مقال جديد للأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور

 

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 12/5/2015 م …

*التأكيد على أن الإرهاب ضد سورية لم يقتصر على العنف العسكري بل تجاوزه إلى الإرهاب الإعلامي بالكلمة والخبر والتحريض وتشويه الوقائع والتزوير والفبركة

أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ( في الأردن ) فؤاد دبور في مقالة له اليوم بعنوان ( الإعلام في خدمة الإرهاب ) على أن الإرهاب ضد سورية لم يعد مقتصرا على استخدام العنف بالأدوات العسكرية بل تجاوزها إلى استخدام الكلمة والخبر والتحريض وتشويه الوقائع والتزوير والفبركة لخدمة أغراض معينة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية أم أيدلوجية أم دينية لمجموعات أو دول تستهدف الآخرين دون النظر إلى ما يمكن أن يلحق بالجهة المستهدفة من خسائر في الأرواح والممتلكات وإصابة المجتمع المستهدف بالإرهاب بالذعر والخوف وفقدان الأمن والاستقرار

وشدد دبور على أن الإعلام أصبح أداة إرهابية تستخدمها الدول والجماعات المعادية لسورية والتي تستهدفها بسبب مواقفها الوطنية والقومية ورفضها الخضوع لسياسات هذه الدول المعادية للأمة والداعمة للكيان الصهيوني والتي تضع مشاريع سياسية واقتصادية تخدم مصالحها على حساب مصالح الأمة العربية .

مشدداً على ان الإرهاب الإعلامي يستهدف سورية بسبب دعمها للمقاومة التي تناضل من اجل تحرير الأرض العربية المغتصبة في فلسطين وسورية ولبنان مثلما يتم معاقبتها لأنها دعمت المقاومة في العراق وعملت على تحريره من الاحتلال الأمريكي البشع الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتزعم دولاً إستعمارية قديمة وجديدة ومعها أنظمة عربية تابعة للتدخل غير المشروع في الشؤون الداخلية لسورية تحت يافطة التدخل الإنساني.

وشدد دبور على ضرورة مواجهة الإعلام الحاقد الذي يشوه الحقائق ويزور الوقائع على الأرض ويحاول بث الرعب والإحباط بين أبناء الشعب الذي يواجه العدوان والإرهاب بصبر وشجاعة وصمود غير مسبوق.

وفيما يلي النص الكامل للمقالة .

للإعلام رسالة يؤديها عبر العالم لاطلاع البشرية على ما يجري فيه ومن حولها من أحداث وتطورات سواء أكانت علمية أم تكنولوجية أم شعبية أم سياسية مثلما من المفروض أن يلعب الإعلام أيضا دوره في مواجهة الإرهاب الذي ظهر على الساحة الدولية واخذ بالانتشار والاتساع حتى أصاب العديد  من دول العالم بشروره وفظائعه، حيث لم يعد الإرهاب ضد سورية مقتصرا على استخدام العنف بالأدوات العسكرية بل تجاوزها إلى استخدام الكلمة والخبر والتحريض وتشويه الوقائع والتزوير والفبركة لخدمة أغراض معينة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية أم أيدلوجية أم دينية لمجموعات أو دول تستهدف الآخرين دون النظر إلى ما يمكن أن يلحق بالجهة المستهدفة من خسائر في الأرواح والممتلكات وإصابة المجتمع المستهدف بالإرهاب بالذعر والخوف وفقدان الأمن والاستقرار،  حيث تلجأ هذه الجماعات والدول لاستخدام الإرهاب بكل أشكاله عندما تفشل في إقناع الجمهور بمشاريعها وأفكارها وطروحاتها ومواقفها ولعدم قبول هذا الجمهور بالتغيير الذي تدعيه وبالأهداف التي تعمل من اجل تحقيقها مهما كانت هذه الأهداف وبخاصة السياسية منها حيث تشكل الجريمة السياسية أكثر أنواع الإرهاب شدة وفظاعة مثلما يمثل الإرهاب جزءا من جرائم الرأي التي يخالف مرتكبوه النظام العام في دولهم.

وإذا ما دققنا النظر بعمق فيما تواجهه سورية منذ الخامس عشر من آذار عام 2011 وحتى الآن حيث يترافق الضخ الإعلامي الشرير مع العمليات الإرهابية التي تجري فوق أرضها أو تسويق هذه العمليات الإرهابية، سواء أكانت تفجيرات بالسيارات المفخخة أم بالألغام أم باستهداف المدن والقرى والحواجز الأمنية والسيارات المدنية والعسكرية أم نسف السكك الحديدية وأنابيب النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء أم المؤسسات المدنية العامة والخاصة فإننا نجد أن الإعلام شريك أساسي في جرائم التدمير كما انه شريك أساسي بل محرض على القتل الذي يصيب المواطنين السوريين من عسكريين ومدنيين. بمعنى أن الإعلام قد أصبح أداة إرهابية تستخدمها الدول والجماعات المعادية لسورية والتي تستهدفها بسبب مواقفها الوطنية والقومية ورفضها الخضوع لسياسات هذه الدول المعادية للأمة والداعمة للكيان الصهيوني والتي تضع مشاريع سياسية واقتصادية تخدم مصالحها على حساب مصالح الأمة العربية . مشدداً على ان الإرهاب الإعلامي يستهدف سورية بسبب دعمها للمقاومة التي تناضل من اجل تحرير الأرض العربية المغتصبة في فلسطين وسورية ولبنان مثلما يتم معاقبتها أيضا لأنها دعمت المقاومة في العراق والتي  عملت على تحريره من الاحتلال الأمريكي البشع مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتزعم مجموعة من دول الاستعمار القديم والجديد ومعها أنظمة عربية تابعة لها للتدخل غير المشروع في الشؤون الداخلية لسورية تحت يافطة التدخل الإنساني وهو ادعاء مزيف باستخدام أدوات داخلية تقدم لها الدعم لممارسة الإرهاب بكل أشكاله في العديد من المدن السورية وبخاصة مدن دمشق وحلب وحمص وادلب وجسر الشغور ودرعا والقنيطرة والعديد  من المدن والقرى السورية لمعاقبتها على صمودهما في وجه المؤامرة حيث أصيبت هذه المدن بهجمات وتفجيرات انتحارية دموية بشعة طالت مدنيين وعسكريين مثلما طالت أمن واستقرار المواطنين فيها.

لقد ارتكبت هذه الدول وأدواتها جريمة الإرهاب لخدمة أهداف سياسية عندما عجزت وفشلت في تحقيق أهدافها الإجرامية للنيل من سورية عبر مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية فقامت بتنفيذ الجرائم الإرهابية عبر عصابات مدعومة من أجهزتها الأمنية بالتدريب والمال والسلاح من اجل إسقاط الدولة السورية أو إضعافها عبر خلق الفوضى وبث الرعب بين أبناء الشعب العربي في سورية وعبر الحصار الاقتصادي الذي هو شكل من أشكال الإرهاب الذي يستهدف الإنسان والمؤسسات للضغط على القيادة السورية وإجبارها على الرضوخ لقرارات وسياسات تخدم هذه الجهات التي تمارس الجرائم الإرهابية أو تقف وراءها، ولكن هيهات لهذه الجهات النجاح في تحقيق هذه الأهداف فالشعب والجيش والنظام تجمعهم وحدة وطنية صلبة تواجه الإرهاب والهجمة الشرسة بكل قدرة واقتدار تدافع عن الوطن والكرامة والحرية والقرار الوطني والقومي المستقل.

وأمام ما يتعرض له هذا القطر العربي حامل لواء القومية والوحدة والنضال من اجل تحرير الأرض والإنسان العربي قولا وفعلا. نتساءل عن هوية الجهات التي لها مصلحة حقيقية في الإجهاز على الدور السياسي المقاوم لسورية؟ ثم نتساءل لمصلحة من يتم العمل على خلق الفتن والفوضى الأمنية وممارسة الحصار الاقتصادي والعمل على تفكيك الوحدة الوطنية لشعب سورية القومي الصامد؟ كما نتساءل إلى أين تحاول بعض الأنظمة العربية والعصابات الإرهابية التي تطلق على نفسها المعارضة السورية. جر الوطن والشعب في سورية؟

على أية حال يبقى التأكيد على أن المواجهة مع الحملة الكونية المسعورة التي تقودها الولايات المتحدة الشريك الاستراتيجي للعدو الصهيوني الذي يغتصب الأرض ويشرد أهلها ويقوم بأبشع أعمال القتل والتدمير في فلسطين ولبنان وسورية مثلما قتل ودمر في مصر والأردن والعراق وغيرها من أقطار الوطن العربي تتطلب وقوف كل الشرفاء والأحرار العرب مع سورية في هذه المواجهة مثلما تقف معها الدول التي تساند حقوق الشعوب المشروعة وترفض التدخل المتناقض مع حقوق الدول وسيادتها ممثلة بشكل رئيسي بالاتحاد الروسي والصين الشعبية والعديد من الدول الأخرى مثل دول أمريكا اللاتينية ودول البريكس وغيرها من الدول الحرة من اجل إفشال وإحباط المؤامرة الإرهابية الكبرى وأدواتها الصغرى في المنطقة وإفشالها في تحقيق أهدافها القذرة من الهجمة المتعددة الأطراف ضد هذا القطر العربي وشعبه الصامد في مواجهة الطغاة وسوف ينتصر هذا الشعب على الإرهاب بكل أشكاله الإعلامية منها وعمليات التفجير الجبانة حيث علمنا التاريخ أن النصر في النهاية للشعوب صاحبة الحق اما الظلم والظالمون مصيرهم الهزيمة. ونؤكد بأن الإرهاب الذي يمارسونه اليوم ضد شعب سورية سوف يرتد عليهم وتصيبهم لعنته في القادم من الزمان.

كما نؤكد على أن لنا كل الأمل في جماهير امتنا العربية في الصحوة والنهوض وتجاوز العثرات والأوضاع العربية المتردية والاتجاه نحو تحقيق الأماني القومية لهذه الجماهير في التكاتف والوحدة وبناء القوة القادرة على مواجهة الأعداء ومشاريعهم ومخططاتهم وتحرير الأرض من الغاصبين. ومواجهة الإعلام الحاقد الذي يشوه الحقائق ويزور الوقائع على الأرض ويحاول بث الرعب والإحباط بين أبناء الشعب الذي يواجه العدوان والإرهاب بصبر وشجاعة وصمود غير مسبوق.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.