“خبر نسيان خلوي في بطن مريضة يثير السخرية” / د. لؤي أبوعتيله
د.لؤي ابو عتيلة ( الأردن ) السبت 16/5/2015 م …
أثار خبر نسيان جهاز خلوي في بطن مريضة سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي ، لا سيما تلك الخاصة بالأطباء ، فكما دائما يجد الأردنيون مجالا للتندر و الضحك حتى في أصعب الظروف و الواقع المؤلم للصحافة التي باتت تفقد أساسيات العمل الصحفي سواء في آليات الحصول على المعلومة أم في إهمال تام لأهمية التحقق منها.
فالبعض كتب على أن شركات الإتصال تتنازع فيما بينها على أن شبكتها قادرة على التغطية حتى داخل الأحشاء و في بيئة مليئة بالأنسجة الحيوية و لا تتأثر بعسر الهضم أو التلبك المعوي ، فيما عزت شركات صناعة الأجهزة الخلوية إلى أن الفضل في قدرة الجهاز على الاهتزاز داخل البطن يرجع إلى استخدام تكنولوجيا جديدة تقوم بعملية الربط البيوكهرومغناطيسي بين مركز خاص بالاتصال في الدماغ يعرف سابقا بمركز التخاطر و بين المصران الأعور ينتج عنه تمكن ذلك المصران من الرؤية كما تندر أحدهم ، فيما عزا آخرون قدرة الجهاز على العمل بسبب جودة البطارية التي ظلت على قيد الحياة لمدة أسبوعين دون الحاجة لإعادة الشحن!
هذا و يستمر التندر على هذا الأمر خصوصا بعد أن عادت المواقع الصحفية صاحبة السبق الصحفي بنفي الخبر بناء على توضيح طبي بما يذكرنا بالنكتة الأردنية الشهيرة عندما يتم استكمال الإجراءات بالمقلوب : ‘إنتبه خلفك مطب’ إذ كان أولى أن يتم التحقق من صحة الخبر الفكاهي مسبقاً .
و من هنا يضع الأطباء الخطأ الطبي في نفس الميزان مع الخطأ الصحفي عندما يتعلق الأمر بصحة المواطنين و أمنهم الصحي ، فكما يتحرى الأطباء الدقة و الحرفية عند معالجتهم للمرضى تجنبا للوقوع في الخطأ و المضاعفة الصحية، مطلوب من الصحافة و هي السلطة الرابعة بتحري الدقة و الموضوعية عند صياغة الخبر الصحفي حتى لا يقع ضحية ذلك الأمن الصحي للمواطن الأردني و انعكاساته على صحة المواطن بشكل مباشر و بما يشوه سمعة الطب الأردني المشهود له عالميا و يضرب الاقتصاد المرتبط أيضا بالسياحة العلاجية ، فصحة المواطن الأردني و سمعة الطبيب الأردني ليست سلعة صحفية!
ويرى آخرون أن العمل الصحفي أشبه بالعمل في حقل مليء بالألغام التي تنفجر في وجه كل من يحيد عن المصداقية و الموضوعية و يسيل لعابه عند كل ما يعتقد أنه سبق صحفي .
و في الختام ليس أبلغ قولا من : شر البلية ما يضحك!
التعليقات مغلقة.