قنبلة داخلية تهدد الكيان الإسرائيلي / عيسى أبوعرام

نتيجة بحث الصور عن عيسى ابو عرام



عيسى أبوعرام ( الجمعة ) 4/5/2018 م …

قبل البدء في التحليل والعرض قال “ابراهيم طوقان” :- في يدينا بقية من تراب فاستريحوا كي لا تضيع البقية، عفواً شاعرنا الكبير في يدينا بقية من تراب فاستريحوا لكي تعود البقية، وقال “توفيق الحكيم” ذات يوم اذا ما حلت ب “مصر” نائبة فانها تستحضر خمسة آلآف عام من تاريخ الحضارة المصرية القديمه، وانا اقول اذا ما حلت باسرائيل النائبة فماذا تستحضر من التاريخ سوى الكيد والدونية والفساد كونها كيان وظيفي مصطنع لقوى الاستعمار الغربي، وما دامت مصنوعة فان لها تاريخ ومدة صلاحية.
إسرائيل كيان عسكري مملوكي هش البناء التكويني متعدد الثقافات على مدار السبعين عاما المنصرم من عمره، بقي عاجزا عن حسم مسألتين: الوجود وازمة الهوية، وفي هذا السياق يوجد عدة عوامل تهدد استمرار وجوده اكبر من اي قنبلة نووية وهي:
1- تعيش اسرائيل ازمة هوية والهوية الحالية تُعرّف على انها هوية مدورة الهوية والمناعة الوطنية فهي ليست اسرائيل فقط وإنما اسرائيلي برجوازي عصري (اشكنازي)، واسرائيل الحريدة متدين متزمت يهودي غروزني بمعنى يهودي ينتمي الى الجماعات الروسية، فهي تعيش حالة متنوعة من الثقافات وانماط الحياة، اسرائيل وبعد سبعين عاما غير قادرة على دمج مكونات الجماعة مع مكونات الفرد في هوية يهودية مشتركة وآخذ هذا التماهي بالتنافر ما بين المكونات القومية والمكونات الروحية ويترجم ذلك في الحياة الحزبية المتشظية الذي من شأنه تهديد المناعة الوطنية.
2- تعاني اسرائيل من نزع الشرعية عنها وعن وجودها كدولة عنصرية وتصنفه الى مستوى التهديد المصيري فان شبكات المقاومة والمقاطعة المتنامية بالعالم ضد اسرائيل تعمل استراتيجيا على انهيارها ويقول ساسة ومفكرون اسرائيليون عن هذه الشبكات انها تسعى الى تحويل اسرائيل دولة بغيضة، كما ان عناصر هذا البغض يتمثل في النمو الاستيطاني المتسارع وانهيار معه فكرة حل الدولتين كاطار متفق عليه لحل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي والبديل عن ذلك دولة الفصل العنصري، مما يجعل اسرائيل في نظر العالم دولة لا اخلاقية، كما ان الحروب على غزة وتقرير “غولدستون” كانت نقطة البداية لهذا التحول.
3- اوفول نظرية الردع الاسرائيلي، ان الاستنتاجات الاسرائيلية حول اوفول نظرية الردع تتمحور حول عدة قضايا من ابرزها الخط البياني الهابط لانتصارات الجيش لاكثر من خمسين عاما وفقدان الجيش الاسرائيلي لميزة حصرية في مجال سلاح الجو والصواريخ، فأي معركة قادمة تجعل من دولة اسرائيل بكل مساحتها مسرحا للمعركة في ظل غياب القدرة على الصمود اللازم لأن اي دولة تعيش في بحر من العداء تعتمد على مناعتها الوطنية على عاملين اساسين، الاول، قوتها العسكرية التقليدية وهذه قوة متغيرة، والثاني، مقدرتها على الصمود والمعروف بمفهوم الطاقة الكامنة لقوتها الا انه وفي السنوات الاخيرة يعيش المجتمع الاسرائيلي حالة من ضعف شديد يتمثل في الاعياء المعنوي اثر النزاع الطويل مع المحيط العربي وينعكس ذلك على زعزعة الايمان بعدالة الهدف .
4- الغول الديمغرافي يُعلق “ارنون سفير” استاذ الجغرافيا السياسية في جامعة حيفا ان البون الحضاري الشاسع بين العالم العربي الذي يمثل التخلف والدونية واسرائيل التي تمثل الحضارة الغربية لا يسمح بالتوصل لتسوية سياسية بين الطرفين وان ينعما بسلام الا ان هناك تهديد داخلي يتهدد الدولة ويدفعها نحو الانهيار لان كل المعطيات الاحصائية والرقمية تشير الى ان اليهود يشكلون 48.5% من سكان فلسطين الانتدابية ويتوقع تراجعهم الى 40% او اقل عام 2025 نتيجة الزيادة الطبيعية الكبيرة للمواطنين العرب ومخازن اليهود بالخارج بدأت تنضب لجهة امدادها بالصهاينة الراغبة بالعودة الى ما يسمى بارض الميعاد، واسرائيل لا تستطيع التصدي لهذا التهديد الا بأحد امرين التهجير القسري او الابادة وهما سلوكين مستحيلين، لذلك تعمل على عزل الفلسطينين في اطار كانتونات متعددة في الضفة الغربية تُمثل كيان، وفي قطاع غزة كيان آخر، وداخل فلسطين المحتلة كيانا ثالثا، أما حق العودة فمن المستحيل أن تقبل به أو تسمح بتحقيقه.
5- دولة المدينة في التقرير الأمريكي الصادر عن مؤسسات الفكر والسياسة عام 2013 الذي يسمى ب “عوالم بديلة” اشار الى نقطتين هامتين هما الانفجار المتوقع في الطبقة الوسطى في العالم الصناعي الناشئ يقابله دولة المدينة وهذا ما تعيشه اسرائيل بالفعل ويتجلى ذلك في فقدان السيطرة على الاطراف في اطار اختزال تمركز الدولة في “غوش دان” وفي التحديد مدينة “تل ابيب” ومحيطها ومنها تنطلق عوامل الانهيار الذاتي كجزء من الظاهرة الكونية القائمة على اتساع حجم المدن الكبرى وتعاظمها ديمغرافيا واقتصاديا كما قال احد الباحثين الاسرائيلين على المدى المنظور ستجد اسرائيل نفسها ملزمة في الدفاع عن الشريط المتصل من حيفا الى عسقلان.
اذا كانت اسرائيل كذلك فالسؤال المطروح : لماذا التسابق على طرح مشاريع ومبادرات سياسية تقدم التنازل تلو الاخر لدولة في طريقها للتهالك والانهيار؟!!! لندع الايام تفعل ما تشاء والاجيال القادمة ما تريد فاستريحوا ايها السادة لكي تعود البقية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.