الجيش العربي السوري إلى الشرق السوري من جديد … لماذا الآن !؟ / هشام الهبيشان

 هشام الهبيشان ( الأردن ) الأربعاء 2/5/208 م …




تزامناً مع المستجدات الاخيرة وتحرير الجيش العربي السوري  لمناطق واسعة من احياء جنوب دمشق التي يسيطر عليها تنظيما داعش والنصرة،والوصول إلى تسويات بمناطق اخرى بمحيط جنوب دمشق كانت تسيطر عليها مجاميع مسلحة وبعد الانتهاء وحسم ملف القلمون الشرقي وغوطة دمشق الشرقية وتأمين دمشق ومحيطها بشكل كامل ،وتزامناً مع الانباء التي تتحدث عن تسوية شاملة مع المجاميع المسلحة الموجودة بريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي ،بدأ الحديث يعود مجدداً عن العودة لاستكمال معارك الشرق السوري ، فالحديث بدوائر صنع القرار العسكري السوري  يدور بمحور استكمال الجيش العربي السوري وقوى المقاومة  الشعبية خطط  العمليات المتقدمة ببادية دير الزور وببادية حمص  لتطهيرها من بقايا تنظيم داعش الإرهابي ،وصولاً إلى  ريف دير الزور الغربي  و التي بدأت  فيه قبل ايام مواجهة مباشرة  مع ميلشيا قوات سورية الديمقراطية تبعها فوراً تدخل امريكي ، لانقاذ الميلشيا المذكورة  بعد أنهيار جبهاتها  سريعاً امام التقدم  السريع للجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية ،هذه المواجهة والتي يعتبرها البعض مفاجئة بتوقيتها وبنتائجها المنتظرة ، ولكن هي بنظر دمشق مواجهة حتمية ولابد منها ،وخصوصاً بعد الحديث الأمريكي عن توسيع عملياته العسكرية بالشرق السوري بحجة محاربة بقايا تنظيم داعش ، فالأمريكي يسعى لتوسيع وزيادة مساحة نفوذه الجغرافية على الارض السورية وتوزيع مساحات النفوذ هذه على قوات غربية وخليجية ينتظر الأمريكي دخول بعضها إلى سورية  لتوفير غطاء دولي أوسع  لتواجد قواته الموجودة بمناطق شمال شرق وشرق سورية .

في  شرق وغرب دير الزور وشرق حمص ، فقد بدأ العمل فعلياً لنقل زخم عمليات الجيش العربي  السوري وقوى المقاومة الشعبية نحو عمليات عسكرية تستهدف اجتثاث بقايا تنظيم داعش ، ولردع وفرملة أي تحرك امريكي في عموم هذه المناطق بحجة محاربة بقايا تنظيم داعش الإرهابي  ،ويتزامن التحضير  السريع والمكثف لمجموع هذه المعارك الكبرى مع المعارك الكبرى التي يخوضها الجيش العربي السوري وبحرفية عالية في  بادية حمص  الشرقية ضد تنظيم داعش الإرهابي  ، والتي أسقط من خلال تحريره الاخير لمجموعة نقاط استراتيجية في بادية حمص الشرقية ، مخططاً أمريكياً  تآمرياً كان معداً لتشكيل واقع عسكري – سياسي  جديد في المنطقة الممتدة بين التنف وبادية حمص الشرقية  ، لكنّ تقدم الجيش ، أسقط مرحلياً هذا المخطط.

وبالعودة إلى ما يجري من عمليات تحرير  يقودها الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية في ريف دير الزور الغربي والتي تحتلها ميلشيات سورية الديمقراطية وبغطاء عسكري أمريكي  ، فـهنا وبالتأكيد أن الرسالة السورية من وراء عمليات ريف دير الزور الغربي قد وصلت جيداً للأمريكي ولكل قوة تريد القدوم للشمال الشرقي وللشرق السوري تحت الغطاء الأمريكي ، والأمريكي وصلته الرسالة جيداً  ” لا مكان لكم في سورية  … ونحن قادمون لتحرير كل شبر في سورية “.

وهنا وفي هذه المرحلة  ، وعند الحديث  عن معركة  الجيش العربي السوري  الهادفة لاستكمال عمليات تحرير  الشرق السوري  ، المتوقعة وبقوة بالمرحلة المقبلة”، فهذه المعركة  وبزخمها  وباهميتها الاستراتيجية ،تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأمريكان المنغمسون بالحرب على سورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة في الشرق والشمال الشرقي السوري ، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية بعمق ريف دير الزور الغربي  تزامناً مع توسع عمليات المقاومة الشعبية في الرقة ، فحديث السوريين تزامناً  مع  بدأ الجيش العربي السوري عملياته الفعلية  في شرق وغرب دير الزور  وشرق حمص ، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فاليوم من المتوقع أن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق ريف دير الزور الغربي  وعلى مراحل وصولاً إلى  قطع الطريق على مشاريع الأمريكي التوسعية شرق سورية ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب لمسار معركة ما بعد ” عملية ريف دير الزور الغربي ” ، وتهديدات أمريكية بالرد على أي عملية اخرى للجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية في عمق ريف دير الزور الغربي .

ختاماً ، واليوم وليس بعيداً من تطورات الميدان المتوقعة  في  عموم مناطق الشرق السوري ، فإنّ ما يهمنا من كل هذا هو واقع سورية المعاش في هذه المرحلة، والتي حسم فيها وبها الجيش العربي السوري ملفات مناطق محيط دمشق وحمص  وجنوب حماه  ،ومن هنا نستنتج من خلال  الأحداث والمواقف المتلاحقة لأحداث الحرب «المفروضة» على الدولة السورية، بأنّ الدولة السورية استطاعت أن تستوعب وتتكيّف  وتتصدى طيلة سبعة  أعوام مضت لحرب شاملة  وبوجوه عدة ، وها هي اليوم تسير بخطوات سريعة نحو اعلان نصرها على هذه الحرب العالمية التي استهدفتها .

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.