سورية: ذكرى الجلاء….. والحرب على الإرهاب / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 19/4/2018 م …




 تحتفل اليوم سورية ككل سنة بعيد الجلاء وهو تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في 17 نيسان 1946 ، وتفتح صفحة جديدة من صفحاته المضيئة ومن تاريخ سورية الحافل بالنضال والتحرّر، وها هم الأحفاد يسطرون أروع ملاحم البطولة اقتداء بصناع الجلاء الذين أبوا إلا أن تكون سورية منتصرة على مرتزقة جيء بهم من كل أصقاع الأرض ليعيثوا إرهاباً وتدميراً بمقدرات بلدنا الكبير “سورية” فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة، وانتشى السوريون بنصر انتظروه من سنوات. 

إن ذكرى الاستقلال تمر هذا العام في وقت لا زال قلم التاريخ يسطر اعتداءات ومؤامرات وخطط… فيسجل التاريخ مؤامرة تلو الأخرى لاستهداف سورية مع اختلاف الحجج، ولا غرابة في القول، إن فرنسا الاستعمارية التي طردها الشعب السوري عام 1946، تشارك في الحرب على سورية، إذ تعرضت سورية لعدوان ثلاثي أمريكي بريطاني فرنسي بذريعة استخدام السلاح الكيمياوي، بالتزامن مع عملية تحرير الغوطة الشرقية بعدما عاشت القوى المتطرفة والمجموعات الأخرى أوضاعاً مزرية وصعبة، فهؤلاء جميعاً لم يعرفوا قدر سورية ولم يدركوا مكانتها الإقليمية والدولية، التي تحرق كل من يريد الإقتراب منها، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، والتي تعتبر بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح البلاد.

 في خضمّ التطورات المتسارعة للأحداث في سورية نرى إن سياسة الغرب وحلفاؤهم الإقليميين والمحليين تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فالأخبار القادمة من كل المدن السورية لم تكن سارة لهم، إذ يعمل الجيش السوري على فرض سيطرته على مختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، بالإضافة الى تأكيد سطوة الدولة وقدرتها على فرض الأمن، وحصار جماعات العنف والتطرف التي كانت تشعر بالراحة والأمان باتت تتعرض لعمليات ملاحقة عنيفة من جانب الجيش السوري وحلفاؤه مما زعزع سيطرتها على المناطق الحدودية، فالتوقعات التي خططوا لها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسموه في سورية والتي وضعوا بها كل إمكاناتهم من أجل تفكيكها وإسقاط نظامها، نجد بأنه لم ينفع لإسقاط الدولة السورية بل فشلوا وسقطت كل أقنعتهم ورهاناتهم.

مجملاً…..كما طرد السوريون قوات الاحتلال العثماني في عام 1916، وحرروا سورية من المحتل الفرنسي عام 1946، فهم مستمرون اليوم لتحقيق الجلاء الثالث بالقضاء على الإرهاب وداعميه، وبطرد الارهابيين من كل الأرض السورية ، وبإختصار شديد ستظل سورية دوماً رأس حربة في وجه الدول الإستعمارية، لأنه لا خيار للسوريين ولمحور المقاومة إلا التصدّي والصمود فالحرب يصنع مصيرها الصّمود والتحدي ، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.