الملك في مؤتمر القمة : القدس حق خالد وأبدي للفلسطينيين
الإثنين 16/4/2018 م …
الأردن العربي – قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان الاردن تشرف بحمل مسؤولية القمة العربية والعمل العربي المشترك، شاكرا في مستهل كلمته خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيل الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
كما شكر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها، على ما بذلوه من جهود خلال رئاسة الـمملكة الأردنية الهاشمية للقمة العربية الثامنة والعشرين ومتابعة قراراتها وتوصياتها.
وبين جلالته ان قمة عمان أعـادت التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى تبني خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
واشار جلالته الى ان الأردن بذل كل جهد ممكن خلال فترة رئاسته للقمة العربية وبالتنسيق مع القادة العرب لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا وتسخير جميع الإمكانيات والعلاقات الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
وقال جلالته انه لا بد لنـا من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة
واضاف انه لا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأكد جلالته أن الفلسطينيين، دعاة سلام، وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام .
وبين ان من واجبـنا ومسؤوليتـنا المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم
كما أكد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجب ومسؤولية تاريخية يعتز يتشرف بحملها الأردن وآل هاشم، مشيرا الى استمرار التواصل والتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعم ومساندة العرب، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
واشاد جلالته بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
وعن الأزمة السورية، قال جلالته انه وفي إطار السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين قام الأردن بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.
وأكد جلالته الالتزام بمبدأ حسن الجوار، ايمانا بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال.
وبين انه لا بد لمجموعتنا العربية من تكثيف جهودها الدبلوماسية مع جميع الـمنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها عالمنا العربي، ونؤكد على أهمية إعداد خطة عمل شاملة لتعزيز التعاون والتنسيق مع هذه المنظمات.
وأعلن جلالته اِختتام أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين، داعيا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالتفضل لتسلم رئاسة مؤتمر القمة العربية في دورته التاسعة والعشرين، متمنيا لأخي التوفيق في خدمة قضايا أمتنا العربية وتحقيق تطلعاتها.
وتاليا نص كلمة جلالة الملك:
‘بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،
أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني في البداية أن أتقدم من أخي خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيل الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
كما أتقدم بالشكر أيضا إلى معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها، على ما بذلوه من جهود خلال رئاسة الـمملكة الأردنية الهاشمية للقمة العربية الثامنة والعشرين ومتابعة قراراتها وتوصياتها.
في العام الماضي تشرفنا بحمل مسؤولية رئاسة القمة العربية، حيث أعـدنا التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى تبني خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقد بذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية، وبالتنسيق المباشر والوثيـق مع إخواننا القادة العرب، لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا، وسخرنا وإياكم جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
لا بد لنـا من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
إن أشقاءنا الفلسطينيين، دعاة سلام، وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام.
وإن من واجبـنا ومسؤوليتـنا المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، فإن أي إضرار بالـخدمات الهامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبيا على أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.
ثانيا: إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة، أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
ثالثا: لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
رابعا: فيما يخص الأزمة السورية، وفي إطار السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين، قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.
خامسا: نؤكد التزامنا بمبدأ حسن الجوار، ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال.
سادسا: لا بد لمجموعتنا العربية من تكثيف جهودها الدبلوماسية مع جميع الـمنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها عالمنا العربي، ونؤكد على أهمية إعداد خطة عمل شاملة لتعزيز التعاون والتنسيق مع هذه المنظمات.
وفي الختام، أعلن اِختتام أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين، ويسعدني أن أدعو أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالتفضل لتسلم رئاسة مؤتمر القمة العربية في دورته التاسعة والعشرين، متمنيا لأخي التوفيق في خدمة قضايا أمتنا العربية وتحقيق تطلعاتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته’.
وسلّم جلالة الملك، بصفته رئيس القمة العربية السابقة في دورتها الثامنة والعشرين، والتي عقدت في الأردن في شهر آذار من العام الماضي، رئاسة القمة العربية الحالية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.
كما ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في أعمال القمة، الذي ضم رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته منار الدباس، والمستشار الخاص لجلالة الملك، علي الفزاع، والسفير الأردني في القاهرة، مندوب المملكة الدائم لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية علي العايد.
التعليقات مغلقة.