سورية و العدوان الثلاثي الغاشم / الناصر الخشيني
الناصر الخشيني ( تونس ) الأحد 15/4/2018 م …
اقدم الثلاثي الاستعماري الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا على شن هجوم غادر وغير مبرر على اهداف حيوية وعسكرية في سوريا فجر اليوم تحت دعوى اضعاف سوريا عن استخدام اسلحة كيمياوية في فصل مسرحي يذكرنا بما اقدمت عليه نفس القوى في عدوانها على العراق منذ خمسة عشر عاما تحت ذريعة امتلاكه لاسلحة دمار شامل وكانت الصور التي قدمها كولن باول وزير الخارجية الامريكي وقتها قد ثبت بطلانها وزيفها وبالتالي فان الدمار الشامل الذي حصل للعراق كان لاهداف استعمارية وصهيونية واضحة تمام الوضوح كما العدوان على سوريا ياتي ايضا في نفس السياق ولا يختلف عليه الا في التوقيت والتمويل الذي كان للاسف خليجيا وبكل وضوح وصفاقة اذ تحصلت دول العدوان على تكلفة العدوان حتى قبل تدبر امر الكيمياوي ومسرحيته السمجة اثر زيارات المسؤولين الخليجيين لعواصم العدوان والدفع بالحاضر من اموال وثروات الامة العربية لاضعاف اخر حلقة في الدفاع عن العروبة .
وكان الفشل الذريع للعدوان اذ من مائة وثلاثة صواريخ تصدت الدفاعات الجوية العربية السورية لوحدها لواحد وسبعين صاروخا واسقطتها بعيدا عن اهدافها فيما وصلت البقية الى اهداف مموهة او مفرغة مسبقا بحيث وقع اخلاؤها وتفكيك ما تحتويه من تجهيزات قبل الضربة التي استعد جيشنا الاول لها بكل اقتدار ولم تكن الا خسائر طفيفة مع جرح ثلاثة مدنيين فقط بحيث انتهى العدوان الى فشل ذريع ولم يحقق ايا من اهدافه بدليل ردة فعل الشعب العربي في سوريا وفي كل مكان من الوطن العربي عبر التصريحات والمسيرات المنددة بالعدوان اضافة الى خروج الرئيس الاسد الى مكتبه كالعادة في تحد صارخ وشموخ في مواجهة العدوان .
وللعلم فان العدوان ياتي في ذكرى الاسراء والمعراج التي يحتفل بها المسلمون بحيث يشكل التوقيت اعتداء صارخا على المسلمين واهانتهم وعدم التقدير لهم واذلالا لهم وفي نفس الوقت تحديا للامم المتحدة وقبل ارسال اي فريق للتحقيق فيما نسب لسوريا من استعمال لاسلحة كيمياوية هي في غنى عنها اصلا بعد الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري فانه عقلا لا يجوز ان يستعمل منتصر مثل هذه الاسلحة ويعرف ان كل قوى الشر متربصة به
كما تم العدوان قبل ايام قليلة من القمة العربية المرتقبة وبالتالي فان هذه الضربة صفعة قوية في وجوه الحكام العرب الذين بارك منهم من بارك ومول من مول وبالتالي فانها اهانة لكل الامة ومن حق الشعب العربي ان يرد عليها باستهداف المصالح الغربية في اي مكان من العالم لان الظلم والعدوان لا يرضى بهم اي انسان .
كما ياتي هذا العدوان قبل اسابيع من الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين العربية وكان العدوان رسالة مشفرة للامة حتى لا تطالب بفلسطين وعليها بدلا من ذلك التطبيع مع الصهاينة وكان ذلك هو الشرط الوحيد للاستقرار والامن والبقاء على قيد الحياة وما حصل باليمن وليبيا والعراق وسوريا نفسها منذ سبع سنوات الا دليل على استهداف كل نفس مقاوم للعدو الصهيوني .
التعليقات مغلقة.