جمال عبد الناصر / لطيفة محمد حسيب القاضي
جمال عبد الناصر مواليد 1919 م ,وهو ثاني رئيس لمصر في الفترة ما بين 1956 و وفاته في 1970, ولقد قاد عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق وكانت بداية لمرحلة جديدة في تاريخ مصر .
كان مؤيدا للعروبة ومناهضا للاستعمار ,حيث أنه دعم الثورات العربية في الجزائر وليبيا والعراق واليمن ,له دور رئيسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وحركة عدم الإنحياز .
ولد جمال عبد الناصر في الأسكندرية حيث نشأ هناك ,من ثم أنتقل والدة للعمل في القاهرة فالتحق عبد الناصر بمدرسة النهضة الثانوية بالقاهرة فمثل في عدة مسرحيات مدرسية وكتب مقالات بمجلة المدرسة في 1935,قاد عبد الناصر مظاهرة طلابية ضد الحكم البريطاني أحتجاجا علي البيان الذي أدلى به وزير الخارجية البريطاني الذي أعلن رفض بريطانية لعودة الحياة الدستورية في مصر فقتل أثنان من المتظاهرين وأصيب عبد الناصر بجرح فأصدر الملك فاروق قرار بإعادة الدستور ,نما نشاط عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرستة فأعترض بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية عام 1936 التي تتضمن وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد من ثم أنضم جمال عبد الناصر للكلية العسكرية ,فركز علي حياته العسكرية منذ ذلك الحين حيث التقي في هذة الفترة بعبد الحكيم عامر وأنور السادات وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة الرئاسة ,تخرج عبد الناصر من الكلية العسكرية ,ثم رقي إلي رتبة ملازم ثاني في سلاح المشاة , في عام 1941 طلب عبد الناصر النقل إلي السودان وكانت السودان جزء من مصر في ذلك الوقت فعاد من السودان فحصل عل وظيفة مدرب في الأكاديمة العسكرية الملكية بالقاهرة ومن ثم تم قبول عبد الناصر في كلية الأركان العامة فبدأ ناصر بتشكيل مجموعة من ضباط الجيش الذين يملكون مشاعر القومية القوية ,بعد أن ساءت الأوضاع السياسية في مصر نتيجة للتدخل البريطاني فيها وأحتلال الجماعات الصهيونية لفلسطين وتحجيم دور الملك فاروق في السياسة المصرية من قبل بريطانية فقرر عبد الناصر ومجموعة الضباط بتشكيل تنظيم عسكري للإطاحة بحكم الملك فاروق وسمي هذا التنظيم (الضباط الأحرار) ,وعند سوء الأوضاع في مصر نتيجة لحريق القاهرة الذي أندلع عام 1952 أجبر تنظيم الضباط الأحرار الملك فاروق على التنحي عن الحكم لأبنه أحمد فؤاد ثم إنهاء الحكم الملكي وإعلان النظام الجمهوري برئاسة محمد نجيب ,وبعد فترة وجيزة عزل نجيب بسبب الصلاحيات التي كان يريد الحصول عليها والتي لا تتناسب مع تطلعات ثورة 1952,صار في مصر لأول مرة في عهدها أستفتاء شعبي لأختيار رئيس جديد ونتج عن هذا الأستفتاء تعين جمال عبد الناصر رئيسا لمصر ,وبعد أن تم أعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 أصبح رئيسا للجمهورية العربية المتحدة.
عندما نتطرق للقضية الفلسطينية في عهد الزعيم جمال عبد الناصر نرى أنها كانت قضية العرب المركزية فأننا نقول أن عبد الناصر يرى أن فلسطين هي جزء لا يتجزء من الأمة العربية أغتصبها الصهاينة بمساعدة الاستعمار القديم والجديد وأقاموا عليها دولة أسرائيل لتكون بمثابة حاجز يحول دون وحدة الأمة العربية ,فهي بذلك قضية العرب المركزية حيث يقول عبد الناصر (أن الاستعمار قد أقام أسرائيل في قلب الوطن العربي للقضاء على القومية العربية ولضرب هذة الأمة ومنعها من بناء نفسها أجتماعيا وأقتصاديا ودبلوماسيا ) ويقول أيضا (أن ما يحدث في مصر وما يحدث في فلسطين هو جزء من مخطط أستعماري يستهدف الأمة العربية كلها) و رغم تركيز عبد الناصر علي البعد القومي العربي للقضية الفلسطينية ,إلا أنة لم يلغي أبعادها الأخرى :الوطنية الفلسطينية والدينية (الإسلامة والإنسانية و العاليمة) فقد ساهم عبد الناصر في إنشاء (منظمة التحرير الفلسطينية) كهيئة تعبر عن أرادة الشعب الفلسطيني و تتولي أمرالسعي لاسترداد ما هو ممكن من حقوقه الوطنية والقومية والدينية ,كما قام بدعم المقاومة الفلسطينية ,أيضا أقر البعد الاٍسلامي للقضية الفلسطينية ,أن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين في جميع أنحاء الأرض ,كما أن الأسلام أوجب على جميع المسلمين الجهاد أذا حدث أعتداء على ديار الأسلام ,يرى عبد الناصر أن شرط نجاح تسوية الصراع العربي الأسرائيلي هو أستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ثم في أستعادة الأراضي العربية المحتلة ,ويرى أيضا أنه الطريق الوحيد للأسترداد كافة الحقوق الوطنية والقومية والدينية للشعب الفلسطيني هو القتال والجهاد .
كانت رؤية عبد الناصر لحرب فلسطين أنه شرا وقد يكون من الشر بد في بعض الظروف ولم يكن واحدا من هؤلاء المحترفين الذين لا يرون في القتل منتهي تحقيق الذات وهو أيضا لم يكن واحدا من الذين لا يرون في الحرب إلا جانبها الحماسي ربما ساعدة على ذلك أنة عاش التجربة الإنسانية للحرب ورأي رفاق السلام من حولة يتساقطون فوجد الدماء تتدفق بغزارة قرب فلكهة ,أن السجلات الرسمية لحرب فلسطين تشهد له بأنه قاد معركة من أهم معارك فلسطين وهي معركة أشار إليها نائب رئيس وزراء إسرائيل و قادة الجبهة الجنوبية لإسرائيل سنه 1948 في كتابة عن الجيش الإسرائيلي وهي معركة خسرت إسرائيل فيها أربعمئة وخمسين قتيلا ,أمر عبد الناصر بدفنهم بعد الحرب و كانت هذة المعركة هي المناسبة التي حصل فيها جمال عبد الناصر على نجمة فؤاد الأول العسكرية و هي أرفع وسام عسكري كان يمنح أيامها لبطولات القتال النادرة ,ومع ذلك نجد عبد الناصر ينظر من حوله إلى ميدان القتال ويقول (إنة لو أصبح الأمر بيدة في يوم من الأيام لتردد كثيرا قبل أن يدفع شباب مصر إلي ساحات اللهب إلا أن يكون ذلك ضرورة دفاعا عن شرف ) , فقد قبل جمال عبد الناصر مخاطر القتال سنة 1956 في السويس و1962 في اليمن وكانت سنوات عمرة الأخيرة حربا كلها ,ففي 1956 في السويس كانت حرب أضطرارية دفاعا عن حق ودفاعا عن شرف فقد حاول بكل جهدة أن يتجنب الحرب ولكن فرضت علية بالتواطؤ الثلاثي وخاضها وأنتصر,لم يكن في أستطاعتة سنة 1962 أن يترك ثورة اليمن الوليدة لعاصفة الرجعية العربية تهب عليها من وراء حدود اليمن.
التعليقات مغلقة.