قواعد تركية في الصومال / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 20/4/2018 م …
قدمت تركيا اردوغان وحزب العدالة نفسها كقطب اسلامي دولي اممي ووريث شرعي للامبراطورية العثمانية ومحور لحركة الاخوان المسلمين ومركزا وواجهة دولية واقليمية لها ، وقوة قادرة على لعب دور مزدوج اسلامي واطلسي فهي الدولة التي تنفرد بكونها دولة مسلمة وعضو في حلف الاطلسي تتطلع للانضمام للاتحاد الاوروبي
كما تقدم نفسها كقوة اسلامية عصرية قادرة على لعب دور محوري ، يحافظ في نفس الوقت على المصالح العربية والاميركية ويشارك بفعالية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية العربية.
قدمت تركيا اردوغان نفسها لواشنطن :
اداة طيعة تلعب ادوار مزدوجة فهي الدولة الاسلامية العضو بحلف الاطلسي التي تقيم قواعد عسكرية للحلف ولواشنطن على اراضيها .
تقيم علاقات شراكة وتعاون في كافة المجالات مع العدو الصهيوني واهمها العسكرية .
لعبت دورا” رئيسا” في الحرب الاميركية بالوكالة على سورية والعراق ومصر واليمن وكانت الراعي والممر الرئيسي للارهاب الوهابي التكفيري الاميركي .
اخترقت العالم العربي والاسلامي بذريعة رعايتها للاسلام وقامت بوظائف وادوار انيطت بها من قبل واشنطن .
كما قدمت نفسها للعالم العربي والاسلامي :
راعية للاسلام والحرية والديمقراطية وشريك تجاري واقتصادي .
حليف لدول الخليج وتواجدها العسكري في الميناء العدني الاستراتيجي اي باب المندب للتصدي للنفوذ ” والخطر الايراني والحوثي ” مستخدمة قوى متعددة عسكرية , واقتصادية وفنية ” اذا اجتاحت مسلسلاتها الهابطة الوطن العربي .
وقدمت نفسها للداخل التركي :
قوة اقتصادية مزدهرة بصفر مشاكل مع المحيط الاقليمي والدولي ( خرجت منه بمحيط معادي من الشمال للجنوب والى الشرق والغرب ) وقوة عسكريةذات ذراع طويلة تذود عن تركيا , وللمجتمع التركي المسلم راعية للاسلام طامحة لاقامة دولة الخلافة العثمانية وللمجتمع التركي العلماني دولة علمانية وعضو مستقبل في الاتحاد الاوروبي .
بلغ حجم تجارتها مع الوطن العربي ما يفوق ال ٢٠ مليار دولار قبل ان تدس انفها في سورية ومصر والعراق وتشعل نيران العدوان ضد الشعب الكردي الامر الذي تسبب في خسارتها لطرق المواصلات مع الوطن العربي وشمال افريقيا بعد اغلاق الحدود السورية وزجها بعشرات الاف الارهابيين لسورية ، والغاء اتفاقية التجارة مع مصر وخسارتها الامتيازت التي كانت ممنوحة لها والاعفاء الجمركي ورسوم عبور قناة السويس شبه الكامل .
وهي الان تقيم قاعدة عسكرية في الصومال بذريعة تدريب عشرة الاف جندي صومالي في الوقت الذي تسعى به لتعزيز تواجدها في المنطقة في السباق على هذه المنطقة الاستراتيجية الامر الذي يتقاطع مع الدور الاماراتي التي تمول الصومال وتدفع رواتب الجنود ، لكن ذلك لن يعيق لعب تركيا دور المحافظ على مصالح واشنطن والغرب والعدو الصهيوني وضمان فتح باب المندب امام التدفق التجاري والعسكري ولعب دور مناهض للدور الايراني والتحالف مع السعودية وقطر وحتى الامارات التي ستعلي التصدي لايران واليمن على تناقضها مع الاخوان والتواجد التركي في الصومال ، كما ان الطموح التركي والاحلام العثمانية ومواصلة التمدد والتبادل التجاري مع الوطن العربي وافريقيا سيجد في هذه القاعدة سندا ومنفذا بحرياً ومنطقة نفوذ ، ويتابع دوره السابق في التمدد التجاري والعسكري والفني الذي امتد بواسطة الدراما التركية للوطن العربي في السنوات الماضية ، ويحاصر التجارة المصرية التي تعتبر باب المندب معبرا حيويا ويضع النظام المصري امام تحدٍ بالغ الاهمية ، سيما وان مصر ابدت هواجساً اثر الثورة اليمنية من سيطرة ” الحوثيين ” حسب مصر ، على باب المندب برغم ان الثورة اليمنية ارسلت العديد من رسائل التطمين لمصر وللعالم بعدم نيتها اغلاق باب المندب
تركيا ذات وجهين للعملة الواحدة ، الوجه والمحتوى الاسلامي المحوري الاممي ، المتحالف مع السعودية وقطر والخليج والاخر العصري الساعي للانضمام للاتحاد الاوروبي والعضو في الحلف الاطلسي والمحافظ على المصالح الاميركية الاوروبية الصهيونية
وتواصل انقرة دورها في سياق الحروب بالوكالة على وطننا العربي اذ تكثف حشودها العسكرية قرب القامشلي على الحدود السورية تمهيدا ” لغزو سورية وانشاء قواعد عسكرية بها بذريعة محاربة الاكراد والارهابيين كما اشار الى ذلك الناطق الروسي العسكري الجنرال ايغور كوناشيكوف اضافة لمصادر عسكرية ودبلوماسية روسية
التعليقات مغلقة.