بمناسبة الأول من آيار عيد العمال – يوم العمل العالمي / المهندس عدنان السواعير
يأتي يوم العمل العالمي – عيد العمال وهذا هو الإسم الحقيقي لما نختصره نحن بعيد العمال العالمي في ظروف إستثنائية لما يمر به بلدنا العزيز، وخاصة تلك التي تتعلق بعجلة التنمية والإنتاج في بلدنا العزيز.
كتابة التهاني لعمال وعاملات الوطن وأمنيات الخير والأمن والاستقرار والعيش الكريم برأيي لم يعد كافياً أو بالأحرى أصبحت عبارات إنشائية هم وهن بغنى عنها، هم وهن بحاجة لأفعال وليس لعبارات إنشائية فهذه المناسبة تأتي هذا العام وسط قلق كبير يتعلق بمجمل عجلة العمل والتنمية والتطور في بلدنا العزيز، وهذا هو المقلق للوطن ولمن يأويهم هذا الوطن وقبل أن نتحدث عن حقوق العمل علينا أن نتحدث عن العمل نفسه والذي بحد ذاته أصبح في خطر كبير ومن النادر أن يلتقي به الأردنيون في أيامنا هذه، ارتفاع معدل البطالة البالغ 18.5% وهو أعلى معدل بطالة منذ الأزمة المالية التي شهدتها المملكة في نهاية الثمانيات، وبإعتقادي هي أعلى من ذلك بكثير وخاصةً خارج العاصمة عمان، انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية التي تعتبر من أدنى المستويات في العالم وخاصةً تلك المتعلقة بعمل المرأة، في وقت أكد فيه البنك الدولي بأن ثلث السكان معرضين أن يقعوا ضمن خط الفقر بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وفي وقت يحتمل أن يصل معدل الفقر إلى أكثر من (20%) بسبب هذه الارتفاعات، الطاقة والنقل والتعليم والصحة بشكل كبير،المشتقات النفطية، إيجارات الشقق، الضرائب على جميع المواد التموينية الرئيسية، وغيرها من السلع والخدمات.
عجلة العمل لا يمكن لها أن تستمر بالعاملين والعاملات فقط لا يفوتنا الحديث عن أصحاب العمل في الأردن والذين يعيشون ظروفاً صعبة وفي كثير من الأحيان مماثلة أو أكثر صعوبةً من العاملين أنفسهم بسبب تراكم الديون وإغلاق منشئاتهم وفي آحيان أخرى يضطر الكثير منهم للهجرة والإستثمار خارج الوطن وفي أوطان ذات خطر كبير لأنهم يجدون أن عملهم في الوطن أصبح ذو عبئ إقتصادي وإرهاق مادي يفوق قدراتهم وأيضاً هذا من أسباب عدم توفر فرص العمل.
عجلة العمل لا يمكن لها الدوران والحركة دون العمل بتشاركية بين الأطراف الثلاثة، العمال، أصحاب العمل والحكومة والتي أصبحت بدورها الطرف المعطل لهذه العجلة لقناعتها وهذا ما يفهم من تصرفاتها أي الحكومة أصبحت غير قانعة تماماً بالإنتاجية فتحول بلدنا بفضل هذه السياسة إلى بلد مستهلك يستورد كل شيء يستورد حتى العمالة نفسها، والنتيجة أمام أعين الجميع بطالة بإزدياد وميزان تجاري متهالك وسلبي ومديونية بإزدياد وناتج قومي تدمع له العين
كل هذه الظروف تشعرنا أننا نعيش حالة غير مطمئنة وحالة تجويع لأبناء شعبنا الذين أصبحوا أكثر قلقاً على المستقبل ومستقبل أولادنا وكل ما يتمناه أبناء الوطن أصبح هو الهجرة لوطنٍ أكثر رؤوف بأحوالهم، نحن حقاً في مأزق كبير فما عو الحل؟
عاش الاول من أيار عاشت الحركات العمالية
م. عدنان السواعير
رئيس لجنة العمل – مجلس النواب السابع عشر
التعليقات مغلقة.