رئيس الموساد الأسبق إذ يفجر قنبلة الديمغرافيا باعتبارها التهديد الوجودي ل”اسرائيل”….! / نواف الزرو

نواف الزرو ( فلسطين ) الجمعة 20/4/2018 م …




بعد انشغالات “اسرائيل” على مدى السنوات الماضية بالحروب المشتعلة في المنطقة العربية، وبالتهديدات الوجودية المتمثلة-من وجهة نظرهم- بالنووي الايراني والكيماوي السوري واسلحة حزب الله الكاسرة للتوازن، يطل علينا رئيس الموساد الأسبق أفرايم هليفي، الثلاثاء : 17/04/2018 – بتصريح من الوزن الثقيل ، يعيدنا فيه، بل يعيد الصراع الى بداياته الى هناك الى الساحة الفلسطينية، ليعلن: إن التهديد الوجودي بالنسبة لدولة إسرائيل ليس تهديد النووي الإيراني، وإنما “اليوم الذي يكون فيه عدد اليهود في البلاد أقل من عدد العرب بين النهر والبحر”، مضيفا في فعالية نظمت من قبل “منظمة حاخامات تسوهار-التي تعرف نفسها بأنها منظمة صهيونية تشكلت من مجموعة من الحاخامات بهدف المشاركة في صياغة هوية يهودية دولة إسرائيل”، إنه أدلى بأقوال مماثلة في لقاء مغلق جمعه مع قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قبل عدة سنوات”، مؤكدا من جديد:”قبل أسبوعين عقدت جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وقدم نائب رئيس الإدارة المدنية، مندس، معطيات إحصائية جاء فيها أن عدد المسلمين بين البحر والنهر أكبر من عدد اليهود، وذلك استنادا لسجلات الفلسطينيين وإسرائيل، وهي سجلات دقيقة”، موضحا:” أيضا إن ذلك يشكل تهديدا وجوديا على دولة إسرائيل لأنها “لم تنه بعد حرب استقلالها، والسؤال الرقمي الديمغرافي مصيري من كل النواحي لمستقبلنا”، مؤكدا: “إن إسرائيل ستصمد عسكريا، ولكن إذا تناقص العدد فإن التفوق العسكري لن يكون كافيا بحد ذاته، ولن يكون ذا أهمية بشأن وجودنا القومي على أرضنا، وهذه مأساتنا الكبرى”.

والملاحظ في اعقاب قنبلة هليفي الجديدة-القديمة، انه تراكمت في الآونة الاخيرة جملة كبيرة متزايد من الاشارات والمعطيات الخطيرة التي تؤكد من جهة اولى: ان المؤسسة السياسية – الامنية- الاكاديمية- الاستراتيجية الاسرائيلية فتحت و/او سحبت من الجارور مجددا ملف “الخطر الديموغرافي العربي” على “اسرائيل” في الوقت الذي اخذت فيه تلك الاصوات المنادية بـ”ضم الضفة الغربية للسيدة الاسرائيلية-ما يعني عمليا ترانسفير”جماعي جديد ضد الشعب الفلسطيني باتجاه “الوطن البديل”، تتزايد وتتقوى من جهة ثانية، ما يقود من جهة ثالثة الى تراصف الاسئلة والتساؤلات الكبيرة المتفجرة المتعلقة بالاجندة الصهيونية الحقيقية تجاه من بقي من عرب فلسطين 1948 او في الضفة والقطاع.

وفق المؤشرات الاسرائيلية فإنه ما من موضوع راهن في سياق الصراع يحتشد حوله “اجماع قومي اسرائيلي” اكثر من موضوع “الأرض” و”الديموغرافيا”.. فهم وفق هذا الاجماع يريدون الأرض كلها يهودية صهيونية بلا سكان عرب، ومن هنا شكلت وما تزال دائما هذه المسألة هاجسا يقض مضاجعهم..

يطلقون عليها تارة “المسألة الديموغرافية”، وتارة اخرى “الخطر الديموغرافي” وتارة ثالثة “القنبلة الديموغرافية المتكتكة”..

ويجمعون هناك في “اسرائيل” على انها “تشكل تهديدا استراتيجيا داهما لوجود اسرائيل”..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.