النصّ الكامل لحوار جريدة “اليوم السابع” المصرية مع رئيس مجلس النواب الأردني / عاطف الطراونة




رئيس البرلمان الأردني: لست مع نزع سلاح المقاومة" ولا يجب تنازع الفلسطينيين على منصب ..ومع مصر لتحقيق المصالحة!

السبت 7/4/2018 م …

الأردن العربي – وأكد «الطراونة» فى حوار مع صحيفة «اليوم السابع» المصرية نشرته اليوم السبت، أن مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، موضحا أن مصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية.

وفيما يلى نص الحوار..

  هل أنتم مع نزع سلاح الفصائل فى غزة ؟ وكيف تنظرون إلى التنافس داخل السلطة على خلافة أبو مازن ؟ 

الاختلافات بين الأشقاء يجب ألا تصل لضياع الهدف الرئيسى وهى مقاومة موجودة على أرض محتلة، ويجب أن تتوحد الصفوف الفلسطينية لأنه عندما نتحدث عن مقاومة لا يمكن أن تتحدث عن نزع سلاح ولكن يجب أن يكون  هذا السلاح منظم وألا يختبئ خلف هذا السلاح أيا من الخارجين عن القانون، او الارهابيين، وبالتالى أنا من حبث المبدا مع شرعية المقاومة حتى تعود الأرض إلى أصحابها وتعود السيادة إلى الفلسطينيين، لكن التنازع على موقع أو منصب سيضيع الفرص وسيعطى سلاح آخر للمحتل بأن هناك جهات غير مقتدرة أن تلتئم تحت راية واحدة، وبالتالى تصعب المفاوضات ونحن كدولة محبة للسلام نجنح للمفاوضات فوق الطاولة وليس إلى عملية حمل السلاح المباشر

كيف تقيمون علاقات التعاون الأردنية المصرية خاصة فى الجانب الاقتصادى؟

– العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة وفضلها يعود إلى الشعبين المصرى والأردنى، وعلى مستوى مؤسسات الدولتين العلاقات قوية ومتينة، فالعلاقة بين البرلمانين المصرى والأردنى فى أحسن حالاتها، ووجود اتفاقية تجارة بين القاهرة وعمان مسهلة وميسرة لنقل البضائع سواء من مصر إلى الأردن أو العكس هى مصلحة وطنية أردنية.

إلى أين وصل مشروع مد أنبوب نفطى من العراق إلى مصر مرورا بالأراضى الأردنية؟

– المشروع قيد التنفيذ، وهنالك موافقات أولية من البرلمان العراقى وتقديرات لتكلفته وتحديد لمساره، ونحن متفائلون بتنفيذ هذا الأنبوب النفطى فى القريب العاجل.

ما رأيكم فى المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصر؟ وكيف يمكن للأردن دعمها؟

– مصر تقود العالم العربى ولها ثقل سياسى كبير جدا ولها حضور لافت فى جميع المحافل الدولية، وبذلت جهودا كبيرة جدا على مدار السنوات الماضية، ومصلحة الأردن الوطنية ترتبط بالمصالحة الفلسطينية لأن أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى متواجدون على أرض المملكة، وهناك لاجئون مر عليهم أكثر من 7 عقود يعيشون على الأراضى الأردنية، وهناك مواطنون فلسطينيون فى حالة عبور دائم من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية أو العكس، والأردن سيكون مرحبا دوما بأى تدخل مصرى لحل الخلافات بين الفلسطينيين.

الأردن من الدول المعنية باستقرار ليبيا.. كيف تنظرون إلى جهود القاهرة لتوحيد الجيش الوطنى الليبى؟

– العالم العربى فى أمس الحاجة للمصالحات الوطنية الداخلية والمصالحة بين الأشقاء الليبيين سيكون لهاأثر إيجابى فى تمكين الجبهة الداخلية العربية ضمن المجموعات الجيوسياسية فى العالم، ومصر بحكم الجغرافيا لها تأثير كبير جدا فى ليبيا.

جماعة الإخوان مصنفة إرهابية فى عدد من البلدان العربية.. هل تشكل الجماعة خطرا على المملكة؟

– الإخوان فى الأردن لا يشكلون أى تهديد على أمن المملكة، وهم جزء من النسيج الوطنى، ولهم ممثلون فى البرلمان الأردنى، وبالتالى قاموا بأداء القسم على دستور الأردن وهم ملزمون ببنوده، لكن هناك حرية رأى يستطيعون التعبير عن آرائهم من خلالها، والسيادة للقانون الأردنى، ولا نستطيع أن نصفهم بأنهم إرهابيون.

هناك تخوف من تسلل عناصر من سوريا إلى الأردن وثم لسيناء.. هل يؤمن الجيش الأردنى الحدود بشكل كامل؟

– خلال سنوات الربيع العربى التى كانت ترتعش خلال أحداثه بعض الأنظمة العربية، كان الأردن متماسكا وتولى الجيش الأردنى حماية الحدود الشرقية والشمالية له، وكما تعلمون فالحدود يتم حمايتها فى الوضع الطبيعى من قبل جيشين لكن خلال تلك الفترة الصعبة والعصيبة وحتى الآن يقوم الجيش الأردنى بمجهود كبير جدا لحماية حدوده، فالجيش الأردنى هو جيش مدرب ومؤهل ويحمل عقيدة وهو جيش عروبى قام بحل الكثير من مشكلات السوريين الذين تدفقوا على أراضى المملكة، والعالم كله يعلم أن الأردن استقبل مليونا و300 ألف لاجئ سورى ويحسب للأردن عدم إراقة أى نقطة دم على الحدود الأردنية.

الجيش الأردنى يقظ جدا وقادر على القيام بواجبه الأمنى والعسكرى والحفاظ على أمن الأردن بالداخل، وبالتالى أمن مصر من أمن الأردن وذلك أمر راسخ فى عقيدتنا الداخلية القائمة على ثوابت عروبية.

هل هناك تنسيق مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة بين دمشق وعمان؟

– بالتأكيد يوجد تنسيق أمنى مع حكومة دمشق لضبط الحدود المشتركة، وكما تعلمون أنه فيما يخص منطقة خفض التصعيد على الحدود الشمالية للمملكة كان هناك للأردن دور كبير لإنجازها، فحماية حدودنا من أى مخاطر واجب فبلادنا لم تنزلق فى التدخل فى السياسة الداخلية لسوريا.

يبدو أن الصراع سينتقل إلى الجنوب السورى.. ما طبيعة التنسيق بين الأردن وسوريا وأمريكا وروسيا لضمان تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية للمملكة؟

– التنسيق الأمنى مستمر والأردن قادر على حماية حدوده وقام بذلك فعليا فى الفترات الأكثر صعوبة وضراوة، حتى الآن جنوب سوريا منطقة آمنة ولا توجد بها تجاوزات كما كان بالسابق، ومن مصلحة الأردن أن ينسق مع أى جهة تساعد فى تأمين حدوده.

هل هنالك نية لإعادة العلاقات مع حكومة دمشق عبر تعاون برلمانى مشترك؟

– البرلمانى الأردنى يقوم بدوره العربى، فهو يمثل الدبلوماسية البرلمانية الأردنية خير تمثيل، وبالتالى لن يترك أى طريقة أو وسيلة لتجميع القدرات البرلمانية العربية سواء مع سوريا أو غيرها، نحن تربطنا بالسوريين علاقة جوار وصداقة وهناك قواسم مشتركة بين أهالى الشمال الأردنى والجنوب السورى لوجود أواصر المصاهرة والقرابة بين المواطنين القاطنين فى المنطقتين، ونأمل أن تعود المياه إلى مجاريها كما كانت فى السابق.

هل تؤيدون عودة سوريا إلى مقعدها داخل الجامعة العربية؟

– بالتأكيد أنا مع هذا الرأى لأن جميع مقاعد جامعة الدول العربية هى لجميع دولنا العربية، ولا يجوز إقصاء دولة نتيجة لخلاف سياسى طارئ أو خروج فى لحظة غضب عن بعض المسارات، أنا مع عودة سوريا وأى دولة عربية إلى مقعدها فى الجامعة العربية، لأننا لسنا بحاجة لتمزيق بل نحتاج إلى الوحدة وتجميع الصف العربى.

الأردن موقفه مشرف من القضية الفلسطينية.. كيف يمكن تفعيل الموقف العربى الرافض لقرار ترامب حول القدس بشكل فعلى؟

– الشعب الأردنى قيادة وشعبا وبرلمانا عبر عن رفضه لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونزل البرلمان الأردنى إلى الشارع وعبر عن وجهة نظره وحمل جميع الملفات المؤثرة التى بها تجاوزات، ورصد مركز الدارسات فى البرلمان الأردنى جميع الانتهاكات الإسرائيلية التى فاقت 190 تجاوزا على الشرعية الدولية، وقام البرلمان الأردنى بتعرية الافتراءات التى تقوم بها دولة الاحتلال.

الأردن اتخذ موقفا مبكرا لأنه رأى أن الراعى الأمريكى الذى يرعى عملية السلام انحاز لطرف دون الآخر، القضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية وطنية، كما أن هناك وجودا لوصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس وهى وصاية تاريخية دينية تعود إلى عشرينات القرن الماضى، وليست طارئة ولن نتخلى عنها بأى حال من الأحوال.

إذن ما موقفكم من بعض المحاولات لمشاركة الأردن فى الوصاية على المقدسات بالقدس؟

– نقول لجميع الدول الشقيقة أو الصديقة بأن ما يربطنا بالشعب الفلسطينى هو وحدة أرض ووحدة دم ووحدة عقيدة، ووحدة مصير، والوصاية الهاشمية تاريخية وعربية ولن يستطيع أى من كان أن يسلب الإرادة التى نفتخر بتحمل مسؤولياتها كعائلة هاشمية.

فى حال استمر التصعيد الإسرائيلى بالأراضى المحتلة.. ما الخطوات التى سيتخذها الأردن.. وما مستقبل اتفاقية السلام؟

– ما نقوم به فى جميع المحافل الدولية سواء من البرلمان أو الحكومة أو إرادة شعب هو رفض الانتهاكات الإسرائيلية، ونحن من خلال الاتفاقية نراعى مصالح الفلسطينيين أولا ودائما، فالمملكة الأردنية تحتضن أعداد كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى، وهنالك مصالح مشتركة للجانب الفلسطينى، وهناك الكثير من أبناء الفلسطينيين المتواجدين فى الأراضى المحتلة يدرسون فى الجامعات الأردنية، وبالتالى نحن لا نريد التضييق عليهم بشكل أكبر بالتزامن مع ضغوطات الاحتلال، ولذلك نحن مستمرون فى تعرية التجاوزات التى تقوم بها إسرائيل، نحن دولة محبة للسلام وموضوع بحث الاتفاقية يرتبط بمراعاة مصالح الشعب الأردنى، لكننا لن نترك أى موقف عربى أو دولى أو أوروبى إلا وسنعرى من خلاله التجاوزات الإسرائيلية، وفى تصورى هذا يخدم القضية الفلسطينية ويخدم مصالح الأردن أكثر من أى موضوع آخر يخص الاتفاقية.

هل وضع الأردن شروطا للسماح للسفير الإسرائيلى بالعودة إلى العاصمة عمان؟

– عندما اعتدى أحد دبلوماسيى السفارة الإسرائيلية فى عمان على مواطنين أردنيين اثنين، عبرت المملكة الأردنية عن موقفها بشكل سريع وانسجمت جميع المواقف سواء من البرلمان أو الحكومة برفض هذا الإجراء، وطالبنا بمحاكمة الإسرائيلى ولم يتم قبول عودة السفير الإسرائيلى إلا بعد قبول شروط الأردن وتعويض أسر المواطنين الأردنيين اللذين تعرضا للاعتداء.

هل هناك تحركات أردنية لاستعادة الأراضى المحتلة من قبل إسرائيل فى منطقة الأغوار الأردنية؟

– لأوضح لك الموضوع، هناك بعض الملكيات التى تعود لأفراد إسرائيليين داخل أراضى أردنية لكن السيادة عليها هى أردنية مطلقة، وعندما وقعت اتفاقية السلام كانت الأرض موقعة لمدة 25 عاما، ومن غير المستبعد أن تعود الأرض، لأنها عقود لا تخص السيادة بقدر ما تخص استعمال الأراضى فالسيادة أردنية مطلقة %100.

ما موقف الأردن من صفقة القرن التى يروج لها الإعلام الغربى؟

– لم نرَ صفقة قرن لكن فقط سمعنا عنها، ونتمنى أن تكون جميع الصفقات خادمة للقضية الفلسطينية بالأساس، فنحن لم تهمنا الصفقات يوما من الأيام ولم نتاجر بالدم العربى، وشعاراتنا عربية وتاريخية وسنحملها عبر الأجيال.

ما حقيقة توتر العلاقات بين مجلس النواب الأردنى والحكومة بسبب سياستها الاقتصادية؟

– هذا واقعى فالحكومات تتقدم ببرامج عمل وعندما تجنح فى لحظة من اللحظات يحق لمجلس النواب ممارسة حقه الدستورى، نحن لسنا فى خلافات، لأننا لسنا ميليشيات نحن نأخذ بيد الحكومة عندما تكون المصلحة وطنية، ونردع الحكومة عندما تتجاوز لأى سبب من الأسباب وهذا ما يمليه علينا الدستور الأردنى.

هل الأردن مستعد لتسليم رموز نظام صدام حسين حال طالب العراق بذلك؟

– الأردن لا يوجد فيه أى قيادات عراقية، فهنالك رغد صدام حسين ابنة الرئيس السابق صدام حسين وهى مستجيرة ونحن عرب ونفهم قضية معانى ودلالات والتزامات الاستجارة، واستضافتها لا تخرق القانون الأردنى، فالمملكة الأردنية تحاكم أى مواطن أردنى أو أجنبى يتعرض لدول الجوار، وتتم مساءلته ويكون القانون الأردنى هو الفيصل فى هذا الأمر، والموضوع ليس تعنتا أو استفزازا لدول الجوار.

هل تقصد أن أنصار النظام العراقى السابق وتحديدا رغد صدام حسين لم يمولوا الإرهاب بالعراق؟

– هنالك قضاء، وفى حالة تم إدانتها هى أو غيرها لن يتستر الأردن على ذلك، لكن هنالك معايير لإقامتها فى المملكة الأردنية، وهى ضيفة ولم تخرج عن إطار ما هو مسموح به وفقا للقانون الأردنى، ولم تمارس أى نشاط سياسى يضر بالعراق من الأراضى الأردنية.

ما موقفكم من أزمة الرباعى العربى من دولة قطر؟

– الأردن له موقف دائم بأنه يجنح إلى تقريب وجهات النظر العربية، وإن شاء الله هذه الأزمة سحابة صيف وستزول قريبا بين الأشقاء، نحن مع وحدة الصف العربى ونأمل أن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه سابقا.

يجب تعظيم لغة الحوار والتوقف عن بناء المواقف والقرارات المتعجلة، فمصيرنا واحد ومصلحتنا مشتركة، وليس من الحكمة والمنطق فى شىء أن نبقى على هذه الحالة من التشرذم.

كيف تسير العلاقات الأردنية مع إيران؟ ولماذا انقطعت بطريقة غير مباشرة؟

– أبدا لم يكن هناك أى انقطاع مباشر، وقمت بزيارة إلى طهران مرتين والتقيت بالوفود الإيرانية فى جميع المحافل الدولية، لنكن واضحين، ملف استهداف العمق الاستراتيجى فى الخليج، لا محاباة فيه لأى شخص كان سواء إيران أو غيرها، لكن يحق للأردن أن يكون له علاقات مع إيران طالما لا توجد هناك خصومة، فالأشقاء فى الخليج العربى لهم تمثيل دبلوماسى فى طهران، وهم يقدرون مصلحة الدولة الأردنية، فنحن لسنا «متمترسين» ضد أى علاقات وسنتصدى لأى معتدى على عمقنا الاستراتيجى.

هل هناك خلافات بين الأردن وأمريكا؟ وما تقييمك للعلاقات بين عمان وموسكو؟

– العلاقات الأردنية الروسية جيدة جدا ومتينة ولها جذور تاريخية، أما العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية فهى لا تنحصر فى الإدارة الأمريكية ولكن هناك علاقات مع البرلمان والبنتاجون وأعضاء مجلس الشيوخ، وهنالك تنسيق أمنى ومشاركتنا فى التحالف الدولى ضد داعش، وحقيقة هنالك الكثير من الإيجابيات أما فيما يخص القدس فقد كان قرار المملكة الأردنية واضحا ورافضا لقرار الإدارة الأمريكية أمام كل دول العالم.

أخيرا.. ما استراتيجية الأردن لمكافحة الإرهاب؟

– نحن من أوائل الدول التى لم تنتظر دخول الإرهاب إلى أراضيها وعملت على محاربته خارج حدودها، فكان لنا رسالة واضحة وهى أننا ضد الإرهاب أينما كان وأينما وجد، وقد اقتص الأردن من جميع الإرهابيين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.