رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ( محمد بركة ) في مؤتمر الحزب الشيوعيّ الأردنيّ
الأردن العربي – زهير أندراوس ( الأحد ) 17/5/2015 م …
** بركة في مؤتمر الحزب الشيوعيّ الأردنيّ: أمريكا تتعامل مع العالم العربيّ كسوق فيه عبيد لها يتربعون على أنظمة كثير ولا يُمكن إجراء مفاوضات مع حكومة نتنياهو وحذارِ من الأوهام
أكد رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، في خطابه في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الأردني في العاصمة عمّان، على تعقيدات المنطقة العربية، بامتطاء الامبريالية والصهيونية والرجعية على رغبة الشعوب بأفق جديد، محذرًا من أنْ هناك من يقوم بشغل إسرائيل في المنطقة. وحذّر من وهم المفاوضات الفلسطينية مع حكومة بنيامين نتنياهو.
وتابع بركة قائلاً، نحن لسنا محرجين بفلسطينيتنا هنا، ونحن لسنا محرجين بمواطنتنا، التي هي انتمائنا للوطن، وليست مكرمة صهيونية، وهذه معادلة يجب أنْ تكون واضحة، وخاصّة لكل أبناء شعبنا وأمتنا الذين دأبوا على مدى سنوات أنْ يتحفظوا من العلاقة مع هذا الجزء من الشعب الفلسطيني الذي بقي منسيا لعقود. فنحن لم نرتكب أية جريمة ولا أية جريرة عندما بقينا في وطننا بعد النكبة التي حلت بشعبنا، كنا نحب أن لا يكون أي لاجئ فلسطيني، وأن يبقى كل فلسطيني في فلسطين، وهذا هو النقيض الأساسي للصهيونية وليس غيرها. وأضاف بركة، إننا نعرف أن الأردن يقوم بدور هام جدا في الحفاظ على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وهو يقوم بدور مهم بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين في الداخل، لأنه يشكل لنا رئة نطل من خلالها على العالم العربي، وهذا يأخذ أشكالا مختلفة، ابتداء من الزيارة لمجرد الزيارة وهذا هام، ومرورا بالتعليم الجامعي، وهذا أهم، ومرورا بأداء الفرائض الدينية ثالثة، ولهذا فهناك أهمية في علاقتنا مع الأردن كوطن. وقال بركة، جاء نتنياهو الى الكنيست للحصول على الثقة لحكومته الأضيق، وهي أضيق حكومة ممكن أنْ تكون، ولكن هذه حكومة خطيرة، لأنها ترتكز على الخطاب الأخطر، وهناك من يعتقد أنّ هذه الحكومة ستصعد خطابها ونهجها الدموي ضد شعبنا الفلسطيني كي تنقذ نفسها.
ولكن باعتقادي أنّ هناك من يقوم بشغل إسرائيل في المنطقة، فقبل أيام قليلة جدا قال وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، ردًا على سؤال حول مدى عمق التدخل الإسرائيلي في سورية، فقال إنّ تدخلنا محسوب ولا نريد أنْ يظهر هذا التدخل كبيرًا كي لا نُحرج حلفائنا، والمعنى واضح ونحن نعرف ما الذي يحدث. وتابع: هناك رغبة عند الشعوب العربية بأن تخرج إلى أفق جديد، وهذا ليس فقط شرعيا، وإنما أيضا مطلوبا، ولكن هناك عناصر امبريالية وصهيونية ورجعية امتطت هذا الطموح الشرعي، لتحوّل العالم العربي بزعانفه الرجعية وبدسائسه الصهيونية وبأسلحته الأميركية لتحويله إلى مستنقع من الدم.
ولا يمكن أنْ نقبل بتحطيم الدولة العربية، وأنا لا أتحدث عن أنظمة، فهذا يصب فقط في صالح إسرائيل وصالح الولايات المتحدة الأمريكية، التي في أحسن الأحوال تتعامل مع المنطقة العربية كسوق اقتصادي وليس كحلفاء، وفي هذا السوق عندها مجموعة من العمال أو العبيد من الذي يتربعون على الكثير من الأنظمة للأسف الشديد.
وقال بركة، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي حكومة خطيرة، وأعرف أن المعادلة التي تقف أمامها القيادة الفلسطينية، هي معادلة صعبة جدا ودقيقة جدا، فهي تقف أمام واقع عربي ممزق، ودعم أمريكي كامل لإسرائيل، وأمام عنصرية صهيونية، وأمام انقسام فلسطيني، وتحاول من دون أوراق أن تلعب اللعبة السياسية، لذلك قد ينشأ حديث عن مفاوضات، ولكن أقول بشكل واضح، إنّه لا يمكن التعويل على أي مشهد تفاوضي مع حكومة نتنياهو.
ولا يمكن المناورة والمراهنة والضغط على القيادة الفلسطينية لإنتاج هذه المشاهد العبثية التي رأيناها في السابق، لمشهد وصور لمفاوضات، لم تنتج شيئا، سوى المزيد من الاستيطان وحصار غزة، وانتهاك القدس. وقال بركة، هناك أوراق قوية كانت بيد الشعب الفلسطيني بعضها أهدر وبعدها تم التفريط به، وبعضها تلاشى، ومطلب الساعة الفوري، إنهاء هذا العار المسمى انقساما في الساحة الفلسطينية، وهذا المقدمة الأولى لمواجهة هذه المرحلة التي تفرضها اسرائيل والصهيونية.
والقضية الثاني التي نواجهها هي تلاشي مكانة القضية الفلسطينية في الرأي العام العالمي، فقد مرّت علينا مرحلة، لم تخلُ فيها عاصمة واحدة من تنظيمات وحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هذا تلاشى. وثالثا، يجب عدم الاكتفاء بالتلويح في مسألة المحكمة الدولية، فإسرائيل قلقة إلى أقصى الحدود من المحكمة الدولية، ويجب أنْ تكون المحكمة كابوسا لكل إسرائيلي ارتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. والقضية الرابعة قضية المقاطعة، فإسرائيل سنت قانونا يعاقب من يدعو للمقاطعة، وأنا أقول إن واجب الساعة هو توسيع نطاق عزل إسرائيل، كما كان لنظام الأبرتهايد، وإذا في هذا مخالفة قانونية ارتكبها، فاطمئنوا لقد قلت هذا أيضًا من على منصة الكنيست، وقبل أيام قليلة أنهيت محاكمتي، وأنا على استعداد لأخرى، قال بركة.
التعليقات مغلقة.