

منذ حُمّلْتُ على كِتْفيَّ أوزار القضيهْ..

منذ أن لمْ تتركوني.. مع شأنيْ

.

لسْتُ نذلا.. أو حقودا

أو طموعا مثلكمْ..

لا ولم أقصدْ بيومٍ قتلكمْ

إنما..

رغم الرصاصْ

ويْحَكمْ..

رغم الرصاصْ

ومشقات الخلاصْ

لست من يقبلُ أحوالا زريَّهْ  

وسجودا وخضوعا وانتقاصْ

.

أوقفوا تقطيع أوصال صغاري..

بصواريخ المسافات وقصف الطائراتْ..

أوقفوا دكّ الصفوفْ

أوقفوا سحق الورودْ 

تحت أنقاض السقوفْ

أوقفوا دلْق المحابرْ

كي تغطوا إثمكم..

في صُحُف التاريخ..

من بطن الدفاترْ

.

أوقفوا لؤم اليهودْ

أوقفوا حقد صموئيل.. وهرتزلْ

ومناحيم وشارونَ

وشيلوك مُرابي البندقيهْ

.

إن إردتم أن نعودْ

إقرؤوني برويهْ

.

إن قدِرْتم..

إمسحوا آثاركم..

بل ظلمكم.. من كل بيتٍ

كل منزلْ..

كل قريهْ

.

أرجعوا..

لرضيعٍ عاجزِ الحيلة يحبو

حائرا.. يجهل أمرهْ..

نابشا في الردم حُفرهْ..

باحثا من دون جدوى

عن بقايا ثديٍ أمٍّ.. ليضمَّهْ

ويقيهِ بحنانْ..

لوعة الجوعِ..

فلا يسمع بين الردم أُمّهْ

لا ولا يلمس بين الردم من يحمل همَّهْ..

غير لهّايته في فمهِ اصفرت وغطاها

بصاق وخُنانْ

ثم يغشاه ثغاءٌ

وبكاءٌ

وغُبارْ

وتراب.. مص دمّهْ..

أي دينٍ دينكم

أية ذِمّهْ

.

حينما يوقَفُ هذا

كل هذا..

أخبروني..

.

إن أردتم.. أنا أنْ أعشقكم..

بغرام وهيامْ

أوقفوا التشريد..  رُدوا..

لديارِهْ

مِنْ متاهات الضياعْ

مَنْ تشردْ..

مَنْ قضى تحت شراعْ

قَذَفَتْهُ الريح في كل النواحي والبقاعْ..

.

وأعيدوا..

كل من تاه وضاعْ

..

أخرجوا أسراي من عتم السجونِ.. 

أوقفوا لي سحْقَ أطفال الحجارْ

الكتاكيت الصغارْ

بجنازير من الصلب صديّهْ

وصواني جارفاتٍ

قاسياتٍ

وعتيَّهْ

.

أيُّ ند ومقابلْ

.

أنا لا أطمع إلا بحقوقي البشريهْ..

سُلبت منيّ.. في ضعفيَ..

يا أولادَ غَيّهْ..

.

أخبروني..

لِمَ أطفاليَ في العيد

يُفيقون على صوت القنابل..

وعلى لون الدِما..

وخطى السُفَّلِ من أقسى الجنودْ

بينما أطفالكم.. في العيد..

يَلقون الهدايا والدُمى

والتراتيل وباقات السنابلْ

.

أرجعوا راشيل من مدفنها..

كي تجاريكم بأنواع الكلامْ

.

أوقفوا فرض سلاطين الظلامْ

بين سارقْ

ومنافقْ..

فوق راسي..

بين من بالعهدِ ناكلْ

ومفاوضْ..

في ميادين المهازلْ

والحوارْ

وقبول الانهزامْ..

ليُلبّوكم بأنواع المعاقلْ

والنوازلْ   

وبأعواد المشانقْ..

وبتلفيق وزورٍ.. 

وادعاءات سلامْ..

.

أوقفوا دايْتونَ عني..

أوقفوا غلمانكم عني….

ومَنْ في ليل أوسلو..

ذلةً أخصيتموهم..

فاستباحوا عقْر داري لانتقامْ    

يتبارون على ظهر المنابرْ

وعلى الأرض  وفي الميدان

جبن وسُخامْ..  

وتنابيلُ مزابلْ

.

أوقفوا منع الكلامْ..

عن خطاياكم وعن وهم المحارقْ

والأكاذيب الكبارْ..

.

أرجعوا بيتي وأرضي..

وأعيدوا لي مائي.. وعيوني..

وأعيدوا لي زيتوني وتيني..

وزهور البرتقالْ..

.

أوقفوا غلق الحدود..

أوقفوا عنِّيَ أنواع الحصارْ

في البراري والبحارْ
منكمُ ظُلما ومن أبناء قومي..
شاركوكم حسبما شئتم.. 
بلا حقٍّ بظلمي.. 

وافتحوا كل المعابرْ

أوقفوا ميتة مرضاي أسى..

من خلفها..

في ظل بارودة جندي جهولْ

وحقودْ

أوقفوا جَوْعة عُمّالي الجياعْ

يعلنون الجوع والموت إلى الدنيا

على طرق الملاعقْ ..

أي حربٍ وسلاحٍ شبْهَ خارقْ

شبْهَ حارقْ

من على ظهر صحونٍ

فارغاتٍ مدلهمّهْ..

جائعات.. مثلهمْ..

يا ثورة من أجل لُقْمهْ..

.

حرروا حيَّ “أبي اسْنينةَ” في عمق الخليلْ..

واتركوها.. أم كاملْ..

كل ما تبغي.. وفاةٌ بهدوءْ

في حواري الشيخ جراح الجليلْ 

.

حرروني..

حرروا كل حقوق الانتقالْ

.

حرروا شوكات ناجي من جمودْ..

في مآقي حنظلهْ..

وأعيدوا ليَ غسانَ وجولًا.. وجمالْ

وخليلا ودلالْ

وعطا الزير وجمجوم.. وإن مرت سنونْ

.

وأعيدوا ديرَياسين كما كانت..

فقراءً يزرعونْ

يتنادون إلى حصد الغلالْ

وأزيلوا..

موت ديمونة عن بدوي وشعبي

في الصحارى والقفارْ..

وأعيدوا الغاز.. بعد الماء لي..

إمسحوا حسرةَ شاتيلا وصبرا..

إمسحوا لي.. إن قدِرْتم..

لون أيلولَ..

وتل الزعتر القانيَ من لون الدماءْ

بينوا لي قبر صحْبي..

بين آثار المقابرْ

إمسحوا لي كل هذا.. إن قدِرْتمْ..

من أناشيدي وقلبي..

.

أنظروني..

وأزيلوا الغمْص من أعينكم

أنا إنسانٌ..

ولن أقبل حسْبانكمُ لي..

كطريدهْ

أخرجوا مستوطنيكم.. ووحوش الانتشارْ..

من حقولي.. بل ومن كل التلالْ..

.

أوقفوا أتراككم..

عن نهبِ آلات المصانعْ

من حواري حلب الحب السخيّهْ..

أوقفوا النار وصلْيات المدافعْ

عن جبال اللاذقيّهْ..  

أوقفوا أصحابكمْ..

كي ترجع الرقّة والموصل .. حيّهْ

أنعشوا الأطفال في قانا.. وبحر البقرِ..

وضحايا العامرية..

أرجعوا الماء.. إلى الأردن فيّاضا نديّا.. 

يملأ الأنحاء خصبا.. ويُرَوّيها رويّا..

أرجعوا الجولان.. فورا.. وتلال الغجرِ..

.

رغم أني.. لست في الحُبِّ مسيحا..

فأنا دوَّرْتُ خدي لكمُ كي تلطموني..

دورة في إثر دورهْ

مرة في إثر مرّهْ

ألف مرّهْ

فطعنتم..

طعنة في إثر طعنهْ

ألف طعنهْ

ونشرتم في بلادي

محنة في إثر محنهْ

ألف محنهْ

كيف أنسى وأسامحْ

..

أدخلوا لي الفيل في عروة إبرهْ

إن أردتم أن أصالحْ

أو أحاورْ

أو  أخونْ

وخذوا من غضب التاريخ عبرهْ

إنني لو أقبل الصلح بذُلٍّ..

أو أصافحْ

أو أناورْ….

لا أكونْ..

.

أنا لن أبقى الطريدهْ

وكما أصرخ في هذي القصيدهْ

سجلوني.. بشرا.. أبقى وأقوى..

من تقاسيم الظلام.. 

عندها..

أُصبح المجنون.. في عشق السلامْ

عندها..

عندها.. أقسم.. لن أكرهكم..

عندها..

أنا لن أقتل أسراب الحمامْ..

حين تدعو للسلامْ

.

اكتبوها  بحروف النار..

أسطورتكمْ

جمرة تشعل جمرهْ

مستمرهْ…

مكفهرهْ

..

وأنا أكتبها بعطور البرتقالْ

بهدوءٍ ورويَّهْ

بثباتٍ..

كجذور الشيح والزيتون في حقلي العصيّهْ

.

أنا من مكّن في التربة جذرهْ

أنا من يفرض في الأنحاء أمرهْ

سوف آتي للنزالْ

سوف أبقى وأقاتلْ

وسلاحي.. لا يضاهى..

إنه يدعى الزمانْ

يا سلاحا لا يهانْ

آه ما أقسى وما أحلى الزمانْ

سجلوها.. بهوانْ

إنني باقٍ وأنتم عابرون..

إنني باقٍ وأنتم راحلون..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.