قراءة في خطاب السيد نصرالله

 

الأردن العربي ( الأحد ) 17/5/2015 م …

 ** التكفيريون يصنعون نكبة جديدة و لا أمان طالما أن المسلحين موجودين في الجرود اللبنانية

اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الامة اليوم في نكبة جديدة تتمثل في المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري. واشار الى ان “اليوم التاريخ يعيد نفسه بعناوين وأشكال جديدة فهناك من يضيع الفرص ويقدم المصالح الفئوية والشخصية”.

ونبه السيد نصر الله من ان “النكبة الجديدة أخطر من النكبة الاولى فالنكبة الاولى اضاعت فلسطين ولكن بقيت القضية الفلسطينية ولكن النكبة التكفيرية ستضيع القضية الفلسطينية ومعها دول المنطقة والامة”، وتابع “حيث سيكون لهؤلاء التكفيريين راية وفكر وقادة ستحل هذه النكبة”، واضاف ان “هذه النكبة ستطال كل داعمي الفكر التكفيري”، وطالب “الجميع لتحمل المسؤولية بوجه المشروع الاميركي التكفيري الاسرائيلي”، مذكرا ان “المشهد الذي كنا نتحدث عنه قبل أشهر نواجهه في العديد من البلدان”، مؤكدا ان “هذا ما سينتظر الأمة اذا سكتت في مواجهة المشروع التكفيري”.

ولفت السيد نصر الله الى ان في كلمة له على شاشة قناة “المنار” مساء السبت الى انه “في الذكرى الـ67 للنكبة نعود ونستذكر فيها احتلال فلسطين وتشريد مئات الالاف من الفلسطينين حيث تأسس وضعا خطيرا في المنطقة هو اسرائيل التي عملت على التأثير والتآمر والاعتداء على دول وشعوب المنطقة من فلسطين ولبنان ومصر وغيرها من الدول”.

ودعا السيد نصر الله “لاخذ العبرة في ذكرى النكبة وشرحها للاجيال والاخطاء التي حصلت في تلك الفترة وشرح المسؤوليات ومن يتحملها في ذلك الوقت وبحث مستوى فهم وادراك ذلك الجيل والمصالح الخاصة الخاصة والفئوية”، واضاف “من جهة ثانية يجب ان نستحضر كل المواقف العظيمة لقيادات وحركات مقاومة تعبر عن مظلوميتها والشهداء الذين سقطوا حتى اخر طلقة واخر نقطة دم”، وتابع “يجب التذكير بكل ذلك لانه تسبب بما تعانيه الامة اليوم ولمعرفة ماضي وحاضر ومستقبل الامة”، واكد “اننا نستطيع الوصول مع الشرفاء بأمتنا إلى بر الأمان وأن نمنع النكبة الجديدة أو المشروع الجديد من تحقيق أي من أهدافه على مستوى الأمة حتى لو تتطلب ذلك الكثير من التضحيات”.

وحول معركة القلمون، قال السيد نصرالله “منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون بين طرفين هو الأول الجيش السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ولجان شعبية وعدد كبير من أبناء المدن القلمونية ورجال المقاومة الإسلامية في لبنان والجماعات المسلحة في المنطقة والطرف الثاني هو الجماعات الارهابية التكفيرية”، ولفت الى ان “ميدان المعركة هو جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من سلسلة جبال لبنان الشرقية المنطقة منطقة جبال متواصلة على امداد المئات من الكيلومترات المربعة”.

وفيما اوضح السيد نصر الله ان “الميدان الواسع كان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية وعدد منها هو مجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية بالإضافة إلى عدة مصانع لتفخيخ السيارات وعدد من غرف عمليات قيادية”، اكد “حصول عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة كانت تؤدي الى هزيمة المسلحين وانسحابهم”، واشار الى ان “المسلحين في كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها كانوا يقاتلون ولكن كانوا يتكبدون خسائر كبيرة”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “النتائج المباشرة للمعركة هي إلحاق هزيمة مدوية في الجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الإشتباك واستعادة مساحة 300 كلم 2 من الاراضي اللبنانية والسورية من المسلحين وتدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة”، واضاف “وصلنا الجرود ببعضها البعض من سوريا أي عسال الورد إلى الداخل اللبناني في بريتال وبعلبك ونحلة ويونين”.

وشدد السيد نصر الله على انه “من نتائج المعارك التي جرت مؤخرا في القلمون هو تحقيق نسبة أعلى من الآمان للبلدات القلمونية في سوريا وعدد من البلدات اللبنانية ولا أتحدث عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودين في الجرود اللبنانية لا نستطيع أن نتحدث عن أمان كامل”، وتابع “أصبحت لدينا قدرة سيطرة أعلى بعد الحصول على عدد من التلال وهذا يمكن الجيش السوري والمقاومة من الاشراف والسيطرة بالنار على مساحة واسعة مما يضيق على حركة المسلحين”.

واكد السيد نصر الله “نحن أمام انتصار ميداني كبير جدا وامام انجاز عسكري مهم جدا”، ولفت الى ان “عدد شهداء حزب الله في المعركة حتى الآن هو 13 شهيدا ومن الجيش السوري والقوات الشعبية المساندة له 7 شهداء ففي معركة القلمون اختلطت الدماء اللبنانية والسورية دفاعاً عن الأمة في وجه المشروع التكفيري”، واشار الى انه “طالما أن المسلحين موجودون في جرود عرسال والمناطق المتبقية من القلمون لن يتحقق الأمان بالكامل”.

وأسف السيد نصرالله ان “اللبنانيين عايشوا قبل بدء المعركة في القلمون حجم التهويل والتهديد وقلنا في ذلك الوقت أن هذا لن ينال من تصميمنا”، واكد انه “عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى الى تحقيقه التهويل والوعيد لن يحول بيننا وبين ما نريد القيام به”، ولفت الى انه “عندما بدأت المعركة تم تضخيم عدد الشهداء ومن ثم بدأ توهين الإنجازات وإنكارها وبعد جولات وسائل الإعلام يتم الحديث عن أن المنطقة غير مهمة”، واضاف ان “هناك قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها ووسائل إعلام عربية كانت تدافع بشكل مستميت عن الجماعات المسلحة في القلمون”.

واشار السيد نصر الله الى انه “حصلت محاولات سفيهة للإيقاع بين حزب الله والجيش اللبناني وهذا كله كلام فاضي”، وجدد التأكيد “نحن لم نكن نريد توريط الجيش اللبناني في هذه المعركة وحريصون على دماء كل ضابط وعسكري”، ودعا “كل المفتنين للجلوس جانبا”.

وتوجه السيد نصر الله “بالتحية الى أرواح الشهداء العظام الذين فدوا لبنان وسوريا والأمة والذين يقاتلون من أجل هذه الأمة” بارك “للعائلات الشريفة التي قدمت ابناءها في ميدان الحق”، وتابع “أوجه التحية للجرحى وكل القادة الذين صنعوا هذه المرحلة وصبروا على كل الصعاب والتحية ايضاً الى شعبنا الذين ايدوا وواكبوا وضحوا”.

واذ دعا السيد نصرالله “لوقف بعض وسائل الاعلام والقوى السياسية التعاطف مع المجموعات المسلحة الارهابية”، استغرب “كيف ان بعض القوى تسمي المسلحين بالثوار”، واضاف “أنا أريد أن أخاطب عناصر وضباط الجيش والقوى الأمنية وأهالي الشهداء هل هؤلاء ثوار أم قتلة ومجرمون؟”، وتساءل “الذين يستهدفون عناصر الجيش اللبناني ومراكزه وأهالي عرسال هم ثوار أم إرهابيون وقتلة؟”، وتابع “اذا كانت مرجعية تلك القوى السياسية هي السعودية فإنها أعلنت أن داعش والنصرة منظمات إرهابية واذا كانت مرجعيتهم المجتمع الدولي فهم إرهابيون واذا كانت القضاء اللبناني فهم ارهابيون”.

وشدد السيد نصرالله على ان “من حق اللبنانيين والبقاعيين من كل الطوائف والمذاهب أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم إرهابي واحد وهذا اليوم سيأتي”، ولفت الى انه “اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أراضي لبنانية فإن الشعب اللبناني لن يتسامح وأهل بعلبك الهرمل وأهل البقاع لن يستامحوا وهم الذين ذهبوا إلى الجنوب لأنهم لم يقبلوا بالإحتلال”، داعيا “الدولة اللبنانية أن تتحمل المسؤولية في هذا المجال كما يجب على القوى السياسية المتعاطفة مع الجماعات المسلحة ان تتحمل مسؤوليتها ايضا”، مضيفا “نحن منذ البداية قلنا أننا ذاهبون إلى معركة ولكن لم نتحدث لا عن زمانها ولا عن حدود مكانها ونحن في معركة مفتوحة في المكان والزمان والمراحل”.

وحول العدوان السعودي الاميركي على اليمن، جدد السيد نصرالله “ادانته لهذا العدوان”، واكد ان “هذا العدوان فشل في تحقيق أهدافه وما حصل حتى الآن أكبر من الفشل لان ما يحصل في اليمن هو عكس الأهداف التي وضعها العدوان السعودي”، ولفت الى ان “ما تحقق من العدوان السعودي الأميركي على اليمن هو القتل والدمار فهناك أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء من المدنيين”، واشار الى ان “الدول التي شاركت في هذا العدوان أظهرت إيران أنها أهم صديق للشعب اليمني فيما أظهر التحالف السعودي أنه أبشع الأعداء لهذا الشعب”.

واعتبر السيد نصر الله ان “السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي على اليمن هو أنه لم يبق لجيش اميركا أو اسرائيل أو لأي جيش غازي أو جماعة ارهابية أي محرمات”، واكد ان “على الأمة مسؤولية الوقوف بوجه هذا العدوان”، واضاف “الأخطر في الحرب السعودية الأميركية على اليمن هو أنهم لم يتركوا محرمات”، وتابع “العدو الإسرائيلي المجرم والمتوحش الذي ارتكب المجازر لم يقصف الأضرحة ولا المقامات بينما السعودية قامت بذلك”، ولفت الى ان “الفكر الصحراوي البدوي هو ما يدفع العدوان إلى قصف الأضرحة والقلاع والآثار التاريخية في اليمن”.

وفيما يخص الوضع في البحرين، اكد السيد نصرالله ان “الخيار الوحيد المتاح أمام شعب البحرين هو الإستمرار في نضاله”، ولفت الى ان “أوضاع السجون في البحرين مؤلمة ومفجعة في ظل الصمت العالمي”، وخاطب شعب البحرين بالقول إن “هذه السطات البحرينية راهنت وتراهن دائما على عامل الوقت لذلك فهي تعتقل قادة المعارضة”.

من جهة ثانية، اكد السيد نصر الله ان “وضعه الصحي جيد وهو لا يعاني من اية مشاكل صحية”، واشار الى ان “كل الاخبار التي نشرت في بعض وسائل الاعلام حول وضعه الصحي غير صحيحة”، ودعا “لعدم الاصغاء لهذه الاشاعات لانها جزء من الحرب النفسية”، وقال السيد نصر الله إن “الاعمار بيد الله وهي عندما تحصل لا احد يخفيها ولكن كل ما أشيع حول وضعي الصحي هو غير صحيح”.

وفيما يتعلق بالوضع اللبناني الداخلي، قال السيد نصرالله “علينا البحث عن مخرج للخروج من الأزمة الراهنة بالنسبة للاستحقاق الرئاسي”، ودعا الى “أخذ ما قدمه العماد ميشال عون في هذا الاطار بجدية لأن الأمور على درجة عالية من الحاسية”، واضاف “علينا البحث عن مخارج ولا أحد له مصلحة بالفراغ الرئاسي في لبنان”، ولفت الى ان “الأمور الداخلية على المستوى السياسي والأزمة وصلت إلى حد خطير والرهان على الخارج غير مفيد وحصل رهان على الحوارات الداخلية وعلى اجتماعات الأقطاب الموارنة ولم نصل إلى نتيجة”، ورأى انه “في موضوع الرئاسة العماد عون يحاول ان يقدم مخارج وأدعو القوى السياسية للبحث جدياً في هذه المخارج ودراستها وعدم إدارة الظهر لها”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.