سقط القناع والعدوان فشل .. سورية تتحضر لمرحلة ما بعد العدوان / د. مي حميدوش
الثلاثاء 17/4/2018 م …
الأردن العربي – كتبت د. ميّ حميدوش : منذ بداية العدوان على سورية وقبل ثمانية أعوام كانت الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي للمجموعات الإرهابية المسلحة ومن خلفها الدول الغربية وبتمويل أعرابي والهدف اسقاط محور المقاومة وتقسيم سورية حفاظاً على أمن الكيان الصهيوني.
ومضت الأعوام ورغم كل المحاولات الفاشلة بإسقاط سورية إلا أن سورية انتصرت جيشاً وقيادة وشعباً ومع كل تقدم للجيش العربي السوري على الأرض لابد من التدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة عبر أكذوبة استخدام السلاح الكيماوي وبالتالي التهديد باستهداف سورية عسكرياً.
إلا أن إنهاء ملف المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية لدمشق كان صفعة قوية للدول الداعمة للتنظيمات المسلحة وبالتالي كان الكباش السياسي في مجلس الأمن ومع الصمود الدبلوماسي نفذت واشنطن تهديداتها مدعومة من بريطانيا وفرنسا.
أقل من ستين دقيقة من استهداف مواقع سورية بأكثر من مئة صاروخ لم تترك أثر على الحياة اليومية السورية وقد استطاعت الدفاعات الجوية السورية أن تفشل الهجوم بنسبة تسعين بالمائة وبالتالي تسجيل هزيمة جديدة في سجل الغرب الإجرامي.
كما علينا أن نلفت الانتباه إلى امتناع عدد من الدول الغربية من المشاركة في هذا العدوان ومواجهة العدوان جاءت من قبل الجيش العربي السوري فقط دون مشاركة من الدول الحليفة لسورية وهنا كانت الرسالة الأقوى بأن سنوات الحرب الطويلة لم تضعف من قوة الجيش العربي السوري بل زادته قوة.
لقد فشل العدوان عسكرياً عبر اسقاط الصواريخ الذكية وحرفها عن مسارها كما فشلت سياسياً عبر كشف أكاذيب الولايات المتحدة ومن خلفها الدول الداعمة لها.
لم يستغرب المواطنين السوريين قيام الولايات المتحدة بتنفيذ تهديداتها بل كانوا ينتظرون الهزيمة الأمريكية على أسوار دمشق كما لم يستغرب بأن بعض الدول العربية تقدم الدعم اللوجستي لهذا العدوان كما أن بعض الدول مولت هذا العدوان وبالتالي فقد اختار الشعب السوري طريقه وحسم أمره في دعم جيشه وقيادته مستمراً بنهج دعم المقاومة وتحرير الأرض والانسان.
سورية اليوم أمام مرحلة جديدة فبعد فشل العدوان وسقوط الأقنعة ستبدأ مرحلة تعزيز الانتصار وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة ولن يكون هناك خطوط حمر وستشهد الأيام القادمة عمليات عسكرية نوعية من جنوب سورية إلى شمالها ومن غربها إلى شرقها.
كما أن المرحلة الجديدة ستشهد حراك دبلوماسي سياسي مكثف لإعادة فرز المواقف من مختلف الدول وبالتالي انفتاح سياسي جديد يطوي مرحلة المقاطعة السياسية.
سورية انتصرت ومعها كل حليف ومقاوم ومن رأى الشعب السوري يحتفل بانتصاره بعد أقل من ساعة من الهجوم وبعدها لقطات لدخول السيد الرئيس بشار الأسد إلى مكتبه في القصر الرئاسي يعلم بان سورية منيعة عصية على أي معتدي.
التعليقات مغلقة.